العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوني القلمجي: جولات وصولات بوش الخائبة

اذهب الى الأسفل

عوني القلمجي: جولات وصولات بوش الخائبة Empty عوني القلمجي: جولات وصولات بوش الخائبة

مُساهمة من طرف المدير الأربعاء 6 ديسمبر 2006 - 19:11

عوني القلمجي
عوني القلمجي: جولات وصولات بوش الخائبة 1165390051_1kar22



جولات وصولات بوش الخائبة


يدلل استدعاء جورج بوش لنوري المالكي الى العاصمة الأردنية عمان وبطريقة مذلة ومهينة ، على حجم المازق الذي تعاني منه الادارة الامريكية في العراق ، وعلى سعة الضغوط السياسية الكبيرة التي يتعرض لها بوش ، من قبل الحزب الديمقراطي ومن لجنة بيكر - هاملتون ، وحتى من داخل حزبه ، ناهيك عن تدني شعبيته الى اقصى الحدود. فالكل يطالب بوش باعادة النظر في استراتيجيته الفاشلة في العراق ، وايجاد مخرج لتجنب السقوط المدوي ، ويبدو ان مطلب وضع استراتيجية جديدة قوامها الانسحاب باي طريقة من العراق مع الاحتفاظ بماء الوجه اصبح ضرورريا وملحا. ولحين توفر الظروف المناسبة للانسحاب ، تضيف لجنة بيكر – هاملتون مقترح اشراك دول الجوار لتقديم مساعدات اكثر فاعلية وخاصة من قبل سوريا وايران ، ويذهب وزير دفاعه الجديد روبرت غيتس ابعد من ذلك ، ويرى الحل في تدويل المسالة العراقية. وعلى الرغم من قدرة بوش على تجنب الضغوط والتوصيات او الالتفاف عليها ، بحكم صلاحياته الواسعة ومنها استخدام حق النقض < الفيتو >. الا ان تجاهلها سيزيد من حدة ازمته الداخلية ويدفع الشعب الامريكي اكثر الى المطالبة بانهاء هذه الحرب وعودة ابنائه احياء وليس في اكياس سوداء.
لكن بوش لازال ، على ما يبدو ، مصرا على رفض الانسحاب او التراجع ، والمضي قدما في هذه الحرب لحين اكمال المهمة على حد قوله. ولذلك فهو في حاجة ماسة لتحقيق اي نجاح حتى وان كان وهميا ، لاسكات خصومه من الديمقراطيين او المطالبين بالانسحاب ، ويعتقد بوش بان لقائه بنوري المالكي واصدار الاوامر له وتهديده بالامتثال لها وتنفيذها على وجه السرعة تحت طائلة العقاب بعزله ، سيحقق له مثل هذا النجاح. فما تبقى له في البيت الابيض لا يزيد على السنتين قبل نهاية ولايته الثانية والاخيرة. ودعونا من المديح الذي تكرم به بوش على المالكي خلال المؤتمر الصحفي في عمان ، والغزل بشجاعته ورجولته وحسن قيادته ، فهذه عدة الشغل كما يقال.
طلبات بوش من نوري المالكي محددة ، كما جرى الحديث عنها من قبل بعض المصادر المطلعة ، وهي ذاتها التي توصلت اليها ، مجموعته الخاصة ، التي يتقدمها مستشار امنه القومي ستيفن هادلي بعد زيارته لبغداد الشهر الماضي. وتضمنت كما قيل ستة نقاط : اولها اصدار عفو شامل عن المسلحين وفتح قنوات معهم وتوسيع مبادرة ما يسمى بالمصالحة الوطنية والغاء هيئة اجتثاث البعث واشراك البعثيين في الحكم وتعويضهم عن السنوات الأربع الماضية وحل المليشيات وتقديم قادتها المتورطين بالجرائم للمحاكمات وتجميد قانون الأقاليم والفيدراليات ووضع خطة توزيع عادل للنفط علي العراقيين !!!.
ومما يدعونا الى الاستغراب هو بؤس هذه المقترحات ، كونها اصبحت مقترحات مهترئة وبائدة ، فقد سبق وان جربت مرات عديدة وكان مصيرها الفشل. فالمقاومة العراقية قد رفضت الدخول في اي عملية سياسية او مفاوضات مع الاحتلال قبل الاعلان عن سحب قواته دون قيد أو شرط ، واصدرت عدة بيانات واضحة وصريحة بهذا الخصوص. وتطمين السنة المعادين للاحتلال بتجميد قانون الاقاليم لتشيجعهم على الدخول في مشروع المصالحة الوطنية ثم العملية السياسية قد ولى زمانه ، فهيئة علماء المسلمين على سبيل المثال ، قد غسلت يدها قبل عدة شهور من العملية السياسية ومشاريع المصالحة الوطنية ، واعتبرتها باطلة لانها تجري في ظل الاحتلال ، في حين ان تجميد قانون الاقاليم لن يغير من واقع الحال شيئا ، لا في شمال الوطن ولا في جنوبه ، فمسعود البرزاني يحث الخطى من اجل الانفصال في اقرب وقت ممكن ، وعبد العزيز الحكيم وبالتعاون مع ايران يحث هو الاخر الخطى لفصل الجنوب ، على الرغم من رفض غالبية سكانه لمشروع تقسيم العراق. وكذلك الحال بالنسبة لحل المليشيات التي تنتمي اصلا الى الاحزاب الحاكمة التي لا يمكنها البقاء بدونها. اما توزيع عائدات النفط على العراقيين بالتساوي فهذه نكتة سمجة ، فامريكا التي احتلت العراق من اجل السيطرة على النفط باعتباره واحدا من اهم اهداف الاحتلال ، لن تتحول الى مشرف او موزع ارزاق على الناس . وما هي الا ايام أو اسابيع ونرى كم كان بوش غبيا بامتياز.
من بلاوي ومصائب الديمقراطية على الطريقة الامريكية هو عدم قدرة الامريكان على قراءة الواقع ، والاقرار بان المعركة التي تدور رحاها في العراق هي ليست بين قوات الاحتلال وبين متمردين او ارهابيين ، ولا بين الحكومة او المعادين لها سواء من داخلها او من خارجها ، وانما المعركة تدور بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال ، والمقاومة العراقية ليست حالة غريبة او طارئة كي تنتهي مع مرور الايام والسنين ، فهي امتداد لكل المقاومات عبر التاريخ ، ضد الغزاة والمحتلين. وهي شبيهة تماما من حيث طابعها العام بالمقاومة الفرنسية والسوفياتية والبولونية واليوغسلافية وغيرها ضد الاحتلال النازي وشبيهة بالمقاومة في كوريا الشمالية والفيتنام وكمبوديا والدومنيكان ومقاومة حلف الوحدة الشعبية في تشيلي وساندينيا في نيكاراغوا والاتحاد الوطني في كولومبيا الخ . وفي ارضنا العربية نذكر المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي والمقاومة الفلسطينية واللبنانية التي لاتزال قائمة ضد الكيان الصهيوني.
كان على بوش وصقور الحرب ان يدركوا هذه الحقائق ، ويحزموا امتعتهم ويرحلوا ، بدل البحث غير المجدي عن حلول ومقترحات وتوصيات خائبة ، سبق وان جرى تطبيقها واثبتت فشلها فيما بعد . خاصة وان المقاومة العراقية بشيقيها المسلح والسياسي ، هي مقاومة مستمرة كونها مشروعة سماويا ودنيويا ، وامتدت جذورها في وجدان المواطن العراقي وتحولت الى ثقافة مقاومة بدل ثقافة الياس والاستسلام للامر الواقع ، وان هذه المقاومة اصبحت لحمتها الصمود وسداها الارادة ، وانها كسرت كل حواجز الياس والاستسلام وكل انواع الحصار وانها لن تتوقف قبل تحرير البلاد من الاحتلال البغيض. بالمقابل فان المقاومة العراقية قد وضعت اقدامها بثبات على طريق النصر المؤزر ، ولذلك فهي غير مستعدة للمساومة مهما كانت التنازلات مغرية ، وهذا ليس غريبا على الشعب العراقي وشعوب الارض كافة. فالمقاومة في نهاية المطاف حالة ترتبط بالشعوب الحية التي تؤمن بالحق والعدل وترفض الظلم والعدوان. وهي تمثل اصلا النضال الحقيقي والواقعي ليس ضد الاحتلال فحسب وانما ايضا ضد الظلم والاستبداد والتعسف. ناهيك عن ان المقاومة في العراق استندت على مشروع متكامل اساسه تحرير العراق واقامة النظام الديمقراطي التعددي.
ان تكون المقاومة العراقية ضعيفة وهشة ويمكن القضاء عليها مع مرور الوقت ، فهذا يبرر لبوش اصراره على اكمال المهمة وتحقيق النصر. اما ان تكون المقاومة العراقية بهذه القوة وهذا الاتساع والكفاءة والقدرة على الحاق الخسائر بقوات الاحتلال ، فهذا يتطلب من بوش وادارته التوقف عن الغطرسة والقبول بالامر الواقع ، بدل الصراخ برفض الانسحاب او التراجع ، لان ذلك يعد حماقة اكبر من حماقة احتلال العراق ، وتلحق افدح الخسائر بامريكا سياسيا وعسكريا واقتصاديا مما يفقد امريكا هيبتها وسمعتها كاكبر قوة في العالم ، بحيث لا تستطيع بعدها ان تامر وتنهى وترفع عصاها الغليظة ضد من لا يسير في ركابها. وسيكون بامكان اي دولة صغيرة ان تجابه الولايات المتحدة اذا اعتدت عليها سياسيا او عسكريا ، متخذة من المقاومة العراقية مثالا لها.
على اي مبررات تستند رؤيتنا هذه؟
البعض يعتقد بان دخول ايران وسوريا بقوة الى جانب امريكا وقيام المالكي بتنفيذ اوامر بوش ومقتراحاته التي ورد ذكرها ونقل ما يقارب 30 الف جندي من محافظة الانبار الى بغداد لاعادة احتلالها ، سيقلب المعادلة ويضعف المقاومة العراقية ، الامر الذي يدفع القوى الوطنية المعادية للاحتلال الى الاستسلام للامر الواقع ويشجعها على الدخول في العملية السياسية. ومثل هذا الاعتقاد لا يخلو من قيمة أو فائدة ، خاصة وان اجهزة الاعلام الامريكية بدات بالحديث عن استراتيجية جديدة ستعلن حسب مستشار الامن القومي ستيفن هادلي خلال اسابيع وليس اشهر ، وفيها من عناصر القوة ما يكفي لتجاوز جميع العقبات التي تعترض تحقيق الانتصار المطلوب. ومنها ارسال الالاف من القوات الامريكية الى العراق واحتمال اشراك قوات عربية واسلامية . لكن امرا كهذا في حال حدوثه لن يشكل قيمة استراتيجية من شانها تغير مجرى الصراع لصالح قوات الاحتلال ، فطبيعة القوى المتصارعة وتباين اساليبها القتالية ، تؤكد بان القوات المنظمة واينما تواجدت ومهما زاد عددها تظل عاجزة امام حرب العصابات او حروب التحرير.
بول كندي صاحب كتاب نشوء وسقوط القوى العظمى ، كتب في جريدة الفايننشال تايمز قبل ايام من احتلال العراق : بان امريكا في حال احتلالها العراق ستؤتى بالسلاح الذي لا تتوقعه كما تؤتى اسرائيل الان بالعمليات الانتحارية .. ان اسلحة بسيطة وبدائية ربما ستؤدي الى سقوط القوة الامريكية. اما جون لوكار وهو اشهر روائي بريطاني معاصر ، توقع نفس الشيء بسبب عنجهية وغطرسة امريكا ، حيث وصفها في نفس الفترة بان امريكا دخلت مرحلة جنون تاريخي هي الاسوأ من المكارثية واشد كارثية من حرب فيتنام ، وفي هذا المجال هناك العديد من خبراء حرب العصابات وحروب التحرير توقعوا مثل هذه النتيجة. وعلى ارض الواقع فان نبوءات هؤلاء قد تحققت ، فالمقاومة العراقية تسير في طريق الانتصار ، بينما القوة العظمى تسير في طريق الهزيمة والسقوط. ولن ينقذها عنتريات بوش واصراره على البقاء حتى تحقيق النصر فهذه ليست استراتيجية النصر وإنما هي مجرد شعار يمكن استخدامه في السياسات الداخلية ولكنه يصبح فاقداً للمعنى في ميادين القتال.

ومع ذلك فالمقاومة لن تقف مكتوفة الايدي امام مثل هذه المستجدات ، أو تبقى متمسكة بنفس الاساليب والطرق في ادارة عملياتها القتالية والسياسية . فالمقاومة العراقية اشتد عودها وتجاوزت سن الرشد وتحتضن خيرة ضباط الجيش العراقي ذوي الخبرة القتالية العالية ، التي تم اكتسابها من خلال تمرسهم في حروب فعلية. وليس على الورق او في الكليات العسكرية فحسب. وهذه الحقائق والوقائع العنيدة من المفترض ان تولد قناعة لدى الادارة الامريكية ورئيسها بوش وتجبرهم على الاقرار ، بان لا طريق امامهم سوى الرحيل والخروج من العراق بماء الوجه . اما اذا اصر بوش على التمسك باوهام القوة والنصر وقلب الحقائق راسا على عقب وتغطية فشل مشروع الاحتلال ، بالحديث عن انجازات وهمية حول الديمقراطية والانتخابات والدستور وحكومة الوحدة الوطنية!!! . كما فعل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المالكي في عمان. فان ذلك لن يجلب له ولامريكا غير الهزيمة المنكرة.
ان شعبا كالشعب العراقي الذي قرر المقاومة وصمم على تحرير ارضه ولديه الاستعداد لتقديم التضحيات مهما كانت جسيمة ، لابد وان يكون النصر حليفه ، وهذه حقيقة غير قابلة للشك او التأويل. وفي مناسبة كهذه يقال ونقول ان غدا لناظره قريب.

عوني القلمجي
1/12/2006
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى