العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المفكر ناجي علوش

اذهب الى الأسفل

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المفكر ناجي علوش Empty ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المفكر ناجي علوش

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الجمعة 21 ديسمبر 2007 - 14:01

حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد البطل صدام حسين





هي مجموعة من اللقاءات التي جمعت بين الصحافية التونسية فاطمة الكرّاي وثلّة من رجال الفكر والسياسة والقانون في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد البطل المناضل صدام حسين وقد تمّ جمع تلك الحوارات بملف خاص نشرته جريدة الشروق التونسية يوم الثلاثاء 18/12/2007 أرجو أن ينال إعجاب القراء وتعمّ الفائدة من نشره كاملا غير منقوص .



عزالدين بن حسين القوطالي
21/12/2007






الجزء الثاني : حوار مع المناضل الفلسطيني ناجي علوش
اعدام صدّام يوم العيد، تعمّد أمريكي لإهانة كلّ العرب!






كان صديقا لصدّام.. وكان على اختلاف سياسي وحزبي طفيف مع حزب البعث.. تحدث بإيجابية عن التجربة العراقية، وهو كلّما يستذكر العراق وصدّام حسين، «ينهال» على أعدائه ومن ناصبوا مشروعه (صدّام) العداء، بعصا النّقد.. عصا يضرب بها الاحتلال في فلسطين وفي العراق وينهال بها على أعداء الأمة من الأجوار والأبعاد..
المناضل الفلسطيني العربي ناجي علّوش، منظّر ومؤسّس حركة الماركسيين العرب، طلبت منه أن يشارك في هذا الملف، فقبل برحابة صدره المعهودة، ولما استهللت اللقاء بسؤال عن صدام حسين في الذكرى الأولى لاستشهاده، قال في ردّ عفوي وبأفكار منظمة: «إنّي أعتقد اعتقادا جازما أن الرئيس صدّام ظُلم كثيرا في حياته وظُلم بعد استشهاده.. فخلال حياته استطاعت الدعاية الايرانية أن تجيّش الكثيرين.. ولقد استهشد وهذه الاتهامات الباطلة تحوم حوله.. إنّ صدام قائد قومي ولقد ترك أمرين يذكران له في التاريخ: الحرب العراقية ـ الايرانية لصدّ النفوذ الايراني الذي نراه حاليا، والثورة القائمة حاليا وهي من أكبر الثورات ضد الامبريالية الأمريكية، كما أن الحرب التي يشوّهها المشوّهون، أدّت الى نتائج كبيرة، كان يبني ويعي ما يبني، أذكر مرة كنا في زيارة له (صدّام) وكان الحاضرون يتحدّثون عن المخاطر التي تحيق بالأمة نتيجة «الثورة الايرانية» والعدو الصهيوني، فقال: لا تخافوا إننا نبني جيشا مؤلّفا من مليوني جندي لحماية العراق والأمّة العربية. ولقد بيّن هذا الجيش الذي رأيناه في الحرب العراقية ـ الايرانية، لا يردّ العدوان فقط، يردّ بالهزيمة على العدو. كان الرئيس صدّام يعتقد أنه يبني في العراق قاعدة للأمة من العراق.. من قوات مسلّحة الى علماء.. وكان يعتقد أن تطوير الجيش وبناءه على أسس حديثة سيكون عاملا كبيرا لبناء دولة حديثة، قادرة على أن تقود التصنيع والثقافة والتقدّم الى الأمام، وأن تكون القاطرة التي تجرّ المنطقة العربية والعالم الثالث ـ كان صدّام، يبني والذين يهاجمونه لا يدرسو ن ماذا فعل في الثقافة، ولا أقول عن وزارة الثقافة التي كانت تنشر الكتب القيّمة والترجمة، بل أتحدث على مستوى الجامعات ومستوى الدراسة فيها، كانت جامعات مفتوحة لا للعراقيين فقط للوطنيين العرب كذلك.
أعتقد أنه وبعد عام من استشهاده، لا نستطيع أن نفي الرجل حقّه أو حقّ تجربته، فذلك بحاجة الى دراسة موثقة لدراسة تطوّر الصناعة والزراعة، ومما لم يعلن من برامج علمية.. لكن الذين عاشوا في العراق، يعرفونه بالأرقام والدلائل.
وقد كانت لي الفرصة أن أزور مصانع كبرى، وأن أرى الطرق التي شقّت والقنوات التي حفرت، والنّهر الذي شقّ بغداد نحو شطّ العرب، كلّ ذلك يغطَّى عليه ولا يقع الحديث عليه ولا يتحدث عنه المتحدّثون..
كان صدّام يرى، أن بناء جيش قوي مثقف ومصنّع سيقود الى تعزيز القوة الشعبية، والتأمين لحياة جديدة خالية من القمع والسطوة والعنجهية.
واصلت سؤال محدّثي عن نقاط أخرى، يعرّف بها صدّام الذي يعرفه جيدا، فأضاف: «إن الرئيس صدّام كان يلتقي بقواعد الحزب ويُلقي عليهم محاضرات استراتيجية مهمة حان لي أن أقرأ بعضها، لأن «دار الطليعة» للنشر كانت تطبعها.. كان «صدّام» يتحدّث حديث الاستراتيجي المناضل، لا الدّاعي.. قرأت له مرّة خطابا، في قمّة «الاتحاد العربي» الذي جمع مصر والأردن والعراق واليمن، وكان ذلك عندما سقط الاتحاد السوفياتي قال: «الآن يمكن للعرب أن يتقدّموا ويبنوا ويكونوا طرفا في المنطقة» ولم يجد هذا المقترح نتيجة ولم يفض إليها.. لقد انفرط «الاتحاد» عوض أن يتوطّد للقيام بمهام جديدة عربيا.
إن الذكرى الأولى لاستشهاد صدّام القائد بحاجة الى دراسات تجمع المعلومات عن التطور الاقتصادي والاجتماعي الفكري وتطوّر الجيش وفكرة انتاج الذرّة، وتطوّر الأبحاث في هذه المجالات، ورغم أن الأمريكان لم يستطيعوا أن يجدوا أثرا لذلك، لكن هذا لا ينفي محاولات العراق الجدية في ذلك الأمر، إذ لم يكن الاتهام الأمريكي بلا أسس، لأن العملاء الذين ادّعوا أنهم معارضة، كانوا ينقلون الى سادتهم الأمريكان، كلّ ما حصلوا عليه من معلومات. وكان بعضهم قادرا على الاطلاع على ما يخيف الأمريكان في العراق.
هولاء الذين عملوا كعملاء، عوض أن يكونوا معارضة داخلية، استغلوا كعملاء للمصالح الأمريكية، وقد أثبتت التجربة أنهم عملاء ولا يحظون بشعبية تُذكر. والدليل بأن المقاومة ضد الاحتلال قامت من بين صفوف حزب البعث وليس من قوى المعارضة. فهي «معارضة» تعمل من أجل خدمة المخطط الأمريكي في العراق بدلا من أن تقوم بمجهود لإخراج القوات المحتلة.. إن هذه المقاومة الباسلة التي نراها تتطور بحسب عدد القتلى الأمريكان، الذي يزداد ونصب الكمائن للدوريات الأمريكية، حتى أضحت لا تستطيع أن تدور في مناطق العراق، هي العنوان الكفيل بالتدليل على مشروع صدّام.. المقاومة العراقية تفعل ما لم تصل إليه حروب العصابات في حركات تحرّر ومقاومات أخرى.
المقاومة العراقية، تعمد الى اسقاط الطّوّافات، وهي أكبر عقدة في العمل المضادّ للاحتلال.. إننا نرى أن هذا الخطّ القومي الذي كان يقود العراق ويسعى لأن يكون خطا عربيا يقود جماهير كبرى، إن هذا الخط يستحق أن نتمسّك به، وأن نعتزّ بقائده الذي استشهد من أجله وأجل العرب ومن أجل هزيمة كل أشكال الاحتلال والعدوان في الوطن العربي..
إنني آسف أن صحّتي لا تسمح لي لأذهب الى العراق، للمشاركة في المقاومة، أو الحصول على المعلومات الكافية للموضوع. أعتقد أن الوفاء لهذه التجربة هي من أكبر مهمّات القوميين من أجل أن تكون للأمة قيادتها وأن يكون لها خطّها.
سألت المفكّر ناجي علّوش، عن احساسه الشخصي لحظة اعدام صدّام، في مثل فجر الغد من السنة الفارطة.. السّنة الهجرية طبعا، أي يوم العيد، فقال بعد صمت لبرهة: «أحسست بإهانة كبرى، كيف أنّهم اختاروا يوما عظيما.. يوم الحجّ الأكبر، يوم عيد الاضحى ليكون يوم إعدام الرئيس القائد صدّام حسين.. إنني أحسست أنهم (المحتلون الأمريكان) يتعمّدون إهانة كلّ منّا، وإهانة التاريخ العربي المشرق من فجر الاسلام الى الآن.. إنهم يختارون الأساليب ليهينوننا لبسالتنا وشجاعتنا المعروفة عنّا كأمّة. لقد أحسّ بهذه المعاني كلّ عربي، لكنها يجب أن تعلّمنا كيف نطردهم من العراق ونمنع العدو الصهيوني من أن يؤسّس لهم قاعدة في المشرق العربي تتقصّد إيذاء العرب. الامبريالية والصهيونية طرف واحد، وعدو واحد وقيادة واحدة.
انتهى الحوار مع المفكّر ناجي علّوش، وعلى وقع كلماته وتوصيفه، جالت خاطري مقارنة، لا أدري ان كانت جائزة أم لا، على كلّ هي اقتحمت مخيّلتي، مقارنة بين ناجي علّوش المسيحي العربي وأولئك «المسلمين» الذين رقصوا يوم عيد الاضحى ومثّلوا بجثة الشهيد.. والموقف يختزل كل التناقضات التي تشقّ صدر الأمّة لتؤرّقه..
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى