العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

خائب من يراهن على احتراب بين فصائل المقاومة العراقية

اذهب الى الأسفل

خائب من يراهن على احتراب بين فصائل المقاومة العراقية Empty خائب من يراهن على احتراب بين فصائل المقاومة العراقية

مُساهمة من طرف المدير الأحد 6 مايو 2007 - 1:06

خائب من يراهن على احتراب بين فصائل المقاومة العراقية


عوني القلمجي

البحث عن حل لخروج القوات الامريكية من قبضة المقاومة سالمة ، حلم شبيه بحلم ابليس في الجنة. وقد ادرك بوش ذلك مؤخرا ، على الرغم من رفضه الاعتراف بهذه الحقيقة والحديث بدلا عنها حول تقدم استراتيجيته الجديدة، في محاولة منه للعثور على منفذ يحول ذلك الحلم الى حقيقة. وعلى ما يبدو ، فان بوش وجد ضالته في احداث شرخ في صفوف المقاومة العراقية ، بعد عجزه عن اقناعها بالتخلي عن السلاح والدخول فيما يسمى بالعملية السياسية . ولتحقيق هذا الهدف تعاونت ، منذ فترة ، قوى الشر من اجهزة المخابرات الامريكية واعوانها بهذا الخصوص ، مستفيدين من التوسع الهائل والسريع لقوى المقاومة جغرافيا وعدديا ، الامر الذي سهل امكانية تسلل العملاء بين صفوف المقاومة ، للتخريب واشعال الفتن بين فصائلها ، وخاصة في المناطق التي تتواجد فيها عشائر متعددة ، مما أعطي للمندسين فرصا لتحقيق مأربهم فيما يخص المقاومة ، واثارة الفتن بين أبناء العشائر الحاضنة لها.

وقد ازدادت امال بوش واعوانه في الوصول الى المبتغى ، بعد الحوادث والصدامات المحدودة التي وقعت بين هذا الفصيل او ذاك ، ليجرى تصويرها من قبل اجهزة الاعلام الامريكية واتباعها وكأنها بداية النهاية للمقاومة العراقية ، على امل اشاعة حالة من الخوف في صفوف العراقيين وزرع الشكوك داخل النفوس حول قدرة المقاومة على الصمود موحدة في مواجهة المحتل ، لتؤدي في نهاية المطاف الى انفضاض الناس من حولها. ومن المؤسف حقا ان تتاثر بعض الاقلام الوطنية والعربية بهذه الاحداث المؤسفة ، حيث اعتبروها خطرا داهما سيؤدي الى الانهيار ، دون ان يدققوا او يبحثوا بالقدر الكافي ، في الاسباب التي دعت الى حدوث مثل هذه الصدامات ويضعوها في حجمها الحقيقي كونها احداث عابرة وزائلة ، مما زاد من حجم المخاوف والشكوك لدى البعض حول امكانية المقاومة على تحقيق الانتصار الموعود.

لا نجادل في مشروعية هذه المخاوف والشكوك ، فالمقاومة هي امل الجميع في تحرير العراق وعودته حرا مستقلا وموحدا ، الا ان المبالغة فيها والتهويل بمخاطرها الى هذا الحد ، يعد خدمة مجانية ، شئنا ام ابينا ، لمخططات العدو واهدافه في هذا المجال . فالعديد من المقاومات في مختلف بلدان العالم ، تعرضت بعض فصائلها لهذا الداء ، دون ان يلحقق الضرر بجسم المقاومة الفعال ، هذا اذا لم يجري تداركه على وجه السرعة. وهذا ما حدث فعلا في الموضوع الذي نحن بصدده . واذا دققنا النظر من جانبنا في تلك الاسباب وقيمنا الظروف الذاتية والموضوعية وطبيعة فصائل المقاومة المختلفة والحالة الصعبة التي تعمل بها ، لتبين لنا محدودية هذه الحوادث وسهولة تجاوزها.

والشاهد فانه منذ الايام الأولى لاحتلال بغداد ، تشكلت عشرات المنظمات لمقاومة الغزاة . بعض هذه التشكيلات تابعة لاطار وطني واسع ولها مرجعية حزبية أو فكرية معينة وبعضها تشكلت مناطقيا من مجموعات من الشباب والرجال جراء شعورهم بواجب الدفاع عن الهوية والانتماء ، وهذه المجموعات لا ترتبط برؤية سياسية محددة ولا تمتلك خبرة نضالية كبيرة ، وانما توحدت للقتال ضد المحتلين. اضافة الى وجود عامل اخر فرضته اسباب أمنية وميدانية ، تمثل في لجوء كافة منظمات المقاومة الى الاخذ بمبدا اللامركزية في نشاطها ومنح القيادات المحلية استقلالية عن المركز ، فيما يخص الخطط العسكرية والتنسيق مع الفصائل ، وصل حد الاستقلالية في العمل والتنظيم في كل منطقة في المدن الكبرى وهذا من شانه ، رغم اهميته وجدواه ، ان يحدث في بعض الاحيان خللا مؤقتا يترك اثار سلبية تعكر اجواء الوحدة والتضامن. وهذا لا يعني باننا ننكر وجود عدة مرجعيات سياسية في داخل حركة المقاومة المسلحة ، لكن تعدد وتنوع المرجعيات السياسية لم تمنع فصائل المقاومة من الالتزام وخضوع الجميع لرؤية سياسية مركزية اساسها دحر الاحتلال وتحرير البلاد تحريرا كاملا وشاملا.

لقد لاقت هذه السياسة والتوجهات نجاحا باهرا لجهة سرعة القرار والحركة ، بسبب تمتع القيادات العليا لجميع الفصائل المسلحة برؤية موحدة وخبرات واسعة في العمل المشترك ، الامر الذي ادى الى تجنب اي احتكاكات أو اشتباكات بين الفصائل على المستوى الوطني. ولا يغير من هذه الحقيقة ما حدث مثلا من خلافات واشتباكات محدودة في محافظة ديالى ، بين عناصر محلية من الجيش الاسلامي وعناصر من مجلس شورى المجاهدين ، ففي الوقت الذي كانت الاشتباكات تجري في هذه المحافظة بين عناصر المجموعتين ، توحدت العناصر الاخرى في معارك طاحنة ضد قوات الاحتلال في مدينتي الموصل والرمادي ، وهذا يؤكد بأن ما حدث من اشتباكات هي لاسباب محلية وليست بتوجيه قيادي مركزي .

ولكي لا نطيل في هذا المجال اكثر ، نذكر مثالا واحدا ذا دلالة كبيرة . ففي السنة الاولى من الاحتلال كانت في الفلوجة ، أربعة تنظيمات للمقاومة شملت المجموعات المسلحة التابعة لحزب البعث والمجموعة العسكرية من ضباط الجيش ومجموعة الشهيد عمر حديد وأتباع الشيخ عبدالله الجنابي والمجموعتين الأخيرتين ذوي توجهات اسلامية . ولأسباب من الماضي ، فأن مجموعتي عمر حديد والشيخ الجنابي ، لا تنظران بالود تجاه المقاتلين البعثيين وترفضان التعاون معهم ، غير أن وحدة القتال في الميدان أذابت الكثير من الجليد بين الطرفين ، وقد عزز ذلك توجيهات الشهيد صدام للبعثيين بأن تكون الأولوية للجهاد وتأكيده لهم بأن المقاومة واحدة وان تعددت راياتها ، الامر الذي ساعد على تجنب اشتباكات مسلحة كادت أن تقع بين المجموعات. وبعد انقضاء فترة على معركة الفلوجة الأولى أصبحت العلاقات بين كافة هذه الفصائل تتسم بالدفيء والتعاون والحرص على الوحدة في الميدان .

ولكن ليس هذا كل شيء فلقد تمكنت فصائل المقاومة تحت هذه الرؤية السياسية المركزية وحرص بعضها على البعض الاخر ، من احباط معظم جهود الأعداء واجهزة المخابرات الاقليمية ، في خلق حالة من الانقسام والاحتراب على مستوى الوطن ، واقتصرت نتائج جهودهم وأموالهم على حالات محلية محصورة وفي فترات متباعدة على الرغم من ان هذه الاجهزة المخابراتية للدول المجاورة ، قد وجدت لها عيون وآذان في صفوف منظمات المقاومة وبعض أنشطتها لخدمة الأمريكان بهدف اضعافها عبر افتعال المشاكل والخلافات بين الفصائل. واذا تمكنت هذه الاجهزة المخابراتية من تحقيق نجاحات محدودة ، فمرد ذلك يعود الى تواجد العديد من مؤيدي المقاومة في أراضي هذه الدول والتعرف على شخصية مواطني تلك البلدان المتطوعين في صفوف المقاومة ومن ثم تجنيد افراد منهم وتكليفهم بالمهمات ذات الصلة. وقصة ضابط المخابرات السوري << أبو قدامة>> اصبحت معروفة وهو الذي اندس في صفوف المقاومة كمتطوع وبدا بجمع المعلومات واشاعة الفرقة والفتن بين صفوف الفصائل في مدينة الفلوجة. كذلك هناك أكثر من حادثة تؤكد وتوضح أن الأعداء لهم مخططات وأعمال لاشعال الاحتراب بين الفصائل.

وقبل شهر فشل عميل اخر في حي العامرية ببغداد ، حيث القي القبض عليه وهو يوزع بيانات مزورة باسم دولة العراق الاسلامية ، تضمنت هجوما شديدا ضد الجيش الاسلامي ، وبعد التحقيق معه تبين أنه من زمرة الخائن أحمد الجلبي وقد أوضح الكثير من مخطط الاعداء وذكر عشرات الأسماء المكلفين بهذه الاعمال في منطقة بغداد .

الذي بات مؤكدا ان ما حققه هؤلاء من ايجاد شروخ أو انقسام بقي مظهريا ومحصورا في أقطار تلك المخابرات ولم يجد له اي امتدادات داخل العراق ، وقد نجد نموذجا حيا عن ذلك ، في تلك المحاولة الفاشلة التي حيكت فصولها في سورية لاحداث انشقاق في حزب البعث وكذلك خروج مجموعة من كتائب ثورة العشرين باسم حماس العراق بدفع من بعض الدول الخليجية ، وهذا برهان اخر على أن التنظيمات المسلحة لفصائل المقاومة عصية على الاختراق من كل صنوف الأعداء.

صحيح ان المقاومة قوية ومتماسكة ولا تلوي ذراعها الاحداث والمحن لكن مثل هذه القناعة قد يصبيها التراجع اذا ما تسربت المخاوف المشروعة تلك داخل النفوس والعقول ، والتي قد تتحول ، اذا ما جرى اهمالها ، الى شكوك بقدرة المقاومة على حماية نفسها من خطر الانقسام ، خاصة اذا ما تكررت مثل هذه الحوادث التي سيواصل المحتل قطعا السير بها قدما. وتلك حالة طبيعة عندما تكون المقاومة الامل او الكنز الذي يعوض كل التضحيات. فصاحب الكنز عادة يظل يخشى من فقدانه في غياب الاطمئنان على سلامته ، الامر الذي ينعكس سلبا على حماس البعض ويقلل من حجم الدعم والاسناد اللازمين. وهذا الامر بحد ذاته ينطوي على خطورة ، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ، اعتماد المقاومة على هذا الدعم وهذا الحماس. واذا لم يكن الامر كذلك ، وهو كذلك ، فان هناك عوامل اخرى مهمة تخص تطور الصراع الدائر بين المقاومة وقوات الاحتلال وبلوغه مراحل فاصلة وذا طبيعية عنيفة وقاسية ، تستدعي التخلي الفوري عن الاجندات الخاصة والرؤية الضيقة ، ناهيك عن ضرورة الوفاء باستحقاقات مرحلة التحرير وتحقيق الانتصار وبناء العراق الديمقراطي الموحد.

وبخلاف ذلك ونقولها صريحة ، فان مخاطر الحوادث الصغيرة تكمن في تجاهلها ، لتنمو وتكبر اذا لم يجر تطويقها من قبل جميع فصائل المقاومة ، واي فصيل او اكثر اذا اهمل هذا الجانب عن حسن او تعمدا واهتم بنفسه واجندته على حساب الهدف المشترك يرتكب خطا جسيما. فهو والحالة هذه لم يميز بين طابع حركة المقاومة ضد الاحتلال وحركة مقاومة سلطة في بلد مستقل لتحقيق مصالحه الخاصة ، في حين تعد المقاومة ضد الاحتلال عملا وطنيا عظيما ، لحمته الايمان بهدف التحرير المشترك وسداه الوحدة المستندة الى برنامج سياسي واضح وصريح ، قوامه تحرير العراق واقامة حكم وطني اساسه الديمقراطية والتعددية السياسية ، وبضمانة دستور دائم يؤكد هذه المبادئ ، عندها تتخذ المقاومة صورا شتى من النضال المشترك ضد المحتل وصولا الى هزيمته ودحر جميع مخططاته العدوانية.

معركة التحرير طويلة ومضنية وتضحياتها جسام ، فالعدو المحتل عنيد ولن يقبل الهزيمة بسهولة ، فهو لا يزال يمتلك امكانات لا يستهان بها وانه في طريقه لتصعيد المعارك ، وليس التفكير كما يتخل البعض بالخروج من هذه المعركة مكتفيا بماء الوجه او بانسحاب مشرف ، ومن ضمن ادواته من اجل تجنب الهزيمة تصعيد فعالياته التخريبية ومواصلة محاولاته لشق صفوف المقاومة. وليس اماننا من خيار لدحر هذه المخططات وتحقيق الانتصار في وقت اقصر وتضحيات اقل ، سوى خيار الوحدة وليس غيرها. ففي الوحدة تحقق الشعوب انتصاراتها وبالفرقة تفقد الشعوب مقومات صمودها وربما وجودها.

عوني القلمجي

4/5/2007
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى