بيان

كفاح الطلبة
مشروع وطني قومي إنساني

يا طلاّب لبنان
في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من كل عام, نحتفل بذكرى استقلال لبنان الذي شكَّل في حينه خطوة على طريق الحركة التحرّريّة العربيّة.
نستقبل العيد هذا العام والمشكلة السياسيّة على درجة عاليةٍ من الحدّة، حيث يراد إسقاطها على واقع المؤسسات الدستوريّة. وكل فريق يحاول أن يطوّع النص الدستوري لما يخدم خطابه السياسي وأهدافه المرحلية المعلنة, من دون الأخذ بعين الاعتبار ما سيجرّه الانقسام بين القوى السياسيّة من احتقان في الشارع اللبناني. لم يعد انتخاب رئيس الجمهوريّة شأناً لبنانيّاً، بل تعدّاه ليصبح جولة في المعركة التي تشهدها المنطقة بين قوى الإقليم المجاور للأمّة العربيّة والدول الكبرى. وللطرفين أطماع في نهب خيراتنا، ويحملون أحقاداً تاريخيّة يحاولون اليوم ترجمتها على الأرض. وقد أدَّى تدخلهما في لبنان إلى تشويه صورة اللوحة اللبنانية المتناغمة الألوان.
منذ أواخر العام 2004، لا تزال الأزمة تزداد احتقاناً. وهذا لا يعفي أياً من الحركات والأحزاب اللبنانية من المسؤولية، إذ إن أي تدخل خارجي لا يمكنه النفاذ إلى لبنان من دون وجود قواعد داخلية تحتضنه وتؤويه.
اللبنانيون ليسوا مرغمين على الاختيار الإجباري لواحد من هذين المشروعين، فلكل مشروع أهدافه وأغراضه التي تتناقض في حدودها الدنيا مع أهداف الأمة العربية ومصالحها، والأهداف الوطنية اللبنانية من ضمنها طبعاً.
لذلك، كان خيارنا ولا يزال، مستنداً إلى إفشال المشروعين معاً، منطلقين من ثوابت أساسية أهمها: المحافظة على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات. وهذه لن تتوافر من دون استقلال القرار اللبناني الملتزم بمصالح الأمة العربية. هذا القرار السيادي، وإن تأخر إنجازه، فهو أخير وأبقى من الانزلاق في أحضان الاستقواء بالخارج، الذي لا يقدِّم خدماته مجاناً لأحد.
أيها الزملاء,
انطلاقاً من ثقتنا وإيماننا بوعيكم وإدراككم لخطورة المرحلة:
إن المسؤوليّة الوطنية تدعونا إلى عدم السماح للفرقة والإنقسام بالتسلّل إلى مدارسنا و جامعاتنا. لنحفظ طهارة الدماء الزكية التي بذلتها النفوس الأبية من شباب لبنان في الجيش والمقاومة الوطنية.
لتبق صروحنا التعليميّة مثالاً للعيش المشترك, وليبق التعاطي الإيجابي بيننا هو السائد. لتكن وحدتنا مقدّمة لوحدة الوطن.

القطاع الطلابي في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي- كفاح الطلبة-
www.kifahattalaba.forumotion.com