العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق

اذهب الى الأسفل

في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق Empty في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق

مُساهمة من طرف المدير الأربعاء 4 يوليو 2007 - 0:20

في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق
الشهيد صدام حسين


في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق Sadam_lagosh


شارك الشهيد صدام حسين بحديث تاريخي مهم في 26/6/1990 خلال حضوره الندوة القومية الاولى حول فكر المغفور له الاستاذ ميشيل عفلق التي اقيمت برعايته لمناسبة مرور عام على رحيله...

وفي ما يأتي نص الحديث:-

جئت اخواني, حتى استمع اليكم والى حواركم فيما بينكم.. وانا جزء منكم. اشكر اخواتي واخواني الحضور. ان حضوركم الى بغداد ينطوي على وفاء ليس للاستاذ ميشيل عفلق, الذي كان له فضله المعروف في الفكر القومي العربي والنضال القومي العربي فحسب, وانما هو تكريم لنا جميعاً.

اشكركم باسمي وباسم اخواني, على المجيء الى بغداد, وعلى المجهود الكبير الذي بذلتموه لاستذكار الاستاذ ميشيل وفكر الاستاذ ميشيل ودور الاستاذ ميشيل.

كل واحد منكم هيأ نفسه حتماً قبل ان يأتي الى هذا المكان لما يريد قوله وقد حضرت, لكي التقي بكم بالدرجة الاساس, لكن هموم الأمة العربية لا تحتاج في الكثير منها الى وقت طويل لكي يستذكر المرء ماذا ينبغي عليه ان يقول, وبماذا يتحدث, وما هي الاساسيات فيما يفترض ان يؤشر عليه.

اعتقد بأن (الحاضر مندمجاً مع المستقبل) وفق المفاهيم التي استمعت اليها في محاضرة الاستاذ عبد الله, هو محور ما يفترض ان نركز عليه كأمة.

كيف ننظر الى الحاضر... وبماذا يتصل الحاضر اتصالاً حيوياً وحياً بالمستقبل... من اي الخطوات, ومن اي الظواهر نرى المستقبل, ونراه اعتباراً من بعد لحظة الكلام, بانه افضل من لحظة الكلام.

لا شك ان الأمة العربية, ونحن جميعاً متفقون على هذا فاتتها فرص كثيرة, واهم الفرص التي ضاعت عليها, هي التي ضيعها ابناؤها, ليس الشرير او المنحرف منهم فحسب, وانما الاساس في هذا القول ان الخيرين ضيعوا فرصاً كثيرة على الأمة العربية وبالتالي على انفسهم.. وكان اهم ما ضاع من فرص, هو في تلك الطاقة التي هدرت جراء الصراع الهامشي بين العناصر الخيرة من المناضلين ومن المفكرين من ابناء الأمة وهذه الخصوصية التي كان لا بد ان ينطوي عليها بصورة او باخرى, النضال الوطني والقومي حسب تنوع التنظيمات, ولكنها في كثير من الاحيان كانت تتحول الى نوع من الاثرة, والى نوع من الانغلاق فتفترض التصادم الحتمي مع التشكيلات الاخرى ممن تبرز الى ساحة النضال في الوطن العربي.

فيدخل الاشرار من حيث الثغرة في جدار الاخيار بفعل الارتطام بين الكتل تحت هذه المبررات.

وامامنا كلنا امثلة كثيرة, بعضنا رآها, وبعضنا الآخر سمع بها... وتعامل معها ولمسها.. سواء حصل هذا على مستوى الانظمة مع بعضها, او الحركات السياسية الثورية والوطنية, في الوطن العربي مع بعضها, او المفكرين مع بعضهم, او بين الانظمة والحركات الثورية والسياسية والقومية والوطنية.

وكانت لهذا الحال اسباب كثيرة من بينها, ان ممارسة العمل السياسي بصورة جماعية وفي اطار النظرة الحديثة, لم تكن متاحة امام العرب من وقت طويل, ولم يكن متاحاً امامهم نفس الوقت الذي اتيح امام الحركات السياسية في اوروبا مثلاً.. فلم يكن متاحاً امام العرب العمل الجماعي او العمل المنظم او الحوار المباشر الا بعد الحرب العالمية الاولى.. بدأ يتشكل بعدها نوع من التيارات ونوع من الاحزاب, بصورة محدودة ثم تطور الامر لتكبر الاحزاب وتنتشر وتكثر بعد الحرب العالمية الثانية.

واهم ما اساء الى العرب, على المستوى الدولي, هو هذا الاستقطاب المزعج الذي فرض عليهم وعلى امم اخرى في العالم, وليس على الامة العربية وحدها, بين قطبين كبيرين, بحيث صار الذي يخدم السياسة الامريكية بصورة او باخرى, يتقي مما يسمى بخطر الشيوعية او يحتمي او يتذرع, تحت جناح السياسة الامريكية, والغرب بعامة.. وكثير من الذين كانوا يريدون, صادقين, مقاومة الاستعمار الغربي, ينجرفون الى الحد الذي يكونون فيه تحت جنح او تأثير او استقطاب ما تسمى بالكتلة الشرقية, مما شكل هدراً في الطاقة, وهدراً في وحدة الموقف والفكر على مستوى الأمة ككل.

ولذلك علينا ان نقول ولا ننسى, وان نتدبر التأثيرات الايجابية, عندما نقول الحمدلله ان الصراع بين الكتلتين قد انتهى, ليس فقط لاسباب انسانية عامة, وانما لاسباب قومية, لكي تأخذ القومية العربية مكانها الطبيعي والصحيح والمتوازن في نظرتها... والاهم من نظرتها في سياساتها.. في السياسة المنبثقة عن نظرتها الاصيلة.. ومن هذا, اتوقع كواحد منكم.. ان الاصطدام بين الخصوصيات المحلية والوطنية, وحتى القومية, سيخف الى حد كبير, وسيحل محله الجسر المشترك, فكرياً وسياسياً على نحو واسع. فليس صحيحاً القول... ان غياب الصراع بين الكتلتين اساء الى النضال القومي, بسبب ان الاتحاد السوفياتي لم يعد معنياً كما كان في السابق بشؤون المنطقة.

هذه هي النظرة المبسطة للامور, والنظرة العاجزة, النظرة التي كانت تلعب على الصراع بين الكتلتين, لانها عاجزة ذاتياً عن ان تكون بالموقف المقتدر لحماية النفس او للتطلع والسياسة القادرة على خدمة هذا التطلع بصورة فعالة.. ولكن "لا بد ان نتوقع هجمات شرسة من القوى المعادية لحالة النهوض في الأمة".

وكما ترون ان الهجوم بدأ.

كنا قد توقعنا هذا الهجوم في قمة عمان لمجلس التعاون في شباط الماضي... وكان في ذلك الوقت محض توقع قائم على استنتاجات, وان اقترن بنوع من الملموس من الشواهد البسيطة, ولكن الآن اصبح هذا الهجوم واضحاً.

هل لاسباب اقتصادية ولاسباب الجغرافية السياسية والعسكرية يسعى الغرب او بعض الدول الغربية لان تصطدم مع طموح العرب؟.

هل لهذه الاسباب فحسب ام ان السبب الاساس هو سبب حضاري.. سبب يتصل بدور الأمة العربية الذي يتعدى حدود جغرافيا الوطن العربي في تأثيره الى العالم ككل.

الفكر القومي الصحيح ينبغي ان يكون بل ويجب ان يكون فكراً انسانياً صحيحاً, وعندما يكون فكراً انسانياً صحيحاً لا بد ان يمتد ليس في رؤياه للامور وانما في تأثيراته على مساحة اوسع من مجرد مساحة الوطن الذي يحوي الأمة فحسب.

اذا كنا نحن ابناء هذه الأمة لا تحضر امامنا هذه الفكرة بصورة حية دائماً فالمعنيون الستراتيجيون الغربيون يعرفون معناها ويعرفون انها ممكنة بدليل انها كانت ممكنة في الماضي, عندما تركن الأمة الى ذاتها بفهم صحيح, وعندما تمتد بفهمها بصورة صحيحة الى الانسانية ككل.

لهذا السبب بالدرجة الاساس جزأوا امماً اكبر من الأمة العربية الى جزأين او ثلاثة فقط لكي يأمنوا عدم عودتها لممارسة دور اوسع من مجرد الرقعة الجغرافية التي هي عليها.. ولكنهم جزأوا الأمة العربية الى اثنين وعشرين جزءاً, والحمد لله انها اصبحت الآن واحداً وعشرين جزءاً بفضل وحدة اليمن.

هل بامكان اي فكر وطني ان يحافظ على وطنيته ان لم يكن قومياً؟ الفكر الوطني من غير جسر قومي يمتد بتفاعل صميم بغض النظر عن تباين وجهات النظر مع الامة ماضياً وحاضراً لا يمكن الا ان يقود, ان لم يفعل هذا, الى التقوقع والانعزال.. والانعزال يحذف طاقة من طاقات الامة, بل وان الشعور بالانعزال من الناحية السياسية والنفسية يجعل المعنيين في تدبير السياسية في ذلك المكان اقرب في الاطمئنان الى الاجنبي من الاطمئنان الى الامة.

والامة العربية بعون الله اذا ما وصل ابناؤها الغيارى الى نقطة توازن, في استخدام طاقات الانظمة الى اقصاها, حيث يمكن التلاقي على حد ادني معقول, واستخدام طاقة الجماهير والمنظمات السياسية في الوطن العربي ايضاً الى اقصاها, من غير ان تصطدم بمساحة التلاقي على الحد الادنى مما التقت عليه الانظمة العربية, ان حصل هذا فان قدرات الامة العربية ستنمو بسرعة.



تباين في القدرات

حتى الآن كان الحال عندما يحصل ان يظهر تباين في القدرات بين الانظمة العربية او بين قادة الانظمة العربية او بين الحكام في الانظمة العربية عندما يحصل تباين في القدرات او في الرؤية فغالباً ما تصطدم ببعضها فتستنزف قدرات بعضها, وبغض النظر عن النوايا ترتمي على مسار الطريق يميناً او يساراً قبل ان تصل الى حيث ينبغي الوصول الى قمة من قمم الاهداف المرسومة للعرب.

فالمطلوب الآن بعد الحد الادنى ان لا يحصل هذا التصادم, لكن من يتعوق عن الحد الادنى يقتضي الواجب التصادم معه, لان الحد الادنى هو حالة ما فوق التردي, والقبول بالمساومة الى ما هو دون الحد الادنى معناه الانتقال من حالة ما فوق التردي الى حالة التردي ومن غير هذا يجب ان لا يحصل التصادم على الاطلاق.

وفي تقديري انه في العلاقة بين الحركات والتيارات الفكرية والسياسية في الوطن العربي, ينبغي ايضاً ان يكون هنالك حد ادنى وان لا يكون فوق هذا الحد مجال للتصادم.

واهم ما يحصل الاتفاق على هذه الحدود الدنيا ممكناً هو ذلك العمل الجماعي القائم على الحوار والذي تكون نتيجته هذا الحد الادنى, او ان يكون هذا الحد الادنى, نقطة الوسط في تلاقي الجميع.. والذي يشذ بعد هذا عما تم الالتقاء عليه وما تم بلورته.. بالحوار وبالعمل الجماعي انما يخرج على سياسة الحد الادنى.

وعلى مستوى الانظمة العربية فان الذي حصل في بغداد هو الذي يشكل نقطة التلاقي, والذي يخرج بعد مؤتمر بغداد عن هذه الحدود الدنيا التي وضعت يكون قد خرج من الحالة المتفق عليها ليكون في خانة التردي, وعند ذلك يكون الاصطدام به مشروعاً.


تابع
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

في ذكرى رحيل مؤسس البعث... ميشيل عفلق Empty تابع

مُساهمة من طرف المدير الأربعاء 4 يوليو 2007 - 0:21

الموقف العربي تجاه فلسطين

هنالك نقطة اخرى اجد من المناسب في هذا اللقاء ان اتحدث عنها, وهي نقطة تتعلق بفلسطين.

كان الموقف العربي تجاه فلسطين سواء الرسمي او الشعبي في عام 1948 وعام 1967 هو موقف قومي, في تصورات الكثرة وفي تصرف الكثرة, اما بعد هذا التاريخ والآن على وجه التحديد فلم يعد الموقف من الصراع العربي "الاسرائيلي" موقفاً قومياً فحسب, وانما موقف وطني قومي ايضاً.

في عام 1948 كانت تضحية العراقيين في سبيل فلسطين تضحية قومية, لكن في عام 1990 لم تعد تضحية العراقيين في الصراع العربي "الاسرائيلي" تضحية قومية فقط وانما تضحية قومية ووطنية.

لماذا هي تضحية وطنية بالاضافة الى كونها تضحية قومية؟.

ان "اسرائيل" وصلت الى حد انها اما ان تواصل الطريق لتحقيق كامل شعارها "من الفرات الى النيل" او انها ستتراجع حتماً, وتراجع "اسرائيل" هنا عن شعارها ليس تراجعاً ذا اثر مرحلي او تكتيكي وانما "اسرائيل" ان تراجعت فسوف يكون الامر ستراتيجياً.

وان التراجع سيكون عقائدياً وليس سياسياً لهذه المرحلة, وان استمرت واقدمت فانها ستسعى لان تتدخل في الكتب المدرسية للدول العربية لتقول ان مادة الكيمياء تفضي الى الكيمياوي, وان تدريس الفيزياء والرياضيات يوصل الى تعلم التعامل مع الذرة وبالتالي سيوصل الى الاسلحة الذرية, وان هذا القائد يصلح وذاك لا يصلح, وان نائب الحاكم في المكان الفلاني معاد والآخر موال, وولي العهد في المكان الفلاني يصلح والآخر لا يصلح.

وكانت مثل هذه الامور غير واضحة بهذا القدر في عام 1948 او ,1967 لكنها الآن اصبحت واضحة تماماً, وبموجب هذا المعنى فان المساومة في قضية فلسطين لم تعد ضرراً يلحق بالفلسطينيين فحسب وانما صارت ضرراً يوجه الى الاقطار العربية الاخرى غير فلسطين, وبالذات اقطار المشرق العربي على وجه التحديد, وان كانت الامور لا يمكن فصلها بين المشرق والمغرب باعتبار ان ما يصيب الامة الواحدة في اي مكان يصيبها كلها.

وعلى اساس هذا المعنى لم يعد مسموحاً لمن يريد ان يجلس متفرجاً, ان يسمح له بأن يبقى متفرجاً, ولأن الأمن الوطني قد اندمج بالأمن القومي كما قررت قمة بغداد فان الطاقة العربية المحلية والوطنية يجب ان تندمج بقدرات الأمة العربية ككل ولا تبقى معزولة عنها.

واذا ما قال العراقيون اننا بلد بترولي سنصبح بعد فترة من الزمن في حالة مزدهرة ويزدهر اقتصادنا وتزداد قدراتنا المالية فلنترك فلسطين للفلسطينيين, فان مثل هذا القول لا بد ان يفهم على انه قول غير وطني وليس فقط غير قومي, وانما غير وطني, لان معنى هذا ان هذا القول يريد بالنتيجة ان لم يكن بالنوايا ان يسهل على "اسرائيل" مهمة الانتشار لتصبح على حدود العراق, والدولة (س) التي تقول "وكفى المؤمنين شر القتال" واتركونا نعيش بالمليارات التي تحت ايدينا ودع الامور تسير, فهذا حذف مباشر لطاقات الأمة العربية في ذلك المكان, واحجام عن استخدامها استخداماً صحيحاً في خدمة الأمة الوطني والقومي مثل هذا الموقف سوف لن يكون ممكناً ما لم يكن في خدمة الاجنبي, لان ابناء الامة العربية سوف لن يقبلوه. وعندما يرفض ابناء الأمة العربية هذا الموقف, سوف يشعر المعنيون في تلك الدولة, وذلك النظام بانهم غرباء عن المحيط الاوسع, ولكي يحتموا سيكونون تحت جناح الاجنبي سواء داخل المنطقة او خارجها.

وبهذا تداخل الوطني بالقومي وتداخل المحلي بالاعم فاصبح النضال من اجل فلسطين وتحرير فلسطين الذي غاب عن الكلام لفترة طويلة من الزمن واستبدل الحديث عنه بكلمات دبلوماسية مائعة ميتة, صار النضال من اجل تحرير فلسطين يعني النضال من اجل المحافظة على بغداد, وعلى القاهرة, وعلى دمشق, وعلى صنعاء, وعلى الرياض وعلى الكويت. من غير هذا الفهم نكون كمن لا يرى اقتراب عدوه من موضع الطعنة. وبعد التجارب المريرة في حرب عام ,1948 وعام 1973 وحرب ثماني سنوات على الجبهة الشرقية, ثماني سنوات, كل تل من ارض العراق صار جزءاً كبيراً منها حديداً, لانه كان عبارة عن مساقط القذائف لثماني سنوات.

وكل تلة تبادلها في هجوم وهجوم مقابل بيننا وبين الايرانيين كذا مرة, نتبادلها في المعركة الواحدة كذا مرة وفي النهاية نظل فيها, وعلى مدار الحرب كنا نتبادل المواقع في الكر والفر حتى صار غير العسكري منا يقدم اطروحات في العسكرية, لانها دراسة عملية لمدة ثماني سنوات, فبعد الثانوية بثماني سنوات من الدراسة يحصل المرء على الدكتوراه.

اقول بعد هذه التجارب المريرة, لا يجوز للأمة العربية وغير مسموح لها ان تتساءل هل سيكون حال الأمة افضل؟.

لم يعد مسموحاً لنا ان نتساءل هكذا

وانما مطلوب منا ان نقول نعم ستكون افضل بعون الله, فلم يعد جائزاً ان نقول (هل؟).. كفانا (هل؟).. فقد مضت علينا منذ غادرنا الحال العثماني الى يومنا هذا ونحن نتساءل.

وبغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر, فان الاساسي فيها هو قرار غير متردد في خدمة الامة والشعب, وقرار غير متردد في الاعتماد على الطاقة غير المنظورة للشعب مهما يكن صغيراً مع ان امتنا ليست صغيرة العدد ولكن الشعب مهما يكن صغيراً اذا اعتمد عليه في قرار قاعدته الاساسية هي الايمان المطلق.

فان التفاعل معه قادر على ان يستخرج اعلى مراحل القوة واغناها عند الاصطدام بالاجنبي, وعدم السماح للاجنبي بان يلعب في الاروقة والدوائر وان يلوث عقول الناس ومساراتهم.

بهذه الافكار المبسطة, وان استندت على افكار شمولية في الرؤية للحياة, اقول بهذه الافكار المبسطة بامكان الأمة العربية ان تحقق كل شيء.. وان الله سبحانه وتعالى اوكل الدور للانسان, بعد الرسول محمد (ص) على نطاق اوسع عندما جعل محمداً خاتم الانبياء والمرسلين.. اوكل كل صفات الانبياء الى الناس وان جاءت منتشرة على اوسع من مجرد انسان واحد.

فاذا كان الانسان قد اخذ دور وواجب انبياء في تحريك قيم الرسالة. كم هو عظيم هذا الانسان في الارض... فلا يصغر من حاله الا هو, ولا يصغر من طاقته, الا هو, والا فليس امام الانسان المؤمن شيء غير قادر على ان يحققه, عدا ما يحدده الله سبحانه وتعالى بموجب قدرته.. والمسألة فقط مسألة زمن وامكانات يخلقها الانسان ذاته..

ان فلسطين قادمة ان شاء الله. تعرفون.. عندما نقول فلسطين قادمة نعتمد في هذا على كل عناصر الخير في الامة العربية وعلى كل الخيرين من ابناء الامة العربية, من قادة الدول, وعلى العمال والفلاحين البسطاء في معاملهم وفي حقولهم.. من اشد الرجال مطاولة على الحق الى ارق النساء في الوطن العربي حيثما كن.. ولكن في هذا لا نستخدم عبارات عاطفية وان كان من لا يمتلك عاطفة لا يستطيع ان يصنع اي شيء.

كنا مع شعبنا الذي حارب, وهو شعبكم طبعاً - ان الأمة العربية تقاتل جيداً... والذين كانوا يقولون ان الامة العربية قاتلت بالسيف والرمح فقط فقد اثبتت الأمة العربية في اكثر مناسبة واثبتت بما لا يقبل التداخل واللبس في قتال الثماني سنوات, ان ارادتها في القتال قادرة على ان تكون على اصلب ما يمكن ان تكون الصلابة, عندما يكون الحق الى جانبها, وعندما تحضر عوامل اخرى وقادرة لا على ان تقاتل ايضاً بكل انواع الاسلحة المتطورة الحديثة...

اقول, عندما نتحدث عن هذا الموضوع لا نتحدث بمنطلق عاطفي, نحن نعرف قيمة الكلمات بعد حرب ثماني سنوات, ولكن نعرف ان خير الامة العربية قادم ان شاء الله, لان الخير ليس من خارجها وانما في داخلها, ليس مطلوباً منا ان نجهد انفسنا بتركيز اعلى من التركيز الذي يذكر اي واحد فينا بقدراته في داخله.. لا نضيع الوقت في التركيز على امور لا تكشف اين هي.

قدرات الامة العربية الحقيقية.. لان التردد والضعف احياناً ليس سببه عدم توفر القدرات وانما عدم رؤيتها, وقبل هذا عدم استحضار القرار في خلقها او عدم رؤيتها, او عدم قدرة استخدامها في اللحظة كما يجب وكما ينبغي.

في آخر محاضرة للاستاذ عبد الله ابراهيم في كتابات الاستاذ ميشيل عفلق وفي كلام اشقائنا المفكرين والسياسيين العرب, كنا نسمع, ان هنا في الوطن العربي ترابطاً حياً بين القومية والدين, على غير ما هو عليه الحال ربما في دول اخرى, وفي الغرب بخاصة.. في هذا الموضوع اريد ان اركز على نقطة واحدة فقط, من بين موضوعات كثيرة ونقاط كثيرة.. العروبة في الوطن العربي كانت سرير الدين, عندما حملته وطافت به في الوطن العربي وطافت به خارج الوطن العربي... كان العرب هم رماح الدين وسيوفه, وقبل هذا هم وسيلته لاقناع الآخرين ولنشره على اوسع نطاق, بينما لم يكن هذا في الغرب.. كانوا يتلقون الدين. فعندما يحصل الاصطدام بين القومية وبين الدين في الغرب, فانه يحصل على اساس هذا الواقع.. انهم قد تلقوا الدين عن بعد.. جاء اليهم سعياً, ولم يضحوا من اجله ليصل الى اوروبا, اما العرب, فكل بيت فيهم في فجر الرسالة نضح دماً حتى اوصل الرسالة الى حيث ينبغي ان تكون بالاضافة الى اعتبارات كثيرة موجودة في القرآن الكريم وفي السيرة, وفي التاريخ, ولذلك لا خشية من النضال تحت مفاهيم الدين الاسلامي ومبادئه الخيرة الا عندما تصطدم السياسات بالعروبة... ان النضال تحت مفاهيم الدين الاسلامي في اي مكان ليس حالة مناقضة للعروبة ابتداءً على الاطلاق, والذي يقول بهذا فانما يفتعل حكماً مسبقاً على اناس قد يكونون خيرين, ومن بين الخيرين الجيدين في الأمة, ولكن علينا ان نرقب, فاذا ما رأينا ان المعنيين بالامر يفتعلون معارك مع القومية العربية, ففي هذه اللحظة, لا بد ان نفهم انه بدأ الافتراق والانكفاء والتقعر ولا بد ان تصبح المفاهيم تماماً واصلاً خارج الروح الحقيقية, ليس فقط للنضال القومي وانما خارج الروح الحقيقية حتى للدين الاسلامي, انا اقول هذا الكلام, ونظامنا نحن ليس تحت شعارات دينية, وانتم تعرفون ذلك, لكن اجد انه في مثل هذه الندوة لا بد ان نقول هذه الاشارة. لان النضال القومي والوطني تعرض الى انتكاسات شتى وتعرض الى تجريح, فاناس يجرحون اناساً.. القوميون فيما بينهم, والوطنيون فيما بينهم, وبعضهم وصل الى السلطة, وارتكب فظاعات من خلالها, وبعضهم لم يصلها.. ثم ان النضال تحت اللافتات المعروفة صار معروفاً من قبل اجهزة الدولة التي يجري النضال ضدها, واجهزتها مدربة ولديها خبرة طويلة على مواجهة هذه الحال, وان النقل الاعمى لبعض الظواهر من الغرب مع خواء الجوهر, جوهر البناء في بعض الامكنة يقود أحياناً الى رفع شعارت يندمج فيها الدين والسياسة, فالنضال الصادق هو الذي يجعل العروبة والاسلام حالة واحدة وليس حالتين, اما حيثما وجد ان العروبة شيء يتناقض حكماً مع الاسلام, او ان الاسلام حالة تتناقض حكماً مع العروبة فلا بد ان تقود الحال الى الانحراف, اما الانحراف تحت غطاء الروح او الانحراف تحت غطاء الحضارة والتمدن والمادة.

اشكركم حضرات الاخوان فهذه هي الملاحظات التي كانت لدي.

اسبوعية الوحدة الاردنية
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى