العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العولمة وأثرها في الاقتصاد العربي

اذهب الى الأسفل

العولمة وأثرها في الاقتصاد العربي Empty العولمة وأثرها في الاقتصاد العربي

مُساهمة من طرف المدير الجمعة 30 مارس 2007 - 13:10

طليعة لبنان الواحد/ آذار 2004
العولمة وأثرها في الاقتصاد العربي: المنطلق الفكري للعولمة ومعالم الهيمنة


العولمة وأثرها في الاقتصاد العربي Globalization2
- العولمة:
هي ظاهرة تاريخية تبلورت عملياً مع نهاية القرن العشرين. وهي حصيلة كل ما حفل به التاريخ من تراكم الانجازات الحضارية.
هذه الظاهرة الحتمية برزت بفضل التقدم العلمي والتقني ووسائل السرعة في الاتصال والوصول والقدرات الهائلة التي تحتمل خيارات لا متناهية. وهي امتحان دائم متجدد للحضارة الإنسانية. هي عولمة ضيقت العالم ووسعت الآفاق ولها ايجابياتها. وهناك مصلحة حيوية وإنسانية في الإقبال عليها والإسهام فيها. وتحمل في رحمها سلبيات يجب التصدي لها ومواجهتها.
من حيث التطور التاريخي لاستخدام هذا المصطلح، بتعابيره المختلفة التي مهدت لبروز مصطلح موحد (العولمة)، بدأت منذ أواسط الستينيات مع ظهور الشاشة الصغيرة، وبعد تشابك الكومبيوتر بالتلفاز والتلفون والاتصالات اللاسلكية. ثم إطلاق تعبير المدينة الكونية. وفي الثمانينيات صار مصطلح العولمة مألوفاً في معاهد الإدارة الأمريكية، وفي الصحافة الانكلوساكسونية، وبرز دور الشركات العابرة للقارات، وازداد استخدام مفهوم النظام العالمي الجديد بعد تبني ميخائيل غورباتشوف البيروسترويكا عام 1985م، واحتلال مبدأ توازن المصالح محل توازن القوى. وفي هذه المرحلة ظهرت صيغ مبتكرة وجديدة لفعالية المنظمات والهيئات، التي تتجاوز الحدود والانتماءات واللغات، لتقدم البراهين العلمية على قدرة البشر المفتوحة على ابتكار أشكال التواصل وسبل الحوار انطلاقاً من مجتمعاتهم المحلية إلى عولمة النضالات الاجتماعية تعبيراً عن مجتمعية جديدة قائمة على أساس العدالة والإنسانية. وإذا كانت العولمة ضمن هذا المفهوم الإنساني العادل لا يمكن لأحد أن يرفضها ولا بد من التعامل معها.
2- العولمة المؤمركة
الأمركة: هي مشروع محتمل لنظام عالمي جديد، اقتصادي سياسي عسكري وثقافي، يسعى إلى تهجين العالم وتجريده من خصوصياته، وفرض أنموذج كوني للحداثة يحمل القيم الأمريكية. تقود الأمركة قوتان جامحتان: القوة الأمريكية العظمى، وقوة السلطات المالية العظمى التي تسيطر عليها أمريكا.
3- الجذور التاريخية للعولمة المؤمركة وسياسة الهيمنة:
بدأت ملامح الهيمنة الأمريكية على العالم منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، عندما رفعت أمريكا شعار البقاء بعيداً عن الحرب. واستغلت انهماك القوى المتحاربة في الحرب لتهيمن على الأسواق العالمية.
لقد استغلت أمريكا الحربين العالميتين الأولى والثانية لتحقيق أهدافها في السيطرة على العالم، واستغلت في الوقت ذاته النتائج المدمرة للحربين التي أضعفت الإمبراطوريات القديمة، خاصة بريطانيا وفرنسا. بعدها بدأت الولايات المتحدة تعد العدة لتدمير الاتحاد السوفيتي. فاتبعت سياسة جديدة نحو العالم، واتخذت تدابير سياسية وعسكرية واقتصادية لتكريس الفلسفة الليبرالية وصولاً إلى أمركة العالم.
4- المنطق الفكري للعولمة المؤمركة وأخطارها المحتملة:
إن العولمة المطروحة اليوم هي فلسفة أمريكية تهدف إلى إيجاد أساس أيديولوجي ومبررات معينة للقطبية الأحادية الأمريكية للهيمنة على العالم. وهي أيديولوجية عنصرية قائمة على أساس التفرقة العنصرية، طرفها الأول أمريكا يقابله كل العالم وفي طليعتهم العرب والمسلمون. وتقوم تلك الأيديولوجية على أساس النسبية الفكرية بديلاً للاطلاقية الأيديولوجية.
تمثل تطبيقاً انتقائياً للفلسفة البرجماتية النفعية قائمة على أساس تمجيد العقل، وعلى هذا الأساس يجري العمل على خلق (العقل المؤمرك) الذي لا يرى في الإنسان سوى مصدر للربح، وتؤمن إيماناً مطلقاً بالقضاء على سيادة الأوطان. وتهدف إلى محاربة الذاكرة الوطنية والتاريخ وتكرس مبدأ الاختلاف، الذي يعد اغتصاباً فكرياً يمحو الذاتية، ليصبح الإنسان مجرد رقم تستخدمه قوى متسلطة وتهدف إلى نشر اقتصاد السوق وتحقيق القرية الكونية تحت راية الولايات المتحدة الأمريكية، وتستخدم من أجله كل ما تمتلكه من قوة لتؤكد تفردها في الهيمنة على العالم وعلى مرأى من الشرعية الدولية أو رغماً عنها، وتكرس مبدأ حق التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان، ودرء الأخطار التي تهدد الإنسانية.
5- الجنون الأمريكي بعد 11 من أيلول من العام 2001:
الولايات المتحدة الأمريكية، ومن موقع السيادة المسلم بها على العالم، كانت قبل 11 من أيلول تنام مطمئنة إلى هذه المسلمة بكل حلقات مشهدها، فالحروب والأخطار هي من نصيب الآخرين وتجري بعيداً عن الأرض الأمريكية، لكنها استيقظت مذعورة على ضربة كانت الكارثة، التي أحدثت انقلاباً جذرياً للمشهد، واهتزت معه كل مصداقيات أمريكا، فتحولت الأحلام إلى كوابيس، وأصبحت طمأنة كاذبة، ولم يصدق الشعب الأمريكي ما حدث لأنه يرفض الانتقال من حالة الطمأنينة الكلية والشعور بالأمن والسلامة إلى حالة القلق الكلي والرعب والشعور بالمهانة: لقد أهينت الكرامة الأمريكية على الأرض الأمريكية وكانت حالة المسؤولين في السلطة الأمريكية تتسم بالهستيريا وبإرادة الانتقام. وفرضت هذه الحالة إعلان الحرب (حرب من نمط جديد) (لتحقيق العدالة المطلقة) حرب على الإرهاب (هو كل من يخالف السياسة الأمريكية)، وحرب على الدول المارقة التي تأوي (الإرهاب). وحددت أكثر من 60 دولة في العالم. وحرب على (محور الشر): (العراق إيران، كوريا الشمالية).
إن العمل بعقيدة مكافحة الإرهاب قسم العالم إلى معسكرين: معسكر ضد الإرهاب، ومعسكر كل من يقف مع أمريكا.
لقد أفرزت أحدث 11 من أيلول جملة من المفاهيم والمصطلحات الجديدة، تطلقها الولايات المتحدة وعلى العالم أن يتبناها، ويحارب من أجلها، ويخوض معارك من نمط جديد، رغم انها بدأت بأفغانستان على النمط التقليدي.
استطاعت أمريكا أن تحصل على أسرع قرار في التاريخ مجلس الأمن، واتخذ بالإجماع، لا يسمح فقط (بالحرب الشاملة على الإرهاب والإرهابيين) بل يتبنى هذه الحرب وعقيدتها.
واستطاعت أكبر قوة عسكرية في العالم أن تدمر أضعف وأفقر دولة في هذا العالم ولكنها لم تحقق أهدافها المرسومة، لذلك فان الحرب مستمرة.
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى