العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني Empty طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني

مُساهمة من طرف المدير الخميس 30 نوفمبر 2006 - 1:09

طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني Img_cartoon_30-11-2006_09

طليعة لبنان الواحد: عدد تشرين الثاني 2006


المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني من العام 2006

الاحتلال الأميركي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وجنوده على عتبة الانهيار النفسي والمعنوي
المرحلة القادمة معركة تعميق السقوط المعنوي عند الجندي الأميركي

كانت تطورات الوضع في العراق، على مدى شهر تشرين الثاني من العام 2006، تتسارع وتُصبح أكثر إثارة واهتماماً في العالم كله. فقد افتُتِحت أحداث الشهر بأغرب حكم قضائي صدر بحق الرئيس صدام حسين ورفاقه الأبطال. وكان الحكم محوراً للكثير من الأحداث التي رافقته أو تلته. وقد رجَّح المراقبون أن توقيت الحكم جاء سابقاً للانتخابات النصفية الأميركية، بحيث حسبت إدارة جورج بوش أنه قد يصب في مصلحتها، ويقوي أوراقها التي عصفت بها المقاومة الوطنية العراقية. لكن حسابات حقل الإدارة لم تنطبق على بيدر الانتخابات إذ جاءت نتائجها مخيِّبة لآمال «الأميركيين المتطرفين الجدد»، فأسقطت الحزب الجمهوري في مجلسيْ الكونغرس والشيوخ، وجاءت بالديموقراطيين لأنهم وعدوا الشارع الأميركي بالعمل على الانسحاب من العراق، بشكل صريح وواضح لا لبس فيه أو غموض.
كان سقوط الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية تتويجاً لسقوط آخر سبقه ومهَّد له، وهو استقالة، أو إقالة رؤوس الكبار المنتسبين إلى مشروع «اليمين الأميركي المتطرف» من الذين نظَّروا له ووضعوا أسسه الإيديولوجية، ويأتي على رأسهم المفكر «فوكوياما»، كبير واضعي المشروع الإيديولوجي، الذي أعلن منذ شهور مديدة أنه لا يستطيع متابعة تأييد مشروع سقط في مستنقع اللاأخلاقية، ودعا الإدارة الأميركية الحالية إلى الإقلاع عن استراتيجيتها في تصدير «الديموقراطية بالطرق العسكرية».
وسبق تلك النتيجة الكثير من معالم المأزق ومظاهره، الأمر الذي تحققت فيه شروط سقوط الاحتلال، فكان من تلك المعالم والمظاهر هو تعمبق المأزقين العسكري والأمني لقوات الاحتلال وعملائه، مما باتت معه قدرة الاحتلال في السيطرة على العاملين مستحيلة. تلك العوامل كانت خاضعة لمقاييس التقابل بين الاحتلال والمقاومة مرجَّحَة لصالح المقاومة، تلك المقاومة التي أوفت بكل موجبات الحرب الشعبية من جهة، والتي عجز الاحتلال عن استعادة التوازن لمصلحته من جهة أخرى. وبهذا باتت الهزيمة مؤكَّدة للاحتلال والنصر مسألة وقت، وليست مسألة قرار.
ولأن المقاومة الوطنية العراقية استقرأت أن مشروع الاحتلال الأميركي قد أصبح في مراحل نزاعه الأخير، أعلنت «برنامج التحرير والاستقلال» الذي صدر باسم القيادة الموحدة للمقاومة في الشهر الفائت. ولما فرض الوجه العسكري للمقاومة المأزق تلو المأزق على الاحتلال رفعت سقفها إلى برنامج سياسي يجمع كل فصائلها، العسكرية والسياسية لمواجهة تداعيات المرحلة الأخيرة من عمره.
في الإعلان المذكور عبرت المقاومة إلى مرحلة متقدِّمة من عملها، وفيه توَّجت نضالها العسكري على مدى أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة بإعلان سياسي يُعد لمرحلة ما بعد الاحتلال. ولأنها في تلك السنوات فرضت على الإدارة الأميركية صياغة حركة سياسية لاحتلالها العراق، تقوم على خداع الشارع الأميركي والكذب عليه، وقد خدعته بالفعل عندما أعاد انتخاب جورج بوش لرئاسة الولايات المتحدة مرة ثانية . ولما كان المرء لا يستطيع أن ينجح في الكذب مرتين، فقد جاء الرد حاسماً من الشارع الأميركي في الانتخابات النصفية الأخيرة.
أكَّدت نتائج الانتخابات النصفية أن الاحتلال يسير نحو الزوال سريعاً، أما السبب فهو أنه إذا كان الحزب الديموقراطي قد أحرز النجاح فإنما لم يصل إليه إلاَّ لسبب واحد، وهو الوعد الذي قطعه على نفسه أمام الناخب الأميركي بإعادة الجنود الأميركيين إلى بلادهم من دون تباطؤ أو إهمال. وإذا كان الإهمال مرفوضاً عند الشعب الأميركي، وهو ما دلَّت عليه سرعة رد فعل الناجحين من الحزب الديموقراطي الذي ما إن أُعلٍنت نتائج فوزهم حتى تعددت تصريحاتهم بأن من الملفات الأولى التي سيبادرون إلى فتحها مع إدارة جورج بوش هو تحديد سياسة جديدة في القضية العراقية.
أما بالنسبة للتباطؤ، وهذا ما تشير التقارير إلى إمكانية حصوله من جانب رئاسة جورج بوش، بإغراق الديموقراطيين في متاهات أخرى من التسويف والخداع، فهذا مما لا نحسب أن الشارع الأميركي سيترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام الطرفين الديموقراطي والجمهوري على حد سواء، وأن يسكت على أي تسويف. وإذا ما تلمَّس الشارع الأميركي مثل هذا الاحتمال، فإننا نعتقد بأن صبره سيكون سريع النفاذ، وبمثل تلك الحالة، وإن تناسى جورج بوش هذا الأمر، فإن الشارع الأميركي سيكون جاهزاً للضغط بشتى الوسائل والأساليب. فإراقة دم الأبناء أو الآباء أو الأزواج لن يستطيع صبراً.

وفي مجمل الأحوال، يتوقَّف المراقبون، والعارفون بحقيقة إيديولوجيا الحزبين المذكورين، أمام احتمالات تطور الأمور بناء على تلك المعرفة، وهم لا يرون أن استشراف مستقبل المواقف حول القضية العراقية هي من المسائل السهلة التي يمكن البت باتجاهاتها بمثل تلك السهولة، وهذا ما يدفعنا إلى استعراض ما يراه أولئك المراقبون والعارفون.
يقول البعض إن سقوط الصقور الجمهوريين في الإدارة الأميركية لا يعني أن هناك حمائم في المعارضة الديموقراطية، وإذا كانوا موجودين فلا يعني أن تلك الحمائم ستكون حرة في اتخاذ قرار واضح وسريع في شأن هام، خاصة أن فيه الكثير من الإغراء والتشويق كما هو موجود في العراق، الذي فيه ما يفتح شهية الرأسماليين أينما كانوا، سواءٌ أكانوا جمهوريين أميركيين أم ديموقراطيين. وسواءٌ أكانوا أميركيين أم غير أميركيين.
هذا الجانب يدفع بنا للتمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود بين مواقف حزبين أميركيين ينتسبان إلى إيديولوجيا رأس المال، كما يمتلك النخبة في رأس هرمهما الحزبي سلسلة من الشركات الصناعية والتجارية التي لا يمكنها أن تعيش من دون أسواق للسلع ومن دون مناجم فيها المواد الخام والثروات الطبيعية. كما يجمعهما أنهما سليلان لنظام تأسس على الجريمة المنظمة منذ أن غزا أجدادهم القارة الأميركية وقطعوا من أجل استيطانها سلالة الهنود الحمر، السكان الأصليين، واستوردوا العرق الأسود من أفريقيا مكبَّلين بالأغلال من أجل استخدامهم في تنفيذ جريمة تطهير القارة من أولئك الهنود. وبذلك لا نستطيع أن نميِّز بين رأسماليي الحزبين المذكورين بالنوع، بل ربما نميز بينهما بالدرجة.
وهناك أمر آخر يجمع الحزبين المذكورين هو تنافسهما لحماية الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وهما يتباريان في إظهار الإخلاص والغيرة عليه، ويتسابقان في الموافقة على بذل الغالي والنفيس من أجل الموافقة على كل موجبات حمايته في شتى الحقول.
إن الهدف من الإشارة إلى العوامل أعلاه يساعدنا على صياغة تحليل سليم وموضوعي لاستشراف مستقبل القضية العراقية استناداً إلى تداعيات الانتخابات الأميركية الأخيرة.
إن هذه الحقائق تدفعنا للتساؤل التالي: هل يستمر الحزب الديموقراطي في ضغطه على إدارة جورج بوش من أجل تنفيذ الانسحاب المبكر من العراق؟
بداية لا بدَّ من القول إن في نفط العراق وموقعه الاستراتيجي ما يسيل له لعاب الديموقراطيين وليس الجمهوريين وحدهم. لكن إذا كان الحزبان لهما الأهداف ذاتها، أهداف تنمية رساميلهم من دون شبع، إلاَّ أنهما يختلفان حول وسائل النهب. ولهذا السبب أثار ذلك الاختلاف منذ البداية التي تلمَّس فيها الديموقراطيون أن مشروع احتلال العراق العسكري لن يأتي بالفائدة المرجوة، وكان دليلهم انطلاقة المقاومة العراقية بشكل مبكر، وتناميها بسرعة لم يكونوا يتوقعونها. حينذاك برزت إلى الواجهة، حتى ولو بشكل خجول، التمايز في الوسائل الاستراتيجية لكل من الحزبين، أي بما يُعرف الاتجاه الذي يحافظ على أميركا كأمة تمارس دورها الرأسمالي بشتى الطرق باستثناء الغزو العسكري المباشر، والاتجاه الذي تبنَّته إدارة جورج بوش كمعبِّر عن إيديولوجيا «اليمين الأميركي المتطرف» التي تعتمد على بناء إمبراطورية أميركية في العالم يتم تصديرها وفرضها بالقوة المباشرة. وهذا ما استخدمته إدارة جورج بوش انطلاقاً من العراق.
قد يحاول الحزب الديموقراطي أن يُسوِّف وعوده إلى أمد يراهن فيه على التخفيف من خسائر أميركا نتيجة انسحابها من العراق إلاَّ أنه لا يستطيع أن يراهن على فرصة زمنية مفتوحة.
إن المقاومة الوطنية العراقية لن تترك أياً كان يأخذ فرصته الزمنية التي يريدها، والسبب أن جثث جنود الاحتلال ستصل باستمرار إلى بلادهم، ومن المرجَّح أن تزداد أعدادهم حسبما وعدت المقاومة العراقية، وهي سوف تصعِّد عملياتها، كماً ونوعاً. أي أن استراتيجيتها القادمة ستقوم على قاعدة ألاَّ تترك متنفساً للعدو تجعله يرتاح فيه.
إن هدف هذه الاستراتيجية، في هذه المرحلة تحديداً، هي إبقاء الضغط مستمراً على جنود الاحتلال في مرحلة أصبح الجندي فيها حريصاً على المحافظة على حياته، خاصة وأن الشارع الأميركي قد اعتبر أن الحرب غير عادلة، وأن الانسحاب منها أصبح قاب قوسين أو أدنى.
إن من أهم نتائج الانتخابات النصفية، ليس فوز الحزب الديموقراطي فيها إلاَّ لكونه قد فتح بوعوده أبواب الأمل أمام جنود الاحتلال الذين أصبحوا متعبين ومُرهقين ومصابين باللوثات النفسية وعاهاتها وإعاقاتها. وهم أيضاً أصبحوا بلا هدف، وهم بالأساس قد زُجُّوا بحرب لا مصلحة وطنية لهم فيها ولا طبقية. وعندما انخرطوا فيها كانوا يعرفون أن تعبهم وجهدهم سيصب في احتلال آبار النفط التي ستُتخم جيوب أصحاب الشركات الكبرى بالإضافة إلى جيوب الطبقة السياسية الحاكمة، فانخرطوا فيها لأن الذين أعدوا للاحتلال قد زيَّنوا لأفراد جيش الولايات المتحدة أن قيامهم بالحرب لن يستمر أكثر من أيام، وإن احتاج الأمر فلن يكون أمدها أكثر من أشهر معدودات، هذا بالإضافة إلى الكثير من الإغراءات المادية التي ستُغدَق عليهم نتيجة قيامهم بتلك الخدمة. كما أن عائدات النفط العراقي ستُوظَّف لمصلحة الشعب الأميركي. وهذا ما كشف الكذب فيه الجنود الأميركيون، وعائلاتهم. السبب الذي جعلهم ينادون بإنهاء هذه الحرب التي بدلاً من أن يتنعموا بنتائجها الاقتصادية، رأوا أنفسهم يدفعون الثمن الباهظ من دمهم وحياتهم وجيوبهم وصحتهم النفسية والعقلية.

سيان راهن البعض من المحللين على صعوبة اتخاذ قرار بانسحاب قوات الاحتلال الأميركي من العراق بالسرعة الممكنة بعد نجاح الحزب الديموقراطي وهزيمة الحزب الجمهوري، مستندين إلى تشابه أهداف الحزبين الأميركيين الحاكمين في تعزيز مواقع الرأسمالية في العالم، إلاَّ أن القرار الآن ليس قراراً يتَّخذه الكبار في أروقة البنتاغون والبيت الأبيض، بل أصبح القرار بيد الجندي الموجود في قلب المعركة، لأن القرارات الفوقية في هذه المرحلة لن تحمي حياة جندي أو تحرسه من إعاقة جسدية أو نفسية، بل القرار أصبح بيد الجندي المتروك في معركة سيموت فيها من أجل لا هدف.
إن المرحلة القادمة تحتاج إلى فترة يسيرة من الزمن تتحول فيه نداءات الجنود وعائلاتهم إلى طفرة نوعية تحوِّل الجندي القابع في مواقع الخطر إلى متمرد على أوامر ضباطه حينما يدفعون به في واجبات عسكرية يشعر أنه سيموت فيها. وقد عبَّر عنها ريتشارد جوين، أحد الكُتَّاب الأميركيين، بأنها المرحلة الأخيرة من حياة الاحتلال، قائلاً: إن بداية عملية قتل الضباط الأعلى سوف تؤرخ للحظة توقف الجيش نفسه عن مساندة الحرب. وهذا يحدث حين يسود الإحساس لدى الجيش الأمريكي انه يخاطر بتدميره في حرب تستمر بدون أي هدف ، بالضبط كما حدث في فيتنام . إن مرحلة «»اترك واهرب» لم تصل بعد ولكنها قريبة جداً .
إنها في الواقع مرحلة الانهيار النفسي لدى الجندى الأميركي في العراق. كما أنها مرحلة لا بدَّ من أن يؤديها أبطال المقاومة وبواسلها بكفاءة واقتدار، وقد أثبتوا أنهم جديرين بذلك خاصة وأنهم اجتازوا المسافة الأصعب، ومرحلة الشوط الأخير هي الأسهل. إنها مهمة دفع الانهيار النفسي إلى أقصى مدياته عند الجندي الأميركي الذي شعر فعلاً إنه لا يقاتل في سبيل قضية وطنية أو طبقية. والحال كذلك فإن هذه المرحلة لن تترك لأحد في أميركا، سواءٌ أكان في هرم السلطة الحاكمة أم في هرم المعارضة، فرصة زمنية كافية للتفكير في البدائل التي تقلل من خسائرهم. وهي مرحلة لا تتطلب أشهراً مديدة. ولعلَّ في ما تتناقله الأخبار عن بطولات المقاومة وسيطرتها على مناطق كثيرة في العراق ما يحملنا على الاعتقاد بأن الجيش الأميركي المحتل يقبع على مسافة قصيرة من مرحلة الانهيار النفسي والمعنوي.
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني Empty رد: طليعة لبنان الواحد:المشهد العراقي في شهر تشرين الثاني

مُساهمة من طرف مدير الموقع الخميس 30 نوفمبر 2006 - 14:07

بغداد تاج الشموخ العربي
شبكة البصرة
د. قاسم سلام
عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

ماذا بعد؟ وماذا كان بالأمس البعيد؟
سؤال تسأله بغداد الجريحة اليوم وهي في ملحمة بطولية تحفز كل ذرة من ذرات الرمل العربية وتستفز كل نبتة نبتت في حياض الأمة ولتتفاعل معها الطبيعة، التي تعرف في الأمة الغيرة على الكرامة والإعتزاز بها والإنتخاء لها والتعاطي معها.. بغداد التي يتألم لما يحدث فيها كل شرفاء الأمة وأبنائها الغيورين... الطبيعة التي تفاعلت مع فرسان الأمة عبر التاريخ كله رافضة الذل والهوان، هذه الطبيعة لم تقهر إلا في عهد انظمة خنعت واستسلمت لإرادة الدخيل، واطماع المحتل، وجبروت العنجهية الأمريكية، طبيعة سمحة تفيض بالشجاعة والبطولة والميلاد المتجدد.
ترى اليوم حقد المجوس يترجم على ارض الرافدين محرقاً الأخضر واليابس، مستميتاً في الإنتقام للتاريخ الفارسي كله، الإنتقام من بغداد العروبة، بغداد الإباء والبطولة والفروسية والحضارة والتاريخ، بغداد القادسيتين.. قادسية المثنى وسعد وقادسية صدام حسين.
بغداد مدينة السلام، اليوم، الغارقة في بركة من الدماء تمارس فيها غوغائية الصفويين برعاية الفرس والامريكان والصهاينة. مساجد تحرق وتدمر وبشر، مواطنون عراقيون عرباً آمنوا بالله والوطن والأمة. احبوا وطنهم العراق وأبوا أن يبدلوا حبهم للعراق الواحد الموحد بمذلة الصفويين وعبث الأمريكان وخبث الصهاينة.. رفضوا الخنوع والقبول بسياسة الأمر الواقع وديمقراطية الموت الأمريكية وطائفية الصفويين وعنصرية عملاء الصهاينة في شمال العراق مفضلين حب العراق والأمة على كل المغريات التي برهنت الأيام أنها ليست إلا رماداً تحته نار وتذكيها الطائفية والعنصرية والصهيونية في العراق اليوم لتمتد حرائقها الى المنطقة العربية كلها إن عاجلاً أو آجلاً.
إنها نار الفتنة بكل أنواعها... فتنة يواجهها اليوم بكل شجاعة ابن العراق الحر الشريف عبر فوهة بندقية المقاومة التي آلت على نفسها إلا أن ترد الإعتبار لبغداد العظيمة ولعراق الحضارة والتاريخ مهما كانت التضحيات. إنه الرد المنطقي على الاحتلال وأعوانه الذي يجعل من كل المعاناة أوسمة شرف لبغداد.. للعراق ولكل مقاوم آلى على نفسه أن لا يقبل بغير إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة.
ولكن وبالرغم من هذا كله... بالرغم من الفعل البطولي لرجال المقاومة إلا أن بغداد تاج الأمة الذي يعلو فوق كل التيجان لأنه تاج الشموخ العربي الذي رد للأمة إعتبارها في القادسية الأولى وفي الثانية وفي أم المعارك الخالدة ومعركة الحواسم المفتوحة حتى اليوم... رد للأمة هيبتها وتاريخها المجيد معزَزَاً بلغة الفروسية وفعلها بالرغم من كل التحديات والفذلكات السياسية او الإعلامية للقنوات المؤمركة... إلا أن بغداد هذه يحق لها أن تسأل كل عربي عن دوره في مواجهة هذا التحدي الكبير الذي تخوض ملاحمه بغداد مذكرة بملاحم التاريخ العربي كله منذ يوم ذي قار والقادسية وحتى اليوم؟ سؤال يتضمن عتاباً للشرفاء والخيرين في الأمة كما فيه كشف حساب أمام الحاضر والمستقبل.. حتى يعطى لكل ذي حق حقه بعيداً عن لغة المجاملة والتصنع.. لغة بها القدر الكبير من الصدق مع «الذات» والإحساس بالمسئولية التاريخية والسمو فوق كل الجراحات.
ها هي بغداد تصرخ اليوم في وجه الأنظمة فلا «معتصم» ولا فعل «للمعتصم» الذي لا شك أنه هو الآخر يئن في قبره ويصرخ ويتمنى لو يُفتح له اللحد حتى يستل سيفه فارساً في وجه الصمت العربي الرسمي أولاً وفي وجه الجبناء الذين يدمرون اليوم بغداد كمنطلق لتدمير دمشق والقاهرة وغيرها من العواصم التي كان لها تاريخ نضالي متميز. لا شك أننا أمام مأساة وكارثة مدمرة مفروضة على العراق فالدماء التي تجري والمجازر الجماعية التي ترتكب لا تخدم العراق ولا الأمة العربية بل تستهدف الحاضر والمستقبل مصمَّمَة بفعل فاعل يحركه «الريموت» الصهيوني في إطار مخطط أكبر من العراق بأهدافه وأبعاده ومداخلاته. والمؤسف أن التحركات الأخيرة في إطار محور دمشق بغداد طهران تأتي في ظل حمى الإتهامات الامريكية لسورية وتزايد فعل المقاومة الباسلة ضد الإحتلال وعملائه وتحركات كأنها تبحث عن صك غفران!!
وبالرغم من غزارة الدماء فإن ابن العراق لن تنطلي عليه هذه التحركات ولن يحبطه استمرارية الصمت العربي وجرائم الصفويين في العراق فهاهو كعادته يهتف للعراق الواحد الموحد ولقائده البطل صدام حسين.. يهتف في وجه الكلاب المسعورة التي لا هم لها إلا تمزيق وتدمير العراق رداً على فشل المشروع الأمريكي الصهيوني الفارسي.
إنها بغداد قوية صامدة كما عهدناها.. تصرخ غاضبة في وجه العملاء والمأجورين والخدم الذين دنسوا العتبات المقدسة وكل أرض العراق.. دنسوا أرض الإمام علي والحسين وجعفر الصادق وأبي حنيفة النعمان وغيرهم من الصحابة والأولياء والمصلحين.. دنسوا بغداد مدينة الخضر والرفاعي وعبدالقادر الجيلاني. لهذا فإن بغداد تنتفض عملاقة في وجه كل العملاء وفي وجه المرجعيات الصفوية التي لا هم لها إلا تنفيذ مخطط الحقد والتخريب، مخطط «يزدجر» و«كسرى» و«الهرمزان» وأحفادهم الذين تربوا على الحقد والضغينة والفتنة مغطين كل ذلك بعمائم ظاهرها القداسة وباطنها كل «ما يعني الضد». هذه العمائم التي لا تهتز ضمائرها أمام انهار الدم التي تسيل فكم من دماء تسفك في مدينة الثورة مدينة صدام؟ وكم من قصف وتدمير للأعظمية؟ وكم من تحشدات وتجمعات ترعاها فرق الموت الفارسية الصهيونية تحت العلم الامريكي تسرح وتمرح في أحياء وشوارع بغداد مدججة بمختلف انواع الأسلحة ترسم صفحات موت بدلاً من زرع المحبة والثقة والديمقراطية التي يدعي البيت الأبيض أنه لم يأت إلى العراق إلا من أجلها ومن أجل حماية حقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة!!
كل هذا والأنظمة العربية هي الأخرى صامتة صمت الموت، ترى وتسمع لكنها لا تتكلم. وإذا ما سُئلت من قبل البيت الأبيض طأطأت له الرؤوس وحركت الشفاه بتمتمة لا تفهم إلا من قبله ولا نستبعد أن التمتمة تعني الشكر والثناء للبيت الأبيض على ما قام به من جرائم حرب ضد الإنسانية.. لمعاقبة عراق خالد ابن الوليد وسعد بن ابي وقاص والمثنى والإمام علي و«القعقاع».. عراق صدام حسين.
أما الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي فإنها أيضاً «صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ» فقدتا المقدرة على الكلام والفعل وكأنهما تمثلان حالة الرجل الذي «زعموا ان سارقاً تسور عليه وهو نائم في منزله فعلم به فقال والله لأسْكُتَنّ حتى أنظر ماذا يصنع، ولا أذعره ولا أعلمه إني قد علمتُ به» وإذا كانت هذه هي حالة الجامعة وحالة الأنظمة العربية التي تمثلها فما بالنا بمنظمة المؤتمر الإسلامي التي يدرك الجميع انها ولدت ميتة كما ان الكل يدرك أن «القابلة» هي واحدة. وان الموجّه هو اليوم واحد مهما قيل. وينطبق على هذه المنظمات «تعددت الأسباب والموت واحد» المهم أنها تظل في سياق «الحي الميت» فكيف يتوقع ان يكون لها دور جاد في قضايا العرب والمسلمين ما دامت القابلة بالأمس بريطانيا والمرضعة اليوم امريكا؟!
اما الامم المتحدة التي سكت أمينها العام دهراً لينطق وهو يغادر قائلاً «لم يكن هناك داعٍ لغزو العراق».. نعم لم يكن هنالك داعٍ ولا موجب اخلاقي ولا قانوني غير مصالح امريكا والصهاينة والفرس وهي التي كانت وراء ذلك الغزو. وهي اليوم تقف وراء كل الجرائم البشعة التي ترتكبها وتمارسها مليشيات العملاء وفلول المرتزقة المنضوية تحت إدارة المحتل، فلول المرتزقة التي تقوم بعملية الخطف والتعذيب والإعدام أمام مرأى ومسمع من العالم. ولا نعتقد، ولم يعد هناك من يعتقد ان الحكام العرب لم يسمعوا بمجزرة مدينة «جميلة» يوم الرابع والعشرين من نوفمبر 2006، كما سمع العالم وشاهد المجزرة الجماعية لمائة وخمسة عشر مخطوفاً من موظفي وزارة التعليم العالي، وكذا سجناء الداخلية وغيرها من السجون الواقعة تحت رحمة مليشيات عبدالعزيز الحكيم والسيستاني والجعفري ومرتزقة أحمد الجلبي وأوباش المالكي. هذه الفرق التي تتكامل أفعالها مع البشمركة التي تسيرها بشكل مباشر وغير مباشر «الموساد»، كل ذلك لتأجيج الفتنة وتحريك بعض الغوغاء من الذين تدربوا على أيدي الموساد والـ «سي آي إيه» والحرس الثوري الفارسي وبعض اجهزة المخابرات المسماة بالعربية للأسف الشديد!!
إنها معركة العراق ممثلاً للأمة في مواجهة الصهاينة والفرس والأمريكان، معركة تجعل العراق الذي سما عبر التاريخ فوق كل الجروح تجعله اليوم يفتح ملفاً لجميع الذين أضروا به أمام التاريخ الوطني والقومي والإسلامي، مطالباً بمحاكمة بوش كمجرم حرب ضد الإنسانية وهي من البديهيات خاصة بعد ان بدأ الشعب الأمريكي نفسه بمحاكمته ومحاكمة عصابته.
كما يطالب بمحاكمة كل الذين شاركوا في تدميره وفي زرع الفتنة، ونشر الخوف والفوضى بدلاً عن الأمن والأمان والإستقرار الذي كان ينعم به في عهد القائد التاريخي العظيم صدام حسين رئيس جمهورية العراق الشرعي.
يحق للعراق أن يتهم وأن يحاكم كل المتواطئين والمتآمرين والمترددين، كما يحق له أن يذكر أنه إنما أُحتل بتواطؤ عربي، ودمر بجهود تم توظيفها من قبل الإحتلال وعبر ارضٍ ومياه عربية ومال عربي، وأن بعض انظمة اليوم العربية التي قادت الامريكان والبريطانيين ومهدت الطريق للفرس والصهاينة لإحتلال العراق وتدميره يلتقون بفعلهم هذا مع أولئك الذين تآمروا على مصر في عهد «قمبيز» الفارسي قبل الميلاد بعدة قرون، أولئك الذين تجاوبوا مع نصيحة «فانس» الذي خان سيده فرعون مصر هارباً إلى بلاد فارس محفزاً قمبيز على إحتلال مصر، مؤكداً له على ضرورة الإستعانة «بالبدو» والتفاوض مع ملوك النبط ليساعدوه في اجتياز الصحراء فوافق اقتراحه رغبة في نفس الفرس. وبدأ «قمبيز» التفاوض معهم فكان له و«لفانس» ما أرادا. إذ تمت تهيئة كل ما يريد لتسهيل الوصول الى ارض مصر لإحتلالها.
إنها مأساة انظمة الطوائف او بعض «كبار القوم» فملوك النبط آنذاك قاموا بنفس الدور الذي قامت به بعض الأنظمة في تسهيل عملية إجتياح العراق وتدميره وإدامة الدعم السوقي والإسناد المعنوي للإحتلال وعملائه وكأنها بهذا تنتقم من العراق الذي كان دائماً سباقاً في تلبية نداء الامة مستجيباً لصوت الواجب على أي ساحة من ساحاتها.
إنها امراض الزعامة؟ او الغيرة؟ او حالة من حالات الشعور بالنقص تجعل التصرفات تتجاوز كل معقول وتتخلى عن كل الثوابت وكل حق مادي ومعنوي عام يخص الأمة تحت ذريعة المصالح الضيقة التي كانت وما تزال وستكون الحفرة التي تدفن فيها معظم الزعامات وتختفي بعض الأنظمة بعد ان يستنفذ دورها. كما هي المدخل للحرائق داخل كل ساحة بطرق وأساليب متنوعة تصمم فصولها وتحدد مخرجيها الصهيونية العالمية والبيت الأبيض وحليفهما التاريخي من أصحاب الأطماع الفارسية الذين هم اليوم الرابح الكبير داخل العراق، مهما حاولت معظم الأنظمة أن تسلك اليوم سلوك النعامة أمام الأحداث الكبيرة التي تحيط بالأمة والجرائم الجماعية المرتكبة ضد أشقائنا في العراق، وضد العراق أرضاً وتاريخاً وحضارة... حاضراً ومستقبلاً. وليس أمامنا إلا أن نقول :
إن غداً لناظره قريب
مدير الموقع
مدير الموقع
مدير عام الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 207
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 29/10/2006

https://iraq.superforum.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى