العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القوّة والسلام : إذا أردت السلام فأذهب الى الحرب

اذهب الى الأسفل

القوّة والسلام : إذا أردت السلام فأذهب الى الحرب Empty القوّة والسلام : إذا أردت السلام فأذهب الى الحرب

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الثلاثاء 27 أكتوبر 2009 - 15:07

القوّة والسلام
إذا أردت السلام فأذهب الى الحرب



عمر شبلي

الصويري البقاع الغربي


منذ كينونة الإنسان الأولى كانت القوة هي ما يبقى مستمراً، فعندما قتل قابيل أخاه هابيل كان يقول له : إن الأرض رغم سعتها لا تتسع لكليْنا لأننا سنلد ذرية ، وليـُكتَبْ لها البقاء، ولذا يجب أن تموت أنت لأبقى أنا وذريتي لنعمر هذه الأرض، وليس مهماً أبداً أن أبسط يدي لأقتلك، أما أنت فعليك ــ إن شئتَ ــ برفع مظلوميتك للسماء. وهذا ما حصل فكنا نحن أبناء قابيل، ولسنا أبناء آدم، أي نحن نسل خطيئةٍ تسمى "الشر". لقد كان القتل سمة الإنسان الأول الذي نسلـَنا من صلبه، ولم يكن متاحاً لقابيل أن يهدد أخاه ويقتله وبالتالي يستمر هو ونسله لو لم يكن قوياً.
يبدو أن العرب بتخاذلهم وتواكلهم يثبتون اليوم أننا من ذرية هابيل، ويبدو أنه تحت الظلام نسَلَ ذرية لم يرها قابيل أثناء قتل أخيه لتستمر جدلية القوي والضعيف إلى يوم يبعثون. ويجب أن نعرف أن التاريخ يكتبه الأقوياء، وأن الضعفاء لا تاريخ لهم. بل وأكثر من ذلك أن القوة المنتصرة هي التي تفرض أخلاقيتها عبر التاريخ، حتى ولو تعارض نظام الفعل مع نظام الأخلاق، هكذا تمشي الحياة وهكذا تستمر مسيرة التاريخ. قرأت في جريدة الحياة في مقال صحفي منذ خريف 2004 كلمات سجلها صحافي أمريكي في صحيفة متميزة من خلال نقاش له مع مسؤول كبير في إدارة الرئيس بوش طلب منه عدم الكشف عن اسمه، "المسؤول الكبير قال معلقاً على تساؤلات الصحافي: أنتم معشر الصحفيين والمعلقين والكتّاب تعيشون فيما أسميه مجتمع الحقيقة، أنتم أناس تؤمنون بأن الحلول تظهر فقط من دراستكم للحقيقة القابلة للإدراك . العالم لم يعد يعمل بهذه الطريقة. نحن الآن إمبراطورية، وحينما نعمل ونتصرف فإننا نخلق حقيقتنا الخاصة. وبينما أنتم تدرسون تلك الحقيقة ـــ حتى ولو بطريقة حكيمة إذا شئت ـــ فإننا سنتصرف مرة أخرى خالقين حقائق جديدة أخرى، وبهذا تتشكل الأشياء. نحن نعبّر عن حركة التاريخ، وأنتم جميعاً سيتم ترككم لتقوموا بمجرد دراسة ما نفعله".
والسؤال الملحُّ هو : هل نستطيع أن نصبح أقوياء لاسترجاع حقوقنا. طبعاً الجواب نعم، وأول الانتقال من ذرية هابيل هو الإرادة المصممة على التغيير والانتقال من مستنقعات الضعف والتخلف والتبيعية إلى حيث يكون مكاننا نظيفاً من حوافر خيل الغزاة، وأن حقوقنا الشرعية لاتعني شيئاً ولن تكون شرعية إذا كنا ضعفاء نستجدي العالم أن يناصرنا في المؤتمرات والمنابر الدولية. شرعية الضعفاء ليست شرعية، ولا مكان لها في المؤتمرات والمنتديات والمفاوضات ما لم تكن لها أنياب قوية .إن القرارات الدولية كلها بلا أسنان، إلا إذا كانت لمصلحة الأقوياء، وقتئذ تُنفَّذ فقط. ضعفنا هو أكبر أعدائنا، يجب الاعتراف أولاً بأن المعتدي الأول علينا هو الـ "نحن"، وليس الآخر لأن عقولنا دخلت في مرحلة الانقراض، تماماً كالعضو الذي لا يستعمل ‘ إنه سيضمر ويزول، إننا نحن المتآمرون على قضايانا قبل الصهاينة والغرب المسعور.
الصهاينة مغتصبون، ولكنهم اعتمدوا على القوة فأجبروا العالم على الإنصات لسماع صوتهم القوي الظالم، وبقوتهم سيطروا على كثير من مرتكزات الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي. كل ذلك كان بسبب اعتمادهم على القوة. يقول أحد مفكري الصهيونية: " إن السيف والتوراة نزلا من السماء ملفوفيْن معاً". هم يملكون الآن أكثر من مئتيْ رأس نووي، ونحن نملك أكثر من "منطقة خضراء" تدير عقولنا وتسيِّر عالمنا اليابس.
إعرف عدوك" هذه أول خطوات الإعداد لاسترجاع حقوقنا المطمورة في الطوابق السفلى لمبنى الأمم المتحدة، وليس غير القوة تخرجها وتصعد بها إلى الطوابق العليا في ذلك البناء الكبير الذي يحتله الأقوياء وحدهم. بالقوة استطعنا طرد الصهاينة من جنوب لبنان وبدعم سوري لا يخفى على أحد، وبالقوة التي ابتكرها الشهداء الفلسطينيون بأرواحهم وأجسادهم التي تغطي مساحة فلسطين كلها استطاع الشعب الفلسطيني أن يجعل العالم ينصت لسماع الصوت الفلسطيني المنطلق من البندقية أولاً. وبقوة وصمود الشعب العراقي المقاوم انهزم المشروع الأمريكي ، وكانت مقاومة الشعب العراقي دفاعاً عن العالم كله في وجه مشروع الشرق الأوسط الأمريكي المتصهين ودحره، وهو الآن يترنح تحت ضربات المقاومين الأبطال الذين يقاتلون نيابة عن كل أحرار العالم، ومن هنا من أرض الممانعة العربية في سورية الحبيبة ندعو إلى وحدة المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق، فالمقاومة لها معنى واحد وهدف واحد، فلا يجوز دعمها في مكان وخذلانها في مكان آخر، كما وندعو لدعم وتعزيز صمود سورة العربية، وتوسيع جبهة الممانعة لأن الشعب العربي بأسره يتوق لمقاومةٍ تسترجع كرامتنا وحقوقنا السليبة، وعلينا أن نتأكد من أن الذي لا يستطيع كسب الحرب لا يستطيع فرض السلام.
القوة تكمن في الوعي أولاً، وكذلك الحق "وإذا كان الحق لا يستطيع الدفاع عن نفسه بنفسه، وكانت القوة هي المكمل الضروري الذي يحول دون أن يعمَّ الظلم العالم فيجب البحث عن القوة حيث هي، وجعل الحق يعيش في كنفها.". هذه حقائق كشفتها عباءة التاريخ وهي تمشي من قرن إلى قرن.
وعلى المثقف العربي اليوم مسؤولية كبرى في التحريض على سكونية العقل العربي وتخلفه، وذلك عبر نهجين لا ثالث لهما: الأول هو الخروج من مرحلة الأذان في الخابية، والثاني هو خروج المثقف العربي من تدبيج المدائح للسلطة وتبرير أخطائها البيِّنة.على المثقف العربي اليوم ألا يصفق في الجهة الخطأ، وعليه أن ينحاز للمقاومة ويصحح مسيرتها باستمرار لأن الصحيح يكون دائماً بحاجة للتصحيح.
العدو الصهيوني اليوم يفاوضنا على إنجاز موتنا بهدوء، ويقنع حكامنا المتأمركين أن العصمة دائماً بيد إسرائيل، وأن التنازل الدائم بيدنا نحن. مع أنه هو أول من يدرك عدم شرعيته، ينقل عن بن غوريون أنه قال لناحوم غولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي: " لو كنت زعيماً عربياً لما عملت تسوية مع إسرائيل أبداً وهذا طبيعي فقد أخذنا أرضهم وهناك لا سامية"النازيون، هتلر،أوشفيتز،ولكن هل هو ذنبهم هم يرون شيئاً واحداً إننا جئنا إلى هنا وسرقنا بلادهم، لماذا يقبلون هذا؟".
وينقل عن موشيه دايان قوله: "كلما ازداد أصدقاء العرب في الإدارات الأمريكية توطّد أمن إسرائيل أكثر من ذي قبل" وهذا يعني أن الزعيم العربي لا يصبح صديقاً للإدارة الأمريكية إلا إذا أصبح عميلاً لها، وهذا يكون في النهاية في مصلحة "إسرائيل".
لايمكن أن يحرر الوطن إلا الأحرار، فإذا أردنا أن نعمل فعلاً لإعداد قوة لاسترداد حقوقنا فهذا لن يكون إلا بتحرير الإنسان العربي من الخوف، ومن الأذان في الخابية. الشعب الحر يسترد الحرية لأرضه أما العبيد فلا يمكن أن يحرروا أرضاً، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
كان نابليون يجمع أوراقه عن الطاولة بعد الإعداد لمعركة اليوم التالي، فسأله أحد جنرالاته، أترى أن الله سيكون معنا غداً؟ فأجابه نابليون :أيها الجنرال إسمعها جيداً : إن الله مع المدفعية الثقيلة.
تحية للجولان العربية، وتحية لأهلنا الصامدين في الجولان، والقابضين على هويتهم السورية العربية وتحية إكبار للمقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
م
نشورات ال
طليعة العربية في تونس
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى