العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صلاح المختار:بعد أن اعترف بوش بالهزيمة:ماذا سيحدث في العراق؟

اذهب الى الأسفل

صلاح المختار:بعد أن اعترف بوش بالهزيمة:ماذا سيحدث في العراق؟ Empty صلاح المختار:بعد أن اعترف بوش بالهزيمة:ماذا سيحدث في العراق؟

مُساهمة من طرف المدير السبت 30 ديسمبر 2006 - 2:40

بعد أن اعترف بوش بالهزيمة : ماذا سيحدث في العراق؟
صلاح المختار


سيسجل التاريخ بأن يوم 20/ 12/2006هو يوم التحول التاريخي الحاسم في الوضع الامبراطوري الامريكي، لان جورج بوش الرئيس الامريكي عقد فيه مؤتمراً صحفياً اعترف فيه بعد اكثر من 3 سنوات من حماقة الانكار، بان امريكا خسرت الحرب ضد العراق وشعبه وان غزوه كان (أم الكوارث) بالنسبة

للطموحات التوسعية الامريكية! لقد قال بوش بلا تردد رغم ان وجهه كانت تكتسحه تعابير الألم: (ان قلبي يقطر دماً على خسائرنا في العراق) . لقد حاول انكار ان الهزيمة الحاسمة قد وقعت، لكنه صرخ متألماً من فداحة خسائر امريكا بالمال، وهو الاهم بالنسبة للنظام الرأسمالي الامريكي، والبشر، وحينما يصرخ احد طرفي حرب غير كلاسيكية تقوم على حرب العصابات فان المعنى الوحيد لذلك هي انه خسر الحرب نهائياً بعد ان كشف عن وضعه الحقيقي الذي حاول اخفاءه طويلاً.

إتفاق على الهزيمة

اعتراف بوش لم يكن عزفاً منفرداً بل كان لحناً حزيناً في مقطوعة سمفونية طويلة شملت اعترافات عديدة، اتخذت شكل دراسات اعدتها فرق متخصصة اهمها (تقرير بيكر- هاملتون) الذي اعترف رسمياً بفشل استعمار امريكا للعراق، وهذا الاعتراف هو الاهم، لان من صدر عنهم يمثلون النخبة الاهم في التأثير على مجرى السياسة الامريكية تجاه العراق، او اتخذت شكل اعترافات كما فعل كولن باول وزير الخارجية الامريكية المستقيل حينما قال بان حرب امريكا ضد العراق ماهي الا محض فشل! واخيراً وليس آخر اعتراف ذي الوجه الشمعي دونالد رامزفيلد وزير الدفاع المستقيل الذي اعترف بأن امريكا لم تكسب الحرب بعد ثلاثة اعوام ونصف العام.

حينما نجمع هذه النتف المتفرقة من الاعترافات سنرى انها تشكل صورة واحدة متكاملة صورت بكاميرا رقمية فائقة الدقة نرى فيها امريكا وهي ترفع يديها مستسلمة وبنطال كبير جنرالاتها في العراق مبلل من وسط اعلاه ! ولولا هذه الصورة (الديجيتال) لما اضطر بوش ورامزفيلد للاعتراف بالهزيمة. اذن نحن بازاء وضع جديد في العراق المحتل وهو ان الاحتلال قد وصل الى طريق مسدود وان كل ما تملكه أمريكا من ديناميت قد استخدم لفتحه لكنه بقي مسدوداً، بل ان خراب التفجيرات قد زاد من الركام الذي يسده!.

أسئلة منطق ديكتاتوري

هزيمة امريكا لها منطق ديكتاتوري ساحق يبلور أسئلة حتمية ابرزها مايلي: مامعنى اعتراف بوش وبقية الاعترافات؟ ماهي نتائجها العملية في العراق؟ وما السر في نجاح المقاومة العراقية في تدمير روح المشروع الامبراطوري الكوني الامريكي؟ ولماذا انحنت روسيا والصين واتحاد اوروبا وغيرها لامريكا خلال السنوات العجاف الخمسة عشر الماضية في حين ان عراق المقاومة المسلحة قد اجبرها على البكاء والتراجع امام ضربات القوات المسلحة العراقية المجاهدة؟. واخيراً وليس اخراً ما تأثير انتصار المقاومة العراقية الباهر على

الصورة النمطية للانسان العربي في العالم ؟

المعنى الأبعد والأخطر

لامفر من القول بان اعتراف بوش كان بداية لنهج أمريكي جديد في العراق فرض فرضاً، فرضاً قريباً، خصوصاً بعد ان تحسم المقاومة مسألة تجريب امريكا لخيارات الوقت الضائع التي تلجأ اليها الآن كمحاولات شق المقاومة او تجفيف منابع دعم الشعب لها او اشعال فتنة طائفية او اللجوء لخيار ابادة المدنيين بأعداد كبيرة لاجبار الشعب على التخلي عن المقاومة... الخ. وفي هذا الصدد يجب ان نشير الى ان اللعب بالوقت الضائع يستبطن نشاطاً امريكياً محموماً جوهره تكثيف الاتصالات السرية او شبه السرية بالمقاومة لاقناعها بالتفاوض دون شروطها المسبقة، من اجل الوصول الى وصفة تضمن لامريكا تحقيق نصر بالوسائل السياسية بعد ان فشلت في تحقيقه بالوسائل العسكرية!.

لكن من نجح خلال اكثر من 3 سنوات في تدمير ليس الخطط العسكرية الأمريكية فقط، بل ايضاً تدمير اذكى خطط الاختراق الاستخباري والسياسي، قادر الآن على تمييز الخط الابيض عن الخط الاسود بلا صعوبة. ان التقابل القتالي النهائي الذي نراه الآن يؤشر بلا غموض لحقيقة ان المقاومة تفرض سيطرتها على ساحة العراق، بغالبيتها، وان الجزر الخارجة عن سيطرتها حتى الآن ماهي الا جزر تستمد وجودها من بقاء الاحتلال، لذلك فان هزيمة الاحتلال او انسحابه وفق اتفاق تفاوضي، يعني ان هذه الجزر ستهرب معه فوراً وبلا ابطاء.

ونتيجة لهذه الحقيقة الميدانية التي يعرفها كل من يزور العراق او يعيش فيه نرى ان امريكا وايران تلجآن لنشر ضباب كثيف للتعتيم على انتصار المقاومة الساحق، عبر تصعيد عمليات القتل على الهوية الطائفية لتحقيق هدفين: الانتقام من شعب العراق نتيجة تمسكه بكرامته وعروبته ووحدته ودعمه للمقاومة، وتجربة الحط مجدداً فلعل فتنة طائفية تندلع نتيجة كثافة القتل.

معارك بغداد

وفي اطار هذه الصورة المأساوية نرى الآن ان امريكا وحليفتها الرئيسية ايران تتعاونان بقوة اكبر مما مضى، رغم اطلاق الرصاص الخلب بينهما، من اجل اعادة تشكيل القوى في بغداد عسكرياً وسكانياً. ان الحملات العسكرية التي شنت على احياء بغداد المحررة في الشهور الماضية، ماهي الا جزء من خطة عسكرية وامنية امريكية- ايرانية هدفها تجريد المقاومة من ثقلها في بغداد، والذي أعد ونظم لاعلان السيطرة عليها فور انهيار الاحتلال او انسحابه، وخروج الدولة العراقية الوطنية، بقواتها المسلحة ومؤسساتها، من تحت الارض وفرض السيطرة على كل العراق انطلاقاً من العاصمة بغداد.

لذلك فان ماكان يجري في بغداد يتوقع له ان يتسع بعد اعلان بوش بأنه يفكر بطلب قادته العسكريين زيادة عدد القوات الامريكية في العراق، وهو أيضاً طلب رامزفيلد الاخير ومقترح فرق بحثية اخرى، اضافة الى طلب عسكري آخر وهو سحب القوات الامريكية من محافظات العراق الاخرى كالانبار، وتركيزها في بغداد لقمع ثم ردع المقاومة والجيش الوطني العراقي الان وليس في لحظتي الانهيار او الانسحاب . اننا نتوقع ان تحشد امريكا وايران قواتهما في الاسابيع القادمة في بغداد وان تشن هجمات ضخمة ضد احياء بغداد المحررة، لتغطية الفشل من جهة والحاق ضربات موجعة بالمقاومة قد تقلل من تمسكها بشروطها من جهة ثانية. لكن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل سلفاً لان المقاومة العراقية خصوصاً قوتها الضاربة جيش العراق الوطني، يعرفان هذه الخطط واستعدا لها حتى التفاصيل، وتجري الآن عمليات المناورة بالقوات تقوم بها المقاومة لضمان ان تكون لها اليد العليا في أية معركة في بغداد او في مقترباتها الاستراتيجية، واهمها ديالى شرقاً وبلد وسامراء شمالاً وابو غريب غرباً، والمحمودية واليوسفية جنوباً.

ولا اكشف سراً حينما اقول بان امريكا وايران ليسا وحدهما من يركز على توفير قوات ضاربة في وحول بغداد، فالمقاومة ايضاً وضعت خططاً مدروسة بدقة لنقل قواتها من المحافظات الى النقاط الساخنة، وأكدت معارك ديالى بان المقاومة المسلحة اقدر بكثير من اعدائها على المناورة بالقوات، وعلى الاحتفاظ بتدفق الماء الذي يحفظ حياة اسماك المقاومة وهو الدعم الشعبي الذي ازداد الآن لها وشمل عشائر الجنوب التي التحقت بالثورة المسلحة بكثافة اكثر من السابق.

انبعاث روح الصحابة

من يريد ان يعرف سر هذه المعجزة العراقية المذهلة معجزة تحمل تضحيات لم يسبق لاي قطر عربي او غير عربي ان تعرض لمثلها، ومعجزة المحافظة على روح النصر واتساعها وعدم تراجعها ابداً، عليه ان يتذكر روح الصحابة رضوان الله عليهم عند ظهور الاسلام، وكيف كانوا رغم قلة عددهم وبساطة اسلحتهم اقوى بإيمانهم ليس من كفار قريش فقط بل اقوى من اعتى امبراطوريتين سادتا آنذاك: امبراطورية الروم وامبراطورية الساسانيين الفرس، لقد تغلبت النزعة الاستشهادية للصحابة على التفوق المادي المطلق للروم والفرس وحطمت امبراطوريتهما بسهولة تامة.

والآن نرى في العراق (صحابيون) جدد يسعون للشهادة بصفتها هوية ولادة، ويختارون مغادرة العالم الفاني الى عالم الخلود من أجل وطن عظيم عمره ثمانية آلاف عام وهوية اسلامية عززت عروبة الوطن وأوصلتها الى ثلاثة قارات آسيا وافريقيا وأوروبا (الاندلس). الآن نشهد عصر الصحابيين الجدد ينشأ في العراق

وهو يحمل في أحشائه نهضة قومية عربية روحها الاسلام . وابرز مظاهر النهضة هي هزيمة تحالف مكعب الصاد (الصفويون والصليبيون والصهاينة) امام كتائب المقاومة العراقية . وبتقدم مشروع الصحابيين الجدد القومي الانبعاثي تنهض الامة كلها مسقطة قرون الهزيمة والتخلف والذل، فلا يبقى امام تحالف مكعب الصاد سوى التراجع عن مشاريعه الاستعمارية في وطننا العربي الكبير.

لقد انحنت القوى الكبرى والعظمى امام امريكا ولم ينحن عراق الصحابة الجدد لأن رومان العصر وساسانيوا العصر لا يملكون الا متاع الدنيا الزائل والمزيل لعظمة الانسان الحقيقية، وهو الثراء المادي، فذابت في إنسان تلك القوى الكبرى روح الاستشهاد من اجل قضية، وبما ان النصر هو لمن يتقدم في معارك الحسم طالباً الشهادة فان عراق الصحابة الجدد انتصر وسينتصر حتماً على تحالف مكعب الصاد.

العربي الحقيقي

يجب ألاَّ نقول ان الصحابي المقاتل الآن في العراق هو انسان جديد وغريب عن صورة العرب فتلك هي إطروحة التضليل، لانه الابن البار للصحابة الكرام الذين نشروا الاسلام، وهذا الابن غيب لقرون لكنه استيقظ ليستأنف حمل رسالة اجداده، رسالة العروبة والهوية الروحية للامة، ان العالم يرى الآن صورتين للعربي والمسلم: صورة نمطية رسمها الاعلام التابع لتحالف مكعب الصاد وهي انه انسان أناني متخلف لا يتقن الا فن الجنس والبطنة ، لذلك هزم واعدم، وصورة اخرى مناقضة تماماً رسمها الصحابي العراقي الجديد والمتجدد وهي ان العربي عبقري في الحياة الدنيا يصنع الحياة، كما صنعها 40 الف عالم ومهندس عراقي بعد عدوان عام 1991م، وكما تصنعها المقاومة الآن بجعل الاستشهاد وثيقة ميلاد . العربي الآن هو الذي نراه في ارض الكرامات والشهداء العراق، لا يمثل نفسه فقط، بل هو يقدم صورة صادقة للانسان العربي، من موريتانيا حتى عمان وبينهما اليمن ومصر وتونس وبقية اقطار الوطن العربي، وهو يصنع غد العرب المشرق.

ملاحظة : نشر المقال في صحيفة 26 سبتمبر اليمنية يوم الخميس 28 – 12 - 2006
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى