إيران تطرح على أمريكا مشروعا بضم العراق بغياب الجامعة العربي

مركز دراسات الوحدة العربية

بتاريخ 28/5/2007 عقد اجتماع بين كروكر سفير الولايات المتحدة الأمريكية والسفير الإيراني حسن كاظمي. وكان الهدف الأساس المعلن من الاجتماع هو عدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق وعدم تسليح المليشيات بالأسلحة ووقف الدعم المادي والعسكري لهذه المليشيات ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية، ومنع تسلل الإيرانيين. ولكن اللقاء كان بين سياسيين لم يحضره عسكريون أو أمنيون.

غير أن المفاجئ للعالم في هذا اللقاء وان لم يفاجئ به السفير الأمريكي، هو تقديم السفير الإيراني مشروعا يتناقض مع الأهداف المعلنة للاجتماع بين الطرفين. ويتضمن هذا المشروع ضم العراق إلى إيران عن طريق السيطرة على الجيش العراقي بالتدريب والتجهيزات العسكرية، ودعم أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، والدعم المادي والفني في مجالات مختلفة. ولم يفاجئ السفير الأمريكي بطرح هذا المشروع مما يدل على تبادل المشاريع بين الطرفين. وقد رحب السفير الأمريكي بالموقف الإيراني، وهذا يعني ان اللقاء عقد لهذا الغرض وليس لمنع إيران من التدخل. كما رحبت وسائل الإعلام الأمريكية بالمشروع.

والمشروع الإيراني هذا قديم. وكانت الولايات المتحدة قد وافقت عليه في عهد شاه إيران. على ان تكون (إيران شرطي الخليج) الذي يحمي المصالح الأمريكية.

ويثور السؤال التالي: ما هو الضمان الذي تقدمه إيران للولايات المتحدة بعدم التمرد عليها بعد السيطرة على العراق؟.

ان الضمان الذي قدمته إيران للولايات المتحدة يتمثل بتطوير العلاقات الإيرانية الأمريكية وإعادتها إلى سابق عهدها. بحيث لا يمكن لإيران بدون الولايات المتحدة ولا يمكن للولايات المتحدة بدون إيران.. وهذا يتطلب:

1. اعتراف الولايات المتحدة بإيران ودورها في منطقة الخليج العربي، خاصة بعد ان تعبت الولايات المتحدة من جراء دعمها للأنظمة العربية، والتخلص من ابتزاز الديمقراطيين للرئيس بوش.

2. تقدم إيران ضمانات عديدة عن طريق عقد اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية متنوعة وإقامة شبكة من الاتصالات والمواصلات.

3. قيام الولايات المتحدة بدعم القدرات النووية الإيرانية لمواجهة القدرات النووية الباكستانية والهندية والصينية والدول المنسلخة من الاتحاد السوفيتي.

4. ضمان تدفق النفط للولايات المتحدة الأمريكية ومنحها مبدأ (الدولة الأكثر رعاية).

وعلى الرغم من ان كل من الجانبين الأمريكي والإيراني لهما مصالح خاصة، إلا أن المصالح المشتركة أكثر لقاءا وأكثر انسجاما وتفاعلا. وهذا يعني ان إيران ستحل محل الولايات المتحدة ولو على عراق مجزأ يضمن تدفق النفط إلى الولايات المتحدة، وهو الجانب المهم من الاحتلال الأمريكي للعراق.

ويبقى السؤال المحير.. اين الجامعة العربية..واين السيد عمرو موسى.. ألا يطالب بحقه في الاشتراك والاطلاع على كارثة بيع بلد عربي أمام العالم.. خاصة وان ميثاق جامعة الدول العربية قد نص صراحة على ان من أهداف الجامعة العمل على صيانة وحماية الدول العربية المحتلة والعمل على استقلالها وتحررها.. فأين الجامعة من هذا، الم يكن هذا واجبها لحماية بلد عربي..وأين الحكام العرب من هذه الصفقة التاريخية.. فرئيس دولة العراق كردي لا يمثل إلا الاكراد.. ووزير خارجيته كردي أيضا، ورئيس الوزراء لا يمثل إلا طائفة معينة.. ونائبه لا يمثل إلا الطائفة الأخرى.. وكلهم لا يمثلون العراق…فهم لا يعترضون على البيع ولربما تأتيهم حصة منه.. والأمر من هذا كله ان مساعد الأمين العام للجامعة يشيد باللقاء الأمريكي الإيراني ويصفها بالمحورية المهمة..

نقول للسيد عمرو موسى أن العرب يشعرون في الوقت الحاضر بان الجامعة تعاني من أزمة قومية وأزمة ضمير وأزمة أخلاق.. فما هو عمل الجامعة في توحيد الصف العربي لمواجهة المؤامرة الجديدة.. المهم في هذا كله ان يبقى رأس الأمين العام للجامعة سالما.. وليمت العرب ويذهبون للجحيم.. ولكن بعد تقديم العراق هدية إلى إيران فهل تبقى دولا عربية.. وهل سيعين السيد عمرو موسى امينا عاما لجامعة الدول الإيرانية.. ويقينا انه سيكتب نظامها الداخلي بنفسه.. وأول من يباركون هذه الجامعة.. كما بارك مساعده المفاوضات الأمريكية الإيرانية.