العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أطياف الشهيد القائد صدام حسين : معاينة الواقع

اذهب الى الأسفل

أطياف الشهيد القائد صدام حسين : معاينة الواقع Empty أطياف الشهيد القائد صدام حسين : معاينة الواقع

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الإثنين 11 أغسطس 2008 - 12:37

أطياف الشهيد القائد صدام حسين

معاينة الواقع




بقلم: اسماعيل ابو البندورة


كان الشهيد المجيد صدام حسين يؤمن بأن تحريك وتغيير الواقع لا يتم بالتأمل المجرد، وانما عن طريق الاجتهاد والمبادرة، والاجتهاد في رؤية الشهيد هو ابتداع تصور واقعي عن الحالة المعطاة ومحاولة مقاربتها دون مسبقات او تحت الحاحات عاجلة حتى يتسنى وعيها وعياً صحيحاً وواقعياً وتفكيكها لاعادة بناء عناصرها وفق الرؤية الاجتهادية الجديدة•
اما المبادرة فهي الفعل الواعي الذي يتبع الرؤية الاجتهادية وهي الفعل الذي يحول الظاهرة من موضوع للرؤية والتشخيص الى موضوع للعمل•
ولذلك كنا نرى دائماً في تجربة الشهيد المجيد صدام حسين اقتران هذين العنصرين في لحظة واحدة، حيث كان يتفهم عناصر الظاهرة ثم يقوم بكل ما يعبر عن هذا الفهم من ممارسات واجراءات تحاول ان تكون متسقة مع الفهم الواقعي الصحيح لحركة الحياة والواقع•
ولم يكن الشهيد المجيد صدام حسين تجريبياً يتمسك بقاعدة التجربة والخطأ بقدر ما كان يمتلك وعياً ورؤية نضالية شمولية تحيط بالواقع وتجعله ميداناً للمعاينة الواعية والمباشرة ولا تبعده عن مجال النظر بحيث يصبح مساحة متعالية عن الفهم والتعيين، ففي الواقع (اي واقع) عناصر رئيسية لابد من ادراكها او الركون اليها في رؤية هذا الواقع، وعندما نمسك بهذه العناصر او ندركها فإننا نصبح على مقربة من اشتقاق الاجوبة عن اشكاليتها ووضع الحلول المناسبة لها، اي ان التجريب هنا لا يتم انطلاقاً من استسهال او عبثية في الرؤية والتقييم، وانما هو عملية معرفية - نضالية متكاملة يتم فيها التفكيك بأعلى صور المعرفة والحرص على الفكرة الجوهرية واعادة البناء بأدق ادوات الفكر وأجلى صور الممارسة الواعية التي تؤدي الى تحريك الواقع وتغييره والانتقال به الى صعد جديدة•
واذا اخذنا مثالاً عملياً على مقاربات الشهيد المجيد صدام حسين لمسائل الواقع من خلال اطروحاته حول الظاهرة الدينية وخصوصاً المسألة الطائفية في العراق، فإننا سنلاحظ ان الشهيد المجيد صدام حسين قدم ابتداءً رؤية غير طائفية للشعب العراقي من خلال النظر الى الشعب في وحدته الوطنية واعتباره جزءاً من الامة العربية ولم ينظر اليه باعتباره ينشطر الى شيعة وسنة مثلاً (كما يحاول البعض الآن رؤية الحالة في العراق او تقديمها على انها صراع بين الشيعة والسنة ومنافسة بينهما على الموقف الصحيح!!)•
وكانت تلك نقطة جوهرية في رؤية الحالة الطائفية• فللمذاهب الحرية في ممارسة طقوسها الدينية والمذهبية ولكن في اطار وحدة الوطن ووحدة الامة اي بدون تبعية للخارج او ارتباط بمشاريع سياسية خارجية تمزج بين الدين والسياسة، او ان لها مشروعاً سياسياً يتخبأ وراء وحدة المذهب والمرجعية•
وكان اجتهاد الشهيد المجيد صدام حسين في هذا الاطار الاصرار على المرجعية العربية وعدم السماح لكل من يريد ان يفرق وحدة ابناء العراق تحت الشعارات المذهبية او ان يحرف وعي ابناء الشعب عن مرجعيته القومية لكي يتيح المجال لكل دعوات التفريق والشرذمة ان تجد طريقها الى عقل الشعب الذي يجتمع على فكرة العروبة والقومية الحضارية غير العنصرية•
ولقد سمى البعض ما أقدم عليه الشهيد اثناء حكمه للنظام القومي في العراق من مبادرات واستدخالات في هذا المجال "مظلومية!!" ولكنها كانت في الحقيقة اجتهاداً فريداً في جعل المذهب يتحرك في دائرة القومية والوحدة الوطنية وان يصبح التعدد الاثني والمذهبي مظهراً من مظاهر الحيوية الوحدوية لا سبيلاً الى الانقسامية والظلامية•
اننا نلاحظ الآن ما فعلته الطائفية والرؤية الطائفية من التحاق بالرؤية الاحتلالية الاستعمارية وتقديمها الولاء المذهبي على الولاء الوطني والقومي وما أنشأته الآن من حالة ظلامية اعادت ابناء الشعب الواحد الى ما قبل التاريخ وما قبل المجتمع•
انها الآن طائفية هائجة تعلن على الملأ ارتباطها بالاجنبي وتعاونه في احتلال البلاد، وهي تمارس الآن على الارض وظيفة الاداة الاستعمارية المحلية للتقتيل والابادة وتحويل الوطن الى مجزرة مذهبية•
وعندما نعود الآن الى نقطة البدء في اجتهادات ومبادرات الشهيد حول تحريك الواقع العراقي وتغييره فاننا سنجد انفسنا امام رؤية شمولية واقعية كانت تدرك الابعاد الحقيقية للظواهر وكانت تتجلى في مسارات الواقع وتدرك نقاط العمل او الانسداد فيها وكانت تتخير الحلول المناسبة لكل ظاهرة او حالة استمداداً من عناصرها اولاً وتركيباً لهذه العناصر من خلال رؤية وابتداع جديد يجعل الواقع يسير في اتجاهاته التاريخية بارادة معرفية واضحة وعميقة ويقين لا ينقطع بان الشعب هو مصدر الحيوية والابداع وان القائد الحقيقي هو من يدرك ذلك•

[center][b]
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى