العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشهيد القائد صدام حسين يتحدّث عن العلم والبحث العلمي

اذهب الى الأسفل

الشهيد القائد صدام حسين يتحدّث عن العلم والبحث العلمي Empty الشهيد القائد صدام حسين يتحدّث عن العلم والبحث العلمي

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الخميس 13 ديسمبر 2007 - 13:13

الإطار الإستراتيجي لحاجة الأمة الى العلم
بقلم الشهيد القائد صدام حسين






في هذه المناسبة لا بد أن نشير الى نقطتين : النقطة الأولى هي أن الأمم عبر مسيرتها في البناء بعضها يتطور وفق سياق طبيعي وبدون نكسات حادة ومريرة تواجه عملية التطور ؛ وبعضها يتطور صعودا على إثر النكسات الحادة والمريرة . وأمتنا العربية سبق لها أن وصلت الى قمم كثيرة من التطور عبرت من خلالها عن مجدها وأزدهارها عبر التاريخ القديم . كما أصيبت بنكسات مروعة بعد ذلك وبخاصة في تاريخها الحديث ؛ ومن جملة النكسات التي أصيبت بها كما هو معلوم نكسة الخامس من حزيران سنة 1967 ونحن لا نريد أن نخوض في الجوانب السلبية لحرب حزيران في هذا اللقاء وإنما سنركز على الجانب الإيجابي فيها .. والجانب الإيجابي في النكسة هو أنها جعلت العرب والى حد ما يهتمون إهتماما خاصا بالعلم وبدور العلم في عملية التقدم في كافة المجالات ومن ضمنها المجال العسكري . ويأتي إهتمامكم في اللقاءات التي تجرونها في هذا المكان للتنسيق والعمل لمشترك في البحث العلمي متأثرا بالقصور والتخلف الكبيرين اللذين إكتشفتموهما بعد حرب 05 حزيران 1967 في إهمال العرب للعلم والإهتمام به .
ومما يتصل بمسألة العلم حيويا وبالتفكير العلمي ؛ التفكير الإستراتيجي والإحتمالات والصفحات المتعددة في حساب ما علينا وما لنا ... وفي حساب تصورات العدو من موقعه وردود فعله تجاهنا .
أما النقطة الثانية : فهي إهتمامكم بتكوين منظمة إتحادية قومية تعبر عن لقاء أبناء الأمة من الأقطار العربية في صيغة فعالة على طريق العمل الوحدوي وأسمّي عملكم في بناء إتحاد عربي في هذا المجال صيغة فعالة في العمل القومي الوحدوي رغم أنه قد يبدو للبعض منكم أنه عمل صغير .
لقد ظهرت في الماضي وأستمرت حتى الآن إتجاهات متعددة في العمل الوحدوي في التصورات وصيغ العمل ؛ فالبعض من العرب كان يتعلق في سماء المبادئ العامة ؛ والدعوى العاطفية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية بغض النظر عن مكونات الواقع ومستلزمات تحريكه الى الأمام ؛ والبعض الآخر كان يكتفي بالصيغ المبسطة والمجتزأة في العمل القومي الوحدوي مقابل التخلي عن الهدف الإستراتيجي لإقامة الوحدة العربية وطريقه الصحيح . ومن خلال النكسات ؛ ومن خلال التجارب والزمن المضاف تمكن العرب في أوساط مؤثرة ومهمة سواء في الأوساط العلمية أم الأوساط السياسية وأوساط الجماهير أن يدركوا حقيقة جديدة مهمة في طريق عملهم الوحدوي وهي أن يعملوا بالمتيسر دون أن يسقطوا الطموح من الحساب ؛ أن يعملوا بالمتيسر لتطوير صيغه وإمكاناته باتجاه الى الهدف الكبير الأبعد وصيغة الطموح . فالعمل الوحدوي يجب أن لا يؤخذ بطريق واحد وأن يعمل عليه من خلال روافد متعددة عن طريق الإقتصاد والفكر والسياسة والعمل الفني وفي الجانب العلمي والبحث العلمي كما تبحثون في هذا المكان ..... إلخ . فأنتم في الواقع تقومون بعملين كبيرين عمل قومي وحدوي وعمل علمي على طريق الوحدة .
ومؤسسات البحث العلمي هي مختبرات ومطابخ مهمة لتحضير المعلومات والأفكار الحيوية لخدمة الأهداف الإستراتيجية لبناء الأمة وبناء المجتمعات الحديثة . ويكتسب عملكم هذا أهمية ذات وزن كبير في ظل معطيات أواخر القرن العشرين حيث نعيش الآن. ومن المفيد أن تطرح نتائج ما تبحثونه وما سوف تتوصلون إليه على القادة والحكام العرب عموما ولا بد لنا جميعا من أن نعترف بأن مسألة البحث العلمي واهتمام به هي مسألة جديدة بالنسبة إلينا . ولقد قلت قبل قليل بأن الإهتمام بهذه المسألة لم يكن منذ وقت بعيد وحددت مرحلة الإهتمام المركز بها من قبل كل أو بعض العرب بالفترة التي أعقبت الهزيمة في الخامس من حزيران . ولا بد أن نسلم بحقيقة أن كل فكرة تعبر عن حاجة والحاجة توضع أحيانا في إطار القياس الآني وتوضع أحيانا في بالإطار الإستراتيجي . وحاجة الأمة العربية الى الإهتمام بالعلم مساوية لحاجتها لأن تعيش . إذ لم يعد بالإمكان لأية أمة أن تعيش كأمة محترمة وأن يكون لها دور في المجتمع الإنساني العالمي لبناء الحضارة أو الحضارات الإنسانية من دون أن تحترم العلم ويكون لها باع محدد في تطور إكتشافاته وإستخداماته .
فبمقدار ما يتطور إهتمامنا ويقع في موقع الصواب بإتجاه أن نكون أمة محترمة وذات رسالة محددة في المشاركة في بناء المجتمع الإنساني يجب أن يزداد ويتطور إهتمامنا بالعلم وإستخداماته الصحيحة . وبقدر ما تختل تصوراتنا في بناء أمتنا بناءا صحيحا وطموحا على الطريق الذي أشرنا إليه تختل إهتماماتنا بالعلم والعكس صحيح على حساب ذراعي الوازنة ( الإهتمام ببناء الأمة يساوي الإهتمام بالعلم ) .
إن في الأفق حتى الآن من الإهتمام بالعلم ما يشجع ولكننا لم نبلغ بعد الإهتمام اللازم لهذا الإتجاه وإن الإهتمام بالعلم وبالإتجاه الصحيح يضعنا على طريق التقدم في بناء المجتمع الذي نطمح إليه ... إن الإهتمام بالتنمية في إطارها الجدي وفي إتجاهها الصحيح يقود الى افهتمام بالعلم . والإهتمام بالتنمية يجب أن لا يجري على أساس حسابات الحاجة المرحلية أو الآنية ولا بد أن يحتل موقعه الإستراتيجي في التصور وفي صيغ العمل لكي توضع نتائج مسيرة التنمية في سياق التطور المطلوب لبناء الأمة العربية الموحدة .
إن الذي حدث في العراق من تطور الى الأمام في ميدان البحث العلمي وفي ميادين أخرى لا يزال أقل مما نطمح إليه جميعا ولا بد أن أؤكد حقيقة تفضل بها أحد الإخوان وهي أن العالم العربي والكفاءة العربية التي تغادر الوطن لا تفعل ذلك طلبا للحصول على المكافآت المالية الأفضل بالدرجة الأولى وإنما تهرب وتغترب طلبا للعمل في الجو العلمي الذي يناسبها والذي يمكنها من تطبيق العلم الذي تعلمته وتضيف إليه . لأن العالم كالفنان بحاجة الى جو خاص لكي ينتج ويبدع . ويحتل الجانب النفسي دورا حاسما في تقرير النتيجة العلمية التي يصنعها العالم . عندما يعيش العالم في مجتمعات تشكو من حالة عدم الإستقرار السياسي وعندما يعيش في جو لا يحترم العلم على مستوى السياسات لعامة ومصادر تقريرها وعلى مستوى الكثيرين ممن يعملون معه أو بمعيته فإنه لا بد أن يحس بالغربة فيغادر الى مكان آخر يحس من خلاله رغم أنه غريب عنه في إنتمائه الوطني والقومي بنوع من الراحة إذ يجد على الأقل جسورا مشتركة من العلاقة والتفاهم بينه وبين الوسط الجديد من خلال إنتمائهم مها الى العلم وإحترامهم بقدر متساو لأهمية العلم في بناء المجتمع وعملهم معا بجدية ودقة لتوفير مستلزماته . هذا هو السبب الحاسم الذي جعل كثيرا من المواطنين العرب يغادرون الوطن العربي . ولا بد أن نشير الى حقيقة مهمة وهي أن العرب إذا ما تمكنوا من أن يوفروا قدرا أساسيا من مستلزمات توفير الأجواء اللازمة للكفاءات والعلماء العرب الذين غادروا الوطن العربي فإن قسما مهما منهم سيعود الى الوطن وستنتهي أو تقل ظاهرة هجرة العلماء والكفاءات العلمية الى خارج الوطن وسيكون العرب محظوظين بعودة أبنائهم الى الوطن بعد أن يكون البعض منهم قد إطلع وتعلم في مفاصل حيوية لحركة بناء الأمم المتقدمة .
إن التطور العلمي ليس محفوظا أو مصنوعا في مختبر واحد فقط بل هو عبارة عن حلقات متحركة كا منها تكمل الأخرى وتوفر لها مستلزمات التقدم بشكل متبادل فآخر حلقة من حلقات التطور العلمي في أمريكا لا يمكن أن تستغني عن معرفة آخر حلقة من حلقات التطور العلمي في الإتحاد السوفياتي وفي فرنسا ... إلخ . والآن وبعد سياسة الإنفراج الدولي أصبحت هذه الحقيقة تأخذ مدى أوسع بسبب تبادل المعلومات وتبادل الخبرات وبسبب عدم إمكانية الدول المتقدمة أن تصنع طوقا من العزلة المطلقة على معلوماتها والتطور الذي يحصل في بلدانها .
فأبناء أمتنا الموجودون في الكثير من حلقات التطور العلمي المهمة للقسم الكبير من دول العالم والذين يحتلون أماكن متقدمة في مراحل العمل العلمي لدى بعضها مطلعين على خصوصيات وأسرار الكثير من حلقات التطور العلمي ويستطيعون عند عودتهم الى الوطن أن يغنوا وطنهم وأمتهم بحقائق العمل العلمي وبأساليبه المتطورة ويستطيعون أو يستطيع قسم كبير منهم إذا ما أحسن توجيهه ورعايته أن يكيف ما لديه من علم ليتلاءم مع خصوصيتنا الوطنية والقومية فنكون عند ذلك قد إمتلكنا حقائق كثيرة من علم الدول الأخرى . أما فيما يتعلق بالعلم ودوره في القرارات السياسية فإنني لا أتصور أن يكون هنالك قرارا سياسيا بدون أن يتصل بمؤشرات وبحسابات العلم بشكل أو بآخر وأؤيد النظرة التي تفضل بها أحد الإخوان بأن القيادة السياسية يجب أن تستعين برأي الخبراء والعلماء المعنيين وحسب إختصاصهم . وإذا كانت اتلقيادة السياسية قادرة أن تستنتج المؤشرات الأساسية المطلوبة لإتخاذ القرار فهي غير قادرة على أن تستنتج دائما بمعزل عن تحليل ومعلومات الخبراء المعنيين . وإذا كانت قادرة على أن تقرر وأن تستنتج فهي غير قادرة على أن تكون بديلا عن العلماء والخبراء في مجالات إختصاصهم التفصيلي . إن الدور الرئيسي للقيادة ينصب على تحديد وصياغة الأهداف الكبيرة والتي هي أكبر من أن يضعها قطاع معين من خلال إختصاصه فحسب ولكنها غير قادرة على أن تستغني عن التقديرات الميدانية والعلمية للقطاعات المعنية وحسب الإختصاص .
ـــــــــــــ
***حديث الشهيد القائد صدام حسين في الإجتماع التأسيسي لإتحاد مجالس البحث العلمي العربية ببغداد في 28/05/1975
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى