العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي

اذهب الى الأسفل

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي Empty ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الجمعة 21 ديسمبر 2007 - 14:12

حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد البطل صدام حسين





هي مجموعة من اللقاءات التي جمعت بين الصحافية التونسية فاطمة الكرّاي وثلّة من رجال الفكر والسياسة والقانون في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد البطل المناضل صدام حسين وقد تمّ جمع تلك الحوارات بملف خاص نشرته جريدة الشروق التونسية يوم الثلاثاء 18/12/2007 أرجو أن ينال إعجاب القراء وتعمّ الفائدة من نشره كاملا غير منقوص .



عزالدين بن حسين القوطالي
21/12/2007






الجزء السادس : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي
قتــل صدّام.. قتـــل للعراق !






هو معارض لصدّام ونظام حكمه طيلة 35 سنة.. لكنه، وما إن ناصب الاستعمار والرجعية العربية وقوى الهيمنة الاقليمية العراق العداء، حتى انبرى مناضلا وطنيا وقوميا وإنسانيا.. يدافع عن الوطن ولايرتضي أن يسيطر الاحتلال على شبر واحد من أرض الوطن.. هو من بين مجموعة الشخصيات المعارضة، التي عاودت الوصل مع الوطن، على أساس جبهوي، ضدّ الاحتلال وضدّ قوى الطّمع والهيمنة.. في هذه الذكرى الأولى لاستشهاد صدّام، يحلو للدكتور الفاضل الربيعي أن يشبّه صدام بوالي العراق داوود باشا الذي انتفض ضدّ الهيمنة العثمانية، سنة 1830 ... وتنبأ الربيعي أن يبكي العراقيون صدام لأكثر من مائة عام على غرار ما قاله مؤرخ بريطاني بعد إعدام التّرك لوالي بغداد من أن العراقيين سيبكون «واليهم» لمائة عام..
في البداية سألته عن رأيه في صدّام وفي الاعدام فقال:
«بداية مهما اختلف المختلفون حول صدام حسين، فإنهم في النهاية سيوافقون على الرأي القائل أنه كان رجل دولة من طراز استثنائي في تاريخ العراق الحديث، ليس من المهم من وجهة نظر التاريخ أن يرتبط بناة الدول بصورة رجال ديمقراطيين أو دكتاتوريين، بل المهم، أن يكونوا قادرين على بناء دول حديثة. ولذلك وبصرف النظر عن الآراء والمواقف بشأن «دكتاتورية» أو «ديمقراطية» صدّام حسين، فإن العراقيين يجمعون على أنه كان باني العراق الحديث.
وهذا وحده يكفي كشهادة يسجلها التاريخ، لصالح الدور الذي لعبه.
وأذكر عبارة شهيرة، لمؤرخ بريطاني عاش في العراق، مطلع القرن الماضي اسمه «لون قريك» في كتابه «أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث» قال فيه تعقيبا على مشهد قتل والي العراق داوود باشا عام 1830، بعد الاجتياح التركي لبغداد، قال: «لقد بكى العراقيون على داوود باشا، ولكنهم سيبكون لمائة عام أخرى عليه» ولذلك غالبا ما يقارن الكثير من المؤرخين بين شخصيتي «داوود باشا» و»صدام حسين». فهذا الوالي الذي تمرّد على مركز الخلافة بالسلطنة العثمانية، واندفع في مشروع التحديث ونقل العراق إلى مصاف الدول الراقية، وهذا ما يشهد به الديبلوماسيون الأوروبيون الذين زاروا بغداد خلال ولايته، هذا الوالي وجد نفسه في مواجهة دامية مع قوى خارجية حطّمت مشروعه لتحديث العراق. وذلك يقال أن داوود باشا هو بمنزلة محمد علي في مصر.. والحال هذه، فإن صدّام حسين، ومرّة أخرى، بصرف النظر عن رأينا في شخصيته، سيرتبط في أذهان العراقيين لمئات السنين، بصورة رجل الدولة الذي وضع العراق في قلب معادلات الشرق الأوسط والعالم، لكن سوء حظ صدام حسين، ولنقل قدره المأساوي أنه نجح في بناء دولة حديثة ولكنه أخفق في بناء مجتمع حديث، لأن مفهومه للدولة الحديثة كان يرتكز إلى فكرة، إنشاء سلطة قوية وجيش قويّ، ولكن من دون عمل جذريّ، على مستوى التحديث في المجتمع...
بكلام آخر، بنى صدّام حسين سلطة عملاقة بأرجل هشة في المجتمع، وكان عليه، لاستكمال هذا المشروع أن يبني ليس مجتمع دولة فقط، بل ان يقوم بعملية تحديث شاملة في المجتمع العراقي. والتحديث يعني، من بين ما يعني، توسيع إطار كلّ أشكال الحرية بما يدفع الأفراد الأحرار إلى الشعور بأنهم أحرار حقّا، وفي مجتمع حرّ. لكن هذا ويا للأسف، لم يحدث، ومع ذلك فإن التاريخ سيتوقف طويلا أمام صدّام حسين ويمعن النظر في مشروعه التاريخي.
ومشروعه التاريخي أن يتجلى ويتجسّد في أبلغ الصور، في حقيقة أنه استلم الحكم ولم يكن في العراق، أي عالم بالمقاييس العالمية. ولكنه حين صعد حبل المشنقة كان قد ترك خلفه جيشا من العلماء.
وهذا ما استهدفه مشروع الغزو بدرجة رئيسية، ان يحطّم حلم صدام حسين وحلم العراقيين، في التحوّل إلى دولة حديثة ترتكز على قاعدة العلم والعلماء، والنّظم الحديثة في الإدارة. وأنا على يقين أن هذا الحلم لن يموت بموت صدّام حسين، وأنه سيحيا في وجدان كلّ العراقيين.
اليوم وعندما يلتفت العراقيون من حولهم، ويرون قطعان القتلة والمجرمين، من قاتلي العلماء ويشاهدون الفوضى والخراب فإنهم سوف يبكون صدام حسين كما بكوا في الماضي على داوود باشا. وربما لمائة عام أخرى.
قلت لمحدثي ما هو شعورك الشخصي تجاه عملية الاعدام، وكيف يكون شعورك غدا، والذكرى الأولى تمرّ، فقال دون تردّد: «شخصيا أشعر أن الفاجعة أكبر من الخيال... وربما أكبر من كلّ تصوّر... وكما يقول العراقيون البسطاء، فقد كان قتل صدام حسين قتلا للعراق.. لقد شعرت أن الرجل الذي صعد إلى المشنقة، لم يكن صدام حسين بل كان العراق نفسه، يصعد المنصّة، ليلتفّ حول رقبته حبل الجلادين...
لقد كنت معارضا لسنوات طويلة، لنظام صدّام، ولكني لم أشعر للحظة واحدة، بأن الصراع ضدّ الدكتاتورية يمكن أن ينتهي بالجلوس في أحضان المحتلين والمجرمين الذين، لفّوا حبل المشنقة على عنق صدام حسين كانوا يقطعون رقبة العراق... ورقبة المشروع التاريخي... الذي جسّده بامتياز صدّام حسين».
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى