العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوارين في حوار

اذهب الى الأسفل

ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوارين في حوار Empty ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوارين في حوار

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الجمعة 21 ديسمبر 2007 - 14:07

حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد البطل صدام حسين





هي مجموعة من اللقاءات التي جمعت بين الصحافية التونسية فاطمة الكرّاي وثلّة من رجال الفكر والسياسة والقانون في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد البطل المناضل صدام حسين وقد تمّ جمع تلك الحوارات بملف خاص نشرته جريدة الشروق التونسية يوم الثلاثاء 18/12/2007 أرجو أن ينال إعجاب القراء وتعمّ الفائدة من نشره كاملا غير منقوص .



عزالدين بن حسين القوطالي
21/12/2007






الجزء الرابع: حوار مع الباحث العراقي د. نزار السامرّائي ووزير الخارجية التونسي الأسبق الطاهر بلخوجة






-1/ الدكتور نزار السامرائي




استبدل الحزن على رئيسه بالموقف الشجاع الذي لا يحيد عن الخط الذي وشّح الرسم البياني لمشروع صدّام... الدكتور نزار السامرائي الخبير الاعلامي العراقي عرف صدّام الرئيس وصدّام القائد عن قرب... سألته عن الشخصية التي عرفها وهو مسؤول بالاذاعة والتلفزيون العراقي يعلّق على الأخبار ويرتدي عباءة الخط السياسي النضالي في العراق زمن الثورة...
بادر بالجواب وفيه قصة ودون أن يأخذ برهة للتفكير قال:
«على خلاف ما يقال عنه إنه رجل مستبد ويتخذ القرارات بصفة منفردة، فإني امتلك تجربة خاصة في التعامل مع هذا الرجل. كنت أحضر اجتماعات أسبوعية مع الرئيس الراحل رحمه الله، في مكتب الثقافة والاعلام القومي، وكان يستمع أكثر مما يتحدّث ويستمع الى الجميع. ويعتبر كل رأي، مهما كان الموقف الوظيفي مهمّا جدا في رسم السياسة العليا للدولة. أذكر في هذا المجال حادثة في 1974 قبل القمة العربية السابقة بالرباط حيث استفتى جميع الحاضرين في اجتماع حول ما اذا كان العراق سيشارك او لا يشارك لأن العراق كان الى ذاك الوقت يقاطع مؤتمرات القمة. وأذكر أنه وجّه حديثه اليّ بشكل مباشر فسألني: «هل ترى أن نشارك في المؤتمر أم لا؟ وحينما أجبت أنه يجب علينا ان نشارك لأننا غادرنا موقع الخوف من الآخرين، وأصبحنا نحن الذين نؤثر فيهم، وبعد حديث قال: شكرا. ووجّه حديثه نحو شخص آخر، وقد كنت مديرا معلّقا سياسيا في الاذاعة والتلفزيون بالعراق.
وجّه حديثه نحو شخص آخر،اذن ليستطلع آراء الآخرين... قال الشخص الآخر، إن مؤتمرات القمة العربية وعاء للخيانة، وأن من يحضرها يرتكب خيانة بحق القضايا العربية. فوجه له الشكر على حديثه هذا أيضا. فأصبح الحضور في حيرة من أمرهم... لأن الرئيس صدّام حسين ـ رحمه الله ـ وجه «شكرا» لم قال نحضر، ووجه «شكرا» لمن قال ان من يحضر خائن! وبعد حوارات طويلة، بدأ بمناقشة كل رأي على حده... قال موجها حديثه اليّ شخصيا، حينما قُلت «يجب» فقد اختزلت رأي الآخرين، و كان ينبغي ان تقول: «من الافضل ان نحضر» أو «من الخير لنا وللأمة أن نحضر».
لا أن تحلّ محلّ القيادة العراقية وتقول «يجب» لأن هذه الكلمة فيها الزام قوي واختزال للآخرين، او الغاء لدورهم. من هذه الحادثة أستطيع ان أجزم دون تردد بأن الرجل كان يمتلك قابلية الاصغاء، على نحو لم أعهده حتى من المسؤولين الذين هم أقل منه موقعا.
كان صدّام يشبع القضايا بحثا ودراسة قبل اتخاذ القرار. كان يستطلع آراء الجميع ولكنه حينما يركن الى رأي فيه أغلبية للآراء، يعتمد على الآية الكريمة: {فإذا عزمت فتوكل على الله}.
هنا سألت محدثي الذي يعيش الآن خارج وطنه المحتل، عن صورة الاعدام وكيف يراها كإعلامي وكإنسان عراقي عمل مع صدّام طويلا، فقال وقد تخلل السؤال والجواب لحظة صمت: «في واقع الحال رأيت الفلم الذي تم تصويره، وحلّقتُ مع الرجولة التي كانت تمشي بخطوات واثقة وهي تتجه الى الله. لقد جسّد الرئيس صدّام معاني الرجولة والشجاعة. موقفه أمام حبل المشنقة اختزل كل ما قرأنا وسمعنا من قصص البطولة العربية. لقد كان الجلاّدون مرتاعين وكان شامخا... كان الخوف مرتسما على وجوههم، وكان «أودا» بأتم معنى الكلمة... واقفا على رجلين فارتعدت أرجلهم، وثبُتت رجلاه... مع ثقل القيود التي كانت بيديه ورجليه، كان يحمل همّ الأمة، أثقل من كل القيود. وكما ان حياة صدّام حسين كانت مشروعا لنهضة العراق والأمة، فقد كان اغتياله انجازا لمشروعه من حيث أراده أعداؤه أن يكون نحرا له. أرادوا تحويل عيد المسلمين، عيد الاضحى الى نكبة للمسلمين، ولكن الامة تعيش أعيادها ـ أيضا ـ بتضحيات رجالها.
رحيل صدّام حسين أضاف للأمة تجربة خالدة بالصوت والصورة لم يكترث وهو يواجه الموت لأن حياته ما بعد الموت أكثر ايذاء لأعداء الأمة مما لو أخفوا حقائق ماجرى، في عملية الاغتيال... فكان صدّام حسين في عيد الاضحى قربانا لهذه الأمة ومشروع نهوضها وصعودها الحضاري.





* السيد الطاهر بلخوجة:
أكبر في صدّام شجاعته وبأسه... لكن النتيجة لم تكن وفق المأمول






أتيحت لي مناسبة ما، وقد التقيت السيد الطاهر بلخوجة وزير الاعلام الأسبق، وسألته ان كان يعرف صدّام، وما كان شعوره والرّجل يعدم منذ عام يوم «العيد الكبير» فقال: كانت لي الفرصة وكان لي الشرف أن حضرت سنة 82 ببغداد، اجتماع وزراء الاعلام الخليجيين ومعهم العراق، و قد دعيت كضيف شرف، أو بصفة ملاحظ.. رابطنا لمدة أربعة أيام ببغداد وتحديدا في قصر الضيافة للرئيس صدّام.. أذكر أنني ولمّا كنت أتجول بمدينة بغداد، ما بقي في ذهني أو علق به، هو أن نوعا من الأسف انتابني، تجاه إزالة جزء كبير من المدينة العتيقة لبغداد، لتعوّضها بناءات عصرية وشاهقة. الملاحظة الثانية التي علقت بذهني، هي أن هناك نظام محكم في البلاد، وانضباط المواطنين وحسن أخلاقهم كانا سمة واضحة وجلية.. رغم أن هناك شعور بشيء من التشدّد الأمني في الشوارع وفي كامل البلاد (فقد كانت الحرب العراقية ـ الايرانية على أشدّها، حيث ناصفت مدتها في 1984).. قابلنا صدّام حسين، رئيس الجمهورية لمدّة ساعة تقريبا، واستمع إليناع أكثر ممّا تحدّث، وما قاله من كلام، كان حول مكانة بغداد من بين دول الخليج وفي العالم العربي، معبّرا عن آماله في أن ترى قوة عربية النّور، لكي تقدر على مواجهة التحديات.
كانت لغته رشيقة وسلسة وكلامه متأني ومتّزن، وكانت لقامته وللباسه شيء من الوقار بالنسبة لعديد المسؤولين الآخرين.
سألت السيد الطاهر بلخوجة عن شعوره يوم اعدام رئيس عربي على أيدي قوات الاحتلال وبأمرهم فقال: لا يمكن لأي عربي أو غير عربي أو أي انسان بصفة عامة، أن يقبل ما شاهدناه يومها، من أجل إبعاد صدّام حسين.. كان يمكن أن تكون العملية بشكل حضاري أفضل.. هذا رغم أن لصدّام مسؤولية في بعض الأخطاء، ومنها أخطاء أدّت الى أن يستغلّ الأعداء الموقف للوصول الى ما وصلت إليه الأمور اليوم.
وإن كنت أكبر في صدّام الشجاعة والبأس، يمكن أيضا أن نقول أن النتائج لم تكن في مستوى تلك الشجاعة.
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى