العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(6)

اذهب الى الأسفل

السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(6) Empty السيناريو الامريكي ألاخطر : حروب تأهيل ايران !(6)

مُساهمة من طرف المدير الأحد 1 أبريل 2007 - 3:41

صلاح المختار
ملاحظات واستنتاجات
ان نظرة متأنية ومدققة لهذه الافكار والمعلومات والاحتمالات تفضي الى مواجهة النتائج والاستنتاجات التالية :
1 – تعمل امريكا وايران على استبدال التناقض الرئيسي السائد في الوطن العربي بين حركة التحرر الوطني العربية بقيادة المقاومة العراقية وتحالف امريكا اسرائيل الذي تخدمه ايران مباشرة ، بتناقض مفتعل يضخم وتزور طبيعته ليصبح اعلاميا تناقضا رئيسيا يراد له امريكيا واسرائيليا وايرانيا ان يطغى على التناقض الاصلي الحقيقي ، وهو تناقض تقاسم المنافع والمكاسب بين امريكا وايران . وهذا التغيير القسري يشوه طبيعة الصراع وينشر الغموض وعدم القدرة على الاختيار بسهولة لدى المواطن العادي ومن هذه النقطة تتسلل عوامل التفتيت والشرذمة داخل الامة العربية ،وهي مقدمة اندحارها .
2 – تختار امريكا وايران ساحة ثانوية لتفجير صراع مهما ضخم فانه يبقى ثانويا من الناحية الستراتيجية ، وهي ساحة لبنان التي لا توجد فيها عوامل او مقومات خوض الصراع الحاسم في المنطقة وهو الصراع مع امريكا وليس مع اسرائيل . والسؤال الذي يفضح هذا التزوير هو التالي : هل تملك كافة القوى اللبنانية القدرة على الحاق الهزيمة باسرائيل وتحرير فلسطين ؟ الجواب قدمه حسن نصر الله وليس غيره حينما اعترف بانه ليس هناك أي برنامج لدى حزبه يتجاوز استعادة مزارع شبعا ! من هنا فان تعمد خلق ازمات متسلسلة في لبنان ، يمنع حلها بالحوار مع انه الطريقة الوحيدة الصالحة في لبنان لحل المشاكل ، لا يعبر عن واقع لبنان ، بل هو نتاج مصلحة ايرانية امريكية مشتركة . ان الضجيج والجدل الناجمين عن تصعيد ازمة لبنان اصطناعيا ورفض حلها بالحوار يضر بالمصلحة القومية للامة العربية ولا يخدم الا ايران وامريكا .
3 – ان الطرفين الرئيسيين في التازيم المصطنع ، وهما امريكا وايران ، يريدان تغليب ايديولوجيا طائفية متقابلة ومتناقضة شيعية سنية ، في كل الوطن العربي والعالم الاسلامي ،على الانتماء الوطني والقومي لانهما يوحدان على اساس المواطنة والهوية القومية . وسبب الاصرار على تغليب الايديولوجيا الطائفية يعود الى حقيقة انها تضمن اذا سادت تفتيت الامة العربية وجعلها طوائف متشرذمة ومتناحرة لايمكن توحيدها ابدا ، خصوصا وان الطائفية الحالية تتسم بهيمنة عقلية ساذجة ومتطرفة تساوي بين احكام الله وبين احكامها مع انها مغرقة في الجهل والامية فتكفر من هو سيد الجهاد وترفع من لا يساوي قيمة بصلة !
4 – شيطنة وتشويه صورة صراع الساحة الرئيسية ، وهي ساحة العراق ، وهو صراع مع الاحتلال الاستعماري ، بتصويره على انه اصبح صراعا داخليا وحربا اهلية بين السنة والشيعة العراقيين ، وارتكاب جرائم ولصقها بالمقاومة العراقية لاجل تنفير الناس منها وزرع الياس في نفوس العامة .
5 – قيام الاعلام خصوصا الالتكروني بتجميل ابطال الساحة الثانوية ورفع رايتهم والترويج لها ، وبنفس الوقت شيطنة البطل الحقيقي وهو بطل ساحة الصراع الرئيسي في العراق وهو المقاومة العراقية ! ان من يقارن بين تغطية الجزيرة مثلا لاحداث لبنان واحداث العراق يدرك فورا معنى ما نقول ، فحسن نصر الله تصفه الجزيرة بانه ( سيد المقاومة ) مع انه دخل معركة لم يكن يعرف نتائجها جيدا ولم يحسب حسابها بصورة صحيحة ولم يعرف كيف يخرج منها ! رغم ان لبنان ومهما قدم من تضحيات فان له حدودا في التاثير والتغيير ، ومقابل ذلك نجد ان المقاومة العراقية لا توصف الا بانها مجموعة مسلحين او ميلشيات سنية وشيعية مع انها ركعت اعظم قوة عسكرية التاريخ لم تركعها قوى عظمى ! فهل هذه التغطية كانت اجتهادا من قبل شخص معروف بولاءه التام لايران ؟ ام انها موقف ؟
6 – اختراق ايران انفارا من العرب بالمال والاغراءات الاخرى خصوصا من القوميين العرب والاسلامويين السنة وتسخيرهم لخدمة اهداف ايران . ويتجلى هذا الوضع بصورة واضحة في حقيقة ان المؤتمرات والتجمعات التي تتحدث باسم العروبة والاسلام السني ، لم تهاجم ايران رغم جرائمها في العراق والتي لاتقل عن جرائم امريكا وجرائم اسرائيل ، فما السر في هذا الصمت المريب مع ان المبادئ القومية تؤكد ان الدم العربي واحد والارض العربية واحدة من حيث القيمة ؟ وحينما يضطر هؤلاء الى نقد ايران يكون نقدهم لينا ومن داخل الصف الايراني ! وهؤلاء اخطر من عملاء ايران لانهم عرفوا بانهم قوميون عرب او اسلامويون سنة الامر الذي يجعل كلامهم الايجابي عن ايران مثيرا للارتباك في الوسط الجماهيري ، وهذا بالضبط ما تريده ايران .
وحتى حينما تنتقد ايران يبقى هؤلاء يدافعون عن ايران وعن حقها في امتلاك الذرة مع انه السلاح النووي الايراني لن يستخدم الا ضد العرب وليس ضد امريكا او اسرائيل ، تماما كما كانت ايران اول من يقصف بالصواريخ بغداد ويقتل اطفال ونساء العراق اثناء الحرب مع ايران . بل انهم يدعون الى الوقوف مع ايران ضد امريكا وكأن ايران هي التي تخوض حرب التحرير ضد امريكا وليس المقاومة العراقية ، مع ان الوقائع المادية تقول بان ايران شريك امريكا الاساسي في غزو العراق وتدميره واهلاك اهله ! كل ذلك يروج للوصول الى الهدف المهم وهو القول بان التناقض الرئيسي هو بين ايران وحزب الله ، ويضيفون سوريا للتمويه على الهدف الايراني الصرف من جهة ، وامريكا والنظم العربية الموالية لامريكا من جهة ثانية ، وليس بين المقاومة العراقية وامريكا ! وهذا التصنيف يضع بعض الناس في موقع محرج فاذا هاجم ايران سيتهم بالوقوف مع امريكا والنظم العربية التابعة لها ، لذلك يضطر الى دعم ايران تجنبا لحشره حيث لا يشرف احدا ان يحشر ! وهنا يظهر دور المخابرات الايرانية الواضح في توجيه هذه الزمر من فيلق بدر الاعلامي في الوطن العربي .
بل وصلت الوقاحة باحدهم الى حد انه يقول بان من يساوي بين امريكا وايران يخدم امريكا مع ان المقاومة العراقية بكافة فصائلها تعد ايران عدوا رئيسيا كامريكا واسرائيل !
7- من مميزات حروب التاهيل بروز ثنوية ، كثنوية مانو الفارسي ، او ازدواجية كازدواجية معاييرالغرب والصهيونية ، تربط بين الشيء ونقيضه بوضوح يمكن فلسفته والدفاع عنه . ومثال حزب الله واضح تماما في هذا المجال ، فالفرع والذراع الايرانية وهو حزب الله في لبنان ، يجب ان يبدو في افضل حالات الكفاح صدقا وجدية من خلال تعميد هذه الصدقية والجدية بدم شهداء حزب الله في الجنوب اللبناني ، فيصبح انموذجا للبطولة والتضحية ، لكن هذا الحزب يخضع كليا وليس جزئيا للاوامر الايرانية الصارمة مع ان ايران دولة استعمارية تغزو العراق مع امريكا وتقوم بالدور الاساس في تنفيذ خطة تقسيم العراق وتذويب الهوية العربية ، وتذهب ابعد من ذلك بنشر الفتن الطائفية في الوطن العربي والعالم الاسلامي بصراحة ومباشرة الان ! لذلك نجد اننا بأزاء ثنائية مربكة للبعض وهي ان حزب الله جهادي مقاتل لكنه تابع للاستعمار الايراني !
أن التكتيك الايراني هو كالتالي : أفعل مثلما فعل السادات وقاتل اسرائيل في معركة غير حاسمة وثانوية على ارض لبنان ، بواسطة حزب الله ، واحصل على دعم عربي واسلامي يجيره حزب الله لصالح ايران ، كي تستخدمه لمواصلة غزو العراق ونشر التقسيم الطائفي في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، وهي محصنة بدماء شهداء لبنان العرب ! كيف يمكن الجمع بين شر وخير مانو والتوفيق بين تحضر الغرب ووحشيته ولا يمكن الجمع بين الصورة المشرفة لحزب الله في صراعه مع اسرائيل والصورة المخزية والاجرامية لايران سيدة حزب الله وهي تبيد العراقيين وتدمر العراق وتقسمه وتنشر الفتن الطائفية بين العرب والمسلمين ؟
وثنوية حزب الله المجاهد وايران الاستعمارية تستبطن هدفا سايكولوجيا مهما وهو هز ثوابت الانسان العادي في الوطن العربي وخلخلة منظومة وعيه وتخريب جهاز مناعته القومية تمهيدا لدفعه لتغليب منطق تبسيطي ، يريحه من ضغوط الاضطرار لتفسير هذه الثنوية المربكة بحسم الامر ودعم حزب الله ، وهو دعم مشروط بدعم ايران ، تخلصا من الارباك المتعمد ! وتلك عملية غسل دماغ انموذجية تمارسها المخابرات الايرانية في الوطن العربي خصوصا مع نخب اغتنت بالمال الايراني ، وجاءت ثنوية الارباك لتضعها في موقع من لا يستطيع الا خدمة ايران بدفع دورها الاجرامي في العراق الى زاوية مظلمة كي لا يراها هو وغيره ، في حين يسلط الضوء على مفاخر حزب الله !
ان ثنوية التكتيك الايراني مدروسة بدقة وعمق ، وهي ثنوية ربما تكون اقدم من ثنوية اليهود تأريخيا ( ثنوية اليهودي والغوييم ) لانها تعود للعهد المجوسي ، وبالتاكيد هي اقدم من ازدواجية معايير الغرب وتكتيكاته ، وهي ضرب من ضروب تقسيم او توزيع الادوار بحيث تكون النتيجة هي وصول ايران الى اهدافها الجوهرية بمساعدة من تنطلي عليه الحكمة والهدف من هذه الثنوية الفارسية الاصيلة . أن ما حصل اثناء قيام الدولة العباسية من تغلغل داخلها لتدميرها من الداخل ، مثل دور البرامكة ، وعمل مواز من خارجها لتدميرها من الخارج بعمل عسكري معاد صريح ، مثل تمرد بابك الخرمي ، هو مثال واضح لعمل فارسي مزدوج تقوم به نخب شوفينية فارسية بشكل متزامن .
ومنطق هذه الثنوية يدفع الانسان البسيط للقول اذا كانت هذه هي صورة حزب الله فمعنى ذلك ان صورة من يوجهه ويموله بالملايين وهو ايران لابد ان تكون مشرفة ، ومن ثم فان مهاجمة ايران بسبب دورها في العراق لا مبرر لها لانها تقوم على مبالغات ودعاية مغرضة ضد ايران ! من هو ضحية هذه الثنوية الفارسية العتيقة ؟ العراق اولا والامة العربية ثانيا اللذان يشهدان تفوق ايران على اسرائيل وامريكا في الحقد على العرب وتدمير اقطارهم ومسخ هويتهم ، وهذا هو السبب الرئيسي للتساهل الغربي – الصهيوني مع ايران .
8 – ان تعزيز الدور الايراني الديني هو مصلحة امريكية – صهيونية ستراتيجية لان ذلك هو الضمانة الاساسية لمواصلة مسيرة انهاء الامة العربية التي ابتدأت باقامة اسرائيل . وهذه المسالة يجب ان توضح ، اننا حينما نقول ذلك فاننا نقصد تحديدا الدور الديني لايران وليس للدور الايراني كله ، فامريكا واسرائيل لا تسمحان لاي طرف اقليمي مهما كان ان يتحول الى قوة منافسة على النفوذ في الاقليم ، اما اذا تبنت ايران خطا دينيا يقوم على هدف تغيير التوازن الطائفي الحالي بين المسلمين عبر نشر التشيع الصفوي فان امريكا واسرائيل تدعمانه بقوة وبلا تردد ، لانه يخدم هدفا اساسيا لهما وهو تقسيم الوطن العربي والعالم الاسلامي على اسس طائفية وعرقية . وفي ضوء هذه الحقيقة فان التعاون الامريكي – الاسرائيلي مع ايران لن ينتهي مهما بلغت الخلافات الاخرى مادام تقسيم العرب والمسلمين على اساسر طائفي لم يكتمل بعد .
9 – من مصلحة امريكا ان تتحول الانظار عن العراق وتتركز على جبهة توتر اخرى ثانوية كلبنان لانه سيتيح لها امكانية تخفيف الضغط عليها داخل امريكا وفي العالم ، على اعتبار ان التعتيم على العراق ، حيث الحسم الاكبر وتدمير المشروع الامبراطوري الامريكي، والتركيز على لبنان ، حيث المناوشات والالعاب النارية التي تقتصر وظيفتها على جلب الانظار وهي جبهة لا تلحق بامريكا أي هزيمة ولا تكلفها الكثير ، يشكل خير معين لامريكا على التقاط الانفاس وتجميع القوى .
10 – ما هو الثمن الذي ستدفعه امريكا وايران نتيجة هذا التقابل الاستعراضي بينهما ؟ انه ثمن بخس مقارنة بما ستحققانه من مكاسب ، فايران ستحقق اهم اهدافها العتيقة والستراتيجية وهو تحويل التشيع من حزب الاقلية في العالم الاسلامي الى حزب مواز للحزب الاخر وهو الحزب السني ، وهذا المكسب لا يعود لاسباب دينية ، فالتشيع الصفوي في النهاية هو اداة لخدمة الاهداف القومية الايرانية ، لذلك فان فان أي توسيع للتشيع الصفوي سيكون تعزيزا لمصالح ايران القومية خارج حدودها وداخل الوطن العربي والعالم الاسلامي . اما امريكا فانها ستحقق واحدا من اهم اهداف خطة صدام الحضارات وهو شرذمة المسلمين على اسس طائفية بعد شرذمة العالم على اسس دينية وثقافية . كما انه يخدم مباشرة خطة الصهيونية التقليدية المعروفة القائمة على الشرذمة الطائفية العنصرية للعرب ، وبذلك تكون نتيجة التصادم الاستعراضي الامريكي الايراني الان هي تحقيق اهداف امريكية واسرائيلية ستراتيجية وخدمة ايران ستراتيجيا .
ان سقوط قتلى امريكيين وايرانيين واسرائيليين في أي تصادم محتمل ليس هو معيار جدية ورئيسية الصدام ، بل هو ثمن محسوب مقابل الوصول الى مكاسب ستراتيجة عظيمة . فهتلر مثلا فوجأ بطلب الحركة الصهيونية منه قتل يهود المان مقابل تقديم اموال له كان في امس الحاجة لها ، لان قتل يهود المان سيجبرهم على الهجرة لفلسطين . لذلك كان ثمن القتل بالنسبة للصهيونية اكبر واهم من الخسارة التي نجمت عنه . كذلك فان الحركة الصهيونية هاجمت مراكز اليهود في العراق بعد انشاء فلسطين وعدم رغبة اليهود في الهجرة فشنت الصهيونية هجمات على يهود العراق لاجبارهم على الهجرة ، كما اثبتت التحقيقات التي اجرتها الحكومة العراقية وقتها .
اما امريكا فانها اشتهرت بقتل او التخلص من خيرة عملاءها ، امريكيين او غير امريكيين ، او ضباط مخابراتها او شخصياتها عند الضرورة ، ومقتل السفير الامريكي في باكستان مثال فردي ، اذ ان المخابرات الامريكية حينما قررت قتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق ارادت ان تموه على دورها وتخفيه باصدار امر للسفير الامريكي في باكستان بالسفر معه بنفس الطائرة التي فجرتها المخابرات الامريكية في الجو فقتل سفيرها مع ضياء الحق ! اما ضرب البرجين في نيويورك في الحادي عشر من ايلول عام 2001 فكان افضل مثال على ان الدول التي تخطط لاهداف عظمى تقبل بدفع ثمن صغير مقارنة بالمكاسب التي تحققها . فقد اتجهت اغلب انظار المراقبين الان لاحتمال غالب وهو ان جهة امريكية نافذة كانت وراء التخطيط للعملية ووراء دفع افراد لتنفيذها . ان غزو العراق وافغانستان ومحاولة اعادة تشكيل العالم بكامله كان الهدف الجوهري من وراء تلك الهجمات المشبوهة .
اذن يجب ان لا نخدع بالعاب حزب الله وايران وامريكا واسرائيل فهي جزء من متطلبات اعادة رسم الخرائط وتغيير التشكيلات السكانية والموازين الستراتيجة ، وهي العاب ومفرقعات نارية للتسلية اذا قورنت بحماوة حرب تحرير العراق والتي ستقرر نتيجتها مصير العالم كله ، لذلك فان مفرقعات حزب الله وايران وامريكا واسرائيل ليست سوى استخدام نار صغيرة لاطفاء الحريق الاكبر الذي يهدد الغابة كلها بالدمار .
من المتضرر من هذا السيناريو ؟
يتضح من خلال ما تقدم ان المتضرر الاكبر هو الامة العربية لانها هي التي تتحمل الاكلاف البشرية والمادية للتخطيط الامريكي والاسرائيلي والايراني ، والاخطر انها هي التي تدفع الثمن الاكبر وهو احتمال تقسيم العراق والامة العربية وتذويب هويتها القومية . ان اللقاء المشترك لهذه الاطراف يقوم على العمل على الغاء دور الامة العربية وشرذمة شعبها وتقسيم اقطارها والغاء هويتها ، لذلك تتضاءل خلافات هذه الاطراف وتصبح ثانوية حينما يتعلق الامر بالعرب . وفي هذا السيناريو نجد ان فيلق بدر السياسي والاعلامي وعناصر المارينز العرب في الوطن العربي تلعب الدور الاشد خطورة في خدمة الاهداف الصهيونية والامريكية والايرانية من خلال عملها المشترك لتدمير الامة العربية وتذويب هويتها اما نتيجة الدفاع عن الاستعمار الايراني او نتيجة الدفاع عن الاستعمار الامريكي .
وبعد افتضاح مارينز الاعلام والسياسة العرب الخادمين لامريكا فان الذي يهمنا الان هو فضح فيلق بدر الاعلامي والسياسي العربي ، والذي يقوم بدور اخطر من دور فيلق بدر الاجرامي داخل العراق ، فهؤلاء يدافعون عن ايران رغم انها تمارس سياسات وترتكب جرائم في العراق وغيره لاتختلف عن سياسات وجرائم اسرائيل على الاطلاق ، فالتهجير للعرب وقتلهم على الهوية واحلال فرس محلهم في العراق لا يختلف عن تهجير الفلسطينيين من وطنهم وهجرة اليهود الى فلسطين . واثارة الفتنة الطائفية في الوطن العربي كله وخلق الجيتو الصفوي هو ذاته عمل الصهيونية التي خلقت مشكلة اليهود والجيتو اليهودي ، واستهداف العرب لانهم عرب هو سمة مشتركة بين ايران واسرائيل . لقد حسم غزو العراق مسألة الدور الايراني وثبت للعالم كله ان ايران هي الشريك الاول لامريكا في غزو وتدمير العراق وتهجير ستة ملايين عراقي والاعلان صراحة عن ان العراق ليس بلدا عربيا بل هو بلد متعدد القوميات ! هذه الحقائق لم تقنع فيلق بدر العربي الذي مازال حتى الان ونحن ندخل العام الخامس للغزو يطالب ب :
أ – دعم ايران ضد احتمال مهاجمة امريكا لها .
ب – دعم حق يران في انشاء قدرة نووية لن تستخدم اطلاقا ضد احد غير العرب .
ج – اعتبار ما تقوم به ايران في العراق اخطاء ثانوية لا تسوغ الوقوف ضدها !
د – ألاصرار الوقح على ترديد ان مساواة ايران بامريكا يخدم امريكا وكأن ايران عدو حقيقي لامريكا !
هذه هي الاسس التي يقوم عليها موقف فيلق بدر العربي وهو فيلق لم يقل هذا الكلام الا نتيجة دافعين لا غير : دافع الارتزاق لان ايران تمول هؤلاء العرب سنة وشيعة ومسيحيين واصبحت تخلق الاثرياء بكلمة ( نعم لايران ) ، ودافع العوق الفكري والنفسي الذي يجعل هؤلاء مطايا للغزو الايراني مع انهم يقولون انهم ضد الغزو الصهيوين الامريكي ! أننا نقول بالفم المليان ليكسر الفخار بعضه البعض الاخر ، فايران عدو كما نراها في العراق وامريكا عدو كما نراها في العراق ، وليس ثمة مجال هنا لوضع ايران بعد امريكا او قبلها ، لانهما شريكان رئيسيان في اغتيال العراق وتصفية دولته واغتصاب نساءه وسرقة ثرواته ومحاولة اشعال حرب اهلية وابادة مليون عراقي وتهجير سته ملايين عراقي . الا يكفي هذا لترحيبنا بصدام امريكي ايراني مهما كان حجمه ؟ نعم ليكسر الفخار الايراني الفخار الامريكي وبالعكس ، لان في ذلك اضعاف لعدوين شرسين للامة العربية . لكن ترحيبنا بتكسير الفخار الامريكي والايراني لايعني ابدا اننا يجب ان نكون طرفا في هذه العملية ، لان دورنا هو مواصلة النضال من اجل طرد الاحتلالين الاستعماريين الامريكي والايراني سوية من العراق .
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى