السحر والشعوذة في العراق المحتل

جريدة الإعتصام الصادرة عن المؤتمر العام لأهل العراق

ظواهر أفرزها الإحتلال

السحر والتنجيم والشعوذة

السحر والعرافة والتنجيم والشعوذة في ظاهرة ملفته للنظر ودون سابق انذار امتلأت ارصفة وشوارع بغداد وبالاخص في منطقة الباب الشرقي بالعشرات من الكتب والمطبوعات التي تروج لما يعرف بقراءة الطالع والابراج والتنجيم والسحر الاسود سواء القديمة منها ام الحديثة لتحل محل الكتب التراثية والادبية والعلمية والثقافية المرموقة وبعد التقصي عن الدوافع والاسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المخيفة تبين ان الجهل والامية فضلاً على ضبابية الواقع ومأساويته قد دفعت الكثير منا الى البحث في ( الميتافيزيقات ) بحثاً عن الحلول الكفيلة للخروج من المأزق الذي يعيشه العراق برمته بعد ان عجزت العناصر الغير كفوءة وذات الانتماءات الحزبية الضيقة الى ايجاد الحلول للمئات من المعضلات والكوارث التي تعصف بالعراق هذا ان لم تكن هي واحداً من ابرز تلك المعضلات التي يعيشها المواطن العراقي في عصر ما بعد الاحتلال !!

ومما شجع على رواج مثل هذه الظواهر السيئة التي تعد من الكبائر حرص بعض الفضائيات المحلية والعربية والاقليمية واصرارها على عرض مثل هذه البرامج والترويج لها ليل نهار وبالاخص قناة - العراقية - في برنامجها ( الابراج ) الذي اضاف مانعاً جديداً امام الشباب الراغب بالنكاح الحلال واضعاً امامه بالاضافة الى البطالة وضيق ذات اليد والفقر والتهجير وازمة السكن وارتفاع بدلات الايجار التي عطلت الزواج بشكل غير مسبوق . نقول واضعاً امامه عقبة جديدة الا وهي ( توافق الابراج ) فأذا لم يكن الشاب الراغب في الزواج متوفقاً - على زعم دجال البرنامج - مع برج من يرغب الزواج بها فالافضل له عدم الاقدام على هذه الخطوة خشية المشاكل العائلية والاسرية مستقبلاً متناسياً ان اجدادنا ممن تمتعوا بزيجات ناجحة طوال حياتهم لم يعرفوا مهل هذا الهراء الذي يروج له - مشعوذ القناة العراقية - دون ان يتلقى رداً واحداً ولو على سبيل النصيحة يقول له (( بأنه من اتى كاهناً او عرافاً وصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد )) كما ورد في الحديث الشريف وهذا من وجهة النظر الدينية اما من وجهة النظر العلمية فقد اعلنت مؤسسة العلوم البريطانية قبل ايام خلت ان كل ما يشاع عن قراءة الطالع والتوفيق بين الابراج لغرض الزواج انما هو محض افتراء ليس الا وهذا التقرير قد نشر في شهر آذار 2007 وتناقلته وسائل الاعلام كافة !! ظواهر تجتاح الاحياء الفقيرة يقول ( محمد حسين ) لقد اصيبت شقيقتي بأنهيار نفسي لكثرة ما تراه على شاشات التلفزة من مناظر الجثث والاشلاء الممزقة فذهبنا بها الى احد المشعوذين - تلافياً للنفقات الباهظة - التي يتطلبها العلاج الخاص فضلاً على هجرة اكثر من (16) الف طبيب الى الخارج بفعل الاعمال الاجرامية التي تقوم بها المليشيات واذا به يصف لها اعشاباً غريبة اللون والرائحة مقابل ( 20000 ) الف دينار اسبوعياً فزادت حالة شقيقتي سوءاً الى الحد الذي خشينا عليها من ان تفارق الحياة فنقلناها الى اقرب مستشفى!!

اما (عبدالله محمود) فقد اضطر وعائلته الى الذهاب الى احد - العرافين - للكشف عن المكان الذي يتواجد فيه شقيقه المختطف من قبل المليشيات وبعد ان دفعوا الملايين عثروا على شقيقهم في نهاية المطاف معصوب العينين ومكبل اليدين في احد المزابل القريبة تبدوا عليه آثار التعذيب البشع !! في حين تقول ( ليلى ) بأنها قد بدأت تشك في تصرفات زوجها الذي لم يعد يعرها بالاً فذهبت الى احد الدجالين وما اكثرهم فأعطاها حجاباً زعم انه سيجعل من زوجها عاشقاً سيتحول بين ليلة وضحاها الى ( قيس بن الملوح ) يهيم بحبها هياماً وبالاخص ان اسمها ( ليلى ) فإذا به يطلقها بعد اسبوع واحد فقط من وضعها لحجاب الدجال تحت وسادته لتجد نفسها في قائمة المطلقات الطويلة التي وصلت الى ( 200% ) في عراق الاحتلال !! من حيث تورط ( عبدالكريم جاسم ) مع دجال اوهمه بأنه قادر على اعطائه حجاباً يزيد في رزقه وبالاخص كونه عاطلاً عن العمل اسوة باربعة ملايين عاطل يقضون اوقاتهم داخل المقاهي او امام مكاتب التشغيل دون جدوى فما كان من (عبدالكريم) الا الاستدانة لدفع ثمن الحجاب الجالب للرزق واذا به يعود الى بيته ليجده تحول رماداً بفعل قذيفة هاون سقطت عليه فأحرقته وحمداً لله ان احداً من افراد العائلة لم يكن داخله في حينها !! اما ( ام علي ) فانها تشكو من نهوض ولدها ( علي ) - 12 سنة - في الهزيع الاخير من الليل وهو يرتجف من شدة الخوف في كل يوم تقريباً الامر الذي دفعها الى الذهاب لاحدى ( المشعوذات ) التي نصحتها مقابل (10) الآف دينار بوضع رغيف الخبز تحت وسادته ليلاً ومن ثم رميها صباحاً الى احد الكلاب السائبة وما اكثرها في شوارع بغداد وبالفعل فقد اخذت رغيف الخبز منها وكنت اظن انها تريد اطعام الكلاب السائبة فأفهمتها ان هذه الكلاب لا تعاني من الجوع مطلقاً لانها تعتاش ليلاً على جثث الضحايا البشرية التي ترمي بها العصابات الاجرامية ليلاً في الطرقات ولكنها اصرت على تحقيق طلبها فأضطررت الى القاء رغيف الخبز الى احد الكلاب السائبة ولم يكد الرغيف يصل الى فمه حتى دوى انفجار هائل اصاب ولدها علي ( بالغثيان ) !! والامثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المقام لذكرها جميعاً.

خلاصة القول ان الباحثين عن اقربائهم وذويهم من المختطفين او المعتقلين يضطرون احياناً بسبب الجهد والاحباط الشديد على حد سواء الى اللجوء الى العرافين والمشعوذين لمعرفة الحقيقة وكذلك تفعل النساء العوانس والغير متزوجات لتعجيل ( القسمة ) وكذلك يفعل الشباب العاطل عن العمل للحصول على الرزق الحلال ويلجأ من نهب منزله او سرقت سيارته كذلك الى نفس الاسلوب فضلاً على الرغبة في الحصول على الشفاء من بعض الامراض المستعصية او الحصول على حجب الحب والكراهية وما شاكل من امور لا يلجأ اليها الا كل بعيد عن الدين والاخلاق الحميدة والفضيلة .رأي الشرع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له )) وقال صلى الله عليه وسلم (( من اتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد برئ مما انزل على محمد ومن اتاه غير مصدق له لم تقبل منه صلاة اربعين يوماً )) فأتقوا الله عباد الله واكثروا من تلاوة القرآن الكريم ومن الوضوء والصلاة والذكر والتسبيح والصلاة على المختار صلى الله عليه وسلم. رأي القانون

قانوناً تعد اعمال السحر والشعوذة والدجل جريمة نصب واحتيال يعاقب عليها القانون وقد تصل العقوبة الى ( 3 ) سنوات او اكثر ويدخل فيها كل الاعمال الغير قانونية والغير شرعية كقراءة الكف والفنجان والطالع والابراج وعقد المحبة والتفريق وما شاكل وبالاخص اذا ما لحق ضرر جسدي او نفسي بالضحية الامية او ضعيفة الايمان في غالب الامر وتنصح الدكتورة ( فوزية عبدالستار) استاذة القانون الجنائي بمراقبة الفضائيات ودفعها الى التوقف عن بث كل ما من شأنه الترويج لمثل هذه الظواهر المخالفة للعقل والذهل خصوصاً ان ثقافة السحر والشعوذة ثقافة تتبناها المؤسسات اليهودية لتمزيق الاديان ونشر الرذيلة فهذا الحاخام ( كرافت ) يقول (( اعلم ان اقوال الحاخامات افضل من اقوال الانبياء فيلزم اعتبار اقوال الحاخامات كالشريعة لان اقوالهم هي كقول الله فاذا ما قال لك الحاخام بان يدك اليسرى هي اليمنى فصدق قوله ولا تجادله واعلم ان بني اسرائيل يؤمنون بالنجوم والسحر))