العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العولمة والتربية : وجهة نظر بعثية

اذهب الى الأسفل

العولمة والتربية : وجهة نظر بعثية Empty العولمة والتربية : وجهة نظر بعثية

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الخميس 20 نوفمبر 2008 - 11:44

عن العولمة والتربية

وجهة نظر بعثية



حكمت عبد الله البزاز



ندوة العولمة والتربية - المجمع العلمي، 2001


يتعرض وطننا العربي في كل أقطاره إلى تحديات شتى في مختلف نواحي الحياة داخلية وخارجية تتنوع وتختلف حجمًا وأهمية، ووسائل وغايات، وذلك بحكم طبيعتها وأهدافها، ونوايا القائمين، أو المكونين لها والمستفيدين منها.
ويبرز من بين هذه التحديات الخارجية محاولة قوى دولية وأنظمة ومؤسسات غربية بشكل خاص الهيمنة على العالم في شتى نواحي الحياة وتسييري الحياة فيه على وفق مصالحها واتجاهاتها وقيمها.
ومعنى هذا إننا قد أصبحنا ألأمام مشكلة حقيقية يتنامى إحساسنا بها وبامتداداتها الخطيرة في جوانب متعددة من حياتنا، إذ يبدو أن القائمين عليها يخططون لمستقبل جديد للبشرية على وفق الفلسفة التي يؤمنون بها والأخطر في ذلك هو أن هذا الاتجاه العالمي يريدون فرضه طوعًا أو كرهًا، وبمختلف الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة مما يعني فرض تغيرات جذرية في علاقة الإنسان بتاريخه وارثه الحضاري، وبوقاعه الحياتي في مختلف صوره الاقتصادية، والاجتماعية، والقيمية، والسلوكية، بل والعقائدية أيضًا.
وقد كان هذا هو ما نعبر عنه (بالعولمة) أو ما عبر عنه بالانكليزية Globalization ويبدو أن هذا الاتجاه العولمي إن صح التعبير، وكما يرى الباحث ليس جديدًا على التاريخ الإنساني وتطوره، وربما كان في بعض أوجهه يمثل نوعًا من النزوع الفطري للنفس البشرية في حسب الكسب والسيطرة والتملك إلا أنه كاتجاه فقد تمثل في العديد من الحروب والغزوات والاعتداءات وبناء الإمبراطوريات وأشكال السيطرة الاستعمارية والنظم الرأسمالية التي عانى الوطن العربي أشكالاً منها انكليزيا وفرنسيًا وأميركيًا وإيطاليا.. الخ.
وكما يقول ناغوم تشومسكي فلا جديد في النظام الدولي، فالقواعد الأساسية ما زالت كما هي قواعد القانون للضعفاء، أو سطوة القوة للاقوياء.
ويبدو الآن أن هذا الموضوع قد بدا يطفو على السطح بشكل أقوى خاصة مع التقدم التكنولوجي السريع، وتطور النظام الرأسمالي المتمثل بالشركات العملاقة، وانهيار الاتحاد السوفيتي وأنفراد قوة واحدة في محاولة السيطرة على العالم لتحقيق مصالحها.
وعلى كل حال، فإن استعراض الكتابات عن هذا الموضوع يشير إلى أنها قد بدأت بشكل واضح منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين في الغرب، بينما بدأ الاهتمام بالكتابة عنه عربيًا مع السبعينيات منه وتصاعد الاهتمام، وتوسعت الكتابات بعد التسعينيات، وخاصة بعد انهيار جدار برلين، ومن ثم الاتحاد السوفيتي.
وساء على المستوى العربي، أو الدولي فقد تباينت الآراء واختلفت وجهات نظر المحللين السياسيين، والاقتصاديين، والمثقفين، وغيرهم ـ كما هي العادة ـ تبعًا لايديولوجياتهم السياسية، وعقائدهم الاجتماعية، ونوازعهم وارتباطاتهم، والمصالح التي يعبرون عناه. كما انقسمت في الوقت ذاته الدول، والحكومات والمنظمات على اختلاف أغراضها ومصالحها.
وفي الوقت الذي تعمل المؤسسات المنتفعة من العولمة على تزيينها وألباسها ثوبًا جميلاً مغريًا، تقوم دول وشعوب، ومنظمات بالتعبير عن معارضتها ، ورفضها كلاً أو جزءًا، ومن داخل المجتمعات التي ولدت فيها، وفي خارجها، وبأشكال مختلفة، وكمثال على ذلك يفضح مؤلفا كتاب فخ العولمة، وما هو واقع أو ما هو ينتظر أن يحدث في ظل العولمة بالقول أن "الجزء الأعظم من العالم يتحول. .. إلى جزر منفصلة وإلى عالم بؤس وفاقة وتكتظ المدن القذرة والفقيرة. . أن مساعدات التننمية التي كانت تعطى للبلاد النامية قد أصبحت في خبر كان.. وبخاصة بعد انتهاء الحرب الباردة وموت حوار الشمال والجنوب، ودخول الدول النامية النفق المسدود للمديونية والخارجية" وأنه مع العولمة يزداد تركز الثروة وتتسع الفروق بين البشر والدول اتساعًا لا مثيل له. أن 758 ملياديرًا في العالم يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه 2.5 مليار من سكان المعمورة، وأن هناك 20% من دول العالم تستحوذ على 85% من مجموع المدخرات العالمية.
ويضيفان أن تعابير التحرر والتقدم، والحوار لم يعد لها أهمية إنها عملية تحول تاريخي ينعدم فيها التقدم والرفاه، ويسود التدهور الاقتصادي، والتدمير البيئي والانحطاط الثقافي.
ولعل هذا وغيره كثير قد حرك ونبه ودعا المنظمات الإنسانية غير الحكومية للتعبير عن رفضها بشكل تظاهرات صاخبة في سياتل وجنيف، وأثينا، ودافوسن وأستراليا. كما دعا بعض الدول وقادتها للتعبير عن رؤيتهم ومخاوفهم كما حدث في قمة الألفية الثالثة الذي ساهمت فيها 147 دولة، وكما في اجتماع سنغاورة الذي شاركت فيه خمسون (50) دولة وتتبلور الآن الجهود لإقامة جبهة لمقاومة العولمة تحت شعار (ارفعوا أيديكم عن فقراء العالم).
ويلخص لنا المفكر العربي الدكتور إلياس فرح نظرته المعبرة عن الموقف العلمي الإنساني من العولمة مضيفًا إلى آراء وجهات نظر الكثير من المفكرين والمحللين رؤية شمولية للعولمة بالقول:
"إن العولمة ليست توحيدًا حياديًا للاقتصاد الكوني، بل هي عولمة رأسمالية متوشحة على غرار رأسمالية القرن التاسع عشر، فهي تعني البؤس لملايين البشر، وتعني تسليم مقدرات البشر للقوى العابثة بمصير الشعوب، والأمم والقيم، ووضع الإنسان في خدمة التقنية، والعمل في خدمة المال وتسخير الديمقراطية لصالح السوق، فهي مشروع لاستغلال التطور المعرفي والتقني لخلق عالم جديد لا علاقة له بماضي البشرية الحضاري، عالم مفصل على التاريخ الأمريكي، ونمط الحياة والمصالح الإمبريالية فالعولمة ليست هي ما يتحقق من تطور وتقدم علمي وتقني في عصرنا بل هي أيديولوجية سياسية وقوة مالية، ومصالح تعبث بمصير العالم الحضاري، مسخرة التقنية إعلاميًا وعسكريًا بتغيير صورة العالم بالقضاء على ذاكرته الحضارية وعلى نهضات شعوبه وبسط النموذج الأميركي، وخلق عالم ذي بعد واحد معولم فكريًا وسياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا، عالم لا روح فيه، ولا قيم أخلاقية ، ولا شخصية حضارية".
ولهذا فإن الباحث ينظر إلى العولمة كنظام شمولي لكل جوانب الحياة مستمدة من الفلسفة البراكماتية لأمركة العالم وبأساليب خبيثة براقة، وهي تعتبر أعلى مستوى للتطور الرأسمالي، وتسخر العولمة، أو أصحابها على الأصح مختلف الوسائل المشروعة، وغير المشروعة للوصول إلى أهدافهم، وفي مقدمة هذه الوسائل الأجهزة المالية، والإعلامية الدولية وفي مقدمتها.
1 ـ منظمة التجارة الدولية.
2 ـ البنك الدولي.
3 ـ صندوق النقدالدولي.
4 ـ وسائل الإعلام المختلفة.
5 ـ التقنيات الحديثة في المعلوماتية والاتصالات.
6 ـ الشركات والمؤسسات متعدة الجنسيات (90 ألف شركة).
7 ـ القوى المادية والمعنوية لأنظمة الحكم الاستعمارية والرأسمالية.
8 ـ أجهزة المخابرات.
9 ـ بعض منظمات المجتمع المدني.
آثار العولمة
كما أشرنا فإن لهذه العولمة آثار تطول كل جوانب الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والفلسفية، والتقنية، والتربوية.
ولما كان حديثنا ينصب أساسًا على الجانب التربوي، فإننا لا بد أن نشير إلى أن ما يتعرض له أي جانب من جوانب الحياة لآثار العولمة سلبيًا لا بد أن ينعكس على التربية باعتبارها أي التربية تختص بالجانب الإنساني وبالطبع فكل هذه الجوانب هي ما يهتم الإنسان به ويمارسه ويتأثر به سلبًا، أو إيجابًا، أثناء حياته كلها.
ولهذا فإن محاولة دمج الاقتصاد العالمي، وتذويب الوعي الاقتصادي الوطني، وإضعاف السياسات الاقتصادية الوطنية، وتقويض الإطار الوطني للرأسمالية الوطنية، وترسيخ أنماط استهلاكية ضارة والانقال من سيطرة الدولة إلى سيطرة رأس المال، وتعميق التمايز الطبقي، وإزالة الحواجز أمام حركة التجارة العالمية، وزيادة الديون وغيرها من الجوانب الاقتصادية هي مما يعكس تأثيره المباشر على العملية التربوية.
كما أن زيادة البطالة، وعدد المحرومين وإهمال دور الدولة في توفير الرعاية الاجتماعية، وإضعاف التماسك الاجتماعي، وخلق أعراف وتقاليد اجتماعية بعيدة عن طبيعة المجتمع، وتراثه وخلق التوتر الاجتماعي، وزرع روح الاغتراب هو مما يشوه التنشئة الاجتماعية للفرد.
كما أن صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها هي ثقافة السوق ثقافة الاستهلاك ثقافة سلب الخصوصية الوطنية، والقومية، وقطع لصلة الأجيال بما فيها، وتدمير لمنتجاتها الحضارية، وخلق مفاهيم جديدة هي بالتأكيد مما يبعد إنساننا عن كل الاتجاهات الخية التي اكتسبها طيلة تاريخه الإنساني.
كما أن الاهتمام بالعقل فقط، وتمجيده، وإبعاد الفرد عن هويته القومية، والدينية، وإنكار كل ما هو غيبي أو ديني، يقود الفرد إلى التيه والضياع، أو الاستيعاب المدرك لما يجري حوله ودون ضمير.
وهكذا فإن تكريس الانقسام بين الدول الغنية والفقيرة، وسيادة دولة واحدة أو مؤسسات محدودة طامعة على شؤون الكرة الأرضية، وإضعاف قوة الدولة وهيبتها وقراراتها، وتشجيع المنظمات الواجهية كالمنظمات غير الحكومية مما يشجع على تفتيت الدولة وجعلها أداة بيد الاستعمار الجديد، يعكس نفسه على مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد وتضعف من التماسك الوطني والقومي، وبالتالي يجعل من تحقيق الأهداف الوطنية أو القومية مجرد شعارات للتغني بها فقط.
وإذا كان لدعاة العولمة التأكيد على إثارة العولمة الإيجابية على المستوى التقني، فإن هذه الإيجابيات تختفي عندما تسيطر الرأسمالية الجشعة على مصادر المعلومات وطبيعتها ومستوى ما متاح منها واستخدامها ذراعًا للسيطرة على الشعوب وبأساليب مشروعة، أو غير مشروعة على كل المستويات والمجالات مما يجعل هذه الأداة التي يمكن أن تكون مصدر خير للشعوب وعامل تقدم للمجتمعات أداة للتهديد والابتزاز والاستغلال والاستثمار غير المشروع.
وإذا ما انتقلنا للىثار التربوية للعولمة فإننا سنواجه إضافة لما ذكرنا تحديات عديدة تكون بعضها خلال التطور التاريخي للمجتمع العالمي كما برز بعضها خلال المراحل الاستعمارية وبخاصة خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي منها ما هو سياسي، أو اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو تقني أيضًا مما يزيد من عمق الآثار السلبية التي تسعى العولمة لتحقيقها، وتربويًا وعلميًا، فإننا نواجه إضافة إلى الفقر والبطالة والمرض ونقص الغذاء والدواء والسيطرة الاستعمارية، والتقدم السريع في مجال العلم والثقافة، أقول نواجه سعة حجم الأمية الهجائية والحضارية واتساع الفجوة بين التقدم العلمي العالمي والواقع وانخفاض المخرجات النوعية للتعليم والتأثير على منظمات الأمم المتحدة المتخصصة بالشؤون العلمية والتبوية وحرفها عن اتجاهاتها الإنسانية والتدخل في شؤونها الداخلية وإغراق الأسواق بالمنتجات التربوية الفكرية على وفق الفلسة البراجماتية، والسعي لإخلال التوازن بين ما هو مادي، وروحي لصالح الأخير والتغير السريع في المهن وإشاعة مفاهيم وقيم تعبر عن الاتجاه النفعي وقيادة المعرفة العلمية وبالتالي تقبل التربية الأميركية، كما نواجه ازدياد الاتفاق على التعليم، وعتدم القدرة على التوسع فيه وتحسين نوعيته والتأثير في اتخاذ القرار التربوي ونقص الخدمات المقدمة للطلبة والمعلمين وربط العلماء والباحثين بمصالح الشركات، وتعظيم دور التكنولوجيين ذوي المستوى العالي، على حساب من هم دون ذلك وجعل التعليم أكثر نخبوية وتشجيع التعليم الخاص المنفلت وإهمال الدراسات الإنسانية وإضعاف الشعور الوطني والقومي، والديني، وزرع الشعور بالدونية تجاه الأجنبي وتدجين العلماء ومحاربة الوطنيين المبدعين منهم.
ما العمل؟
سؤال هام لا بد من البحث في الإجابة عنه، وكما العولمة تعتبر نظامًا شموليًا كما أشرنا فهكذا العمل اتجاهها لا بد أن يتسم بذات الصفة أي الشمول في المقاومة، والتعامل والتكيف بصيغة قومية دولية فاعلة. وعلى المستوى الأقطار وعند أية محاولة للتعامل مع العولمة بأي مستوى كان، فلا بد للنظام السياسي أولاً أن يمتلك إرادته الوطنية وقراره المستقل وتتوفر له الإمكانات المادية والمعنوية، بما يمكنه من الدعوة والعمل على توفير، مفاهيم وقيم إنسانية علامية، وفلسفيًا، فلا بد من اعتماد فلسفة اجتماعية، واقتصادية واضحة تنبثق عنها فلسفةتربوية يمكن اشتقاق أهدافها بسهولة وتحويلها إلى برامج ومشاريع وأنماط سلوك مرغوبة، ويتم ذلك باستنفار وحشد قوى الشعب كله ولا بد من ربط التخطيط بحاجات العمالة المتجددة، والاستجابة لحاجات السوق ومحو الأمية الأبجدية والوظيفية، وتحقيق تعليم أساسي لا يقل عن المرحلة الثانوية وعلى المستوى التقني فلا بد من الالتفات إلى المنجزات العلمية الهائلة ووضع استراتيجية علمية وتكنولوجية متضمنة فيما تتضمن ثقافة تكنولوجية واسعة، ترتبط بقيم وأهداف إنسانية، وتعمل على نقل التكنولوجيا وتوطينها يلي ذلك اتجاه أساسي ثابت نحو التربية المستمرة لكل الناس، والتعلم الذاتي الواعي لهم، فضلاً عن ربط تحسين التعليم كمًا ونوعًا بمشاركة الشعب كله، وفي إطار من نظام تربوي مرن وعلى وفق مسار محكم في تحصين الشعب عامة، والجيل الجديد خاصة في مواجهة التدفق المتنوع القادم لغزو وطننا. ولهذا كله فإننا بحاجة لننظام تربوي جديد نظام عربي الوجه واليد واللسان.
الموقف العراقي من العولمة
بعد كل ما قيل ويقال عن العولمة، فلا زال البعض يتساءل عن الموقف العراقي من العولمة، وعن دور المؤسسات الرسمية، والشعبية من هذا التيار الخبيث، وعن موقف المفكرين والعلماء وقادة الرأي والمتنورين، بل موقف كل قطاعات الشعب من هذا الذي يجري حولهم بل وبين أيدي بعضهم أحيانًا وللإجابة على بعض هذه التساؤلات نقول:
إن موقف العراق حزبًا ونظام، ومؤسسات شعبية ورسمية، ينطلق من مقف موحد يمثل الأيديولوجية العربية الثورية، أيديولوجية ذات ثوابت قومية، وقيم عربية وإسلامية، وشعب العراق المناضل الصلب يقف ضد كل أشكال الاستعمار والاستغلال والتبعية، وتضطلع مؤسساته بدور مهم في فضح هذه العولمة التي تتناقض مع كل منطلقاته الفكرية ومبادئه القومية والإنسانية.
وقد شخص الرئيس القائد المحاولات الأمريكية للسيطرة على العالم منذ منتصف السبعينيات، كما أوضح العراق في الرسالة التي وجهها الاجتماع المشترك لمجلس قيادة الثورة، وقطر العراق إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن عام 1998م الأطماع الأمريكية الخبيثة المتمثلة في فرض إرادة واتجاهات وأهداف أميركا على العالم، فأمريكا لا تريد أي دور وطني مستقل للدول، بل تريد إلغاء دور الدولة، وتحويل قادتها إلى أفراد يأتمرون بأوامر الشركات الخاضعة لشركات أكبر موجودة في المجتمع الرأسمالي الصناعي، والتي تسيطر عليها شركات أمريكية بصورة أو بأخرى، وإن الهدف السياسي للنظام الرأسمالي الأمريكي هو إلغاء النسيج الحضاري والاجتماعي.
كما يشير أثناء استقباله السيد كامبراس إلى الحلف غير المقدس بين الرأسمالية والصهيونية في تحقيق إضعاف الدولة وجعل رأس المال بديلاً لها.
كما فضح السيد طارق عزيز عضو قيادة قطر العراق ونائب رئيس الوزراء الاتجاهات الرأسمالية والاستعمارية، الثانوية وراء سياسات الهيمنة أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويستكمل السيد وزير الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية الإسلامي توضيح خطورة العولمة على المجتمعات الإسلامية، ونسيجها الاجتماعي وخطورتها على الاقتصاد وسيادة الدولة وأساليبها اللئيمة في الضغط والابتزاز واستغلال التقدم العلمي والتكنولوجي والكيل بمكيالين، وفرض سياسات انفرادية وزيادة الفقر وفرض المعطيات الثقافية، والاجتماعية على الأمم والشعوب.
كما أشار السيد وزير الثقافة والغعلام في كلمته في اجتماع المائدة المستديرة لليونسكو (كانون الأول / 2000م) إلى آثار العولمة الثقافية معبرًا عن موقف العراق بالقول "في الوقت الحاضر هاك وحوش كاسرة جديدة.. تريد أن تسود ثقافتها وصناعتها الثقافية حتى وإن اقتضى الأمر الحصار والإبادة" ثم أشار إلى نظرة العولمة إلى الثقافة كسلعة استهلاكية في السوق المفتوحة، ونوه بجهود الولايات المتحدة في دفع اليابان إلى أن تتخلى عن ثقافتها، بل ويطلب جنود الاحتلال من دول الخليج أن تغير عاداتها وتقاليدها الاجتماعية، والثقافية، حتى لا يشعر جنود الاحتلال أنهم ليسوا في بلادهم.
ولم يكتف العراق بالتعريض بالعولمة، واتخاذ الموقف المناهض لشرورها، بل يطرح قائده مشروعًا للحوار يتمثل بتشكيل تجمع مؤسسي يضع حدًا للتفرد والتسلط الدولي وتحقيق التوازن الاستراتيجي على المستوى الآسيوي خارج نطاق الأقطاب تجمع تتعاون فيه الدول وتحمي نفسها من الكبار سواء في الاقتصاد، أم الثقافة، أم السياسة، أم غير ذلك.
وتبع ذلك المشروع تحذير الدول من استغلال الإمبريالية لاذرع العولمة ووسائلها، فقد حذر الرئيس القائد صدام حسين وزير النقل اليمني من التعاون مع البنك الدولي (سرطان العالم الثالث) وأشار إلى النوايا الخبيثة لصندوق النقد الدولي أثناء لقائه وزير التجارة والصناعة الإندنوسي (كمصيدة صهيونية أمريكية لاستغلال الشعوب وإضعافها).
كما شدد القائد أثناء لقائه رئيس الجمعية الوطنية الكوبية على بقاء كوبا بعيدة عن صندوق النقد الدولي؛ لأن الوسيلة الرئيسية للإمبريالية الحديثة للسيطرة ليس فقط على الشعوب، وإنما حتى على استقرارها السياسي، فهو شيطان الإمبريالية، وإنهم يتصرفون مع العالم كأنه جاهل في الوقت الذي يدعون أنهم يريدون أن ينقلوه إلى النور بسياسية العولمة الأميركية والصهيونية.
وشعبيًا ومؤسساتيًا، فإن العراق يعبر دومًا عن موقفه الثابت من العولمة وتدخلاتها وأساليبها اللئيمة وتمسكه بأصالة وثوابت تربيته العربية.
وتربويًا فبتوجيه القائد ورعايته يتركز الاهتمام على جوانب أساسية ثلاث: أولاهما هو التوجيه الوطني والقومي، وثانيهما التوجيه الروحي متمثلاً بالحملةالإيمانية، وثالثهما الاهتمام بالعلم وتطبيقاته وتقنياته.
وقد عبر القائد عن جانب من هذا عند لقائه مدراء المدارس المتفوقة منبهًا بأنه "علينا تعليم أبنائنا كل ما يحتاجونه للحياة، وبالتعاون والإحساس بالمسؤولية واعتبار الجميع أبناءنا نصل إلى القياسات الصحيحة التي تحمي المجتمع من الانهيار أمام ضربات الغزو الثقافي، والنفسي، والاجتماعي الذي يأتينا من دول وأمم غير دولنا وأممنا وغير تاريخنا وحضارتنا، والاحتلال يحصل بالجيوش، ولكن يمكن أن يحصل بالاقتصاد ويمكن أن يحصل بالثقافة وبالإخلال بالبناء النفسي للشعوب، علينا الانتباه إلى كل هذا...".
إن موقف العراق كله يتعزز بالحذر وبالتوعية والتحصين والعمل الدؤوب وبمختلف الاتجاهات من كل شرور العولمة.
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى