العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوني القلمجي:استراتيجية جديدة متوحشة

اذهب الى الأسفل

عوني القلمجي:استراتيجية جديدة متوحشة Empty عوني القلمجي:استراتيجية جديدة متوحشة

مُساهمة من طرف المدير السبت 23 ديسمبر 2006 - 2:29

استراتيجية جديدة متوحشة
أخطأ بوش في فهمنا فلا يجوز ان نخطئ في فهمه
عوني القلمجي:استراتيجية جديدة متوحشة George-bush-as-george-washington


انتهت الضجة التي اثيرت حول لجنة بيكر هاملتون ، فامال الباحثين عن النجاة ، جراء سياسات بوش الكارثية وحربه المدمرة في العراق ، تحطمت وتناثرت على اعتاب توصيات اللجنة العتيدة ، فانهاء الاحتلال وايجاد مخرج مشرف لامريكا بالانسحاب ، سواء دفعة واحدة أو وفق جدول زمني ، تركته اللجنة العتيدة للظروف ، وباقي توصياتها زادت النار اشتعالا ، حيث قدمت لبوش الدعم والمشورة للسير قدما في مشروع الاحتلال وانجاحه. وعلل حكمائها العشرة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بان الهزيمة مرفوضة لانها تمس بسمعة امريكا وهيبتها ومكانتها امام العالم .



وهكذا الحال حول مقترحات وزارتي الدفاع والخارجية والامن القومي والقادة العسكريين سواء من هم في الميدان او خارجه ، وكلها ترفض الهزيمة لذات السبب وتؤيد بوش في سعيه لاكمال المهمة ، ولكن عبر ستراتيجية جديدة تقلب الاوضاع راسا على عقب. هذا ما بشرنا به السيناتور الجمهوري جون ماكاين ، المرشح لخوض سباق الرئاسة الأمريكية عام 2008 ، حيث اختزل تلك المقترحات وهي لا تزال في ادراج المكاتب بالقول : ان الولايات المتحدة بصدد الخسارة. نحن لم نخسر بعد. وهذا هو الوقت الذي يتعين فيه أن نبدأ بوضع استراتيجية كفيلة بقلب الأوضاع وتعزيز عدد القوات الأمريكية بشكل إجمالي، بين 30 إلى 40 ألف جندي إضافي ، لضمان استقرار بغداد ومحيطها. اما وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس ، الذي توهم البعض ، بانه من المدرسة البرغاماتية والواقعية ، وانه سيعمل على انسحاب مشرف ، ذهب بنفس الاتجاه ، واعتبر هزيمة امريكا كارثة حقيقية تلاحق الشعب الامريكي وتضعف مصداقية ادارته وتعرضه للخطر على مدى عقود قادمة. ولتجنب الهزيمة قام بزيارة سرية الى بغداد للبحث مع القادة الميدانيين حول زيادة عدد القوات ووضع خطة والية للتعاون والتنسيق بين قوات الاحتلال وقوات الحكومة ، استعدادا للجولات القتالية القادمة ضد المقاومة العراقية وانهاء سيطرتها على المدن العراقية الواحدة تلو الاخرى وخاصة العاصمة بغداد.



والشيء ذاته توصل اليه الديمقراطيون ، بعد ان اوهموا الشعب الامريكي بانهم يسعون لسحب القوات الامريكية من العراق. فشيخهم إيك سكيلتن الذي سيرأس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، قالها بعبارات خجولة : الجيش الأمريكي ينزف.أعتقد علينا الضغط لوقف النزف من خلال تعزيز القوات، ويجب ان يكون هذا التوجه جزءا رئيسيا من عملنا اليومي. اما الكابتن بوش والذي بيده ، الحل والربط ، فموقفه ثابت لا يتغير قوامه العناد والمكابرة ، ولا يريد ان يستوعب درس المقاومة العراقية. ففي الوقت الذي اعترف فيه بان امريكا المنتصرة اصبحت لا منتصرة ولا مهزومة وان المعركة ليس كما تخيلها سهلة وقصيرة ، فانه اكد على الملآ بانه مصر على تحقيق النصر وليس في قاموسه كلمة انسحاب وتعهد بان الولايات المتحدة لن تفشل ولن تتراجع ولن تصبح انعزالية وطالب الامريكيين الاستعداد لتضحيات اضافية في عراق عام 2007 . واذا اضفنا الى موقف بوش مقولة الديمقراطيين بانهم ارادوا هزيمة بوش وليس هزيمة امريكا ، فهذا يعني بان موقف الحزبين قد اتضح لجهة اكمال المهمة وان ستراتيجية بوش المرتقبة هي ستراتيجية الحزب الديمقراطي بنفس القدر والمسؤولية ، ولعل ذلك يقنع ما تبقى من اصحاب مشاريع انهاء الاحتلال عبر الوسائل السلمية والمراهنات الخائبة ، ويستعدوا كما تستعد المقاومة العراقية لمواجهة الاستراتيجية الجديدة ، والتي بسبب المهام والاهداف التي رسمتها ، ستكون اكثر دموية ووحشية من سابقاتها وستشهد ساحة الصراع معارك طاحنة بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال لم تشهدها من قبل. وهنا بيت القصيد من هذا الاستطراد.



ترى هل هناك احتمال ما لان يكون الوضع القادم غير ذلك؟



لنغير الاتجاه قليلا وندخل في مجال اخر ذا صلة وثيقة للوقوف على الحقيقة ، وفي هذا الصدد فان نجاح مشروع الاحتلال وفي اي بلد حدث ، لابد وان يستند على ركيزتين اساسيتين ، احداها عسكري والاخرى سياسي. والعلاقة بينهما علاقة عكسية ، فكلما قوي جانب قل الاعتماد على الجانب الاخر ، فما الذي حدث في هذه المعادلة في الظرف الراهن ؟.



المصالحة الوطنية التي هي عنوان العملية السياسية قد ماتت وانتهى امرها. فمؤتمرها الذي انتهت اعماله يوم الاحد الماضي. لم يفشل في ضم القوى السياسية الوطنية المناهضة للاحتلال الى العملية السياسية ، وانما فشل ايضا في الحفاظ على وحدة الاطراف المنظوية تحت لوائها ، لا لسبب وطني ، وانما بسبب الخلافات حول المكاسب وتقاسم الغنائم ، فالتيار الصدري وكتلة الحوار التي يرئسها صالح المطلك قاطعت المؤتمر ، في حين انسحبت منه كتلة اياد علاوي بعد عدة دقائق من بدء اعماله وتحفظ عليها حزب الفضيلة. يضاف الى ذلك فان القرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر تدعو للسخرية والرثاء ، فهي ليست سوى اكاذيب مفضوحة . مثل حلالميليشيات المسلحة وانهاء المحاصصة علي أساسطائفي واعادة النظر بالفيدرالية ، وكان اكبر هذه الاكاذيب افتضاحا ، هي العمل على رحيل قوات الاحتلال باسرع ما يمكن ، في حين ان نوري المالكي وجميع اعضاء الحكومة يصيبهم الهلع والذعر اذا صدرت اشاعة حول احتمال انسحاب بوش من العراق. وامام انهيار الركيزة السياسية ، فان الاستراتيجية الجديدة ستعتمد لا محال على الحل العسكري وباعلى اشكاله وصوره واساليبه. وان بدايته على الارجح ، هو اعادة احتلال بغداد وانتزاعها من يد المقاومة العراقية .



اذا اخذنا عينة من سلوك بوش في الاونة الاخيرة ، وخاصة في مؤتمره الصحفي في البيت ، فانه بدا مرتبكا ومهزوزا ومترددا في كلماته حول تحقيق النصر او اكمال المهمة. وهذا من شانه ان يدفع بوش لاستجداء اي معونة او مساعدة من دول الجوار وعلى وجه الخصوص سوريا وايران كي يتجنب الفشل هذه المرة. ولذلك اوكل الى سفيره طوني بلير هذه المهمة ، فهو الاخر يسعى لضمان النصر ليستر به عورته قبل رحيله النهائي عن عالم السياسة ، وقد جاب السفير الهمام بلدان المنطقة لهذا الغرض وفي جيبه وصية بيكر – هاملتون ، ولندع ما يقال عن المهمة الاخرى المعاكسة لتشكيل حلف ضد ايران وسوريا ايجاد حلول فيما يتعلق بالمشاكل بين العرب والكيان الصهيوني. وفي هذا الصدد لا نستبعد اشتراك ايران فعليا في القتال الى جانب قوات "الشيطان الاكبر" ضد المقاومة العراقية ، تحت عبائة قوات بدر او غيرها من ميليشيات الحكومة المسلحة ، مقابل صفقة جديدة تعترف فيها امريكا بالدور الاقليمي لايران في المنطقة والسكوت النهائي عن مشروعها النووي. وفي هذا الاطار يدخل ايضا العرض الذي قدمه مسعود البرزاني قبل اكثر من اسبوع ، الى حكومة المالكي بارسال الالاف من البشمركة الى بغداد لحمايتها من المقاومة. ولم يعد سرا ان هذا الامر قد ناقشه بوش مع المالكي والحكيم تباعا وناقشه ايضا جلال الطالباني في وقت سابق مع ايران. وناقشه اخيرا مبعوثون عراقيون في دمشق.



وفي كل الاحوال وبصرف النظر عن طريقة ادارة مشروع الاحتلال عسكريا او سياسيا او كليهما ، او مشاركة ايران و سوريا وغيرهما ، فان مازق بوش والتغلب عليه لا يمر عبر هذا الطريق ، فكل ذلك تم تجريبه على مدى سنين الاحتلال وكانت النتائج كارثية على القوات الامريكية. فجبهة المقاومة العراقية ، على الرغم من ، امكاناتها المتواضعة قياسا بامكانات امريكا ، فانها تتقدم نحو التحرير في حين تتراجع قوات الاحتلال نحو الهزيمة. ومن الطريف ان تتبت الوقائع تزامن ارتفاع الخسائر في صفوف قوات الاحتلال مع كل استراتيجية امريكية جديدة.



دعونا مما يروجه بعض ممن يدعدون التحدث باسم المقاومة ، ويبشروا بانهيار امريكا ورحيلها اليوم وليس غدا ، فالمقاومة العراقية بريئة مما يدعون ، فهي تجهد نفسها مثلما تجهد امريكا نفسها لتقوية مواقعها العسكرية والسياسية وتستنجد بحلفائها القريب منهم والبعيد ، حيث يتصرف قادة المقاومة بمسؤولية عالية ويعملون دون كلل لمواجهة التحديات القادمة لاداراكهم بان المحتل لازال بيده اسباب القوة والصمود فترة اطول ، وهم سبقوا بوش بالتوصل الى قناعة بان المعركة طويلة والتضحيات للفوز بها جسيمة ، وان امامهم مهام على درجة كبيرة من الاهمية ويعملون ليل نهار من اجل انجازها ، وفي مقدمتها الانتقال بالعلاقة بينها وبين جماهيرها الواسعة خطوات متقدمة اكثر ، والوصول من خلالها الى توسيع جبهة القوى المعادية للاحتلال ، لتكون الاطار الجامع الذي يعزز الموقف الوطني ويقويه ، وترسخ القاعدة التي تستند اليها عملية التحرير وبناء العراق الموحد على اساس ديمقراطي تعددي. وهي في هذا المجال تحرز نجاحات مهمة ، خاصة وان القوى المعادية للاحتلال والتي راهنت على الحل السياسي ، بدات بالاقتراب اكثر فاكثر من فكر المقاومة ، وايقنت بان لا طريق لدحر الاحتلال وتحرير العراق الا بالقوة المسلحة. بالمقابل فالمقاومة ، وهذا ليس سرا ، قد وضعت الاسس العسكرية والسياسية بما يتناسب وحجم التحديات القادمة ، لتكون قادرة على احباط ودحر استراتيجية بوش الجديدة ، ومن ضمنها تكثيف الجهود من اجل تحقيق وحدة فصائل المقاومة العراقية تحت قيادة واحدة وبرنامج سياسي وطني شامل ، والاهم من ذلك ان انتصارتها العظيمة والكبيرة لم تنسيها قوة العدو وجبروته وما لديه من امكانات مختلفة واصراره على انجاح مشروعه ، الامر الذي يمنعه من التسليم بالهزيمة او يدفعه الى الانسحاب المبكر.



يقال عن حق بان الاوطان حينما تتعرض للخطر تكون المسؤولية جماعية ولا تتعلق بجهة واحدة او عدة جهات مهما بلغت من قوة ومهما علا شانها. ولا يغير من هذه الحقيقة ادراك المقاومة العراقية لما يدور حولها وانها تسير بالاتجاه الصحيح ، ومن موقع هذه المسؤولية الجماعية نقول ونذكر ، ومن دون ان نطيل اكثر ، نعم امريكا في مازق حرج جدا وان الخروج منه اصعب ، لكنه لم يوصل بعد قوات الاحتلال الى الانهيار. واذا اخطأت امريكا على لسان رئيسها في فهمنا وادراكها بان معركتها قاسية وطويلة وتضحياتها كبيرة ، فان علينا ان لا نخطئ في فهمها وان ننطلق من نفس رؤيا عدونا وان أتت متاخرة وان لا نستهين بقوة المحتل حتى اذا وصل الى حافة الانهيار. ولنا في تجربة المقاومة الفيتنامية درسا بليغا ، فهي لم تحتفل ساعة توقيع اتفاق الهزيمة ، بل شنت 245 هجوما ضد القوات الامريكية وهو اعلى رقم في تاريخ عملياتها العسكرية.



لانشك بان انتصار المقاومة حتمي مهما طال الزمن وامتدت بهذا الانتصار السنين. فليس هناك من شعب قاوم الاحتلال بارادة وعزيمة واصرار كما هو حال المقاومة العراقية الا وكان النصر حليفه. لكن مواصلة السير بالاتجاه الصحيح سيختزل المسافة الزمنية ويقلل من حجم الخسائر والمعاناة.وهذا ليس بالامر الهين.





عوني القلمجي



22/12006
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى