العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(4)

اذهب الى الأسفل

السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(4) Empty السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(4)

مُساهمة من طرف المدير الأحد 1 أبريل 2007 - 3:36

صلاح المختار
التأهيل التكميلي لايران
بعد ان استنزف العراق في الحرب مع ايران فجرت امريكا حرب الكويت لاكمال عملية الاستنزاف وزيادة انشقاقات الامة العربية وتعميق مسار الاحداث باتجاه جعل الصراع العربي الصهيوني يضيع في بحر صراعات عربية – عربية واسلامية - اسلامية . وكان لايران دور بشع في نهاية الحرب حينما فجرت تمردا مسلحا في جنوب العراق عام 1991، فيما كانت القوات العراقية تنسحب منهكة من الكويت ، فادى التمرد الى تعرض العراق لخسائر كانت اكبر من خسائره في الحرب مع امريكا على ارض الكويت ! لقد برزت ايران خميني بصفتها دولة تمارس سياسة معادية للعراق والعرب وتتعاون مع الشيطان الاكبر ضد العراق ، لان التمرد تم بتنسيق امريكي - ايراني مباشر .
وحينما قررت امريكا غزو العالم في عهد بوش الابن وخططت جهات امريكية لمهاجمة البرجين في نيويورك ليكون ذلك مبررا لغزو العالم ، انطلاقا من غزو العراق ، كانت ايران هي الطرف الاول الذي ساعد امريكا على غزو افغانستان والعراق كما اعترف خاتمي الرئيس الايراني . واخذت صورة ايران ( الاسلامية ) تتحول فاقدة بريقها القديم ومكتسبة ملامح قبيحة اكتملت بتاكد حقيقة ان ايران هي الشريك الرئيسي لامريكا في غزو العراق وتدميره وتفكيكه واثارة الفتن الطائفية وممارسة القتل الجماعي والاشتراك في الحكم وقيادة الحكومة الحكومة العميلة !
لقد صارت ايران خصوصا منذ مطلع عام 2006 بالغة القبح بدفعها لطابورها الخامس في العراق ( جيش المهدي وفيلق بدر ) لممارسة نفس الاساليب الصهيوينة ضد عرب العراق ، ففقدت كل ما اكتسبته منذ اسقاط الشاه وصارت رمزا للغدر والتعاون مع امريكا ضد العراق والامة العربية ، خصوصا بعد ان كشفت عن تبنيها لكل الفتن الطائفية كشريك رئيسي لامريكا . وكان طبيعيا ان تتعرض لخسارة كل ما عملت من اجله منذ 14 قرنا وهو اقامة امبراطورية فارسية تتبرقع باسم الاسلام ! لقد انتهى مفعول لعبة تأهيل ايران الاساسي واصبحت ايران معزولة وعملاءها عاجزون عن الدفاع عنها بمنطق مقبول . فما العمل لانقاذ المشروع الامبراطوري الفارسي ؟ وما هي خيارات امريكا واسرائيل لضمان تقسيم العراق وهو الهدف الاول والاهم في خطة تقسيم الوطن العربي ، على اسس عرقية وطائفية ، بعد ان تعرض الطرف الرئيسي الذي ينفذ عملية تقسيم العراق بالتعاون مع امريكا وهو ايران للعزل والافتضاح ؟ عدنا نشهد لعبة التأهيل من جديد ولكن هذه المرة باستخدام امتدادات ايران الاقليمية في الوطن العربي ، وكان حزب الله هو الاداة الانجح لانه هو الاخر جرى تأهيله في جنوب لبنان ليصبح مرجعية محترمة للقوميين والاسلاميين والتقدميين كافة .
في اذار من عام 2006 تحرك حزب الله عبر منظمات مولت تحركها ايران دعت الى مؤتمر في بيروت تبين ان هدفه هو تحشيد الدعم العربي لايران ، فاستنتجنا بان هناك عملية كبرى ستقع في المنطقة وان ايران تقف وراءها هدفها توفير دعم لايران لتواصل دورها الاقليمي ، بعد ان صدم العرب والمسلمين مرة اخرى نتيجة دعمها للحملة الاجرامية التي شنها جيش المهدي وفيلق بدر في مطلع عام 2006 ضد اهل بغداد ، من اجل تهجيرهم واحلال فرس مستوردين من ايران او مجاميع من جنوب العراق محلهم ، لتغيير الطبيعة السكانية لبغداد تمهيدا لتقسيم العراق ، اضافة لدعم ايران الكامل لدعوة عميلها عبدالعزيز الحكيم لاقامة فدرالية الجنوب ثم اضاف الوسط الى الفدرالية معتقدا ان مقتدى الصدر سينجح في تغيير بنية بغداد السكانية !
هذا الموقف الايراني اوصل ايران وسمعتها للحضيض عربيا واسلاميا بعد ان ربط بسياق الموقف الايراني منذ الغزو ، فتأكد حتى من كان داعما لايران بانها شريك لامريكا في الاحتلال . لذلك تحركت المخابرات الايرانية والمخابرات الامريكية ، بتنسيق او بدون تنسيق، لاعادة تأهيل ايران بتحسين صورتها ، وكان تحرك حسن نصر الله في اذار ليس سوى بداية لعملية اعادة تأهيل ايران ، وفجرت المخابرات الايرانية والامريكية الحرب ضد لبنان في تموز الماضي لتصبح القاطرة المحملة بالمياه الدافئة لغسل الجسم الايراني المغطى بكامله بدم واشلاء العراقيين ودموعهم ، وزرقه ( الجسم الايراني ) بحقنة مملوءة بدم العراقيين واللبنانيين لتمنحه الحيوية الكافية لاستئناف الدور التقسيمي الايراني داخل العراق وفي الوطن العربي . لذلك لم تكن صدفة ان تتحرك ايران اثناء وبعد هذه الحرب وكانها هي التي شنتها على اسرائيل ومن ثم عليها قطف كل ثمرة ممكنة ! وبالطبع كانت ايران تريد أيضا بتأهيلها الجديد الحصول على مكاسب أقليمية من خلال اثارة موضوع المنشأت النووية وجعله موضوعا رئيسيا في الاعلام مع انه ، مقارنة بما يجري في العراق ، موضوع ثانوي .
تلك الحرب لم تكن الظروف الاقليمية ولا اللبنانية تبررها ولا تسمح بوقوعها ولم يكن هناك سبب معقول لتفجيرها ، لكنها مع ذلك فجرت باوامر ايرانية وارتياح امريكي ، فترتب عليها وضع خطير جدا كانت ابرز مظاهره الحاق دمار شامل بلبنان وعدم تحقيق الهدف الصغير جدا والثانوي جدا وهو اطلاق سراح اسرى لبنانيين ، مقارنة بالثمن الذي دفعته لبنان وهو التدمير الكبير جدا للبنية التحتية اللبنانية وقتل اكثر من الف لبناني ! فهل يستأهل اطلاق سراح بضعة لبنانيين هذه الخسارة الفادحة ؟ لقد اعترف نصر الله بانه لو علم بان النتائج ستكون هكذا لما خطف الجنديين الاسرائيليين ! وهذا الاعتراف يلخص ازمة التبعية المطلقة لايران التي افتعلت ازمة مع اسرائيل ، كانت الاخيرة تتنظرها على احر من الجمر، فوقع حزب الله في الفخ ، كما وقعت اسرائيل في الفخ ، فراينا حربا لم يستفد منها الا طرفين امريكا وايران !
امريكا أستفادت من حرب لبنان لان الحرب حولت الانتباه من العراق الذي كان يشهد حدثين خطيرين ، حدث تقدم الثورة المسلحة ضد الاحتلال وايران ، وحدث جرائم ايران عبر جيش المهدي وفيلق بدر ضد شعب العراق ، لذلك كان من مصلحة امريكا تحويل اهتمام العالم من العراق الى ازمة مفتعلة للتغطية والتعتيم على ما يجري في العراق ، كما كان من مصلحتها ان تعيد للدور الايراني التقسيمي كامل حيويته في العراق . أما ايران فكان من مصلحتها تجميل وجهها البشع في العراق عبر تصويرها وكأنها تخوض صراعا مع اسرائيل بواسطة ذراعها اللبنانية ، فيمنح ذلك لاعوانها في الوطن العربي دعما معنويا يجعلهم قادرين على المجاهرة بدعمها والادعاء بان ايران وحزب الله هما قيادة المجابهة مع امريكا واسرائيل ! وتلك خباثة تريد ايران من ورائها ، وامريكا تؤيد ذلك ، تهميش المقاومة العراقية على مستوى الوعي والاعلام وليس على مستوى ارض الواقع في العراق ، رغم انها تخوض المعركة الرئيسية في المنطقة كلها ضد امريكا .
ونحن نقول ان مشكلة الجنديين مفتعلة ، نتيجة قرار ايراني باشعال حرب خارج حدودها ودعم امريكي لهذا القرار ، لان الحسم الستراتيجي كان يجري على ارض العراق والمعركة الحاسمة الرئيسية كانت ( وما زالت ) تجري على ارض العراق وليس في لبنان او فلسطين ، وكانت عمليات القتل للعراقيين على يد جيش المهدي وفيلق بدر قد وصلت ذروة مأساوية حشدت اغلب العراقيين ضد ايران . لذلك كان مطلوبا من كل المناهضين حقا للاستعمار الامريكي ، درع اسرائيل ومصدر ديمومتها وقوتها وتفوقها ، ان لا يفجروا صراعا ثانويا في جبهة اخرى ثانوية كلبنان لان ذلك يحول الجهد والانتباه عن العراق ويعطي لامريكا فرصة للتنفس والعمل بطرق اخرى لمواصلة محاولات تقسيم العراق ، كما انه ( أي الصراع في جبهة لبنان ) يعيد ترميم وجه ايران الشديد البشاعة نتيجة لدورها الاجرامي في العراق . ولهذا يجب ان نميز بين مسألتين مختلفتين ، مسألة تقسيم العراق وهي رابط مشترك بين امريكا وايران ، كان ومازال قائما وقويا ، ومسالة تقاسم العراق وهي مسألة خلافية بين امريكا وايران لكنها ملحقة بالمسألة الاساسية وهي تقسيم العراق .
بقيام حزب الله بهذا الدور استنزف خياراته رغم انه حاز على دعم جماهيري كبير نتيجة اليأس العربي وبطولة مقاتلي المقاومة اللبنانية وشهداءها الابرار ، وقدم افضل ما عنده . فوصل حزب الله الحد الاقصى في خدماته لايران ، واهمها ازالة الكثير من بقع الدم العراقي من وجهها ، ولم يعد بامكانه ان يفعل المزيد . وجاء اغتيال سيد الشهداء القائد صدام حسين على يد عملاء ايران واحاطة ذلك بجو طائفي حقير واعلان ايران على لسان نجادي وخامنئي ورفسنجاني ان الاعدام كان قليلا بحق الشهيد ، وتورط حزب الله باعلان فرحته بالاغتيال وتزيعه للحلوى بهذه المناسبة ، مع ان من قرر اعدام الشهيد هو امريكا لسبب واحد هو انه رفض المساومة معها ورفض التفريط بحقوق العراق وفلسطسن واصر على التمسك بوطنيته العراقية وعروبته ، فهل يمكن تصور وجود حزب اسلامي او وطني مهما كانت خلافاته مع غيره يفرح لاعدام قائد وطني عظيم اذهل العالم ببطولته وتمسكه بالمبادئ ؟ هذا الموقف كان القشة التي قصمت ظهر بعير حزب الله ، فقامت الملايين التي علقت صورة حسن نصر الله بعد حرب لبنان بانزالها وتمزيقها في مختلف الاقطار العربية واعادت النظر بالموقف منه . و هكذا عادت ايران الى المربع الاول مربع تلاشي كل جهود تأهيلها لتصبح قادرة على اجتذاب دعم العرب والمسلمين ، خصوصا وان ذلك اقترن بكشف ايران رسميا عن اصرارها على نشر التشيع الصفوي في الوطن العربي وتعمدها اثارة الفتن الطائفية !
.
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى