العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التغلغل الإسرائيلي في العراق

اذهب الى الأسفل

التغلغل الإسرائيلي في العراق Empty التغلغل الإسرائيلي في العراق

مُساهمة من طرف المدير الأربعاء 25 أبريل 2007 - 19:45

التغلغل الإسرائيلي في العراق
من الثورات الكردية إلى الحكومات الانتقالية
شبكة البصرة
اعداد: الماجدة البهية
(إلى كل من يصبو لمعرفة حقيقة مخفية وراء قضبان السراديب الضيقة... الى الذين لايعلمون حتى يعلموا) بهذا الإهداء استهل المؤلف محمد الحوراني كتابه الصادر عن مركز الراية للتنمية الفكرية. ضمن إصداراته لعام 1996, والذي جاء تحت عنوان (التغلغل الإسرائيلي في العراق ….من الثورات الكردية إلى الحكومات الانتقالية).
تناول الكتاب موضوعه على 250 صفحة من القطع المتوسط ومن خلال 75 عنواناً.
في التمهيد للكتاب يوضح المؤلف ان فكرة الكتاب استجلبتها ردود الافعال على مقالة له نشرتها جريدة (المحرر العربي) في عددها (493) الصادر بتاريخ 21/11/2003 حملت عنوان (الاسرار الخفية في العلاقات الكردية الصهيونية) مشكلةً تحديا للتعمق بالموضوع والغوص في تفاصيله.
في البدء قدم الكتاب عرضاً تأريخيا لعروبة العراق التي تضرب في عمق التاريخ. وقدر العراق انه كان ومازال في صراع دائم بين الدول الاستعمارية بدءاً بالعثمانين والصفويين وصولاً الى المطامع الاميريكية والصهيونية. وان الاكراد مكون موجود منذ مئات السنين, وتاريخ الامة الاسلامية الذي امتد لقرون عديدة لم يشهد نزاعاً بين الكرد والعرب بل على العكس فقد شهد اندماجاً ووحدة متماسكة وماكان الناس يسألون : لماذا يقاتل الاكراد تحت قيادة المعتصم او لماذا يقاتل العرب تحت قيادة (صلاح الدين) بل لم يخطر على بال احد ان المعتصم كان عربياً وان صلاح الدين كان كردياً, ومازالت الامة العربية من المحيط الى المحيط تتغنى بامجادها ايام (عمورية المعتصم) و(حطين صلاح الدين) دون تمييز او سؤال.

ورغم كل محاولات الاستعمار اثارة الفتنه وشق الصف الا ان جسور التواصل بقيت متينه فعلى الجانب الاسلامي بقيت المؤسسات الاسلامية متلاحمه. اذ بقي الشبخ عبد الكريم المدرس لفترة طويلة رئيساً لرابطة علماء العراق وهو كردي ومن قبله كان علامة العراق الشيخ امجد الزهاوي وكان رؤساء الطرق الصوفية الكبيرة كالقادرية والنقشبندية كلهم من الاكراد مع ان غالبية اتباعهم من العرب. وان للاكراد دوراً في مقاومة المشروع الاستعماري حيث ثورة الشيخ محمود الحفيد الذي حقق انتصارات على الانكليز في اكثر من موقعة.
ابحر الكاتب الى البدايات الاول للعلاقات الكردية الاسرائيلية قبل انشاء دولة اسرائيل حيث كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الصحفي واسمه (روفين شيلوا) وقد غاص في جيال كردستان وطور صلاته مع بعض الاكراد في العراق عام 1931. وتتوثق العلاقة الاسرائيلية الكردية من خلال عائلة البرزاني الكردية وخاصة مصطفى البرزاني الذي يستعرض الكتاب دوره في التمرد الكردي منذ العام 1931 وعلاقاته مع الحكومات العراقية المتعاقبة وتنامي التحالف الستراتيجي بينه وبين الاسرائيلين حيث الدعم الصهيوني الامبريالي للحركة الكردية كرد طبيعي على كون العراق الدولة العربية الوحيدة التي لم توقع على اتفاقية الهدنة مع اسرائيل منذ عام 1948.
اعتمد المؤلف في معلوماته على اكثر من وجهة نظر بما فيها وجهات نظر اسرائيلية واستشهد بمقال طويل للكاتب والصحفي اسحاق بن حورين نشر بتاريخ 11/9/1987 في ملحق صحيفة معاريف تحدث فيه عن العلاقة القوية التي كانت تربط الملا مصطفى البرزاني والاسرائيلين منذ وصوله الى مطار اللد في فلسطين المحتلة عام 1968 وحتى وفاته بمرض السرطان عام 1979. وتعتبر علاقة اسرائيل بالملا مصطفى البرزاني الفترة الذهبية للعلاقة الكردية الاسرائيلية آنذاك حيث قدمت اسرائيل شتى انواع المساعدات في مختلف المجالات, وتواجد ضباط اسرائيلين لتدريب المسلحين الاكراد وخصص ضابطا اسرائيليا يرافق الملا مصطفى, وكان الضباط العاملون في كردستان على اتصال لاسلكي دائم مع اسرائبل, واعلن مناحيم بيغن صراحة عام 1980 ان اسرائيل قدمت الدعم للبرزاني طوال عشر سنوات وان البرزني خلال زياراته المتكررة لاسرائيل التقى بغولدا مائير وموشي ديان وايغال آلون.
كانت التدريبات العسكرية التي يقوم بها الخبراء العسكريون الاسرائيليون تقوم على تهيئة الاكراد في حالة قيام حرب عربية اسرائيلية من اجل ابعاد اكبر قدر ممكن من الوحدات العسكرية العراقية عن حدود الجبهة الشرقية ضد اسرائيل, وكانت المساعدات تتواصل للاكراد من خلال مبعوثي الموساد وخاصة السلاح والذخيرة والمدربين من قطاع المظليين بشكل خاص وعلى رأسهم العقيد (تسوري ساغي) الذي تولى قيادة تنظيم انظمة الدفاع والهجوم للاكراد على الجيش العراقي بين 1966 - 1974. وكان البرزاني يرى في مشاركة الجيش العراقي في الحرب ضد اسرائيل بشرى وانتقاما ايضا حاثاً المندوب الاسرائيلي على تدمير اسلحة العراق.
وقد احتفل البرزاني بانتصار اسرائيل في 5 حزيران 1967 على طريقته الخاصة اذ احضر احد خدمه كبشاً ضخماً علق في رقبته شريطاً ازرق وابيض – دلالة على العلم الاسرائيلي- وكتب عليه (هنئوا اسرائيل لاحتلالها جبل البيت) الليلة سنذبح خروفاً قرباناً لاحتلالكم القدس.
والكتاب في هذا السرد التاريخي لم يغفل التعاون الثلاثي بين الموساد والسافاك (جهاز المخابرات الايراني في زمن الشاه) والاكراد والتي اكتسبت بعداً جديداً بعد المياحثات التي جرت في باريس 30 /حزيران /1967 وتم الاتفاق بين الطرفين (السافاك والموساد) عبر ماسمي (حادثة اثينا) على تامين الدعم للاكراد.
لقد اسهم الموساد في تاسيس جهاز المخابرات الكردية (البارستن) برئاسة مسعود البرزاني والذي ساعد الموساد في تامين تهريب الطيار العراقي (منير روفا) الى اسرائيل مستقلاً طائرة ميغ 21 التي كانت في تلك الفترة لغزاً للاسرائيلين, كما اسهموا في نقل (الفلاشا الكرد) من اليهود المتبقين في شمال العراق الى اسرائيل.
ان رجال الموساد اشتركوا في التخطيط للمعارك وقيادة بعضها في شمال العراق ضد القوات العراقية وهم متنكرون بالملابس الكردية وقد استشهد المؤلف بعمليــة (الكسندرا) في آذار1969 وعملية سد دوكان حين وضعت خطة بمساعدة الاسرائيلين لتدمير السد الا انها لم تنجح.

دعمت اسرائيل قيام دولة كردية بشتى الوسائل ومن بينها تأسيس معاهد ومراكز امريكية اسرائيلية في شتى انحاء العالم نذرت نفسها لتأسيس الدولة الكردية ومنها معهد (winnep), وهو احد افرع مؤسسة ايباك اليهودية الشهيرة و(معهد واشنطن للاكراد).
لقد لعب الصهاينة دور المحرض الاول للامريكان لزعزعة استقرار العراق واحتلاله وكانوا شركاء في التحضير للغزو لاسباب يقف في مقدمتها البعد التوراتي في احقية الصهاينة بالعراق حيث يمثل العراق مكانة متميزة في الايديولوجية الصهيونية لارتباطه بنص توراتي منسوب للرب يخاطب فيه ابراهيم الخليل عليه السلام يقول النص (لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات). ويحتفل اليهود بعيد الفصح يوم 15 ابريل من كل عام بمناسبة ذكرى هروب بني اسرائيل من الاستعباد في مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد, وكان عدد من الحاخامات اليهود في اسرائيل قد نشر مؤخراً فتوى دينية تنص على ان العراق هو جزء من ارض اسرائيل الكبرى وطالبت الجنود اليهود في القوات الامريكية والبريطانية التي تقاتل في العراق ان يؤدوا الصلاة الخاصة في كل قطعة ارض غربي نهر الفرات, وافتى رجال دين يهود آخرون بأن على كل يهودي يشاهد بابل ان يتلو صلاة ((مبارك انت ربنا ملك العالم, لانك دمرت بابل المجرمة)
يضاف الى كل هذا رفض كل الحكومات العراقية في العهدين الملكي والجمهوري التخلي عن وضع اسرائيل في مقدمة الاعداء. ومشاركة العراق في كل حروب فلسطين ومقاومة نظريات الاستسلام تحت عناوين السلام والتسوية. فالعراق كان بمثابة العمق الاستراتيجي لدول المواجهة مع اسرائيل وبسبب ماعرف عن مكوناته من عناصر القوة المتكاملة.
لقد اطلقت يد اسرائيل في عراق مابعد الاحتلال, وفي اطار اتفاق التعاون الاستراتيجي بين المخابرات الامريكية والمخابرات والاستخبارات الاسرائيلية دفعت بحوالي 560 عنصراً استخبارياً اسرائيلياً دخلوا العراق بجوازات سفر واسماء امريكية واخطر ماتقوم به مجموعات الموساد داخل العراق جمع حيازات الاراضي العراقية ومعلومات عن ملاكها كخطوة اولى لشراء هذه الاراضي بوسائل الترغيب والترهيب, وقد خصصت جماعات الضغط الصهيونية وتحديداً (ايباك) 100 مليون دولار لشراء الاراضي في العراق في حين خصص شارون لهذا الهدف حوالي 300 مليون وهناك وكالات يهودية وامريكية لتشجيع الاسر العراقية والشباب على الهجرة الى الخارج والاستفرار النهائي خارج العراق. وحين علم الايرانيون بهذا المخطط لجؤؤ بدورهم من خلال التحالف الشيعي الايراني لشراء الاراضي والممتلكات ويتردد ان ايران انفقت على هذه العملية مايقارب ال50 مليون دولار.
وقد تحركت الاستخبارات الصهيونية يشكل مباشر في عملية اغتيال اصحاب العقول العراقية الواحد تلو الآخر بعد ان فككت جميع الهياكل الصناعية, وهذا الموضوع حذر منه جنرال فرنسي متقاعد في 8 ابريل 2003 حيث اكد ان عناصر من وحدات الكوماندوز الاسرائيلي دخلوا الاراضي العراقية بعد الاحتلال في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا يعملون في برامج التسلح العراقية التي ارعبت اسرائيل لفترات طويلة وعددهم 3500 عالم عراقي بينهم 500 اشتغلوا في تطوير مختلف الاسلحة, وقد نجح الموساد حتى تاريخ 18/6/2005 بالاشتراك مع القوات الامريكية في قتل 350 عالماً عراقياً واكثر من 200 استاذ جامعي.
وكان لاسرائيل دور في نهب الآثار العراقية وتدميرها فقد سارع التجار الاسرائيليون لتنظيم عمليات تهريب الاثار العراقية الى العواصم الاوربية واسرائيل وان من بين الاثار التي تم تهريبها ست مخطوطات جلدية كتبت عليها بعض اسفار التوراة يعود تأريخها الى القرن االرابع عشر الميلادي, فضلا عن مسكوكات ذهبية وقد قامت عقب احتلال بغداد بواحدة من اكبر عمليات القرصنة في المتحف الوطني حيث استطاع عملاؤها بمساعدة عناصر في مايسمى (الاحزاب المعارضة) التي دخلت مع قوات الاحتلال سرقة نصب بابلي يزن عدة اطنان ويصور مشاهد ماعرف تأريخياً بالسبي البابلي.
وان هناك شبكة اسرائيلية جندت اعداداً كبيرة من الشباب العراقيين للترويج للمخدرات, كما ان هذه الشبكات ضالعة في تخريب المجتمع العراقي وتهديم البنى الاقنصادية العراقية.
لقد اسست مايسمى بالمعارضة العراقية في الخارج قبل الاحتلال علاقات مع الصهاينة ومن ابرز اقطابها (نوري عبد الرزاق, احمد الجلبي, انتفاض قنبر, كنعان مكية) وكانت رابطة الدفاع اليهودية - وهي اقدم المنظمات الارهابية الصهيونية – قد وجهت رسالة شكر الى هؤلاء الاشخاص لما قدموه من خدمات جليلة للصهيونية. وقد استمر هذا التعاون والتنسيق بعد احتلال العراق وكانت هناك زيارات سرية الى اسرائيل لعدد من الشخصيات السياسية منها جلال الطلباني, ووفيق السامرائي ومثال الالوسي. اضافة طبعا للمصافحة العلنية التي تمت في ايطاليا بين رئيس الحكومة العراقية آنذاك (اياد علاوي) ووزير الخارجية الاسرائيلي (سلفيان شالوم).
ولابد من الاشارة الى واضع (دستور العراق) البروفسور اليهودي (نوح فيلدمان) حيث مكث في العراق 4 اشهر والادهى من هذا بان البرامج التعليمية العراقية بيد يهودي امريكي (جون عوردانو) اذ عينته ادارة الاحتلال الامريكي مسؤولا تربويا في هذا البلد, طبعاً اضافة للمشرف على وزارة النفط, والتعليم العالي, والزراعة, والرياضة والشباب, ووزارة المالية, والنقل والمواصلات. وتؤكد مصادر صحفية اسرائيلية ان نحو1000 خبير يهودي و27 حاخاماً يعملون في اطار الجيش الامريكي في العراق.
ولم تغفل اسرائيل طبعا المراكز البحثية الاستخباراتية فسارعت الى افتتاح مركز دراسات الشرق اوسطية. ولم يغفل المؤلف التطرق الى المراسليين الصحفيين للقنوات الفضائية الاسرائيلية المتواجدون في العراق.
ويستعرض المؤلف قائمة جزئية باسماء بعض الشركات الاسرائيلية الكبرى التي تعمل في العراق او تصدر منتجاتها اليه وفي مختلف المجالات والتي جاوزت المائة. ثم يختتم الكتاب بسؤال هل يمسك الصهاينة بنفط العراق؟ فلم يكن الامريكان وحدهم اصحاب المصلحة في السيطرة على نفط العراق واحتلال منابعه انما شاركهم القادة الصهاينة خاصة وانهم وجدوا من يحقق رغبتهم فقد تعهد احمد الجلبي لواشنطن في حال توليه السلطة في العراق ان يحقق لهم امرين هما: الاعتراف باسرائيل وعقد معاهدة سلام معها, واعادة ضخ النفط العراقي عبر خطوط انابيب الموصل - حيفا التي اغلقت منذ العام 1948.
وقد عرضت شركات اسرائيلية على وزير النفط العراقي في حكومة علاوي (ابراهيم بحر العلوم) تمويل اقامة انبوب لنقل النفط العراقي من غرب العراق الى محافظة الزرقاء الاردنية.
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى