العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رؤية للمرحلة المقبلة:رد المقاومة على خطة بغداد "الأمنية

اذهب الى الأسفل

رؤية للمرحلة المقبلة:رد المقاومة على خطة بغداد "الأمنية Empty رؤية للمرحلة المقبلة:رد المقاومة على خطة بغداد "الأمنية

مُساهمة من طرف المدير السبت 17 فبراير 2007 - 2:18

رؤية للمرحلة المقبلة : ردّ المقاومة العراقية على خطة بغداد "الأمنيّة"

كان على بوش ان يسترشد قبل ارتكاب حماقته بغزو العراق ، باراء العديد من القادة ا لعسكريين الاميركيين الذين اكدوا على ان "العراقيين سيعملون، في حال اندلاع الحرب، على جر القوات الامريكية الى حرب المدن، اي القتال داخل الشوارع وبين الابنية والعمارات التي تتطلب في الواقع دراية كبيرة، هي جزء من حرب العصابات". وبعد الغزو اعترف اخرون بهذه الحقيقة ولكن ليس بناء على التحليل وانما بناء على الوقائع ، خاصة ما جرى منها في ساحات المعارك. وأعلنوا "بأن القوات الأمريكية تجد نفسها في العراق تواجه عدوا متدربا على الأساليب العسكرية في حرب العصابات، وهو ما يعد أمرا مزعجا لقوات الأحتلال ، يفرض عليها أن تعمل جاهده لإيجاد وسيلة لمواجهته". الى هذا نضيف ، بان العراقيين ادركوا ، نقطة ضعف الاميركيين، وشرعوا يخططون منذ فترة طويلة الى استدراجهم الى مثل هذا النوع من الحروب. لان قوة امريكا تكمن في سلاح الطيران والصواريخ عن بعد او ما يسمى بالصواريخ الذكية. لكن كلا السلاحين يفقد ميزته في الاشتباكات والقتال عن قرب كما يحصل الان. في حين يمكن التعامل مع طائرات الهليكوبتر، والدليل اسقاط 91 طائرة من هذا النوع منذ احتلال العراق وحتى كتابة هذه السطور وليس 61 طائرة كما يدعي قادة البنتاغون .
ما اتى به هؤلاء الخبراء والعسكريون ليس غريبا على التاريخ . فقبل 2500 عام ذكر المفكر الصيني سون تزي في كتابه "فن الحرب" أن القوات قليلة العدد قادرة على تحرير اوطانها من العدو حين تذوب بين الناس ولا يراها الخصم ، لتتخذ في البداية موقف الدفاع ، وهذا لا يعني السلبية وانما خلق الظروف المناسبة لاستنزاف الجيش المهاجم ، فالبراعة هي الجمع بين صد الهجمات وشن الهجوم المباغت. وهذا ما تدربت عليه المقاومة استعدادا لهذا اليوم المشهود ، فاخذت زمام المبادرة بيدها واجتازت المرحلة الدفاعية بوقت قياسي . وقد اقتصر عملها خلال هذه الفترة على حماية نفسها من ضربات العدو النظامية والدفاع عن معاقلها الرئيسية وابرزها معارك الدفاع عن الفلوجة ضد هجومين كبيرين. وكان شعارها المجنح ، الصمود فترة وصد الهجمات ودحرها وتوسيع دائرة التاييد الشعبي واشاعة روح وثقافة المقاومة ، وفي نفس الوقت تبادل الضربات مع المحتل وايذائه ماديا وبشريا واضعاف سلطة الاحتلال والسلطة المتعاونة معه ، سياسيا وعسكريا، وتعريتها، كعميلة له . بعد ذلك انتقلت المقاومة الى مرحلة التوازن وأستخدام مبدا الهجوم كافضل وسيلة للدفاع. وتمثل ذلك في الهجمات اليومية والمكثفة كما ونوعا لاجبار قوات الاحتلال على اعادة انتشارها افقيا وتشتيت جهودها ومواردها وتوسيع خطوط تموينها، لتصبح اقل امانا.
وعلى الرغم من كل هذه الحقائق الدامغة ، وبدل ان يسحب بوش قواته ويحفظ لامريكا سمعتها ويجنبها هزيمة منكرة ، فانه ظل متمسكا باحلامه في تحقيق النصر الموهوم ووضع استراتيجية جديدة سائلا الكونغرس منحه فرصة اخيرة لاعادة احتلال بغداد كخطوة لانهاء المقاومة ، لكن استراتيجيته الخائبة تلك كسرت، في اول هجوم لها ، على يد مجموعة صغيرة من قوات المقاومة في شارع حيفا ، حيث ابلى المقاتلون في هذه المعركة بلاء المسلمين الاوائل في معركة بدر. تلتها معركة الاعظمية والعامرية والكرخ والرحمانية وسوق حمادة وشيخ علي ونفق الشرطة ، مما دعا وزير دفاع بوش الجديد غيتس لان يهيئ الراي العام الامريكي لفشل هذه الاستراتيجية بالقول : انه في حالة عدم نجاح خطة تأمين العاصمة العراقية فانه مستعد لاخراج القوات الامريكية من المناطق المحفوفة بالمخاطر واعادة نشرها بعيدا عن العاصمة. مضيفا : ان عدم التفكير بخطط بديلة يعتبر تفكيرا باليا، واشارالي ان راسمي الخطة في وزارة الدفاع ، يقومون برسم خطط من اجل تغيير في الاستراتيجية اذا اقتضي الامر. بالطريقة ذاتها تحدث ايضا القائد الجديد لقوات التحالف بترايوس في حفل تسلمه قيادة القوات الامريكية والمتحالفة معها وقال ان المسؤولية كبيرة، وان التقدم للامام صعب الا انه غير مستحيل.


هل يمكن القول بان مرحلة التوازن مع المحتل قد بدات مبكرا بعد التاييد الشعبي لها والذي انتشر كما تنتشر النار في الهشيم وانها اصبحت جاهزة لشن الهجوم الكبير لتحرير العراق؟
لقد كان فعل المقاومة خلال العام المنصرم اكثر تاثيرا فهي قد خاضت مواجهات كبيرة ضد قوات الاحتلال وفي مدن متعددة واحكمت السيطرة عليها لفترات محدودة. وتعد هذه المواجهات بمثابة تحضيرات ميدانية للهجوم المضاد ، اذا ما تم اجبار قوات الاحتلال على اتخاذ موقع الدفاع لتجنب الخسائر المؤلمة. واليوم وقد بدات قوات الاحتلال رسميا بتنفيذ خطتها واغلقت الحدود مع دول الجوار بعد ان كانت قد خاضت معارك عنيفة ضد المقاومة في العديد من احياء بغداد والمدن الاخرى القريبة ، فان مثل هذا الهجوم وبهذه الوحشية قد يعرقل عملية الهجوم الكبير والحاسم للمقاومة . لكنه وبكل تاكيد سينتهي الى الفشل. ذاك ان المقاومة عادت الى استحضار مراحل عملها الثلاث ولكن بشكل اخر سيدرس لاحقا كتجربة فريدة في حروب التحرير. ففي الوقت الذي انشغل فيه المقاومون باستيعاب الخطة الجديدة وامتصاص هجماتها رغم شدتها ودمويتها ، كانت القيادة الشجاعة للمقاومة قد انتهت، على ما يبدو ، من تشكيل النواة الصلبة لقوات نظامية وتحت اشراف مجموعة كبيرة من ضباط الاركان من الجيش العراقي المشهود لهم بالخبرة والكفاءة في ساحات القتال. الى جانب ذلك نجحت المقاومة بفضل عقول الخبراء في التصنيع العسكري في تطوير اسلحتها وخاصة فيما يتعلق بقاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف ضد الطائرات والدروع أو التي تطلق من منصات متحركة ناهيك عن الاسلحة التي لم تسستخدم حتى الان، كما قيل، والتي ستكون اكثر تدميرا لقطعات العدو والياته والتي من شانها ان تهز معنويات قوات الاحتلال وتجبرها على التسليم بالهزيمة.
بالطبع ليس من المحتم ان تسير رياح المقاومة بما تشتهي سفنها ، فربما يتمكن المحتل الامريكي من الصمود فترة اطول او يستمر في الهجمات متحملا الخسائر حتى وان كانت كبيرة. لان نجاح هذه الخطة يعد بالنسبة له السهم الاخير والمنقذ. وعليه فقد وضعت قيادة المقاومة في حساباتها تلك اللحظات واولت اهتماما كبيرا لمبدا المرونة التامة لمواجهة الواقع المتشابك وتحويله لصالحها، ادراكا منها بان المحتل قد يستطيع كسر الهجوم العام في مرحلة الحسم، وهي بهذا قد استعدت إلى التحول لمرحلة التوازن، او حتى التحول الى المرحلة الدفاعية اذا استطاع العدو أن يعاود نشاطه بدفعة جديدة. الى ان يقتنع بأن أمامه حربا لانهاية لها إلا إذا تنازل عن عناده ، واذعن لمطالب رجال رجال المقاومة.
غير ان التركيز على كل تفاصيل هذه الخطة الستراتيجية لم يجعل المقاومة تغفل ، في كل المراحل، التركيز على ديمومة التاييد الشعبي ، فالحفاظ على العلاقة بين الحرب والسياسة وتمتينها ، هو ما يجعل العمليات العسكرية اكثر قوة وتاثيرا. ولاجل هذا تركز وبشكل مكثف على التعبئة الجماهيرية وحماية المواطنين من عمليات الارهاب والقتل لتحول دون هجرتهم الى خارج المدن او حتى خارج الوطن حتى لا تفقد غطائها ويسهل القضاء عليها. فالشعب هو مفتاح الكفاح والمقاومة وهو مصدر التموين والماوى ووسائل المواصلات والمعلومات وهو ايضا الوعاء او الماء الذي تغوص السمكة داخله دون ان يراها الصياد خاصة وانها ادركت بان الغاية من تشكيل فرق الموت وقتل الابرياء هو تحقيق هذا الهدف.


ترى ما هو دور الاحزاب والقوى والمنظمات الوطنية في هذه المرحلة وهل ستبقى تراوح مكانها او تغرد خارج سرب المقاومة المسلحة وتظل متمسكة بارائها وطروحاتها حول النضال السلمي لانهاء الاحتلال، او المراهنة على المنظمات العربية، كجامعة عمرو موسى العبرية او الامم المتحدة التي فقدت ما تبقى لها من استقلالية، او اللجوء الى طرح مبادرات سياسية امام الامريكان لاقناعهم بانسحاب طوعي يحفظ لهم ماء الوجه في حين ان العدالة والحق ودماء ثلاثة ملايين شهيد تقضي بان تخرج الاحتلال المجرمة بسواد الوجه؟

لقد اثبتت الوقائع بان لا امل بانسحاب امريكي من العراق طواعية او تحت ضغوط لم تصل بعد حد التاثير الفعال. فحتى الحزب الديمقراطي الذي يراهن عليه البعض في هذا الصدد ، يتلخص جوهر موقفه في جملة واحدة وهي انه يريد هزيمة بوش ولا يريد هزيمة امريكا.وهذا يدعو جميع هذه الاحزاب والمنظمات والقوى الوطنية وقبل ان ينحسر دورها وتجد نفسها معزولة عن المجرى العام للصراع ان تصحح مسارها وتسير في الاتجاه الصحيح وهو ان العراق احتل بالقوة ولا يتحرر الا بالمقاومة وان لا مرجعية لمن يريد تحرير العراق سوى مرجعية المقاومة وان هذه المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي. من دون ذلك لا بديل اخر مشروع لتحرير العراق. ولا طريق للوصول للهدف المنشود الا مواصلة الجهاد ، مع الالتزام بشعار ان لا صلح ولا هدنة ولا مفاوضات مع الاحتلال قبل ان يعلن استعداده الكامل للرحيل دون قيد او شرط ولتحمل كافة النتائج الضارة التي ترتبت على جريمة الاحتلال. يبقى ان من يحق له التفاوض بهذا الخصوص هم رجالات المقاومة ، لانهم الوحيدون الذين لا مصلحة لهم باجراء مساومات رخيصة ولا يستطيع كائن من كان ان يشكك في مصداقيتهم ، الا العملاء والذين في قلوبهم مرض او هوس او الباحثين عن مكاسب شخصية او شهرة او جاه . اما الذين يدعون بعدم قدرة المقاومة على ادارة الصراع في وجهه السياسي، فهم لا ينطقون الا هراء لا يستحق الرد بل يستحق التصدي، لان هدفه سرقة جهد الاخرين وعرقهم ودمائهم . والدليل الداحض هو الانجازات السياسية الكبيرة التي حققتها المقاومة، ومن اهمها ، بناء الجبهة السياسية الموحدة للاحزاب والقوى والتجمعات المعادية للاحتلال فعلا لا قولا، والتي كان من ابرز عناصر نواتها الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية ، المستندة على برنامج سياسي واضح وصريح ، قوامه تحرير العراق واقامة حكم وطني اساسه الديمقراطية والتعددية السياسية ، وبضمانة دستور دائم يؤكد هذه المبادئ وغيرها مثل تاكيد وحدة العراق وعروبته ، ويستند على مبدأ المواطنة الذي يحرم التمييز بين المواطنين على أسس عرقية أو دينية أو طائفية ، ويضمن سيادة القانون وحرية العمل السياسي وتداول السلطة عبر الانتخابات الحرة والنزيهة.


كانت المقاومة وكما قلنا في السابق تغض الطرف عن مثل هذه التوجهات، وتكتفي بمناقشتها واثبات عدم صحتها، وتنطلق من حسن نوايا هذه القوي، واحترام وطنيتها، والتضحيات التي قدمتها جراء موقفها ضد الاحتلال ومن جهة اخري كانت المقاومة شديدة الحرص علي وحدة الصف المقاوم وعدم احداث اي شرخ لا يستفيد منه سوي الاحتلال، لكن المرحلة الراهنة ، حيث المحتل يرمي بكل ثقله للقضاء على المقاومة بعد ان احكمت قبضتها على رقبته ، تفرض على الجميع اشخاصا وتجمعات واحزاب وطنية ان تعمل على دعم المقاومة والالتحاق بصفوفها ، وان تصون وتحترم دماء رجالها ،الاحياء منهم او الذين استشهدوا ،لانهم عنوان شرف العراق والامة العربية ، وهم من سيعيد للعراق استقلاله وسيادته ووحدة ارضه ، ليتمكن من اداء دوره الواعد في مجاله الاقليمي والدولي وخاصة دوره في معركة تحرير فلسطين وجميع الاراضي العربية المغتصبة.

عوني القلمجي
15/2/2007

awnisaleh@hotmail.com
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى