العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عوني القلمجي: وماذا عن استراتيجية المقاومة العراقية؟؟

اذهب الى الأسفل

عوني القلمجي: وماذا عن استراتيجية المقاومة العراقية؟؟ Empty عوني القلمجي: وماذا عن استراتيجية المقاومة العراقية؟؟

مُساهمة من طرف المدير الأحد 4 فبراير 2007 - 17:56

عوني القلمجي: وماذا عن استراتيجية المقاومة العراقية؟؟ Db_60310


وماذا عن استراتيجية المقاومة العراقية؟؟


شغل بوش العالم ولازال ، بتعدد الاستراتيجيات لانقاذ مشروع الاحتلال من السقوط . وكلما اعلن عن واحدة زاد الطين بلة ، سواءا على المستوى العسكري او السياسي. هل يحتاج الامر الى التفاصيل لاثبات هذه الحقيقة ؟ ام يكفي لجوء بوش الى زيادة عدد القوات واستجداء الدعم من االقريب والبعيد لتحقيق الانتصار حتى وان كان محدودا؟ . هل نزيد ونشير الى موت العملية السياسية وفشل كل المحاولات لبعث الروح فيها ؟ . ام نشير الى فشل مشاريع ما يسمى بالمصالحة الوطنية او الوفاق الوطني؟ وما دمنا نتحدث بالجملة ، الا يستحق الاعلام الامريكي بكل جبروته نصيبه من الفشل ، لعجزه عن تلميع وجه الاحتلال البشع وتزيين صورة بوش وانقاذ شعبيته من الانحطاط وتجنيبه دخول كتاب " كينز " كأغبى رئيس عرفته امريكا؟ ثم لماذا الذهاب بعيدا ، لماذا لا نسال بوش عن الجديد في استراتيجيته الخائبة ، اللهم الا تلك الزيادة في عديد القوات الذين سيدخلون النار بارجلهم . واذا تركنا بوش مشغولا بالاجابة وسالنا التاريخ ، هل يوجد في صفحاته مثالا عن نجاح مشروع احتلالي في ظل وجود مقاومة مسلحة قررت تحرير البلاد والعباد شبيهة بالمقاومة العراقية او اقل منها؟

نطرق هذا الباب مجددا ليس من اجل تاكيد الفشل المريع لاستراتيجيات بوش القديمة والجديدة ، ولا الحديث عن اسبابه الظاهرة والمتمثلة بقوة المقاومة العراقية وبسالتها ، وانما البحث عن الاسباب الاكثر قوة والتي لم تحظى بالاهتمام الكافي ، او جرى تجاهلها او الابتعاد عنها. والمقصود هنا استراتيجية المقاومة العراقية التي بفضلها هزم مشروع الاحتلال وهزمت معه تلك الاستراتيجيات المتعاقبة . ولعل منشأ هذا التوجه يعود الى حقيقة ، كون الحروب مهما تعددت وتنوعت اشكالها ، لايمكن كسبها دون استراتيجية واضحة وثابتة ، ثم تاتي لاحقا العناصر الاخرى مثل التكتيك لجهة تنفيذ العمليات في المعارك المختلفة ، ثم التقدم العلمي الذي يحسم الكثير من المواقف واخيرا الخطة او مجموعة الخطط التي تتعلق بمجمل عملياتها وهي في حقيقة امرها توظيف للعناصر الثلاثة السابقة في زمان ومكان بعينهما . وكما يذكر خبراء حروب التحرير ، فان استراتيجية المقاومة لابد لها وان تستند على عناصر او مبادئ مكملة، تاتي في المقدمة منها العمل من خلال حزب او مجموعة احزاب او تجمعات عقائدية تتمتع بارادة صلبة لا تلين وايمان عميق بالتحرير ، واللجوء الى الحرب الشعبية الطويلة الامد ، بدل الحسم العسكري ، لان ذلك يفوق قدرات المقاومة وكذلك المرحلية في الصراع والاعتماد على التاييد الشعبي واخيرا العمل على توفير دعم عالمي مناسب .

يمكننا القول بان المعركة الدائرة على ارض العراق هي معركة استراتيجيات ، مثلما هي معركة سلاح ومقاتلين ، على الرغم من ان البعض يعتقد بان المقاومة الشعبية هي نوع من الدفاع التلقائي غير المنظم ، يلجأ إليه الشعب عاطفيا لمقاومة قوات محتلة ، ودون الحاجة الى تنظيمات سياسية معينة. ويترك لتطورها لاحقا اكتساب المبادئ الاخرى في كل الاحوال. على ان ما يعنينا في هذا المجال هو استراتيجية المقاومة بشقيها العسكري والسياسي والتي اثبتت صحتها على ارض الواقع. في حين يدخل ما عداها تحت هذه المظلة.


ففي الجانب الاول اعتمدت فصائل المقاومة على الحرب الشعبية الطويلة الامد ، على الرغم من ، ادراكها ضخامة المسؤولية كون الظروف العربية والعالمية على المستوى الرسمي ، لا تسير في صالحها كبقية المقاومات الاخرى ، الامر الذي يشكل خطورة على ديمومتها ، فلا معين عربي ولا دولي ولا اعتراف بها من قبل المنظمات والهيئات الدولية. بل على العكس من ذلك لان الجميع قد برر وساهم ا و شارك كل حسب قدرته واستطاعته في احتلال العراق والاعتراف به وتكريسه. مما جعل هذه المقاومة تخوض تجربة غير مسبوقة تكون نبراسا ودرسا بليغا لكل شعوب الارض ، عبر اثبات حقيقة مفادها ان الاعتماد على الذات وتحقيق النصر هما امكانية قابلة للتحقيق. ولم يأت قرار المقاومة المسلحة من فراغ ، فطبيعة الاحتلال وضخامة اهدافه والاصرار على تحقيقها وغطرسة المحتل وعنجهيته واعتماده على لغة القوة ، قطع الطريق على العراقيين في الاعتماد لتحرير العراق ، على الوسائل السلمية والديمقراطية ، او اللجوء الى المنظمات العالمية كهيئة الامم المتحدة او مجلس الامن او غيرها . وفي هذه الحرب الشعبية كان الشعار المركزي حرمان الغزاة من تحقيق النصر وانجاز اهدافه الغادرة كخطوة لازمة لهزيمته لاحقا. واسندت هذه المهمة في البداية الى الفصائل الفدائية المنظمة التي تعتمد على الانسجام والانضباط وروح التضحية بين عناصرها. وكون هذه الفصائل الناشئة تفتقر الى الامكانات الكافية في السلاح والعتاد والمال والتموين اضافة الى المواقع الحصينة كالجبال والغابات او الاهوار او حتى الدفاعات الحصينة ، لجات الى الجماهير للحصول على الحماية والدعم والمساندة ، ثم انتقلت الى تسيسيها وتاطيرها الاجتماعي وكسب الشرعية من داخل وسطها الذي تحيا فيه. الأمر الذي فتح المجال امامها لتوسيع اطار الفصائل الفدائية الطليعية بحيث اصبحت قادرة على حماية هذا الكيان الاجتماعي من أي إعتداء أو تهديد من قبل الغزاة.

وعلى الرغم من خصوصية المقاومة العراقية والمميزات التي طبعت عملها وخصوصية الصراع واليته واهدافه الا انها تشترك في السياق العام مع المقاومة الشعبية في البلدان الاخرى مثل المقاومة الصينية ضد الغزاة اليابانيين، والسوفيتية ضد الألمان، والجزائرية ، ضد الفرنسيين والفيتنامية ضد الأمريكيين،. فليس غريبا والحالة هذه اندلاع المقاومة العراقية ضد الغزاة وتهيئة مستلزامتها بالوسائل المتاحة وبما يكفل لها الانتصارالاكيد . وكان من بين ابرز مفاهيمها هو ان النصر الحاسم لن ياتي دفعة واحدة وانما من خلال تحقيق الاف من الانتصارات الصغيرة . فالمقاومة الشعبية هي حرب السياسة في مواجهة القوة، وحرب الأضعف في مواجهة الأقوى. ومن اجل هذا لجات فصائل المقاومة الى اطالة امد الحرب حتى اذا ادى ذلك إلى التراجع من هذا الموقع او ذاك إذ لا يهم هذا التراجع المكاني مادامت الرقعة السياسية تزداد يوما بعد يوم. ولإطالة أمد الحرب، انتهجت المقاومة عقيدة « الحركية » من الناحية العسكرية، وتعني هذه العقيدة الديناميكية الدائمة، فضلا عن الفعالية والمبادرة وسرعة اتخاد القرار في مواجهة الأوضاع المتغيرة. بحيث تظل الحرب سائرة إلى الأمام دوما. فعقيدة الحركية واستمراريتها تحمي رجال المقاومة من الفتور وفقدان الحماسة الامر الذي يؤدي حتما الى زيادة عدد المقاتلين ويضاعف من قوتهم كل يوم. في حين تولد هذه الحركية واطالة امد الحرب حالة الياس لدى الغزاة جراء قناعاتهم المسبقة بالنصر الحاسم والسريع . فضلا عن ذلك فان المقاومة العراقية قد اولت اهتماما بالغا لعنصر الالتزام والانضباط والسرية اذ بدونه ، لن تستطيع هذه الفصائل الزام المقاتلين وكبح جماحهم ، وتقديم المعاونة لمن يحتاج إليها من تشكيلاتها المنتشرة هنا وهناك للوصول الى التنسيق المشترك لعملياتها العسكرية وهي بهذه الاساليب قد افشلت استراتيجية بوش بجانبها العسكري .


اما الجانب السياسي فقد كان محط اهتمام كبير من قبل المقاومة العراقية حيث سارت به وفق القوانين ذاتها التي انتهجتها جميع المقاومات وفي مختلف البلدان ، حيث رهنت تطور البرنامج السياسي وافاقه المستقبلية بتطور الصراع على ارض المعركة لينضج لاحقا عبر موجة من التعبئة الجماهيرية والمجابهات مع الغزاة التي من شانها ان توضح اكثر العلاقة بين قوى المجتمع الوطنية داخل حركة التحرير. وهذا لا يعني بان فصائل المقاومة العراقية لم تمتلك الرؤية الواضحة لمفاصله الرئيسية والمتمثلة بالتحرير الكامل وبناء العراق الديمقراطي الموحد. بل ان بعض فصائل المقاومة وبعض الاحزاب الوطنية المناهضة للاحتلال قد انجزت خطوات هامة على هذا الطريق حيث اقامت الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية كخطوة اولى على طريق اقامة الجبهة العريضة ، التي يراد لها ان تشمل جميع القوى المسلحة والقوى السياسية المناهضة للاحتلال ، ايمانا منها وليس ارضاءا للاخرين ، بان انجاز مثل هذه الخطوة الاولية ، من شانها ان تجسر العلاقة مع الجماهير وتوسع دائرة التاييد الشعبي للمقاومة ، كونه يمثل الحليف الرئيس للمقاتلين ، وقد اجمع الخبراء في هذا الصدد ، على ان اساس هذا التوجه يحقق أمرين متلازمين : أولهما، احتياج المقاتلين لمثل هذا التاييد لتعويض التفوق المادي المعادي و يوفر في نفس الوقت إمكانية النمو والتخفي بين الجماهير ، والحصول منهم على الموؤن اللازمة للاستمرار. وثانيهما، ان المقاومة الشعبية تعتبر حربا سياسية يسعى بها رجالها لتنفيذ برنامجها السياسي المتكامل ، وكما هو معروف فان جميع البرامج السياسية تحتاج بجوار القيادة والحزب السياسي إلى قاعدة شعبية.

يحق للبعض ان يتهمنا بتبسيط الامور وخاصة بالنسبة لبعض المثقفيين ، الذين يكرهون شيئا اسمه القتال والمقاومة المسلحة ، ويفتنهم العمل السياسي ويضعونه في مصاف العمل المسلح ، بل ويذهبون ابعد من ذلك ويحكمون على المقاومة المسلحة بالفشل ان هي لم تف هذا الجانب حقه وبكل تفاصيله. لكن هذا البعض نسى او تناسى رابطة الدم التي جمعت فصائل المقاومة ، وهي اقوى من اي برنامج سياسي كتب على الورق وسرعان ما يجري التخلي عنه في اغلب الاحيان. نقول هذا دون ان نستهين بهذا الجانب ولكننا لا نبالغ به الى تلك الدرجة. فالفرنسيون مثلا لم يشترطوا للانخراط في صفوف مقاومة النازية ، ان يكون الكتاب السياسي في يمين المقاتل والبندقية في يساره ، ومثلهم اكثر حركات التحرر ، رغم ذلك فان لكل فصيل عراقي مقاوم برنامجه السياسي المعلن والذي يتفق فيه مع برنامج الفصائل الاخرى على القاسم المشترك الاعظم. والذي سيمهد الطريق امام الجهود المبذولة لصياغة برنامج سياسي موحد. وما يهمنا في هذه المرحلة والصراع بلغ اشده ان الكل متفق على الخط العام لهذا البرنامج وهو كما ذكرنا التحرير الكامل وبناء العراق الديمقراطي الموحد. ناهيك عن التقاء العديد من فصائل المقاومة الرئيسية والعديد من الاحزاب الوطنية المناهضة للاحتلال ، في جبهة وطنية وقومية واسلامية واحدة دون ان يتوقف العمل لاجل الوصول الى الهدف المنشود. ولاجل هذا تسعى اطراف الجبهة الى تحشيد قوى الشعب بكل مكوناته عبر توضيح الهدف المركزي للمقاومة وبذلك تكون نتائج استراتيجيتها هذه على ارض الواقع، بشقيها المسلح والسياسي، راسخة ومتينة. وهذا ماحصل فعلا بدليل الانتصارات الباهرة التي تحققت ووضعت المحتل في مازق لايمكنه الخروج منه الا باعلان الانسحاب الكامل وغير المشروط.

تخوض المقاومة في هذه المرحلة بل وفي هذه الايام المعركة الفاصلة في بغداد وهي قد اعدت العدة لهذه المعركة الكبرى وفق هذه الاستراتيجية الناجحة ، في حين تخوض قوات الاحتلال معركتها وفق استراتيجية مخالفة تماما تنطوي على جميع عناصر الفشل ، هذا الفشل الذي نامل في ان يكون نتيجة معركة بغداد القادمة ، مما قد يجبر بوش على التسليم بالهزيمة او توريثها الى الرئيس او الرئيسة القادمة.

عوني القلمجي

4/2/2007
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى