شهيد البعث وجبهة التحرير العربية أحمد عبد الرحيم

في نهايات الحرب العالمية الثانية ، وقبل أن تضع أوزارها بعدة شهور ومع قرب اكتمال حلقات التآمر على الشعب العربي الفلسطيني على أرضنا ولد الرفيق القائد في بلدة الحديثة عام 1944م وهو أكبر إخوته لأمة وعندما فرضت الهجرة على غالبية أبناء شعبنا ، هاجر مع عائلته متجهاً إلى عمان ، حيث أقام في مخيم الوحدات ، وحصل وعائلته على بطاقة وكالة الغوث حيث أكمل دراسته الابتدائية والثانوية مروراً بالإعدادية في مدارس الوكالة .

ولقرب دمشق على دولة الأردن الشقيق ، التحق بجامعة دمشق واختار كلية الزراعة ، وانهي سنوات دراسته الجامعية بتفوق ، فنال شهادة البكالوريوس عام 1970 وعمل معيداً في الجامعة ذاتها لمدة عام وكان الرفيق قد انخرط في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1964م وشارك في تحمل بعض المسؤوليات الطلابية والتنظيمية حتى التحاقه بالجامعة المذكورة وعلى ضوء النشاط المتزايد لجبهة التحرير العربية من ناحية عسكرية وشعبية في داخل دول الطوق دعت الجبهة لعقد مؤتمرها التأسيسي عام 1972 م لمواكبة التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية فشارك في المؤتمر الذي عقد في عاصمة الصمود في بغداد وانتخب عضواً في اللجنة المركزية للجبهة واستمر بممارسة نشاطه بهمة ومعنوية عاليتين مما أهله لأن يصبح جماح الكثير من الإشكالات التي واجهت م. ت. ف على الساحة اللبنانية وبدأ نجمه يسطع في سماء الثورة الفلسطينية ، كسياسي محنك ، ومناضل عركته التجارب والأحداث فأنتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دورة الشهيد جنبلاط التي عقدت في القاهرة عام 1977م والتي كان من ابرز نتائجها اتفاق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإقرار صيغة الدولة على أي شبر يحرر وأسندت له حقيبة التربية والتعليم في المنظمة ثم تولي مسؤولية دائرة التنظيم الشعبي الفلسطيني . هذا ومع تعينه عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة عين مباشرة عضواً في القيادة القطرية للحزب في الساحة اللبنانية وشارك في كافة المعارك التي خاضتها الثورة جنباً إلى جنب مع رفاقه والمناضلين في بقية الفصائل الفلسطينية ضد قوات اليمين اللبناني الفاشي والجيش الإسرائيلي وصادف أن تواجد في عمان إبان الحصار الذي تعرضت له بيروت فتولى مباشرة مسؤولية إعداد المقاتلين وقافلات الإمداد وإرسالها إلى ارض المعركة . واستقبل في مطار لرنكا ( بقبرص) رفاقه العائدين من بيروت وتوجه برفقتهم إلى بغداد لإكمال مسيرة النضال مثل المنظمة في العديد من المؤتمرات وكلف بالعديد من المهام وأهمها عضوية اللجنة المشتركة الأردنية الفلسطينية جنباً إلى جنب مع أمير الشهداء أبو جهاد وعضو مجلس إدارة الصندوق القومي الفلسطيني .

ناضل الشهيد القائد طوال حياته وبدءاًَ من جلوسه على قمة الهرم التنظيمي للجبهة وحتى وفاته على أن تكون العلاقة العراقية الفلسطينية في موقفها الصحيح والطبيعي وتوظيفها بما يخدم أهداف شعبنا مذللاً كافة العقبات والعوائق التي اعترضت الطريق ، عاملاً على تطويرها وحمايتها من أية مؤثرات خارجية وكان وبحق على الصعيد الحزبي بالتدخل في شؤون الجبهة مما مكن الجبهة خلال فترة قيادته لها من تطوير أساليب وبرامج عملها على كافة الأصعدة في الساحة الفلسطينية عامة وفي الأرض المحتلة خاصة لتحتل موقعاً أساسياً في منظمة التحرير الفلسطينية ولترسم الجبهة بعدها ومع بدء الانتفاضة العظيمة ، معالم تجربتها النضالية ، الكفاحية من عمق الملحمة الشعبية الفلسطينية ونظراً للإجهاد الذي تعرض له الرفيق القائد أصيب بمرض عضال ، قاومه بكل القوة والجبروت لأكثر من عام ونصف واستشهد في اليوم الأخير من يونيو 1991م في عمان وبفقدانه فقدت الساحة الفلسطينية أحد ابرز قيادتها السياسية . ونعته اللجنة التنفيذية للمنظمة وكل قيادات الحزب والجبهة في كافة مواقع النضال .. لقد وصل إلى الرمزية فنال الجماهيرية وحب مقاتلي الجبهة والجماهير أينما كانوا وخاصة في الأرض المحتلة .. وشيعته جماهير الشعبين الفلسطيني والأردني وقيادات الثورة إلى مثواه الأخير في عمان ، في جنازة ضخمة تتناسب مع تاريخ الشهيد القائد في 2/7/1991م وبكاه كل من احترمه وقدره وتحول لذكرى عطرة .. تتجدد كل عام .