العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفاصيل الاتفاق السري بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس

اذهب الى الأسفل

تفاصيل الاتفاق السري بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس Empty تفاصيل الاتفاق السري بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس

مُساهمة من طرف بغداد الإثنين 27 نوفمبر 2006 - 22:34

تفاصيل الاتفاق السري بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس 4159


اسرائيل وحماس: أول اتفاق

بقلم: اليكس فيشمان
المراسل
العسكري للصحيفة


المصدر السياسي


هذا ليس اتفاقا لوقف شامل لاطلاق النار. الاتفاق حتى هذه اللحظة كان حول وقف التراشق. لا يوقفون تهريبات السلاح ولا بناء القوة العسكرية الحمساوية ولا العمليات الاسرائيلية في الضفة. هم يحاولون ببساطة تخفيف حدة النيران وتبريد الأجواء من اجل تفحص امكانية التقدم من هذه النقطة الى الصعود نحو قمة الطريق السياسي العالي. كل شيء واهن وهش، ومن الممكن أن ينهار في أي لحظة.
من داخل محيط العداء الساخن برز عشية يوم السبت طرف كتلة الجليد على شاكلة اتفاق متبادل لوقف تبادل النيران. شكليا هذا يعتبر اتفاقا بين اسرائيل وأبو مازن تم التوصل اليه في ختام عملية مفاوضات تواصلت عدة اسابيع ونضجت عشية يوم السبت. أما من الناحية الفعلية فالاتفاق تم بين اسرائيل وحماس.
بعد اختطاف جلعاد شليط وبعد حرب لبنان وبعد الوصول الى نقطة اللاحل لصواريخ القسام في الاسابيع الأخيرة، وجدت اسرائيل نفسها في وضع أصبحت فيه مستعدة لدراسة الخطة السياسية التي تقترحها عليها حماس. وبالمناسبة، هذه الخطة تشبه تلك التي قدمتها حماس قبل أكثر من خمسة اشهر في اطار محاولاتها للحفاظ على حكمها.
من الناحية الفعلية أمامنا تغير جوهري في السياسة الاسرائيلية تجاه حكومة حماس: من سياسة تنادي بالمجابهة والازالة الى سياسة الاعتراف والتفاوض من البوابة الخلفية. من المشكوك فيه اذا كان المجلس الوزاري قد اتخذ في أي مرة من المرات قرارا بصدد هذا التغيير المستحدث في السياسة. ديوان وزير الدفاع كالعادة كان بين الأطراف التي تمت مراسلتها بهذا الخبر، وعلم بالمسألة في مرحلة معينة.
تخفيض الضغط
وقف تبادل النيران هو كما أسلفنا مجرد طرف للجليد: المرحلة الاولى في الفصل الاول من العملية التي يفترض فيها أن تفضي الى التطبيع في المناطق. تحت سطح المياه تختبيء رزمة تسويات مكونة من اربع لبنات مترابطة مع بعضها البعض. هذه اللبنات يفترض أن تظهر واحدة تلو الاخرى فوق سطح المياه في عملية ستمتد اسابيع طويلة الى اشهر معدودات. هذا بالطبع شريطة أن تتدحرج الخطة وتسير وفق التوقعات.
اللبنة الاولى تتحدث عن إضفاء الاستقرار على الوضع، أي، وقف اطلاق النار وبناء الثقة المتبادلة. منذ خمسة اشهر سابقة كانت حماس قد أوضحت في اطار حديثها عن وقف اطلاق النار مع اسرائيل بأنها ستحتاج الى اسبوعين حتى ثلاثة للتمكن من السيطرة على نيران الفصائل المسلحة الصغيرة من المنشقين من فتح بشتى أشكالهم واللجان الشعبية والجهاد. آلاف العناصر الأمنية الفلسطينية التي انتشرت أمس في مناطق اطلاق صواريخ القسام تعزز بدورها امكانية حاجة حماس الى مدة أقل من الوقت للسيطرة على شركائها في الدرب.
يتبين من محادثات غير رسمية أن الجانب الفلسطيني يتوقع من اسرائيل في المقابل سحب قواتها من غزة والقيام بعدة خطوات ايجابية لافتة من اجل تعزيز الثقة المتبادلة. على سبيل المثال إزالة حواجز وتقليص العمليات العسكرية والاعتقالات في الضفة. اسرائيل تنفذ اليوم في الضفة 130 - 180 عملية اعتقال اسبوعيا. جوهر النشاطات يتمحور ضد نشطاء حماس الذين يحاولون تشكيل قوة عسكرية خاصة في الضفة على غرار ما بُني في القطاع. حماس ستكون مسرورة جدا اذا خفضت اسرائيل الضغط قليلا عن عناصرها مقابل الهدوء في جبهة القسام.
في هذا الاسبوع، بعد تأجيل لمرتين، سيأتي وزير الاستخبارات المصري عمر سليمان الى اسرائيل. هو سيدخل الى مكتب اولمرت وفي جعبته رزمة اللبنات الاربع التي اتفق عليها مع مشعل، ولكنه سيضع على الطاولة في نفس الوقت قائمة من الخطوات الايجابية المطلوبة من اسرائيل.
توزيع الحقائب
الفلسطينيون يتوقعون أن يتم خلال الاسابيع القريبة، خلال فترة إعادة الاستقرار للاوضاع، بأن تطلق اسرائيل، على سبيل المثال، اعضاء برلمان من أتباع حماس الذين كانت قد اعتقلتهم. وهذا سيكون في الواقع اللبنة الثانية: اطلاق سراح اعضاء برلمان ووزراء من حماس.
اللبنة الثالثة: اطلاق سراح جلعاد شليط مقابل سجناء فلسطينيين. خلال الاسابيع الثلاثة الأخيرة - بعد خمسة اشهر تقريبا من المراوحة - طرأ تقدم جوهري على الاتصالات الجارية لاطلاق سراح شليط. أعداد السجناء الذين تطالب بهم حماس ما زالت بعيدة عن تلك التي تقترحها اسرائيل، ولكن السقف والارضية يتقاربان. هناك بداية تقارب ايضا بصدد اجراءات اطلاق سراح السجناء. مع ذلك ليس هناك بعد اتفاق حول الأسماء التي ستظهر في قائمة السجناء المحررين وحول الجهة المسؤولة عن تشكيل القائمة.
قضية السجناء قد تذهب في مهب الريح مرة اخرى اذا طلبت اسرائيل إبراز عملية التبادل كبادرة ايجابية منها تجاه أبو مازن بهدف تعزيز مكانته في الشارع الفلسطيني. حماس ليست معنية بالمرة بمنح هذا الانجاز لأبو مازن.
بعد استكمال قضية شليط يفترض أن تصل الأطراف الى اللبنة الرابعة: تشكيل حكومة الوحدة أو "حكومة الخبراء" الفلسطينية. الجائزة الكبرى لحماس ليست فقط استمرارية حكمها من خلال البرلمان الحمساوي ووجود اغلبية وزارية لها في الحكومة، وانما ايضا فتح صنابير الاموال التي ستتيح لها المجال للبرهنة أمام أعين العالم أجمع بأنها قادرة على السيطرة والامساك بزمام الأمور. هذه هي مصلحة حماس العليا اليوم: الحصول على الشرعية لحكمها.
حماس وفتح قد اتفقتا في الواقع حول عدد الحقائب الموزعة بينهما. ما زال هناك خلاف بعد حول عدة حقائب: الخارجية والاعلام المعدتان لفتح والتربية والتعليم والرفاه المعدتان لحماس. الخلاف حول هذه الحقائب شخصي: من هم الاشخاص الذين سيشغلون هذه الحقائب. أما الحقيبة الخامسة فهناك اختلاف جوهري بين فتح وحماس حولها، وهي حقيبة الداخلية التي تسيطر على القوات الأمنية. حماس ليست مستعدة للتنازل عن السيطرة على حقيبة الداخلية، أي أنها غير مستعدة للتنازل عن السيطرة التي تتيح لها بناء قوتها العسكرية وتعاظمها.
شكوك في اوساط الجيش الاسرائيلي
عندما تُطرح قضية ايقاف تهريبات الاسلحة، تطرح حماس صيغة مفادها: اذا كان علينا التنازل عن خيار المجابهة العنيفة في المستقبل - فنحن نريد التأكد من أن اسرائيل ستتنازل عن هذا الخيار ايضا. أي أن حماس ليست معنية بالمرة بايقاف عمليات التهريب. وقف اطلاق النار سيوفر الهواء لازدياد وتعاظم قوة حماس.
خلال المداولات التي جرت أمس في ديوان وزير الدفاع، طرحت الاوساط الأمنية خشيتها من استمرار تعاظم قوة حماس وعمليات تهريب السلاح في ظل وقف اطلاق النار. المستوى السياسي رد على الخبراء العسكريين في هذه المسألة: أولم تكن هناك تهريبات عندما لم يكن هناك وقف لاطلاق النار؟.
في الاسبوع الماضي، بعد أن اتضح أن اللبنات الاربع المذكورة مقبولة على حماس واسرائيل، دعا المصريون خالد مشعل الى القاهرة. حتى تلك اللحظة كان مشعل يطلب القدوم والمصريون يرفضون، وما أن اتضح أنه سيقف من وراء هذه التفاهمات، حصل على ضوء اخضر للقدوم واقتطاف لقب من لا تتزحزح أي مسألة من دونه.
حينئذ فقط، عشية يوم السبت، وعندما أعطى خالد مشعل لأتباعه في غزة ضوءا أخضر من القاهرة للبدء في تنفيذ اللبنة الاولى في الاتفاق، قام أبو مازن بالاتفاق حول القضية مع اولمرت.
ديوان وزير الدفاع كان شريكا ثانويا جدا في هذه الخطوة السياسية - الأمنية الجوهرية التي تبلورت في الاسابيع الأخيرة وأدت الى وقف اطلاق النار. وعندما يكون
وزير الدفاع ضعيفا ينعكس ذلك على درجة تأثير الجيش على المجريات. في صفوف الجيش تسود شكوك كبيرة بصدد وقف اطلاق النار والعملية برمتها. عشية يوم السبت كان الجيش الاسرائيلي جاهزا لشن عملية عسكرية أوسع نطاقا في القطاع، ومع ذلك لم يتم بعد القاء رزمة الأوامر بالهجمات في سلة المهملات. القوات التي انتشرت داخل القطاع خرجت منه وهي في حالة انتظار.
أطراف أمنية رفيعة تكرر من ناحيتها شعارها: "الهدنة" على طريقة حماس تفضي الى لبنان ثانٍ في غزة. موافقة حماس على وقف اطلاق النار حسب قولهم نبعت من الضغوط العسكرية الفعالة التي يمارسها الجيش الاسرائيلي، ومن الخوف من تصفية قادتها الكبار ومن ضغوط الشارع الفلسطيني الذي مل هذا الوضع. في جهاز الدفاع لا يعتقدون أن هذه الخطوة ستصمد على المدى الزمني، ولا يعتقدون بأن حكومة الوحدة الفتحاوية - الحمساوية ستقوم وأن اسرائيل انما تصب في مصلحتهم فقط. وقف اطلاق النار، سواء كان قصيرا أو طويلا، يمد حماس بالهواء الذي تحتاجه حسب رأيهم.

بغداد
مقاوم متابع
مقاوم متابع

انثى
عدد الرسائل : 20
العمر : 49
تاريخ التسجيل : 04/11/2006

http://alrafdean.org/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى