العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شهيد البعث : الدكتور عبد الوهاب الكيالي

اذهب الى الأسفل

شهيد البعث : الدكتور عبد الوهاب الكيالي Empty شهيد البعث : الدكتور عبد الوهاب الكيالي

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي السبت 3 نوفمبر 2007 - 14:37

شهيد البعث العربي الإشتراكي
الدكتور عبد الوهاب الكيالي
(1939-1981م)* ::


الشاهد الفلسطيني:



سنة 1939 ولد عبدالوهاب الكيالي في يافا – قبل نكبة بلده فلسطين بتسع سنوات. وليس للطفل الفلسطيني المشرد، عنوة، من أرض كيانه وكنانته، أن ينسى تراب أجداده، واتساع عروبته على جغرافيات سياسية، ذهب بعضها ضحية للقصور التكنولوجي عن صوت المدى الأرضي للقوم.



ما بين عمان وبيروت، درس عبدالوهاب الكيالي، متحديا بفكره وشهوديته، محاولة اقتلاعه مع شعبه من جذور وطنه وكيانه، المعروف منذ 14 قرنا. الصفر الفلسطيني ملأ عين الفتى، عبد الوهاب، ومعه راحت تمتلئ عين زمان عربي آخر، يواجه الغربة الذاتية بالتفات أكبر داخل الذات القومية العربية، وفي رحاب تكوير انساني أشمل. وعنده، كان فاصلا في حياته النضالية، العام 1956م، عام الممانعة المصرية – العربية للعدوان البريطاني – الفرنسي- الاسرائيلي على مصر بعد تأميم قناة السويس. في ذلك العام، بدأ الكيالي مناصر لحزب البعث العربي الاشتراكي، وله شاغلان كبيران: استعادة فلسلطين، في اطار فكرة العروبة عروبة الأرض والحضارة، ونهضة الجميع معا.



درس في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومنها انتسب سنة 1958م الى عضوية حزب البعث، فيما كانت حركة القوميين العرب في الجامعة نفسها تشكل محور الاستقطاب الآخر للنهوض القومي العربي، في لبنان، هذا المهد الصغير للأحزاب وللحركات العربية، وميدان تجاربها، التي تنطفيء ولا تتناهى رمادا. فلبنان الذي عرفه عبدالوهاب الكيالي ما بين الخمسينات والسبعينات كان كيانا من جمر على دفتر التاريخ العربي المطموس بدم التغيير والتثوير، الذي ارتدى بعضه، لا سيما في بيروت، رداء التدمير العميق!







المثقف العضوي:



كان الشاهد الفلسطيني يحمل شهادته دما في عروقه، وعلى كفه، فيما كان الشعر العربي الممانع للصهيوني في فلسطين، يقرأ مأساته، بكلام دفين:



أنا لو عصرت رغيف خبزك في يدي

لرأيت منه دمي يسيل على يدي



وسال الدم الفلسطيني ومعه الدم العربي، على ضفاف فلسطين، وارتفع ركام مليون جمجمة وأكثر، سيكون رأس عبدالوهاب الكيالي واحدا من قممها التي لا ترى الا من بعيد. فهو من مؤسسي "الاتحاد العام لطلبة فلسطين". جرى اعتقاله سنة 1959م في الأردن، وبعد ذلك جرى فصله من الجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1960م، كان عامذاك قد عين عضوا في مكتب فلسطين القومي (المنبثق عن حزب البعث العربي الاشتراكي). داخل الحزب، كلف سنة 1961م بأمانة سر "شعبة فلسطين" في لبنان؛ لكنه آثر الانتقال الى الكويت للعمل، فجرى تسليمة سنة 1963م ادارة تحرير مجلة "الرائد العربي". وفي العام نفسه، عاد من الكويت الى بيروت ليعمل في جريدة (الأحرار) الناطقة بلسان حزب البعث (القيادة القومية، بعضوية واشراف الدكتور على الخليل، النائب والوزير). وبعد مخاضات نضالية وتأليفية مديدة، أقدم مسلحان على اغتياله في مكتبة ببيروت في كانون الأول ديسمبر (ديسمبر) 1981.







أعماله ومؤسساته:



مقابل المقاولين المبدعين والمجددين، ينتصب هذا الهرم الفكري الفلسطيني مقاولا مبدعا مؤسسا ومجددا في الكتابة وفي النشر العربي، خلال النصف الثاني من القرن العشرين، حيث لا تزال "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" تواصل أعمالها، من بعده، ما بين بيروت وعمان (باشراف أخية الأستاذ ماهر الكيالي).



سنة 1965م، أصدر بحثه العلمي السياسي الأول، بعنوان:"المطامع الصهيونية التوسعية"، وكان الأول من نوعه في العربيةن حيث يكشف الوجه الاستيطاني – الأمبريالي للحركة الصهيونية التي انقلبت على أرض فلسطين الى مشروع دولة توسعية، استنزف خلال نصف قرن ونيف معظم الطاقات العربية المجاورة، كأنما الغرب أراد هذه المرة أن يفرض بروتستانتيته (الانكلوسكسونية) من خلال اليهودية السياسية (أو الأصولية الصهيونية).



ومن منظار سوسيولجي سياسي، درس عبدالوهاب الكيالي تجربة الكيبوتزات أو "المزارع الجماعية في اسرائيل".



وبذلك كان يمهد لأطروحته الكبرى التي أخذ يعدها سنة 1966م في جامعة لندن، على أساس:



"تاريخ المقاومة العربية الفلسطينية للاستعمار والصهيونية في القرن العشرين". فكان ذلك من أوائل الباحثين الذين أدخلوا قضية التحرر الفلسطيني في صلب الحياة الأكاديمية الغريبة. ونال الدكتوراه سنة 1970م. لكنه ما بين 1966-1970م، كان يقاتل على عدة جبهات أخرى، خارج أسوار الجامعة وأبحاثها العلمية الهادئة والباردة:



• فمن جهة، أنشأ في لندن سنة 1968م، مجلة: (فلسطين الحرة)

• ومن جهة ثانية، جرى انتخابه عضوا في (البرلمان): المجلس الوطني الفلسطيني. وفي العام 1970م، بعد تأسيس حزب البعث ل"جبهة التحرير العربية" جرى تعيينه عضوا قياديا في مجلسها المركزي، وعضوا أصيلا في القيادة القومية لحزر البعث.

• وفي العام 1972م جرى انتخاب عبد الوهاب الكيالي أمينا عاما لجبهة التحرير العربية، و على الصعبد الفلسطيني العام، جرى انتخابه عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وهكذا، كانت تكبر مسؤولياته وتنمو الأخطار في داخله، ومن حوله. لكنما الدكتور عبدالوهاب الكيالي ما كان ليعبأ بهمومه وآلامه، بازاء ما كان يعانية شعبه، وما كانت تتعرض له قضيته المركزية من حروب وتصفيات.







الكيالي في القاهرة:



بعد اندلاع الحرب على لبنان، وقيام القوات المشتركة (التحالف اللبناني –الفلسطيني)، سنة 1975م غادر عبدالوهاب الكيالي بيروت الى القاهرة حيث انكب على تأليف واعداد مواد الموسوعة السياسة، ومنها بعد عام غادر الى لندن. حيث انشأ "مركز العالم الثالث للدراسات والنشر" وترأس تحرير "النشرة الإستراتيجية" التي صدرت عن المركز الى جانب سلسلة الدراسات الاستراتيجية التي عالجت موضوعات حيوية جدا. وكان بموازاة رهانه على التغيير الفكري والنضال الثقافي، قد بدأ بالابتعاد اليومي عن ألقابه الحزبية والسياسية، فكأن مرحلة التخلي عن المراهنات السياسية والعسكرية الميدانية قد بدأت، ولكن دون أن تطول صميم التزاماته. انه يسعى وراء نضال من نوع آخر: معركة الأفكار.



في هذا الاطار، أخذ الكيالي يركز على "تاريخ فلسطين الحديث" فأصدر أجزاء مهمة، تلقي الضوء العلمي على حقيقة هذا المعطى الفردوسي المضاع، ثم بكتاب آخر، في السياق نفسه:"دراسات ومطالعات فلسطينية"!



الأبحاث والمؤسسات العلمية:



ليس سهلا أن يتحول المفكر الى ناشر؛ وليس قليلا أن يتصالح في شخص واحد، وفي مؤسسة واحد، العقل العلمي والعقل التجاري. والحقيقة أننا خسرناه مناضلا شهيدا، ولكننا ربحناه مفكرا مؤسسيا وناشرا كبيرا.



أطلق من بيروت – قبل الحرب – أهم دار نشر مستحدثه ومتنورة، هي "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" التي اقترنت باسمه وبمشاريعه وأبحاثه مع زملائه، والتي تعمدت، أخيرا، بدمه.



ومن داخل المؤسسة، أطلق د. عبد الوهاب الكيالي مجلة "قضايا عربية" (مقابل مجلة، دراسات عربية، التي بدأت تصدر في الستينات عن دار الطليعة، باشراف الدكتور بشير الداعوق). وحين توقفت قضايا عربية عن الصدور، لم تملأ فراغها مجلة "شؤون عربية" التي أصدرتها جامعة الدول العربية من القاهرة وتونس.



رأس الكيالي تحرير "موسوعة السياسة"، و أسهم في تحرير معظم موادها الصادرة في أيامه، والتي بلغت كلها (7 أجزاء).



هكذا، هي رحلة الشهيد عبد الوهاب الكياليـي، الذي انطفأ عمره برصاصة العام 1981م، بعدما امتلأت شوارع بيروت بدماء الناس، والمثقفين، والفنانين والكتاب، ربما كان كل ذلك هنو الثمن الضروري للمقاومة، وللبقاء فوق أرض حرة.





(*) المصدر: موسوعة أعلام العرب المبدعين في القرن العشرين، د. خليل أحمد خليل، ج 2، ص 11011-1015
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى