العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حديث الشهيد القائد صدام حسين عن آفاق التربية

اذهب الى الأسفل

حديث الشهيد القائد صدام حسين عن آفاق التربية Empty حديث الشهيد القائد صدام حسين عن آفاق التربية

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الأربعاء 12 ديسمبر 2007 - 19:26

حول آفاق التربية وإستراتيجيتها


بقلم الشهيد القائد صدام حسين




في موضوع التربية سأسجّل بعض النقاط التي تتعلق بإختصاصي وإختصاصي هو السياسة والعمل السياسي .. وهي تنطلق من تقدير أن أي تصرف أو نشاط في المجتمع فرديا كان أم جماعيا لكي يكون ذا جدوى يجب أن يرتبط بهدف وينطلق من تقدير أن أية فكرة تحكم النشاط في هذا المجال لا بد أن تتصل بالواقع الإجتماعي القائم وترتبط بالعناصر المكونة للحالة المتفاعلة معه . وعلى هذا الأساس فإننا عندما نبحث في النظريات التي قيلت في الشرق أو لغرب عن التربية لا بد أن نتعرف على ثلاث حالات :
الحالة الأولى بأي هدف أو أهداف إستراتيجية إرتبطت تلك التربية السائدة المتصلة بنظرية ما أو فلسفة ما إذ أن النظريات الفرعية كنظرية التربية إنما تنطلق دائما من قاعدة فلسفية خاصة ونظرية أعم متصلة بالواقع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي لمرحلة ما من مراحل التطور ؛ ولتقريب الصورة فلو أخذنا إقتطاع أجزاء من جسم الإنسان أو أجزاء من صورته من أحسن الناس جمالا لنصنع منها إنسانا جديدا أو صورة جديدة لرأينا كيف أن مثل هذه الصورة ستكون بشعة جدا هذا مثال صغير لكي نقول إن كل جزء ما لم يرتبط بأصل متوازن معه بالمقدار وبالكيف لا يمكن أن يكون ذا قيمة كبيرة مؤثرة ومتناسقة وقادرة على تغيير الواقع الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي .
النظريات التي قيلت عن التربية وحتى تلك التي قيلت في كيفية إستخدام العنصر البشري لصالح التنمية إنما إنطلقت من فلسفة وأرتبطت بأهداف والفلسفة عبر تكونها إتصلت بواقع وبمكوناته الرئيسية الأجتماعية والإقتصادية والسياسية لذلك الواقع فالنظريات التي قيلت في المجتمع الرأسمالي إرتبطت بالفلسفة التي كونت ذلك المجتمع والنظريات التي قيلت في الإتحاد السوفياتي إرتبطت بفلسفة وأهداف ذات صلة بذلك المجتمع . إذن فإن الخصائص الوطنية والقومية أيها الإخوة لا بد أن تدخل كعنصر حاسم في تقرير الفلسفة وفي تقرير الأهداف الإستراتيجية المرتبطة بالفلسفة وبالتالي في تقرير الطريقة التربوية ضمن جيل الشباب أو أي ميدان آخر من ميادين الحياة .
ولو أخذنا الإتحاد السوفياتي لوجدنا أن أساس فلسفته ينطلق من الماركسية اللينينية وليس الماركسية فحسب إذ أن ماركس وإنجلز عندما وضعا فلسفتهما كانت تلك الفلسفة تتصل بالواقع وبالمكونات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية للمجتمع الأوروبي لكن لم تطبق في الإتحاد السوفياتي كماركسية مجردة وإنما طبقت تحت لواء الماركسية اللينينية . وهنا تكمن الخصوصية المضافة بإطار وطني وقومي مؤثر وإستبدال التسمية هنا لأغراض التطبيق ليس مسألة شكلية وإنما هذه التسمية (اللينينية ) المضافة متصلة ببراعة الإختراع للينين وعلى هذا الأساس سميت بالماركية اللينينية .
وعليه فإن المضاف من الأفكار إنما يؤكد الخصائص الوطنية والقومية للإتحاد السوفياتي . وعندما ننتقل الى الصين ضمن الماركسية اللينينية نجد أن هناك خصائص وطنية وقومية مضافة بأفكار موتسي تونغ . وعندما ننتقل الى كوريا الشمالية هناك خصائص قومية ووطنية مضافة بأفكار كيم إيل سونغ وكذا بالنسبة ليوغسلافيا وخصائص أفكار تيتو . وسوف ترون الخصائص الوطنية والقومية المضافة بأفكار ثوار فيتنام وكمبوديا ولاوس وكذلك لو فحصتم المجتمع الكوبي لرأيتم الخصائص المضافة وهذه الخصائص المضافة بالفكر وبصيغ التطبيق تتصل بالواقع الوطني والقومي الكوبي .
نعود الى المجتمع الرأسمالي ونقول إن النظريات التي قيلت في التربية تتصل بهذا المجتمع بالتأكيد تتصل بالفلسفة الأساسية الإقتصادية والإجتماعية لتلك المجتمعات ورتبط بخصائص وطنية وقومية مضافة حسب ظروف كل قطر إذ لو تعقبنا النظريات التي قيلت بالتربية في ألمانيا قبل وبعد الحرب لوجدنا أن هنالك خلافا جوهريا يتصل بجوهر النظام والتطورات السياسية والإجتماعية والإقتصادية المرتبطة بقيمه القديمة والجديدة وكذلك بحالة سايكولوجية سائدة في ذلك المجتمع آنذاك أو في المجتمع الراهن . ولو ذهبنا الى اليابان ورأينا النظريات التي قيلت في التربية قبل وأثناء الحرب والنظريات التي قيلت بعد إندحار اليابان في الحرب العالمية الثانية لوجدنا فروقات جوهرية فيما قيل وفيما كتب .
لذلك فإن الشيء الذي يجب أن نضعه في حسابنا عندما ندرس أية نظرية تربوية قيلت في أي مكان من أرجاء العالم هو أن ندرس تلك النظريات بقصد تكوين ملكة خاصة في الثقافة العامة تساعدنا لا بصيغة النقل بل بصيغة التفاعل في تكوين النظرية التربية المرتبطة بخصائصنا الوطنية والقومية في الوطن العربي ون أجل الأمة لأن كل فلسفة وبالتالي كل نظرية تنبثق عنها وتصب فيها بالإضافة الى إرتباطها بالواقع الإجتماعي والإقتصادي والسياسي كما مرّ إنما ترتبط بحالة سايكولوجية سائدة في المجتمع آنذاك ويتأثر بها صاحب النظرية . والحالة السايكولوجية غير مجردة أيضا وإنما مرتبطة هي الأخرى بالعوامل الموضوعية التي مررنا عليها . ولذلك فإن النظرية ما لم يفهم في ظل أي واقع تكونت سايكولوجيا وإجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا وغير ذلك لا يمكن تحقيق الإستفادة منها بصيغة التفاعل لتكون النتيجة ذات قيمة حقيقية وجدية من أجل صياغة النظرية القومية والوطنية لبلادنا .
والجانب الآخر الذي يتصل بالعاملين اللذين مّرا هو جانب الزمن .. الزمن المضاف هو عوامل مضافة مع كل التطورات الحاصلة بالجتمع فما لم نحسب الزمن المضاف بإرتباطه بالعوامل المضافة إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا وسايكولوجيا أيضا فإن عملية النقل إذا كان لها بعض الفائدة أحيانا تضيع فائدتها هذه في حالة عدم إدراك التطور الحاصل في ظل الزمن المضاف .
وعندما نترك النظريات جانبا أمام ضغط من يقول قد لا نتفق على النظريات ولذلك لا بد أن نأخذ بجزء من الكل لنبحث فيه وعلى هذا الأساس يطرح بحثكم الآن (التربية من أجل التنمية ) فهنا أيضا لا بد أن نسأل التنمية في ظلّ أية قاعدة فلسفية ؟؟ هل التنمية من أجل خلق حالة متراكمة من رؤوس الأموال ضمن مفهوم النظام الرأسمالي ؟؟ أم التنمية كقاعدة للتحول الإجتماعي والإقتصادي بتجاه إشتراكي ؟؟ كل حالة لها مستلزماتها وكل حالة لا يمكن نقل جزء منها وتركيبه على الحالة الأخرى وإنما كل سياق تطورها وكل الفروع المتصلة بها لا بد أن تكون متوازنة ومنسجمة مع نفسها أي مع الفلسفة ومع الهدف أو الأهداف الإستراتيجية .
سوف تقولون مثلما سأل أحدكم قبل قليل إذا لم نتفق على المفاهيم في هذا الإجتماع فماذا نعمل ؟؟ أو إذا كان طريق التطبيق أمامنا في كل الأنظمة العربية وبدون إستثناء مسدودا لتطبيق الأفكار التي نتفق فيها على الفلسفة والأهداف الإستراتيجية والتي ترتبط بالفلسفة والأهداف التي تنطلق منها ؟؟ الكتب بعضها يدرس في المدرسة وفي الجامعة والبعض الآخر ينشر للجماهير هو الذي تقال فيه الأفكار بالكامل تلك المتصلة بالفلسفة التي تؤمنون بها والتي تنبثق عنها أهداف محددة والتي يتفرع عنها وسائل أساسية يقصد الوصول الى الأهداف المحددة وبذلك يكون أمامنا كتابان هما : الكتاب المتيسّر وكتاب الطموح وكل منهما يؤدي دوره من موقعه وحسب الظروف المتاحة .
ذكر الدكتور مسارع مثالا قال فيه إن 12 مليون من طلاب الإبتدائية العرب دخلوا المدرسة عام 1970 وتخرج منهم مليون من الصف السادس إبتدائي فقط والباقون تسربوا وتركوا المدرسة . وأعتبر السبب الأساسي في ذلك هو تخلف الوسائل التعليمية . إن مثل هذا التفسير ينطوي على تبسيط كبير وعدم فهم الجذور الحقيقية للمشكلة ؛ إن السبب الأساسي للمشكلة لا يرتبط بتخلف الوسائل التعليمية وإنما يرتبط بكل مكونات وظواهر المجتمع الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بما في ذلك مسألة وسائل الإنتاج في المجتمع وتأثيراتها وملكيتها . إن هؤلاء ال11 مليون لم يتسرّبوا لأن وسائل التعليم متخلفة ولو دققنا الأمر لوجدنا أن أكثرهم تركوا الدراسة لأن أهلهم محتاجون لهم يحتاجونهم لأن يرعوا الغنم بدلا من أن يكونوا طلابا يجتازون السادس الإبتدائي ليذهبوا الى المتوسطة ؛ ويحتاجونهم لأن يعاونوا ذويهم في مهن حرّة معينة ؛ هذا المثال بين لنا كيف نقع في الخطأ عندما نبحث أية حالة رقمية إذا أخذنا الأرقام مجردة بدون أن نبحث الصلة الحية لتلك الأرقام بالواقع .
فالدكتور عندما يطرح شعار ( عسكرة التربية ) فإنه يفصل الفرعيات عن أساسياتها ولا يقدم حلا لأصل المشكلة ؛ أنا أقول إن الشعار الصحيح هو عسكرة التربية وتربية الشعب ومن ضمنهم العسكر لأن عسكرة التربية شيء فرعي ؛ إن الدكتور في شعاره الفرعي إنما أراد أن يقول إننا بحاجة الى تربية الطلاب على كيفية حمل السلاح . إبتداءا يجب أن توجد لهم الفلسفة والهدف الإستراتيجي والإيمان المتصل بهما . وعندما نخلق الإيمان لدى الطالب الصغير ولدى الأب الكبير مثلا بأن فلسطين جزء من الوطن العربي ويجب أن لا تغيب عن بالنا . عند ذلك نحقق جانبا مهما من هدف عسكرة التربية ضمن الخطة العامة من دون أن نأخذ الأمور بشكل فرعي ونصب جهدا خاصا عليها لنراها تستطيل بشكل سرطاني بمعزل عن الهدف ونتوهم بأن إستطالة كهذه إنما هي نمو طبيعي .
إن تعليم الطلاب على كيفية حمل وأستخدام السلاح لا يحقق لنا هدفا جديا في النضال القومي والوطني وما لم تنبثق عنه سياسات واضحة تحدد إتجاهه هذا . فالجيوش العربية الموجودة في العراق والأردن وفي مصر و في سورية عندما يكون لها نظرية تربوية ترتكز عليها إبتداءا منذ كان منتسبوها طلابا صغارا الى أن يصبحوا قادة في الجيش فإن خططهم العسكرية كلها وطريقة تصرفهم تتأثر بها بالتأكيد ... هناك فرق بين أن نقاتل دفاعا عن أرض الجولان فحسب وبين أن نقاتل دفاعا عن أرض الجولان وصولا الى فلسطين .. هناك فرق بين أن نقاتل دفاعا عن الأنبار في العراق وبين أن نقاتل دفاعا عن الأنبار وصولا الى تحرير فلسطين .
التربية تختلف بين هذا وذاك أن نقاتل دفاعا عن الأنبار كعراقيين فليس في مثل هذا الموقف دلالات قومية أو دلالات وطنية إستثنائية لأن النظام الرأسمالي والنظام الإشتراكي يقاتل دفاعا عن الأنبار الوطنيون والقوميون يقاتلون دفاعا عن الأنبار الرجعي والتقدمي يقاتل دفاعا عن أرض الإقليم الذي يعيش فيه . النظام الأوتوقراطي والنظام الشعبي الديمقراطي يقاتل دفاعا عن الأنبار في العراق وعن الجولان في سورية وسيناء في مصر . فليس هناك خصوصية إستثنائية في أن نقاتل دفاعا عن جزء من العراق لأن كرسي الحكم الذي نجلس عليه يرتكز على أرض العراق ومن البديهي أن ندافع عن الرضية التي يرتكز عليها الكرسي . لكن عندما نقاتل دفاعا عن أرض فلسطين ففي مثل هذا الموقف يكون المفهوم الجديد المضاف نوعيا لأن في نثل هذه الصيغة لا يقاتل الجميع دفاعا عن فلسطين لأن الدفاع عن فلسطين خارج حدود الإقليم يرتبط بفهم قومي خاص ويرتكز على فلسفة معينة في حين أن الدفاع عن القطر أو جزء منه مسألة أخرى .
دفاع اليابان عن أرض اليابان وإن كان النظام رأسماليا فإن الأمر طبيعي لأنه يرتبط بأبسط واجبات الوطنية لكن عندما يدافع الإتحاد السوفياتي عن كوبا أو أية دولة من دول حلف وارسو فهذا مرتبط بفلسفة معينة يؤمن بها الإتحاد السوفياتي وتتحكم في إلتزاماته خارج الوطن . وعندما يدافع العراقي عن سورية ضد جيش العدو الصهيوني ويقاتل الجيش الجزائري لتحرير فلسطين فإن مثل هذه المواقف تنطوي على فهم قومي خاص .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*** حديث الشهيد القائد صدام حسين في المؤتمر الفكري الأول للتربويين العرب ببغداد من 07-15 حزيران 1975
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى