العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

استراتيجية بوش ومعركة بغداد الكبرى

اذهب الى الأسفل

استراتيجية  بوش  ومعركة  بغداد  الكبرى Empty استراتيجية بوش ومعركة بغداد الكبرى

مُساهمة من طرف المدير السبت 13 يناير 2007 - 17:55

استراتيجية بوش ومعركة بغداد الكبرى
لا يفيد كثيرا في هذا المجال ، الدخول في مناقشات سياسية ولا نظرية أو تحليلية لطبيعة استراتيجية بوش الجديدة ، فهي قد شرحت نفسها بنفسها ، ولا يفيد ايضا الانزلاق في التفاصيل وشرح ما هو واضح وبين حول أهداف امريكا من غزو العراق ، فقد اصبحت مفهومة ولا تدع مجالا للشك ، سواءا القريب منها والمتمثل في السيطرة على ثروات العراق واهمها النفط ، أو البعيد منها والمتمثل في حماية الكيان الصهيوني وتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني للوصول الى بناء الشرق الاوسط الكبير واقامة الامبراطورية الكونية . فنحن اليوم امام مواجهة ومعركة فاصلة يسعى كل طرف فيها الى تحقيق الانتصار ، على الرغم من الفارق بين مشروعية المقاومة وعدوانية المحتل. وفي هذا السياق فان استراتيجية بوش الجديدة ، كما نراها ، ليست استعراضية هذه المرة ، كما كان الحال في المرات السابقة. فزيادة عديد القوات الامريكية بواحد وعشرين الف جندي ، هي رسالة واضحة تشير بكل تاكيد على اصرار الادارة الامريكية وليس بوش وحده ، على رفض الانسحاب وتجنب الهزيمة اذا عز الانتصار. يضاف الى ذلك ان هذه الزيادة لا تنحصر اهدافها في اعادة احتلال بغداد ومحافظة الرمادي على وجه الخصوص ، وانما هي بداية لمعارك فاصلة ضد المقاومة العراقية من اجل القضاء عليها ، بعد ان جرى الاعداد لها من جوانب عديدة. وكل ادعاءات بوش حول انهاء أو ضرب الميليشيات التابعة لايران والحكومة او لانهاء العنف الطائفي او غيرها من التعابير هي ادعاءات باطلة ومزيفة.

هذا لا يعني ان المقاومة العراقية وقياداتها الحكيمة غافلة عما يجري ، فهي قد أعدت العدة لمواجهة هذه الاستراتيجية الدموية ، مما سيجعل المعارك القادمة معارك فاصلة بالنسبة لها وللشعب العراقي ايضا ، خاصة وان المقاومة لديها قناعة راسخة بان المعركة ستكون طويلة ومضنية ، كون مصالح امريكا الحيوية في العراق ومستقبل مشروعها الامبراطوري الكوني ، يمنعها من قبول الهزيمة بسهولة. وهذا بالضبط ما اجبر بوش على ان يفكر ، لاول مرة ، بعقلانية وبعيدا عن الغطرسة والعنجهية التي اتصف بها ، ويعترف بالاخطاء ويتحمل مسؤوليتها لوحده ، ويعترف ايضا باحتمال الهزيمة ليضع كل الامريكيين امام الامر الواقع ويجبرهم على دعم استراتيجيته مستغلا حرصهم شعبا وحكومة على تجنب الهزيمة او على الاقل حفظ ماء وجه امريكا البشع ، ودعونا من تصريحات الديمقراطيين وغيرهم التي ابدوا فيها تحفاظاتهم على استراتيجية بوش الجديدة ، فمثل هذه الخلافات تظهر عادة للعلن جراء الطبيعية الليبرالية للمجتمعات الراسمالية وخاصة في المسائل المصيرية ، وبالتالي فما ان تبدا معركة بغداد الكبرى قبل اي معركة اخرى ، سنجد الجميع وقد وقفوا صفا واحدا وراء بوش. واذا لم يكن الامر كذلك فالاحتياط واجب.
لنلاحظ جيدا ما يلي وناخذ ذلك بنظر الاعتبار. فبوش هدد حكومة المالكي اذا لم تف بالتزاماتها وتذعن لخطته الهجومية التي من المتوقع ان تبدا قريبا ، وربما قبل وصول القوات الاضافية. كذلك هدد الحكيم في اتصال تلفوني معه ان لم يضع مصالح امريكا فوق مصالح ايران. وبحسب السفير خليل زادة ، الذي ابلغهما ان صبر امريكا قد نفذ ، فان كلاهما قد استاجب للطلب. ثم اصدر بوش اوامره الى جلال ومسعود اللذين لا يرفضان اي طلب لولي النعمة ، بزج ميليشيات البشمركة في معركة بغداد الكبرى. اما الصدر وجيشه فانه سينتهي لان يكون جزءأ من قوات الحكومة ومليشياتها المسلحة ، على عكس ما يظن البعض بان الصدر سيكون اول المستهدفين . ذات ان الصدر قد خدم الاحتلال وكرسه من خلال تحويل جيشه الى راس حربة في الاحتراب الطائفي من جهة ، ودخوله فيما يسمى بالعملية السياسيه من جهه ثانية وتحالفه الوثيق والقوي مع رأس الحكومة العميلة للاحتلال نوري المالكي من جهة ثالثة. اما على المستوى العربي والاقليمي فقد هدد بوش وبلغة حادة وواضحة ، مصر والاردن والسعودية ودول الخليج بقوله "ان هزيمة امريكا في العراق ستحوله الي بؤرة للمتطرفين مما سيشكل تهديدا استراتيجيا لبقاء تلك الدول ". ولهذا الغرض ارسل وزيرة خارجيته كونديليزا رايس ، داعما مهمتها باتصالات تلفونية مطولة مع حسني مبارك وملك السعودية والاردن ، ابلغهم خلالها ان ايران تجاوزت حدود الاتفاقات المبرمة في السر والعلن. وانه يريد استعادة مكانة السنة في العملية السياسية ، والا احرقت نار ايران الطائفية بيوتهم الخشبية المهترئة. لذا لم يكن من قبيل الصدفة ان ينتفض سمسار امريكا مبارك ليهاجم ايران دون سابق انذار. بالمقابل لم يستثن بوش تركيا من هذا التوجه مقابل بقاء كركوك خارج اطار محمية جلال ومسعود. اما ايران وما ادراك ما ايران ، فانه يخطئ من يظن ان خروجها عن التزاماتها كاملة تجاه مشروع الاحتلال سيؤدي الى مواجهة بينها وبين الولايات المتحدة. وليس تهديد بوش بضرب ايران وانهاء نفوذها في العراق سوى ذر للرماد في العيون . فهو من جهة يهدف الى الحد من تجاوز حصتها التي استحوذت عليها على حساب الاخرين ممن يدعون تمثيل السنة في العملية السياسية ومن جهة اخرى الى تشجيع تلك الدول العربية على الانخراط في هذه المعركة ، كل حسب قدرته واستطاعته ، خاصة في المجالين السياسي والاعلامي ، ومن ثم دفع بعض القوى المناهضة للاحتلال الى الدخول في العملية السياسية او في مصالحة مع الحكومة.

في هذا الاطار كله تدخل التغييرات العسكرية والسياسية التي اجراها بوش على طاقمه في العراق ، فيما يخص اثنين من كبار القادة العسكرين هما الجنرال جون أبي زيد قائد القيادة الأميركية الوسطى المشرفة على ادارة العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان ، والجنرال جورج كيسي قائدا القوات الأميركية في العراق. ليخلفهما اثنان من اكثر القادة العسكرين المؤيدين لخطط بوش في تحقيق الانتصار وهما ديفيد بتريوس والادميرال فالون. أما على الصعيد الدبلوماسي فقد حل رايان كروكر الذي شغل منصب سفير امريكا في العراق في السبعينات وهو يتقن اللغة العربية وحبك المؤامرات في ان معا محل زلماي خليل زادة.
اذا نجح بوش في مسعاه وهذا محتمل جدا ، فان معسكر الاحتلال داخل العراق يكون قد توحد وتوحدت معه الدول العربية المعنية وكذلك الدول الاقليمية . مما يتطلب توحيد معسكر المقاومة العراقية عسكريا وسياسيا واعلاميا. الامر الذي يفرض على قيادة المقاومة العراقية اعلان النفير العام مترافقا بفتح حوار فوري مع جميع القوى المعادية للاحتلال ومطالبتها علنا بان تحسم امرها وتنهي حالة التردد والوقوف بين المعسكرين وتحميلها المسؤولية التاريخية اذا رفضت الاستجابة لهذا المطلب النبيل. ولكي تاخذ هذه المبادرة مداها الصحيح فالمقاومة العراقية وقياداتها مطالبة ، في نفس الوقت ، بالاسراع في اعلان وحدة فصائلها العسكرية تحت قيادة مشتركة والعمل على اقامة الجبهة الوطنية العريضة واعلان قيادة سياسية موحدة تحت برنامج سياسي مشترك اساسه تحرير العراق واقامة النظام الديمقراطي التعددي. ليس هذا فحسب وانما اصبح من الواجب التحرك عربيا ودوليا رغم صعوبة هذه المهمة ، والمقصود هنا ، دعوة كل الاحزاب والقوى العربية والدول المؤيدة للمقاومة او التي تقف ضد سياسات امريكا العدوانية ، لتحمل مسؤولياتها ، لان المعركة التي تخوضها المقاومة العراقية ضد امريكا وحلفائها هي معركتها ايضا. فلازالت لدى القوى في العالمين العربي والدولي امكانات ليست قليلة ويمكن توظيفها في هذه المعركة الفاصلة واي تلكؤ في هذا المجال سيزيد من حجم الخسائر لتحقيق الانتصار المنشود.
نعم لقد فشل بوش في السابق وسيفشل لاحقا بكل تاكيد ، لكن ذلك لن يتحقق هذه المرة بذات السهولة على الرغم من شهادات قادة عسكريين ومحللين سياسيين وخبراء ابدوا خشيتهم من استراتيجية بوش الجديدة واحتمال فشلها. فمعظم هذه الشهادات لم تكن نزيهة او ذات طابع مهني ، بقدر ما هي شهادات ذات ابعاد سياسية داخلية وشخصية ويعود بعضها الى معركة الانتخابات الرئاسية القادمة. ومع ذلك فهذه الشهادات ليست سوى وجهات نظر لا ترقى الى الادلة القاطعة. وحتى المعارك البطولية والفدائية والشجاعة التي خاضتها قوات المقاومة في شارع حيفا والعديد من المناطق الاخرى في الشواكة والمشاهدة والكرخ وحي الجامعة ، لا تعطينا الحق بان ننام على وسادة من حرير ، ونستدل منها على انها مقدمة لهزيمة الامريكيين الساحقة في معركة بغداد الكبرى. فالامر يحتاج من المقاومة الى تدبير عسكري وسياسي واعلامي أبعد مدى مما هو متحقق.

بوش لا تهمه دماء العراقيين ولا حتى الامريكيين بقدر ما يهمه حكم التاريخ بانه أنهي ولايته الثانية والاخيرة بانتصار ولو محدود . انه رجل مجبول على الشر واراقة الدماء ، كما وصفه رئيس الوزراء اللبناني الاسبق سليم الحص بانه مجرم سفاح ، ورمز الارهاب في العصر الحديث ، يمارس القتل بابشع صورة ويهتك ابسط مفاهيم القيم الحضارية والانسانية .واذ أثني على كلمات رئيس وزراء لبنان الاسبق سليم الحص على هذه الاوصاف التي خص بها بوش ، اضيف بان هذا الرجل لم يكتسب هذه الصفات بالصدفة ، وانما اكتسبها بالوراثة ، فهو اسوا خلف لاسوا سلف. فالولايات المتحدة لم تقم الا على الاشلاء ، من الهنود الحمر ، الى سود افريقيا ، الى الامركيين الجنوبيين ، الى هوريشيما ونكازاكي الى فيتنام ودول الهند الصينية ، الى يوغسلافيا ، الى افغانستان والى العراق حيث القت قواتها عام 1991 نارا تعادل ست مرات القنابل التي القيت على المدن اليابانية ثم تابعت سياستها الجريمة عبر حصار الثلاثة عشرة عاما الذي قضى على مليوني عراقي قبل ان يعود جيشها وعملائها الى احتلال البلاد وابادة العباد وتدمير الحضارة والاقتصاد والثقافة ومؤسسات الدولة. لذا علينا ان نتوقع لجوء بوش الى استخدام الاسلحة المحرمة في المعارك القادمة وهدم المدن على رؤوس ساكينها.


شعب العراق وشعوب العالم تتطلع الى المقاومة لتتخذ الوسائل وتوظف الامكانات الكفيلة بتحقيق الانتصار المنشود والحاق الهزيمة بامريكا على ارض العراق ، وازعم ان المقاومة قد ادركت طبيعة المعركة القادمة وقساوتها وانه ستكون عند مسؤولياتها التاريخية ، خاصة وانها خبرت اساليب العدو وخططه الى جانب حيله والاعيبه ومؤامراته الخسيسة. ونحن بدورنا نتطلع الى القوى المعادية للاحتلال باتخاذ قرارها المنتظر والتحرك الان وليس غدا ، باتجاه معسكر المقاومة علانية وفي وضح النهار ، فلا تكتفي باصدار بيانات الشجب والتنديد. واخص بالذكر هنا هيئة علماء المسلمين والتيار الخالصي والتيار القومي. وأي مراهنة اخرى لهذه القوى او غيرها على انهاء الاحتلال عبر دول عربية او امم متحدة هي مراهنة لا اساس لها ولا سند. حتى المشاركة فيما يسمى بالعملية السياسية او تعديل دستور ، لن تحقق لها سوى مكاسب فئوية ضيقة تضر بكل تاكيد بعملية تحرير العراق ، ترى هل ستلبي المقاومة العراقية وقادة هذه القوى الوطنية هذا النداء ، ونرى المقاومة تخوض معركتها الفاصلة والشاملة وهي موحدة عسكريا وسياسيا واعلاميا ، لنشهد رايات التحرير وقد غطت سماء العراق ؟

الايام القادمة ستجيب على هذا السؤال.

عوني القلمجي

13/1/2007
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى