العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فقيد البعث والنضال الوطني : منصور الأطرش

اذهب الى الأسفل

فقيد البعث والنضال الوطني : منصور الأطرش Empty فقيد البعث والنضال الوطني : منصور الأطرش

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الإثنين 8 أكتوبر 2007 - 19:03

منصور الأطرش الوطنية الصعبة



بين كل الألقاب الرسمية والحزبية والشعبية الرفيعة التي حظي بها منصور سلطان الاطرش كان لقب «مزارع» الأحب الى قلبه، يدونه الى جانب اسمه في كل مؤتمر او ندوة او اجتماع يحضره. اما مزرعته في جوار بلدته «القرّية» في جبل العرب فقد تعلّق بها في السنوات الاخيرة الى درجة انه اوصى ان يدفن فيها بعد رحيله، حتى قال بعض اصدقائه انه اراد ان يجعل من مزرعته وطناً بعد ان جعل الكثير من الساسة في بلاد العرب اوطانهم مزارع لهم.

«للباشا»، كما يحب المقربون ان ينادوه، في تأكيد على علاقة أبي ثائر بوالده سلطان باشا، صفات جميلة لكن ابرزها هي التواضع المعبر عن ثقة كبيرة بالنفس، بالبيت الذي ولد فيه، بالبيئة التي احتضنته، بالأمة التي جنّد نفسه وكرّس حياته لحمل «رسالتها الخالدة»، بالمناصب التي ترّفع عنها بسبب مبادئه، وبالمواقع التي رفعها حين تبوأها.
حين بدأ الحصار على العراق واشتد، وكان الخلاف بين دمشق وبغداد ما زال على أشده، رأى منصور الاطرش وحفنة من رفاقه ان يقوموا بعمل ما من اجل العراق داخل سوريا، فأسسوا ـ وسط دهشة كثيرين ـ اللجنة الشعبية السورية لفك الحصار عن العراق ـ التي تحّولت بعد احتلال العراق الى «تجمع لجان نصرة العراق» بعد ان عمت لجانها كل أرجاء سوريا في اول مبادرة جادة لقيام عمل أهلي مستقل عن الواقع الرسمي في سوريا ولكن دون ممانعة من هذا الواقع.
بعد تشكيل تلك اللجنة وعن مستقبلها ودورها، ضحك الباشا، وهو الممتلئ ظرفاً ودماثة وذكاء، وقال: «يبدو اننا بدأنا حياتنا النضالية ونحن عاملون في لجان نصرة العراق (لجان تأسست في سوريا عقب ثورة رشيد عالي الكيلاني العام 1941 لنصرة الثورة العراقية ضد المستعمر البريطاني والتي اعتبرها كثيرون النواة الشعبية لحزب البعث الذي تأسس رسمياً في نيسان 1947 وكان منصور الأطرش من المؤسسين)، ويبدو اننا سنغادر هذه الدنيا ونحن نعمل في لجان نصرة العراق».

طبعاً لم يكن العراق وحده شاغل ابي ثائر ورفاقه، بل كانت ايضاً الانتفاضة الشعبية الفلسطينية حيث كان من مؤسسي لجان دعمها في سوريا، وكذلك المقاومة اللبنانية التي طالما كان منصور يعتز ان الذي اشعل فتيل الثورة السورية الكبرى العام ,1925 هو ان الفرنسيين الذين كانوا يطاردون المقاوم الجنوبي العاملي الشهيد ادهم خنجر الذي لجأ الى بيت سلطان باشا الاطرش في «القرية» قاموا باقتحام المنزل لاعتقال خنجر في غياب صاحب البيت ودون مراعاة حرمته، فلما علم سلطان باشا بالامر احرق «البيت» الذي لم يحم المحتمي به، واشعل الثورة في بادرة تكشف عن عمق العلاقة بين الوطنية والشهامة، بين جبل العرب في سوريا وجبل عامل في لبنان.

هموم الامة على كثرتها لم تصرف منصور الاطرش، وهو القومي العربي الديموقراطي عن الدعوة الى المشاركة والتطور الديمقراطي خصوصاً وانه شارك بفعالية في الحياة السياسية السورية، فانتخب نائباً اكثر من مرة، ورفض الوزارة حيث عين وزيراً في عهد الانفصال العام ,1961 ثم قبلها بعد ثورة 8 آذار الوحدوية العام ,1963 وكانت له مواقف نقدية واضحة داخل تجربته البعثية ادخلته السجن لعام ونصف العام في اواسط الستينات .

كانت «الوطنية الصعبة»، بل «العروبة الصعبة»، هي التي اختارها ابو ثائر نهجاً لحياته، فأسيء فهمه من هذا الطرف او ذاك، فغضب البعض لان منصور الاطرش لم يقتنع بأن مقاومة التهديدات والضغوط الاستعمارية لا تحول دون اعتماد نهج الانفتاح وتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية، وغضب البعض الآخر لأن أبا ثائر رفض دوماً ان تكون دعاوى الديموقراطية والاصلاح السياسي مبرراً للجوء الى الخارج والاستقواء به على وطنه او السكوت عن مؤامراته.

أهمية منصور الاطرش انه بقي، كالكثير من ابناء جيله، الصديق الصدوق للجميع حتى النفس الاخير .. رحمه الله. لهذا لا عجب ان تجتمع اليوم في وداعه شخصيات من كل ألوان الطيف السياسي السوري والعربي، داخل الحكم وخارجه فهو الجامع يوم وداعه بين من كان يطمح الى جمعه طيلة حياته.

عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى