حدث هذا في أمريكا الحمار يرفس فيل أبرهة البوشي

التهامي الشامي

قال لي صاحبي وهو يحاورني: أرأيت كيف رفس الحمار الفيل الذي ملأ الغاب ظلما وجورا, وطغى وبغى, وقال أنا فيلكم الأعلى, فقعوا لي ساجدين ؟
قلت: عن أي حمار تتحدث, إن الحمير تشابه علينا ؟ وعن أي فيل فالفيلة ألقت بكلكلها على صدورنا, فكتمت أنفاسنا ؟
قال : أقصد الحمار ( الديمقراطي ) الذي أدخل المستحمرين غابة ديمقراطيته, وبقى يتفرج عليهم من الخارج, فانطلت عليهم سياسة الاستحمار, واقتنعوا بأنها تساوي بين الحمار والمستحمر.
أما الفيل ( أبو زلومة ) فهو الفيل ( الجمهوري ) البوشي الذي شاع وداع جرمه داخل التاريخ وخارجه, لا يرتضي نسبا إلا للفصيلة المفترسة ( المستفيلون الجدد ) الذين يحملون بشارة قانون التفوق العنصري ( سوبر فيل )لفرض الهيمنة التامة والمطلقة على الغاب.
قلت: ولما رفس الحمار الفيل, مادام الغاب ملك يمينهما ؟
قال : انزعج الحمار , ونهق نهقة تحسر واسى لما لقاه من قلة وفاء المستفيلين الجدد, بسبب تفريطهم في إشراك ومشاركة الحمير في المغنم دون المأتم , فنهق نهقة غضب , وأقسم بأغلظ العصي, وبشرف بردعته بأنه اشتاق كعادته للرفس والعض والطرح, لتزداد الحماقات , وتتفاقم الأضرار.
قلت : أإلى هذا الحد اضمحل وذاب غباء الحمار , وأزاح عنه النعوت المقرفة ؟
قال لا تنس أو تتناسى بان الحمار هو أذكى غبي , وأغبى ذكي, لذا لما انتابته نعرة تداول صولة وصولجان الغاب, تنمرد, واستعجل لعبة الفوات ليوهم المستحمرين بان رفسه لفيل أبرهة البوشي فأل خير, أما لب الحقيقة و حسب العارفين بالرفس والد عس, فنهقته ما هي إلا حبكة هوليودية لمدارة عيوب الفيل والمستفيلين, لأنهم أصيبوا باهتراء أدمغتهم, فبدؤوا يلعبون على المكشوف, أحب من أحب وكره من كره. ولما أحس الحمار بان الفيل البوشي ضل وما اهتدى, وهاج وما استكن, وعربدة وما صحا, وأوشك (البيت المخروب ) قبلة المستحمرين أن ينكشف زور وبهتان سدنته. مارس حقه الحماري, فرفس الفيل رفسة شبه قاضية, ثم أوقف أذنيه ليرسم شارة النصر (لأنه لا يملك سبابة ووسطى ), وخطب في الحمير والفيلة قائلا : أما بعد فلا يؤاخذني احد في عقل أو رأي أو دين أو سياسة , وخذوا عني قوة وعنف الرفس, فهو انفع وأجدر من دعس الفيل.
قلت الم تر بأننا نذكر الحمار , ولم نرفق اسمه ب ( حشاكم ) ؟
قال ذكرها المستحمرون قبل أن تسود اللحظات الأليمة التي بلغت درجة اللاعودة, فأصبحت الآن حكرا عليهم, لأنهم أدركوا , واستيقنوا بان لن ترضى عنهم الحمير, ولا الفيلة حتى يتبعوا نهيقهم وتهيمهم .