مراحل الهزيمة : في أي مرحلة الجيش الامريكي الان ؟

منقول عن دورية العراق

يصف الكاتب مراحل هزيمة الجيش الامريكي بأنها اربع 1- هل ننسحب ؟ 2-متى ننسحب ؟ 3- لماذا ليس الان ؟ 4- اترك واهرب . ويقول ان قوات الاحتلال الان في المرحلة قبل الاخيرة .

لن يمر وقت طويل حتى تبدأ اول حادثة من حوادث "قتل الآمر" تصل من العراق
(بقد بدأت فعلا منذ العام الماضي حيث قتل احد الجنود ضابطين)

والمصطلح مقتبس من حرب الفيتنام وهو يحدث حين تنحدر معنويات الجنود الى الحضيض حين يدركون انهم يخاطرون بحياتهم من اجل حرب خاسرة لايؤيدها الشعب الامريكي .

في فيتنام اصبح قتل الضباط الاعلى شائعا حيث كان الجنود يضربون او يقتلون آمريهم لئلا يجبرونهم على الطلوع في مأموريات خطرة .

في العراق حيث ان معظم الجنود هم اما محترفون او متطوعون فسيكون "قتل الآمر" نادرا .

ولكن الاحساس بتدهور المعنويات والضياع سوف يخرب تدريجيا انضباط الجنود ورغبتهم في المخاطرة بحياتهم من اجل قضية خاسرة .

ان قضية الانسحاب الامريكي من العراق قد عبر مرحلة "هل " الى "متى" .

وهذه النقلة الحاسمة صنعها نصر الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية.

الاحتمال موجود الان بان المرحلة القادمة سوف تأتي باسرع من تصور اي شخص. وهذه المرحلة هي مرحلة "لماذا ليس الان "وبعد ذلك ستتبقى مرحلة واحدة فقط وهي "اترك واهرب".

والان مرحلة "لماذا ليس الان؟" تتخذ شكلها . والتعليقات من اليمين الديمقراطي بعد فوزهم الكاسح في مجلسي الشيوخ والنواب كانت حذرة نوعا ما ، تكلموا في معظم تعليقاتهم حول قضايا داخلية بحتة مثل الحاجة الى زيادة الحدالادنى للاجور.

وفي خلال عطلة الاسبوع ، حدث تغير مهم في وجهات النظر . لقد بدا الديمقراطيون وكأنهم يتقبلون الان ان السياسة الامريكية احادية القضية .. وتلك القضية هي العراق.

في حوارات اللتفزيون يوم الاحد ظهر ثلاثة ديمقراطيين كبار - القائد القادم للاغلبية في الشيوخ و رئيسان قادمان للجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ - واعلن الثلاثة ان الحصول على موافقة على انسحابات مهمة تبدأ في اوائل السنة القادمة هي اولوية لهم .

هذه النقلة من قبل قيادة الكونغرس الديمقراطي سوف تؤثر على اختيار المرشح الديمقراطي لسباق رئاسة 2008 الذي سوف يبدأ السنة القادمة.

والمستفيدون سيكونون المرشحين المناهضين للحرب مثل السناتور باراك اوباما الذي اصبح كتابه "جرأة الامل" من اكثر الكتب مبيعا . اما اولئك الذين مازالوا يؤيدون الحرب مثل هلاري كلنتون ورغم انها مازالت في المقدمة ولكنها هي وامثالها قد يجدون انفسهم في منافسة شديدة.

وفي نفس الوقت الذي يزداد تعنت الدمقراطيين حول العراق يبدو البيت الابيض اكثر نعومة.

في ليلة الانتخاب في الاسبوع الماضي وفي حين اعلن الرئيس بوش استقالة رامسفيلد اعلن في نفس الوقت ان لا بديل عن "النصر" في العراق.

ولكن في عطلة الاسبوع قال رئيس موظفي البيت الابيض جوشوا بولتون "نرغب في الحديث حول اي شيء " حتى وهو يصف ان تحديد موعد ثابت للانسحاب سيكون "كارثة حقيقية للشعب العراقي".

(وكأن الاحتلال وما تبعه لم يكن كارثة حقيقية)

في الواقع انه من المحتمل جدا ان بولتون مصيب تماما حول آثار اي جدولة للانسحاب.

سوف يقرأها المتمردون على انها اعتراف بالهزيمة وسوف تتقوض سلطة وتأثير امريكا في العراق بسرعة .

ويمكن ان يكون النتيجة حرب اهلية واسعة النطاق وعنف طائفي جامح . ولكن في نفس الوقت من المحتمل ايضا انه لم يعد هناك بديل آخر.

لقد وصل الامريكان العاديون الى نقطة الامتناع عن تأييد الحرب التي تكلفهم ارواحا واموالا وقد اصبحت بلا معنى الان حين تلاشى آخر مبرر لها - وهو أمل احلال ديمقراطية في العراق.

وبداية عملية قتل الضباط الاعلى سوف تؤرخ للحظة توقف الجيش نفسه عن مساندة الحرب.

وهذا يحدث حين يسود الاحساس لدى الجيش الامريكي الكفوء والفخور انه يخاطر بتدميره في حرب تستمر بدون اي هدف ، بالضبط كما حدث في فيتنام .

ان مرحلة "اترك واهرب" لم تصل بعد ولكنها قريبة جدا .

وياللمفارقة .. الشعب الوحيد القادر على منع تدمير الجيش الامريكي هم العراقيون انفسهم .. لقد اصبح الامريكان رهائن لديهم .

* ريتشارد جوين

تورنتوستار 14/11/2006

مراحل الهزيمة : في أي مرحلة الجيش الامريكي الان ؟ Trans