العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشعوبية الفارسية

اذهب الى الأسفل

الشعوبية الفارسية Empty الشعوبية الفارسية

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الثلاثاء 22 أبريل 2008 - 13:19

الشعوبية الفارسية

الدكتور غالب الفريجات/الأردن



كان البعث وما زال في تشخيصه للشعوبية الفارسية متقدما، وعلى وجه التحديد الشعوبية الخمينية الفارسية، بعد شعارات تصدير الثورة، وحملات "مفاتيح الجنة"، وقبر زاده وإعلانه بغداد وعدن فارسيتان، وأخيرا "الشيطان الأكبر" العشيق السري الذي تتلذذ الفارسية الخمينية معاشرته في السر، لأن نكهة المعاشرة السياسية في السر تخفي الطلاء الشعوبي الفارسي تحت الشعارات الإسلامية العلنية.

الدعوات الأخيرة للحذر من الشعوبية الفارسية تبدو تحضيرا لدور فارسي في العراق بالتحالف مع العدو الإمبريالي الصهيوني، فالعراق يتعرض لحلف غير مقدس أمريكي صهيوني فارسي عربي رجعي عميل، كل طرف من هذه الأطراف يخدم سيده حتى يتسنى للمشروع الإمبريالي الأمريكي الفاشل في العراق أن يمدد بقاءه لأطول مدة ممكنة، وغاب عن كل هذه الأطراف أن كل مخططاتها سيتم إلقاؤها في مزبلة التاريخ على أيدي أبطال الشعب العراقي، أبطال المقاومة لان لكل طرف من هذه الأطراف تجاربه الفاشلة مع العراق، وقد ذهبت جميعها على صخرة الصمود العراقي.

لقد فشلت أمريكا في تدجين النظام الوطني في العراق، وقامت بمحاولات عديدة، من الجيب الكردي العميل، وحرب الثماني سنوات الفارسية، والعدوان الثلاثيني حتى الغزو الذي يتخبط في العراق على أيدي أبطال المقاومة العراقية.

لقد فشلت الحركة الصهيونية لا عن الطريق الأمريكي ولا البابوي في تدجين النظام الوطني في العراق لإغرائه في خيانة التسوية والسلام الكاذب مع الكيان الصهيوني، ولم تتمكن من اختراق العراق حتى الساعات الأولى للغزو الإمبريالي الأمريكي.

لقد فشلت الخمينية الفارسية في حربها العدوانية لمدة ثماني سنوات واضطر زعيمها الملهم تلميذ المخابرات الأمريكية لتجرع السم مع توقيعه الموافقة على وقف إطلاق النار بعد الهزيمة المريرة التي أصابت جيش مفاتيح الجنة، ثم فشل في حركة التمرد التي صاحبت العدوان الثلاثيني في مطلع التسعينات من القرن الماضي، بالاتفاق مع الإدارة الأمريكية إدارة بوش الأب، وعاودت الفارسية الخمينية حظها في الغزو الأمريكي للعراق بالاتفاق السري مع الإدارة الأمريكية في جنيف على تحييد ايران مقابل أن يكون لها نصيب في الكعكة العراقية، وقد تم لها ذلك عن طريق عملائها من جماعة الحكيم والجعفري والسيستاني.

غباء الساسة الفرس اكثر من غباء الأمريكيين في فهم كيمياء الشعب العراقي، فالفرس يعلمون انهم قد هزموا خمس مرات في العراق عندما أرادوا أن يكون العراق حصة من أملاك الدولة الفارسية، وغباء الأمريكان يتمثل في عدم فهم طبيعة النظام الوطني في العراق، فاذا كان النظام الوطني العراقي قد وعى تماما انه غير قادر على المواجهة النظامية مع القوة الأمريكية، فهو يعي انه قادر على تهشيم رأس هذه القوة، وقد أرسل الرئيس صدام حسين اكثر من رسالة بهذا الخصوص عل أمريكا تفكر مليا قبل غزوها للعراق، ومن هذه الرسائل قوله ان المسمار العراقي سيكون المسمار الأول في نعش الإمبراطورية الأمريكية، وخطاب سيادته الذي أكد فيه أن العراقيين مصممون على نحر برابرة القرن العشرين على أسوار بغداد وهاهم الأمريكان يصرخون رعبا وفزعا من مارد المقاومة العراقية الباسلة.

أما الصهيونية، فهي لم تفهم طبيعة أن الصراع مع الأمة التي يمثلها العراق هي في حتميتها لصالح الأمة، لأن قوة الحق تغلب حق القوة، وهذه نتيجة حتمية لكل أبجديات الصراع على مر التاريخ، وان الوجود الصهيوني على ارض فليطين هي مسألة وقت ليس إلا، وقد أكد البعث مرارا أن فلسطين عربية من البحر الى النهر، وان المشروع الصهيوني هو رأس حربة للمشروع الإمبريالي العالمي في الوطن العربي، وان هزيمة المشروع الامريكي المؤكدة على ارض العراق هو بداية لانهيار المشروع الصهيوني في فلسطين.

أما النظام العربي الرسمي فتدخلاته ومداخلاته تبقى خارج النص، لأنها عاجزة عندما تحين ساعة المواجهة على الصمود ففاقد الشيء لا يعطيه، فمن يعجز عن حماية نفسه ونظامه لا يملك التأثير الفاعل، وان تظاهر بذلك الدور الدينكاشوتي في الطرق لخدمة الأسياد الأمريكان والصهاينة.

الأطراف الأربعة خائبة تماما وهي غير قادرة على حماية نفسها من المد القومي العروبي الجهادي على ارض العراق، لذا فالوعي والتشخيص المبكر من المد الفارسي كان للبعث، لان المد الفارسي والتواطؤ كان له دور كبير في الغزو الإمبريالي الأمريكي الصهيوني، وكذلك المداخلات والتدخلات العربية حد الخيانة، ولا يبقى أمام هذه الأطراف إلا أن تضرب رؤوسها على صخرة الصمود والمقاومة العراقية، حتى يتم تهميشها والإجهاز عليها، ليبقى العراق بوجهه العروبي القومي منارة إشعاع حضاري وجهادي للمساهمة الفعلية على كنس التواجد الإمبريالي والصهيوني على امتداد الوطن العربي.
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى