العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي

اذهب الى الأسفل

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي Empty ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الجمعة 21 ديسمبر 2007 - 13:57

حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد البطل صدام حسين





هي مجموعة من اللقاءات التي جمعت بين الصحافية التونسية فاطمة الكرّاي وثلّة من رجال الفكر والسياسة والقانون في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد البطل المناضل صدام حسين وقد تمّ جمع تلك الحوارات بملف خاص نشرته جريدة الشروق التونسية يوم الثلاثاء 18/12/2007 أرجو أن ينال إعجاب القراء وتعمّ الفائدة من نشره كاملا غير منقوص .



عزالدين بن حسين القوطالي
21/12/2007







الجزء الأول : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي







إذا كان مفهوما أن أسأل، وفي هذه الذكرى الاولى لاستشهاد صدّام، شخصيات عرفته ورجالا عرفوه حول «الموقف» من الحدث... و «الموقف» من عملية الاعدام في يوم الحجّ الأكبر، فإن سؤال محاميه العراقي، الاستاذ خليل الدليمي لايمكن الا أن يبدأ بسؤال عن مشاعره وهو الذي عرف رئيس بلاده وهو في الأسر واقترب منه وأمّنه على مذكراته وعلى أسراره، حاول الأستاذ الدليمي وبعد إلحاح شديد من «الشروق» أن يكشف لنا جزءا منها... سألت محدّثي، بعد دردشة عن الذكريات وعن مهمة المحامي الاستثنائي في قضية استثنائية وفي محكمة غير عادية من حيث انعدام قانونيتها، هذه المهمة التي تحمّلها هو وباقي فريق الدفاع عن صدّام ورفاقه... سألته اذن عن شعوره والذكرى الأولى تمتزج مرة أخرى مع عيد الاضحى، فقال وقد لاذ بصمت قصير:
«مشاعري هي مشاعر أي عراقي تجاه هذه المناسبة الاليمة... أنا أستذكر لقاءاتي معه، كان رجلا بطلا، كان رئيسا للعراق وقد انتقل بالعراق من دولة متخلّفة الى دولة متحضرة في مصاف الدول المتقدمة...».
وهنا واصل محدّثي سرد مزايا النظام العراقي الذي أطاح به الاحتلال في مجالات التعليم والصحة والثقافة... ثم واصل الحديث والتذكر: «بعد أن وقع العدوان وأُسر الشهيد رحمه الله، وأثناء توكّلي بهذه المهمة الانسانية (الدفاع عن صدّام) اقتربت من الرجل وأضحت علاقتي به حميمية، علاقة الابن بأبيه والأخ بأخيه الأكبر. كان يثق بي وأنا أعتز بتلك الثقة... أتذكر اليوم هذه المناسبة (التي تغلق السنة فجر غد، اي يوم عيد الاضحى)، أتذكر هذه المناسبة الأليمة، وأنا أنظر الى قوى الشرّ والاحتلال والفرس والصفويين... إنهم اغتالوا العراق باغتيالهم صدّام حسين.
وانطلاقا من كلامه الآنف، حول ثقة صدّام به طلبت من المحامي العراقي الذي كان الأكثر قربا واقترابا من الرئيس الأسير بعضا من أسرار لم يصرّح بها من قبل، وبعد تردد، قال: «كما هو معلوم عندما كنت معه لوحدي كمحام، طوال الفترة الاولى التي مازال فريق الدفاع العربي والدولي لم يلتحق بعد ببغداد، وكان ذلك سنوات 2004 و2005 الى غاية 2006 كان لدى الرئيس اعتقاد ـ وأنا أشاطره الرأي ـ وهوأنه طالما أن الغزاة قاموا بما قاموا به تجاه العراق من قتل وتفتيت للدولة وأسر للقيادة فسوف يقومون بتسميمه في المعتقل سيما وان الاجراءات (في المعتقل) كانت قاسية جدا ومعقدة جدا. فهم لا يسمحون لنا بتداول وثيقة واحدة أو ورقة واحدة... رغم ان هذه الاجراءات التعسفية هي غير قانونية حيث فيها نفي لحقّه كأسير حرب...
سوف أخص قرّاء «الشروق» ببعض من هذه الأسرار التي استأمنني عليها لكي أودعها في كتاب (مذكرات صدّام) فقد قال لي ذات مرة: «يا ولدي، لديّ الكثير من الأمور، يجب أن تُستوضح... ويجب أن تتوضح للتاريخ... عليك يا خليل ان تكتب هذه المذكرات بيدك أنت».
كان يجيب على الأسئلة التي كتبتها بخط يدي، من فترة الثمانينات الى آخر يوم في الاعتقال... وحقيقة الامر ان بعض هذه المعلومات تفاجأت بها وبمحتواها لمّا ذكرها الرئيس الشهيد... كلّفني رحمه الله أن أنشر هذه المعلومات في كتاب، وقد أعطاني عناوين مختلفة لهذا الكتاب، بل أذكر أننا تناقشنا في بعض العناوين لكنه قال لي بأن الاختيار سيكون لي ولدار النشر. لذلك لم يستقرّ على عنوان معين... المذكرات موجودة عندي الان، وفيها مثلا ماهيّة العلاقات العراقية ـ الأمريكية عبر التاريخ، وقد وصفها بأنها علاقات تتميز بشد وجذب وذلك من فترة الثمانينات الى حدود حديثه عنها. فمثلا حسب نظره ليس كل رؤساء الولايات المتحدة سيؤون مثل بوش. فقد صنّف أفضلهم وأسوأهم.
قلت لمحدّّثي وقد اشتدّ بي الطمع في معلومات منفردة : من هو أسوأ رؤساء أمريكا ومن هو أفضلهم، حسب صدّام هل لك أن تذكر لنا اسما من هذا الوادي واسما من ذاك؟ رد بسرعة: «بخصوص أسوأهم وهو بوش الابن، أما أفضلهم فلم أعد أتذكر حقيقة... وقد توخى الرئيس الشهيد هذا التصنيف على ضوء تعامل الادارات الأمريكية المتعاقبة مع العراق... حدّثني كذلك عن موضوع الكويت وكل الملابسات التي أحاطت بالمسألة.
استوضحت الاستاذ الدليمي عن هذا الموقف من مسألة الكويت، فردّ معتذرا: لا أستطيع البوح فيه... لأنني لو قلت معلومة واحدة فسوف تفسّر الأمور تفسيرا آخر...
أما فيما يخص الغزو الأمريكي، وزيارة بريماكوف الاولى والثانية فقد شدد محامي صدّام على أنها حسب الرئيس الشهيد على غاية من الأهمية، وأضاف محدّثي : لقد حدّّثني الرئيس الشهيد عن أسباب سقوط بغداد...
قلت له كيف كان ذلك وما هو موقفه؟ فقد تعددت التحاليل والتفسيرات، لكننا لا نعلم شيئا عن موقف القائد وقيادته وقتها، هنا فهمت ان المحامي خليل الدليمي أراد فقط أن يعطيني عناوين حول فحوى «مذكرات صدّام» لكن دون تفاصيل لكني ألححت بالسؤال مع الشكر سلفا، فرّد بنبرته الهادئة: «لقد حدد السيد الرئيس خمسة عشر (15) سببا أدّّت الى احتلال بغداد من قبل الغزاة الأمريكان... كما تحدّث عن ما يسمى بالمبادرة الاماراتية وكان تعليقه عليها طويلا وفيه نقد لاذع لهذه المبادرة... كما تحدث لي السيد الرئيس عن سير المعارك بين القوات العراقية والقوات الأمريكية الغازية حتى أضمّن ذلك ايضا في كتابه، كما حدّثني عن طريقة تعامل القيادة مع تلك الحرب، وكيف كانت القيادة تتنقل ولماذا؟ وكذلك حدّثني بإطناب عن كيفية وضع القيادة العراقية للخطة العامة وكيف وضعت الخطة لحماية بغداد... كما تحدّث الرئيس وبمعلومات ميدانية أكيدة، عن الفرق بين صمود «أم قصر» والمعارك في بغداد وبمحيط بغداد.
من الأمور التي تحدّّث فيها وقد ضمّنها في كتابه الذي سيرى النور في المستقبل، أنه تحدّث عن بعض الزعماء العرب وقد كان حديثا ايجابيا عن جلّهم... لقد تحدّث الرئيس عن أمور كثيرة متنوعة ودقيقة لا أستحضرها الآن... ان المذكرات التي أودعني إياها هي على أهمية كبيرة وبالغة، تحوي مواضيع حسّّاسة جدا لا أستطيع ان أقولها الآن...
سألت محدثي بطريقة أخرى عن الجيش العراقي وهل ان الرئيس صدّام تحدث عن خيانة في صفوف الجيش، فقال نافيا الأمر بشدة: الجيش العراقي جيش عظيم... لقد كان الرئيس الشهيد يمتدح الجيش العراقي والمقاتلين العرب وفدائيي صدّام وكان يمتدح جيش القدس.
لكن كيف حدّّثك عن أمر «الحفرة» التي نعلم أن صدّام كذّبها، وكيف كان شعوره بعد اعتقاله من قوات الاحتلال وفق وشاية؟ عن هذا السؤال قال المحامي العراقي الذي يعدّ أكثر من التقى صدّام في الأسر من كل فريق هيئة الدفاع التي يترأسها:
«تحدث بكل ألم عن قصة اعتقاله وهنا سوف أسرّك بسرّ لقراء «الشروق» : لقد تم اعتقال الرئيس في محافظة صلاح الدين قضاء الدور، اثر خيانة ووشاية من الذين كان يثق بهم كثيرا... وكان متألما جدا لذلك... كان الألم واضحا عليه، وهو يقصّ علي الحكاية... ولكن بأي حال من الأحوال لم تكن القصة الحقيقية كما صوّّرها الغزاة...
سألت الدليمي عن موقف صدّام من أعضاء قيادته وهل كان مزهوّا بهما، وقد تماسكت وظلت متماسكة، في سابقة أولى في التاريخ، حيث لم تتصدّّع جدرانها أبدا، فقال: «فعلا كان يعتزّ كثيرا برفاقه في الأسر والذين هم خارج الأسر يؤدّّون واجباتهم... يعتزّ بهم الرئيس الشهيد لصمودهم في وجه الاغراءات، فقد حاول الأمريكان مساومة الشهيد طه ياسين رمضان والشهيد برزان التكريتي والسيد طارق عزيز، لكن خاب أملهم وتمسك رفاق صدّام بالمبادئ التي ظلّوا يناضلون من أجلها قبل وبعد الحكم.
كان الرئيس مسرورا لصمود القيادة خارج المعتقل ومسرورا بالجيش العراقي وقد تحول الى مقاومة شرسة في وجه العدوان ومسرور بالمقاومة التي تنازل العدو وتصرّ على طرد المحتل.
كان الرئيس معتزا بنمط حرب العصابات التي يشنّها أبناء العراق على الغزاة، وقد أكد عليها في توصياته، وكان واثقا من أن النصر سوف يكون حاسما... كان يردد أن أمريكا ستخرج من العراق مهزومة وسوف تترك معظم آلياتها العسكرية وأن نتيجة الحرب ستكون وبالا على وضع الولايات المتحدة الأمريكية، فالرئيس يعتقد ان واشنطن لن تتجاسر على أي دولة أخرى بعد خسارتها في العراق.
ثم أضاف محامي صدّام كاشفا أمر الإعدام : لقد كان الرئيس عارفا بأنه سيقاد الى الاعدام، ولو كانت هناك سبل أخرى أقسى من الاعدام لما توانوا في تطبيقها بحقه.
لم يساوره شك في أنه لن يُعدم من الاحتلال الأمريكي وبأيدي أذنابه.
وعن الرسالة الاخيرة التي يتذكرها الأستاذ الدليمي ويذكرها قال: الرسالة الاخيرة كانت من خلال هيئة الدفاع... كانت له عدّة وصايا استطعت تذكر بعضها ومنها وصايا خاصة لا يمكنني أن أذكرها لأن المجال لايسمح...
سألت محدثني سؤالا ذاتيا فقلت، لكن بأي عين تنظر الى يوم الاعدام بعد سنة، بالتقويم الهجري؟ ردّّ مباشرة بعد أن أطلق زفرة طويلة: أنظر لها بعين الحسرة والألم والحزن... الشعور الذي انتابني لحظة الاعدام، وها هو يعاودني قبل ساعات من حلول «العيد» هو نفس الشعور الذي يمكن ان يحس به مواطن يحب رئيس بلاده ويغار على بلاده من الاحتلال، كما امتزج ذلك الشعور بشعور خاص، شعور تجاه صديقي الحميم، صدّام حسين لأنني لم أتوقع ان الامور ستبلغ تلك المرحلة، لي تجاه الرئيس صدّام نظرة انسانية وأخرى نظرة لباني العراق الحديث... لقد خسر العراق انسانا فذّا.. استشهد دفاعا عن بلده وعن أمّّته... ما يؤلمني أكثر في كل هذا، هي النتيجة التي آلت اليها الامور في العراق.. سوف لن يجد العراق في المستقبل المنظور أحدا يقوده بطريقته...
شعب العراق يا سيدتي شعب شجاع ولكنه شعب صعب... يحتاج الى رئيس شديد وقوي وعادل في الآن نفسه. العدو استطاع ان يفتت هذا الشعب رغم قساوة الموقف. أملنا الوحيد ان هذا الشعب سوف يقتدي بكلمات القائد... لقد كان صادقا مع شعبه ومع أمته عصيا على الاحتلال وزمرته. سوف تكون الذكرى وسيرة الرئيس الشهيد، دافعين لرفع الهمّة العالية للمقاتلين المقاومين للاحتلال... أتذكّر الذكرى بكل ألم وأنا أرى هؤلاء الأقزام وقد حوّلوا العراق العظيم الى محافظة ايرانية.
الآن يوجد أكثر من عشرة (10) ملايين عراقي مهجّرين داخل وخارج العراق، والاقزام يتكتّّمون عن الاحصائيات، لقد سرقوا عشرات المليارات من خيرات العراق ومقدرات شعب العراق، هذا الشعب الذي يتضوّع جوعا حيث تنهب ثروته... انهم (أبناء العراق) يفترشون الارض ويلتحفون السماء في البلدان العربية المجاورة...
شكرت محدثي فأصرّّ أن يشكر تونس التي لطالما شكرها له صدّام شعبا وقيادة، مشددا في الاخير: «كلنا أمل بأن تقوم تونس بمنع عرض الفيلم السينمائي «ما بين النهرين» فالشعب العربي ممتعض جدا من ذاك الفيلم» كاشفا النقاب عن ان قضايا سوف ترفع في حق الممثلين العرب الذين يشاركون في هذا الفيلم الذي وصفه بأنه معاد للرئيس وللعراق وللأمة.
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى