العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البعثي هو الصورة الحية للأمة

اذهب الى الأسفل

البعثي هو الصورة الحية للأمة Empty البعثي هو الصورة الحية للأمة

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الخميس 20 نوفمبر 2008 - 11:54

البعثي هو الصورة الحية للأمة


القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق




أيها الإخوة والأخوات (1)،

من دواعي السعادة أن التقي بهذا العدد من المناضلين المهيئين للمهمات القومية الكبيرة الذين ألقى عليهم الحزب واجبا من أهم الواجبات ومن أكثرها تعبيرا عن طبيعة حزبنا، الواجب التثقيفي.. فالحركة الثورية أيها الرفاق هي بطبيعتها نثقيف.. هي ثقافة جديدة.. ولكن ثقافة للعمل. للتطبيق.. للممارسة ولكي نخلق او نكوّن من جديد الشخصية العربية الموحدة التي يلتقي فيها الفكر بالعمل في تركيب موحد مؤتلف منسجم.

واني إذ أقول ذلك ارجع بالذاكرة الى بداية حزبنا.. أتذكر تلك المحاضرة التي ألقيتها عام 1943 في جامعة دمشق في ذكرى الرسول العربي والتي بدأتها بالكلام عن الشخصية العربية وضرورة توحيدها بعد ان تجزأت وتفككت... واذكر انه جاء في معرض الكلام انه يجب ان يتحد الفكر النير مع الصلاة والساعد القوي ليؤدي ذلك الى العمل المؤثر.. العمل الخلاق.. العمل العفوي الذي لا تكلف فيه.. وبعد مضي كل هذه السنين ما زلت اعتقد بان المطلوب لتوحيد الشخصية العربية هي هذه الشروط بالذات. البعثي هو العربي الجديد.. كما تعرفون. البعثي يذهب الى جموع الجماهير من أبناء شعبنا، لا يذهب اليهم ليعلمهم وإنما ليشاركهم.. لا يذهب إليهم ليلقي درسا نظريا ثم يرجع، وإنما ليقرن الفكر بالعمل وبالممارسة. لا يشاركهم في بعض نواحي حياتهم وبتحفظ في نواح أخرى.. لا يكشف لهم عن نواح في شخصيته وبخفي نواحي أخرى.. اذا كان يريد ان يحدث ثورة وانقلابا في حياة شعبه فعليه ان يضع كل شخصيته كل حياته في هذا العمل في هذا النضال.. أن ينفتح كل الانفتاح على جماهير الشعب ليحصل التجاوب العميق الذي يوقظ في الجماهير اصالتها ونزوعها الى التقدم والى المستوى الانساني اللائق والى التضحية والبطولة. هكذا نتصور المناضل البعثي انه الصورة الحية للحزب وللأمة.. للماضي والمستقبل.. للتراث والأصالة وللتقدم والإبداع الجديد.

هكذا كانت دوما فكرة البعث وفي الظروف المصيرية يطلب ان نكشف عن حقيقة فكرتنا كلها وان نستلهمها على حقيقتها الكلية العميقة.

ان التراث ايها الرفاق ليس في حركتنا الثورية شيئا من الماضي وليس شيئا للتسجيل في الذاكرة وإنما حياة نابضة، هو الأصالة والقدرة على الإبداع. القدرة المتجددة في امتنا والتي تهتز في كل مرحلة ومنعطف تاريخي حاسم.. لتعود الأمة العربية الى مكان القيادة في مسيرة البشرية. في تصورنا لا نرجع الى التراث رجوعا وإنما نبلغ حقيقة التراث، حقيقة الأصالة بلوغا ونتقدم نحوه ونرتقي اليه ارتقاء يأتي بعد النضال وبعد الجهد الصادق وبعد التضحية نكتشف حقيقة تراثنا ونبلغ مستواه.

أيها الرفاق والرفيقات

اذا كانت ظروفي هذه المرة لا تسمح بالاستفاضة فاني رغم ذلك حريص على ان لا أضيع هذه المناسبة العزيزة علي دون أن أذكركم بالظروف الراهنة التي تعيشها امتنا العربية في أرجاء وطننا الكبير. إنها منعطف تاريخي بالنسبة للأمة العربية وبالنسبة للإنسانية وحضارتها. اننا نعيش الآن واقعا كنا نراه قبل عشر او عشرين من السنين. كنا نراه بالفكر وبالقلب وبالرؤيا، وكان في ذلك الحين غامضا على الكثيرين لا يستطيعون رؤيته لشدة الفارق والمفارقة بين واقع امتنا الضعيف اذ ذاك وبين طموحها ونزوعها الى أهدافها الكبرى ولكننا الآن نتأكد ان تلك الرؤيا لم تكن حلما، بل كانت حقيقة عميقة احتاجت الى بعض الوقت كي تتجلى في الأحداث وكي تظهر لأعين العدد الكبير.

مصير الإنسانية مرتبط بمصير العرب. تقدم الإنسانية مرتبط بتقدم الأمة العربية وتحررها. قلنا ذلك منذ زمن ولكنه اليوم يقوله العالم باجمعه يعترف به حتى الأعداء وان لم يصرحوا به. اذن مصيرنا أصبح بأيدينا، لم يعد هناك ثمة تشكك في صحة مسيرنا وفي ان مستقبلنا سيكون مشرقا.. لم يبق الا ان نضاعف الجهد.. نقوي النضال، ان نتمسك بالاهداف والمبادئ وبالهدف الأكبر الذي فيه انقاذ نهضة الأمة العربية وهو هدف الوحدة.

لم يعد التراجع واردا بالنسبة الى نضال الأمة العربية ولكن المطلوب ان نعطي ونزيد في العطاء ونضاعف النضال لكي نختصر الزمن ولكي لا نترك مجالا للأعداء ان يعطلوا بمؤامراتهم مسيرتنا ويؤجلوا يوم النصر وهو قادم لا ريب فيه.

بمثل هذه الروح أيها الرفاق والإخوة يجب ان يذهب المناضل البعثي الى المهمة الحزبية التي تنتظره وان ينقل الصورة كاملة وان يضع شخصيته كاملة في عمله مع جماهير شعبنا وان ينقل الى ابعد قرية والى أصغر فرد من أبناء شعبنا وفي أصغر عمل او مهمة ان ينقل روح معركة المصير. أن ينقل التصور الكلي الى أبناء الشعب لكي تتضاعف قوتهم وحماسهم أضعافا.. لكي تفجر فيهم القوة الخارقة التي كانت في أساس ماضينا المجيد، ولكي يشعر كل مواطن انه يشارك في صنع المستقبل العظيم.

12 شباط 1975

(1) حديث في مدرسة الإعداد الحزبي بتاريخ 12/2/1975 نشر في "البعث والعراق" و"أحاديث في مدرسة الإعداد الحزبي" تحت عنوان "البعثي هو العربي الجديد".

عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى