معـــــــاهـــدة 1899

( معـــــــاهـــدة 1899)

الشيخ عبدالله الصباح ثاني شيوخ الكويت حكم من سنة 1762 ـ 1812 .. استلم

المشيخة بعد ما فنكش أبوه صباح الأول والحقيقة انه المؤرخين اللوكية وصفوه

بالذكاء الحاد والفطرة السليمة وسرعة البديهية وبما انهم وصفوه بالأوصاف هاي

هذا يعني انه عكس ما يقولون لأنه معروف عنه انه غبي وأثول ومعتوه وفهمه

ثقيل والا شنو جاب سيرة الذكاء وعلى شنو كان ذكي ؟ مو غير يشرحولنا شوية

عن ذكائه الخارق بس احنا ما نقول الا أن الشيخ حتى ما ذكروا عنه فد شي

محسوس وملموس بهذاك الزمان واكتفوا بالوصف وتركوا الانجازات المخزية

الي ما انذكر منها شي في ما يقارب عن خمسين سنة حكم تقريبا !!!

اذا أكيد كان فد واحد ساقط مثل اللي قبله وما عنده شغلة غير انه ياكل ويعلف

ويشرب مثل البهايم .

مات الشيخ عبدالله ومات ابنه وابن ابنه واللي بعده واللي بعد بعده وكل واحد يجي

يصير اتفه من اللاخ وألعن والسلالة كل ما تنزل لجوة تزداد وساختها الى أن

وصلت هاي السلالة الى الشيخ صباح الثاني وهذا صباح كان عنده ثمانية أولاد

منهم ولي عهده عبدالله ومحمد وجراح ومبارك .. مبارك هذا كان ترتيبه الخامس

من الأولاد يعني اذا كنا نريد نعطي احتمال وصوله للمشيخة فان حتمال وصوله

كلش ضعيف لأنه لازم ينتظر موتة أبوه صباح أول شي وموتة اخوانه الأربعة

اللي قبله وبعدين اذا هويحكم لو لا لأنه ممكن واحد من اخوانه الأربعة يحول

المشيخة لواحد من أولاده وتنلاص على مبارك خاصة ان آل صباح واحد ما يحب

اللاخ وحسودين على بعض وواحد تافل بحلك اللاخ .

المهم انه مبارك بدأ يخطط للأمر مبجر وعلى فكرة تراه هو البكر لأمه ودلوع

أمه يريد يسمع كلامها علمود يصيرشيخ المستقبل .. حاولت أمه مع زوجها الشيخ

صباح بأن يحول ولاية العهد باتجاه مبارك بدل عبدالله أبو النسوان وحجتها بأن

مبارك اهتماماته بمسك زمام الأمور اهتمامات جدية وفيه من اللؤم ما يزيد عن

حاجة العشيرة .. والحقيقة ان الرجل مستعد يبيع أمه وأبوه علمود الكرسي

ويقولون انه هو من اللي وضعوا قواعد اتغدى بأخوك قبل ما يتعشى بيك .. علمود

هيج هو بدأ مو بس يتغدى بأخوانه .. هو بدأ يتريك بيهم من الغبشة فبعد قشرة

الموز اللي خلاها بطريق أخوه الكبير الشيخ عبدالله كان لازم يبدأ يشتغل

بالدسائس على اخوانه محمد وجراح اللي تقاسما الحكم وصار في الكويت بدل

الشيخ شيخين .. هاي أول مرة تصير بالتاريخ وهاي أول مرة نسمع بهيجي فيكة ..

بلدة صغيرونة مثل مدينةالكويت بربع ساعة تقطعها مشي على الأقدام من أولها

لآخرها يحكمها شيخين محمد وجراح اللي وصلت درجة الخلاف بينهم ان كل

واحد صار ما يعترف بمشيخة اللاخ ويعتبر نفسه هوالشيخ الوحيد وانقسمت

الكويت لقسمين قسم محمد وقسم جراح فمن دوار المسيلة لمحل الباجيلا والنخي

هاي من ضمن نفوذ الشيخ محمد .. ومن بقالة مبيريج لمبنى السكراب هاي من

ضمن نفوذ الشيخ جراح .. يابا انت من يا جماعة ؟ أنا من جماعة الشيخ محمد ..

وانت من يا جماعة ؟ أنا من جماعة الشيخ جراح .. الى أن وصلت الشغلة مثل

طك النعل .. ونعل هذيج الأيام غير نعل هالأيام بس الأصل واحد !!!

وفي يوم من الأيام وبينما مبارك كان سهران بالبارجة البريطانية وبعدما قدم

الانكليز له شراب الكمباري المعتق عرضوا عليه مساعدتهم بأن يتخلص من

الشيخين محمد وجراح علمود ينال المشيخة لنفسه وكان لابد من وضع شروط

على مبارك لتسلم السلطة في الكويت والثمن هو دخول الكويت في معاهدة مع

الانكليز ولكن كل شي في وقته لأن الانكليز ما يريدوها معاهدة عادية يريدوها

عبودية على أصولها , فلما نجح مبارك في انه يلقي القبض على اخوانه محمد

وجراح خلاهم بقفص مال قرودة وصار يعذبهم بشكل يومي الى أن جاء يوم

القصاص وكص روسهم بسيف انكليزي على أبو انه دا يوحد البلد ويقضي على

الفساد .. وبعدها بفترة اجوا الانكليز عليه وذكروه بالمعاهدة اللي لازم يوقعها

الشيخ مبارك وياهم مقابل قنينة شراب كمباري معتق وعبدة زنجبارية كانت تهرب

دائما من الشيخ مبارك لما كان يحاول يلعب وياها في البارجة البريطانية وهو

يلحك وراها وما كادر يمسكها فكان دائما يكتب فيها الشعر ويتغزل بيها لأنه مو محصلها فكان يقول :

سمرة أم خدود خمرة يا حلاها ..... والعين كحلها من غدير

يولج قلبي من يتحرك شفاها ...... والزول يهوس مثل ملمس الحرير

تراني للعبد صرت معبود بهواها ..... وكدري من كدرها صار كبير

( ومن هذاك اليوم صاروا يلقبوه بمبارك الكبير )

الانكليز قدموا العبدة الزنجبارية بطبق من ذهب للشيخ مبارك .. والشيخ مبارك

قدم البلد بطبق من ذهب للانكليز الطيبين .. ويقولون ان الشيخ مبارك لما شاف

العبدة الزنجبارية صار يلهث مثل الكلب لأنه أخيرا حقق أمله في أن يتمكن منها

وتصير زوجته حتى يقولون ان المأذون الي عقد قران الشيخ مبارك على

الزنجبارية كان انكليزي اسمه كريستين .. بس ها قبل الزواج وقبل قنينة الكمباري

المعتق لازم يوقع الشيخ على المعاهدة وية الانكليز فكانت معاهدة الحماية

البريطانية سنة 1899 وقعها الشيخ مبارك عمياني لأنه مشغول هوااااااية ومو

فاضي .. ومثل ما دخل اخوانه قفص القرودة .. دخلوه الانكليز قفص العبودية

وية العبدة الزنجبارية بس الفرق انه كان فيه شراب معتق موجود وية الشيخ

مبارك يخليه يفقد الوعي طول عمره ويقدم التنازلات للمستعمر البريطاني بكل

طيب خاطر ..

هذا هو الشيخ مبارك الكبير رائد الحركة التقدمية وباني الكويت الحقيقي .. قرة

عينكم يا الكويتيين !!!