بمناسبة الذكرى الرابعة لمعركة الناصرية
صفحة 1 من اصل 1
بمناسبة الذكرى الرابعة لمعركة الناصرية
بمناسبة الذكرى الرابعة لمعركة الناصرية, وتخليدا لذكرى اولئك الذين سقطوا دفاعا عن ارض العراق من الفرقة 11 وجيش القدس وفدائيوصدام وتنظيمات البعث الذين مزقوا اسطورة جيش دولة عظمى وجعلوه يغرق في وحل مستنقعات الناصرية وشتتوا قواته بمعركة ان اهملت اليوم, سيخلدها الـتأريخ غدا
معركة الناصرية... معركة كادت أن تغير وجه الحرب
شبكة البصرة
بقلم الصارم العراقي
كان لابد للقوات الغازية أن تخوض معركة الناصرية لأجل تطبيق إستراتيجيتها بالتحرك نحو بغداد من اتجاهين نحو جنوب شرق بغداد انطلاقا من الناصرية, ونحو جنوبها الغربي انطلاقا من النجف. كانت القوات العراقية في الناصرية تتكون من الفرقة الميكانيكية 11 معززة بميليشيا جيش القدس وفدائيو صدام, رغم إن المعلومات غير متوفرة عن الخطة الدفاعية عن مدينة الناصرية وما تم إحصائه هو من المصادر الأمريكية ومن مذكرات الجنود الأمريكان التي كتبت خلال السنوات اللاحقة لهذه المعركة المنسية التي (من وجهة نظري المتواضعة) لو استغلت وطورت لغيرت الكثير من مجريات الحرب والمعارك في الحرب المقدسة ضد الغزاة.
كان الفيلق الثالث العراقي مسؤولا عن الدفاع عن المنطقة الجنوبية (البصرة وميسان وذي قار), الفرقة الميكانيكية 51 تدافع عن مدينة البصرة وضواحيها والفرقة السادسة وضعت لتدافع عن مدينة العمارة والفرقة الميكانيكية 11 تدافع عن مدينة الناصرية وضواحيها مع مسؤوليتها في الدفاع عن ثلاث جسور إستراتيجية تحتاجها القوات الغازية لإدامة الحركة نحو بغداد. الاستخبارات ألأمريكية بإحدى تقاريرها أكدت لقياداتها إن القوات العراقية المدافعة عن هذه المواقع فقدت 50 % من قوتها المفترضة نتيجة التخلف والهروب, استخبار يا كان الافتراض السائد بان القوة التي تدافع عن الناصرية قليلة العدد وضعيفة الاستحكامات والتسليح وستغدو أكثر ضعفا بعد استهدافها بغارات جوية عنيفة.
كان من المقرر وفق المخطط الاستراتيجي الأمريكي أن يتم التحرك نحو بغداد بمحوريين متوازيين ينفصلان شمال الناصرية بعد احتلال جسرين حيويين على نهر الفرات المحور ألأول شرق المدينة (شرق نهر الفرات) والمحور الثاني يقع إلى غربها (غرب نهر الفرات)المحور الأول يتحرك باتجاه شمال غرب بوحدات الفرقة الميكانيكية الثالثة والفرقة المحمولة 82 ووحدات مرافقة لها, وعلى نفس المسار تلتحق بها الفرقة المحمولة 101 على طريق الخط السريع الثامن, كان من واجب الفرقة الميكانيكية الثالثة قبل الاستمرار إلى بغداد هو احتلال مطار الأمام علي واحتلال جسر الناصرية على نهر الفرات من جهتها الغربية, حتى يمكن استخدامه للوصول إلى الخط السريع الأول ومنه يتم التوجه نحو الديوانية.
المحور الثاني والموازي, كان حركة الفرقة الأولى مارينز (المجموعة القتالية الثانية والأولى) باتجاه شمال غرب إلى الناصرية لاحتلال جسر شرق الناصرية على نهر الفرات والتقدم شمال المدينة لأحتلال الجسر الثالث, وكلفت قوة المهام الخاصة الأمريكية باحتلاله, واحتلال مدينة الناصرية وقناة صدام شمال الناصرية, ومنه يمكن استخدام الخط السريع السابع نحو الكوت والخط السريع الأول نحو الديوانية. وبذلك يكون التوجه نحو بغداد من محورين الأول من جنوبها الشرقي من مدينة الناصرية والثاني من جنوبها الغربي من مدينة النجف الخارطة رقم 1.
بقلم الصارم العراقي
كان لابد للقوات الغازية أن تخوض معركة الناصرية لأجل تطبيق إستراتيجيتها بالتحرك نحو بغداد من اتجاهين نحو جنوب شرق بغداد انطلاقا من الناصرية, ونحو جنوبها الغربي انطلاقا من النجف. كانت القوات العراقية في الناصرية تتكون من الفرقة الميكانيكية 11 معززة بميليشيا جيش القدس وفدائيو صدام, رغم إن المعلومات غير متوفرة عن الخطة الدفاعية عن مدينة الناصرية وما تم إحصائه هو من المصادر الأمريكية ومن مذكرات الجنود الأمريكان التي كتبت خلال السنوات اللاحقة لهذه المعركة المنسية التي (من وجهة نظري المتواضعة) لو استغلت وطورت لغيرت الكثير من مجريات الحرب والمعارك في الحرب المقدسة ضد الغزاة.
كان الفيلق الثالث العراقي مسؤولا عن الدفاع عن المنطقة الجنوبية (البصرة وميسان وذي قار), الفرقة الميكانيكية 51 تدافع عن مدينة البصرة وضواحيها والفرقة السادسة وضعت لتدافع عن مدينة العمارة والفرقة الميكانيكية 11 تدافع عن مدينة الناصرية وضواحيها مع مسؤوليتها في الدفاع عن ثلاث جسور إستراتيجية تحتاجها القوات الغازية لإدامة الحركة نحو بغداد. الاستخبارات ألأمريكية بإحدى تقاريرها أكدت لقياداتها إن القوات العراقية المدافعة عن هذه المواقع فقدت 50 % من قوتها المفترضة نتيجة التخلف والهروب, استخبار يا كان الافتراض السائد بان القوة التي تدافع عن الناصرية قليلة العدد وضعيفة الاستحكامات والتسليح وستغدو أكثر ضعفا بعد استهدافها بغارات جوية عنيفة.
كان من المقرر وفق المخطط الاستراتيجي الأمريكي أن يتم التحرك نحو بغداد بمحوريين متوازيين ينفصلان شمال الناصرية بعد احتلال جسرين حيويين على نهر الفرات المحور ألأول شرق المدينة (شرق نهر الفرات) والمحور الثاني يقع إلى غربها (غرب نهر الفرات)المحور الأول يتحرك باتجاه شمال غرب بوحدات الفرقة الميكانيكية الثالثة والفرقة المحمولة 82 ووحدات مرافقة لها, وعلى نفس المسار تلتحق بها الفرقة المحمولة 101 على طريق الخط السريع الثامن, كان من واجب الفرقة الميكانيكية الثالثة قبل الاستمرار إلى بغداد هو احتلال مطار الأمام علي واحتلال جسر الناصرية على نهر الفرات من جهتها الغربية, حتى يمكن استخدامه للوصول إلى الخط السريع الأول ومنه يتم التوجه نحو الديوانية.
المحور الثاني والموازي, كان حركة الفرقة الأولى مارينز (المجموعة القتالية الثانية والأولى) باتجاه شمال غرب إلى الناصرية لاحتلال جسر شرق الناصرية على نهر الفرات والتقدم شمال المدينة لأحتلال الجسر الثالث, وكلفت قوة المهام الخاصة الأمريكية باحتلاله, واحتلال مدينة الناصرية وقناة صدام شمال الناصرية, ومنه يمكن استخدام الخط السريع السابع نحو الكوت والخط السريع الأول نحو الديوانية. وبذلك يكون التوجه نحو بغداد من محورين الأول من جنوبها الشرقي من مدينة الناصرية والثاني من جنوبها الغربي من مدينة النجف الخارطة رقم 1.
الخارطة رقم 1 المحورين الرئيسيين للوحدات الأمريكية والوحدات الرئيسة المشتركة بالهجوم على مدينة الناصرية وساحة العمليات الكبرى.
كانت حركة الوحدات القتالية كالتالي في 22 آذار 2003: الفرقة الميكانيكية مارينز الأولى, على الجناح الأيمن لقوة المارينز الخاصة, والفرقة الثالثة الميكانيكية على الجناح الأيسر لقوة المارينز الخاصة. المجموعة القتالية الثانية تتحرك شمالا باتجاه حقل اللحيسية النفطي ثم إلى مطار جنوب شرق الناصرية.
كتيبة المدفعية الأولى مارينز تدعم الكتيبة العاشرة مارينز وكلتيهما تقومان بدعم مباشر ومستمر تحت كل الظروف للمجموعة القتالية الرئيسة التي تتحرك نحو الناصرية, والمؤلفة من ثلاث مجاميع, المجموعة ألأولى : كتيبة المشاة 2 وكتيبة المارينز 8 المجموعة الثانية : كتيبة المشاة 3 وكتيبة المارينز 2, المجموعة الثالثة : كتيبة مشاة 5 وكتيبة المارينز 2. وحركة هذه الوحدات تكون كالتالي : كتيبة المشاة 10 وكتيبة المارينز 1 تتحرك بجانب المجوعة الثالثة وأمام المجموعة الثانية.
مهمة قوات المارينز الخاصة تأمين محيط العمليات احتلال مواضع دفاعية لحين أن تقوم الفرقة الميكانيكية الأولى بتامين محيط المطار.
في اليوم التالي في 23 آذار, كتيبة المشاة العاشرة الأولى مارينز تحركت شمالا واحتلت مواقع دفاعية شمال المطار, ظهر ذلك اليوم كشف عن وجود مصادر للنيران غير مؤثرة من نفس الموقع تمت مشاغلتها ومحاصرتها, في المساء القوة الخاصة مارينز, ثبتت مواضعها في المطار وعملت على توجيه تقدم الفرقة الميكانيكية الثالثة نحو مطار الأمام علي والى جسر الخط السريع الأول (الغربي) عبر نهر الفرات غرب الناصرية.
قوة المارينز الخاصة أصدرت أمرا إلى مجموعة القتال الرئيسة بالتحرك باتجاه شمال غرب نحو مدينة الناصرية والتحضير لاحتلال الجسر الثاني (الشرقي) واحتلال الجسر الثالث على قناة صدام شمال الناصرية الخارطة رقم 2,
كتيبة المدفعية الأولى مارينز تدعم الكتيبة العاشرة مارينز وكلتيهما تقومان بدعم مباشر ومستمر تحت كل الظروف للمجموعة القتالية الرئيسة التي تتحرك نحو الناصرية, والمؤلفة من ثلاث مجاميع, المجموعة ألأولى : كتيبة المشاة 2 وكتيبة المارينز 8 المجموعة الثانية : كتيبة المشاة 3 وكتيبة المارينز 2, المجموعة الثالثة : كتيبة مشاة 5 وكتيبة المارينز 2. وحركة هذه الوحدات تكون كالتالي : كتيبة المشاة 10 وكتيبة المارينز 1 تتحرك بجانب المجوعة الثالثة وأمام المجموعة الثانية.
مهمة قوات المارينز الخاصة تأمين محيط العمليات احتلال مواضع دفاعية لحين أن تقوم الفرقة الميكانيكية الأولى بتامين محيط المطار.
في اليوم التالي في 23 آذار, كتيبة المشاة العاشرة الأولى مارينز تحركت شمالا واحتلت مواقع دفاعية شمال المطار, ظهر ذلك اليوم كشف عن وجود مصادر للنيران غير مؤثرة من نفس الموقع تمت مشاغلتها ومحاصرتها, في المساء القوة الخاصة مارينز, ثبتت مواضعها في المطار وعملت على توجيه تقدم الفرقة الميكانيكية الثالثة نحو مطار الأمام علي والى جسر الخط السريع الأول (الغربي) عبر نهر الفرات غرب الناصرية.
قوة المارينز الخاصة أصدرت أمرا إلى مجموعة القتال الرئيسة بالتحرك باتجاه شمال غرب نحو مدينة الناصرية والتحضير لاحتلال الجسر الثاني (الشرقي) واحتلال الجسر الثالث على قناة صدام شمال الناصرية الخارطة رقم 2,
خارطة رقم 2 توضح الطرق السريعة والجسور المعنية باحتلالها
ومواقع الدفاعات الأرضية العراقية
ومواقع الدفاعات الأرضية العراقية
صباح 23 آذار تحركت الكتيبة العاشرة والأولى مارينز على اثر المجموعة القتالية التي تتقدمها أمام المجموعة (الكتيبة الثالثة والثانية مارينز) وبشكل مفاجئ أصبحت تحت تأثير نيران مدفعية الفرقة 11 وتحت تأثير نيران مباشرة وغير مباشرة من مواقع مجهولة مختبئة جيدا إلى الشرق والغرب من الطريق السريع السابع الذي يقع جنوب الناصرية, الكتيبتان العاشرة الأولى مارينز ثبتتا وضعهما على الأرض جيدا وفتحت نيرانها بشكل عشوائي إلى مصادر النيران, وقد هيأت مستشفى ميداني بعد توارد الأنباء بسقوط السرية 507 بكمين عراقي آباد معظم آلياتها وإفرادها, الذين هوجموا في المدينة وفر من تبقى حيا إلى جنوبها إلى الخط السريع السابع.
ففي فجر ذلك اليوم من اليوم الرابع للحرب في 23 آذار 2003 دفعت الوحدات الكتيبة المدرعة الثانية وكتيبة المارينز الأولى وسرية الصيانة 507 للتقرب من تخوم الناصرية. الكتيبة المدرعة الثانية وصلت أولا إلى ضواحي الناصرية وتقربت لاحتلال مطار في جنوب غرب المدينة ودارت معارك عنيفة مع المدافعين عن المطار, وتحركت وحدات منها شمالا لاحتلال جزء من الخط السريع الثامن المؤدي إلى الجسر الشرقي.
بينما كانت وحدات الهجوم الأساسية من الفرقة الميكانيكية الثالثة والوحدات المرافقة لها, قد تحركت غربا على الخط السريع الثامن المؤدي إلى كربلاء. قوة المهام الخاصة أمرت بالتحرك لتطهير الجانب الغربي من نهر الفرات ومسك جسر المدينة الغربي والتحرك لاحقا لاحتلال ومسك الخط السريع السابع شرق الناصرية لكي تضمن عبور سلس للفرقة الميكانيكية الأولى مارينز. كانت الأوامر قد صدرت في 22 آذار 2003 إلى الكتيبة المدرعة الثالثة وكتيبة المارينز الثانية بالتحرك لاحتلال جسر المدينة الغربي. بينما تحركت الكتيبة المدرعة الثانية وكتيبة المارينز الأولى لاحتلال الجسر الشرقي للناصرية
استنادا إلى روايات مذكرات ضباط وجنود من اشتركوا بالقتال كانت الفكرة العامة : إن العراقيين سيرمون اطلاقتين من أسلحتهم ثم يفروا ليذوبوا بين المدنين ولن يبقى سوى(الإرهابيين والمتعصبين والسفاحين) فكانت الروح المعنوية للجندي الأمريكي عالية جدا تحت ستار من غطاء جوي كامل وقوات برية أضعاف القوات المدافعة عن المدن العراقية عددا وتسليحا.
في ساعات قبل الفجر من يوم 23 آذار 2003 كانت القوافل تغذي السير بالاتجاهات المخطط لها, القافلة الأولى من الحملة وصلت إلى الخط السريع السابع, عندما فقدت سرية الصيانة 507 وحادت عن الطريق الثامن المؤدي إلى النجف وتوغلت بالخطأ بالطريق السابع نحو مركز المدينة, ويبدو إن المدافعين قد تعمدوا السماح لها بعبور الجسر فكان كمين محكم في المدخل الصحراوي خارج المدينة وفي داخلها أوقع 33 جنديا أمريكيا وكامل أسلحتهم وعجلاتهم تحت تأثير نيران مباشرة لم ينج منها إلا قائد المجموعة وثلاث عجلات صورة رقم 1.
ففي فجر ذلك اليوم من اليوم الرابع للحرب في 23 آذار 2003 دفعت الوحدات الكتيبة المدرعة الثانية وكتيبة المارينز الأولى وسرية الصيانة 507 للتقرب من تخوم الناصرية. الكتيبة المدرعة الثانية وصلت أولا إلى ضواحي الناصرية وتقربت لاحتلال مطار في جنوب غرب المدينة ودارت معارك عنيفة مع المدافعين عن المطار, وتحركت وحدات منها شمالا لاحتلال جزء من الخط السريع الثامن المؤدي إلى الجسر الشرقي.
بينما كانت وحدات الهجوم الأساسية من الفرقة الميكانيكية الثالثة والوحدات المرافقة لها, قد تحركت غربا على الخط السريع الثامن المؤدي إلى كربلاء. قوة المهام الخاصة أمرت بالتحرك لتطهير الجانب الغربي من نهر الفرات ومسك جسر المدينة الغربي والتحرك لاحقا لاحتلال ومسك الخط السريع السابع شرق الناصرية لكي تضمن عبور سلس للفرقة الميكانيكية الأولى مارينز. كانت الأوامر قد صدرت في 22 آذار 2003 إلى الكتيبة المدرعة الثالثة وكتيبة المارينز الثانية بالتحرك لاحتلال جسر المدينة الغربي. بينما تحركت الكتيبة المدرعة الثانية وكتيبة المارينز الأولى لاحتلال الجسر الشرقي للناصرية
استنادا إلى روايات مذكرات ضباط وجنود من اشتركوا بالقتال كانت الفكرة العامة : إن العراقيين سيرمون اطلاقتين من أسلحتهم ثم يفروا ليذوبوا بين المدنين ولن يبقى سوى(الإرهابيين والمتعصبين والسفاحين) فكانت الروح المعنوية للجندي الأمريكي عالية جدا تحت ستار من غطاء جوي كامل وقوات برية أضعاف القوات المدافعة عن المدن العراقية عددا وتسليحا.
في ساعات قبل الفجر من يوم 23 آذار 2003 كانت القوافل تغذي السير بالاتجاهات المخطط لها, القافلة الأولى من الحملة وصلت إلى الخط السريع السابع, عندما فقدت سرية الصيانة 507 وحادت عن الطريق الثامن المؤدي إلى النجف وتوغلت بالخطأ بالطريق السابع نحو مركز المدينة, ويبدو إن المدافعين قد تعمدوا السماح لها بعبور الجسر فكان كمين محكم في المدخل الصحراوي خارج المدينة وفي داخلها أوقع 33 جنديا أمريكيا وكامل أسلحتهم وعجلاتهم تحت تأثير نيران مباشرة لم ينج منها إلا قائد المجموعة وثلاث عجلات صورة رقم 1.
صورة رقم 1 توضح موقع الكمين لسرية الصيانة 507 وعدد وأنواع العجلات التي تم تدميرها وإعطابها, والمواقع التي تم صد وحدات الإنقاذ لها
تابع
رد: بمناسبة الذكرى الرابعة لمعركة الناصرية
ذكر احد الجنود من السرية 507 في مذكراته عن هذه المعركة : (لم نكن نتوقع أن نندفع نتيجة قرار خاطئ أن نقع بسلسلة من المحن وسوء الحظ أدى إلى أن تندفع قافلتنا إلى فكي الموت). كان الجنود العراقيون من الفرقة 11 ومن تجحفل معهم من جيش القدس ومن فدائيي صدام مختبئين جيدا, على جانبي الطريق, واستغلوا سوء الأحوال الجوية والظلام فأوقعا سرية الصيانة 507 بكمين محكم, دار قتال عنيف ودموي لعدة ساعات, دمرت 7 عجلات ضخمة وعجلات همفي, في بداية الصباح من نفس اليوم كان قد قتل 11 جنديا من المارينز وتم اسر 7 آخرين من ضمنهم الجندية جيسكا وجرح 5 تم إنقاذهم, انتقلت الأخبار بسرعة عن هذه المعركة وهذا الكمين, أثارت الرعب بجنود الغزاة. أرسلت الكتيبة المدرعة الثانية وكتيبة المارينز الأولى لتقديم الدعم إلى السرية 507, التي تعرضت إلى إصابات على الطريق السريع السابع. خلال عملية البحث تعرضت القوتان النيران كثيفة من جميع الاتجاهات من مدافع المورتر وقذائف الأر بي جي والأسلحة الخفيفة ومدافع الهاون, احد الجنود من القوة كتب في مفكرته عن هذا اليوم : (بشروق شمس اليوم الرابع من القتال, تحركنا حسب الأوامر لإنقاذ ما تبقى من سرية الصيانة 507 في مركز مدينة الناصرية واختراق المدينة نحو قناة صدام, تحركنا بضعة كيلومترات فقط, كل أبواب الجحيم قد فتحت علينا, كأن المدينة قد استيقظت من سباتها وتدافع بشكل جنوني), لقد فتح الجيش العراقي النار وفدائيو صدام وميلشيا البعث من جميع الاتجاهات. والمنظر الذي أثار رعب الجنود الأمريكان هو ظهور ذوي الملابس السوداء من اللامكان وهم يحملون القاذفات الصاروخية وأسلحتهم الخفيفة فيصلون القوات الأمريكية بنيران حامية, ويختفون, استمرت المعارك العنيفة حتى ظهر يوم 23 آذار.
احد الجنود الأمريكان في مذكراته كتب واصفا القتال : (عشرات الجنود الأمريكان تخلوا عن مواضعهم القتالية فوق دروعهم وسياراتهم المقاتلة ورموا أنفسهم إلى جوانب الطريق محتمين بأنفسهم بالخنادق الأرضية, كنت اسمع الجنود يصرخون بأنهم (لن يعيشوا أكثر من هذا اليوم).
أنقذ الموقف الأمريكي وصول الدعم المدرع وطائرات الكوبرا. اتخذت هذه القوات طريقها شمالا نحو المدينة, لم يجدوا سوى حطام عجلات السرية 507 المحترقة والمدمرة, وكان المدافعون قد تراجعوا إلى أماكن مجهولة.
استمرت معركة عنيفة واستخدمت فيها كل الأسلحة, واستمرت مدفعية الكتيبة العاشرة والأولى مارينز بتعزيز رميها دفاعا عن نفسها وعن الوحدات الأخرى. التي أصبحت بتماس مع القوات العراقية.
ظهر يوم 23 آذار عززت الكتائب الأمريكية بكتيبة مدفعية هندية لزيادة تأثيرها على القطعات العراقية المدافعة عن المدينة التي كانت نيرانها مؤثرة وموجهة ولحماية الكتيبتان (الحادية عشر والأولى مارينز) والكتيبتان (الثالثة والعاشرة مارينز) الموجودتان جنوب شرق الناصرية. المتوقفتان بانتظار أوامر اتجاه الحركة.
بعد قتال عنيف تم تأمين الجسر الشرقي, بان عبرت سرية ألفا إلى الجهة المقابلة منه وهيأت مواضع دفاعية وأصبحت خلف سرية برافو وتحركت سرية برافو لتأمين الجسر الثاني واستطاعت عبور النهر وتحركت شمالا متجنبة الجزء الشرقي من المدينة, وبسبب ذلك فقد دخلت إلى ارض طينية رخوة غرزت السرية بكاملها, فلم تستطع بجنودها المائتين تقديم الدعم إلى نفسها أو إلى الوحدات الأخرى, أمرت سرية جارلي بالتقدم شمالا مهما كان الثمن لاحتلال الجسر الشمالي وتقديم الدعم لمشاة المارينز العالقة بقناة صدام وتتعرض إلى نيران كثيفة. تحركت السرية مخترقة مركز المدينة بسرعة, فتعرضت إلى نيران قصف كثيف من الجانب العراقي من كل الجهات, من البيوت ومن العمارات ومن النوافذ ومن الشرفات ومن الزوايا ومن وراء الأشجار, احد الجنود المشتركين السرية جارلي ذكر : (كان الجميع يرمي, جنودا نظاميون ومدنيون ونساء استخدمن القاذفات الصاروخية وحتى الأطفال (يتم الترحيب بالمارينز بصليات من الجحيم), كانت سرية جارلي عبرت النهر مستخدمة 11 برمائية إلى وسط المدينة لكنها استطاعت الوصول إلى الضفة الثانية تحت نيران عراقية كثيفة. ثم تحركت شمالا نحو وسط المدينة استطاعت التغلغل 4 كم, قذيفة صاروخية تدمر عجلة القيادة الثانية في القافلة, ويتم تدمير العجلة الأخيرة بقاذفة صاروخية. ذكر احد الجنود المشتركين بسرية جارلي بان (القذائف كانت تسقط علينا كالمطر), جرح 5 جنود من قوات جارلي بشكل فوري, مما اضطرهم إلى الزحف لمسافات طويلة ومعهم جرحاهم باحثين عن ملجأ, كانت النيران لا زالت تمطر سرية جارلي من كل الاتجاهات, استطاع بعض الجنود نصب مدافع المورتر, بعد أول اطلاقتين انهمرت على الموقع عشرات القذائف من المدفعية العراقية, نفس الجندي ذكر (وإذا بالمدفعية العراقية تصب جام غضبها علينا يمينا وشمالا). قائد المجموعة رمي بعيدا من شدة الانفجار. طلب بشكل مستعجل تدخل الطيران إي طيران متوفر لفك الحصار عن الوحدات التي تشتت.
تعرضت المواقع الدفاعية العراقية إلى قصف عنيف بطائرات (أي 10) القانصة للدروع التي يطلق عليها العراقيون (الموت الصامت), لكن الطائرات وبسبب الارتباك الشديد قصفت مواقع سرية جارلي التي هربت من النيران العراقية قرب قناة صدام شمال المدينة فقتلت 6 جنود. في نهاية هذا اليوم الدامي على القوات الأمريكية وعلى سرية جارلي كان قد قتل من السرية 18 جنديا وجرح 15 آخرين.
فجر 24 آذار أنهكت المجموعة القتالية الأمريكية بشكل كبير وبدأ مخزون العتاد والوقود بالنضوب, وكانت المقاومة على أشدها خارج وداخل مدينة الناصرية وحرب العصابات المنظمة والمسيطر عليها والمخطط لها جيدا كانت تؤتي ثمارها. استطاعت الكتيبتان (العاشرة والأولى مارينز) من اختراق المدينة تحت نيران كثيفة إلى خارج شمال المدينة محققة كسبا بوصولها إلى قناة صدام. وبدأت تؤمن محيط عملها, نيران المدفعية العراقية كان مؤثرا وفعالا بسبب استمكانها الجيد والمسبق, وبسبب حركة الوحدات السريع لأجل التخلص من النيران العراقية والكمائن أصبح الوضع معقدا للقوات الأمريكية ومحرجا, فقد تبعثرت مجاميعه القتالية, الكتيبتان الثانية والأولى مارينز أصبحت إلى شمال المدينة. والكتيبتان الثامنة والثانية مارينز في جنوبها والكتيبتان العاشرة والأولى مارينز تحصن مواقعها على قناة صدام. هذه الكتائب كانت قريبة جدا من النيران العراقية في المدينة لم تكن تستطيع أن تدعم بعضها البعض, الكتيبتان الثانية والأولى مارينز تبعد حوالي 14- 30 كم عن الكتيبتان (العاشرة والأولى مارينز) لكنها ليست قريبة من أن تحصل على أي دعم من الكتائب الثامنة والثانية مارينز) التي تبعد حالي 5 كم إلى الشمال أكثر, سرية دبابات ألفا و200 جندي غرزوا بوحل الناصرية وسرية جارلي خسرت الكثير من رجالها وعجلاتها. ومع انخفاض مخزون العتاد والوقود, كانت هذه الكتائب معرضة للتهديد بأي لحظة
مع اشتداد القتال تحركت القوات العراقية نحو تعزيز بعض المواقع جنوب المدينة, الكتيبتان العاشرة والأولى مارينز اصطبحتا مكشوفتان بدون حماية وعليها أن تدافع عن نفسها لمدة 24 ساعة باليوم من جميع الاتجاهات, ظهر يوم 24 اذار وبعد 35 ساعة قتال متواصلة حصلت كتائب المدفعية على ذخائر شديدة الانفجار, لكن الكتيبة العاشرة والأولى مارينز لا زال لديها نقص في العتاد. وصلت طلائع الكتيبتان الحادية عشر والأولى مارينز لتدعم الكتيبة العاشرة والأولى مارينز, وتهيأت الكتيبة الحادية عشر والأولى إلى الحركة باختراق المدينة على نفس مسار المجموعة القتالية وان تصل إلى الطريق المؤدي إلى الخط السريع السابع نحو الكوت.
ليل 24 آذار شنت الكتيبتان الحادية عشر والأولى مارينز هجوما للوصول إلى الطريق السريع تحت نيران عراقية كثيفة ومباشرة. صباح 25 آذار تم دعم الكتائب في المجموعة القتالية الأولى والثانية. القتال في داخل وضواحي الناصرية كان مستمرا. المدفعية العراقية لا زالت مؤثرة. وقد استخدمت القوات العراقية غطاء العاصفة الرملية والأمطار والظلام بتعزيز مواقعها واتخاذ مواقع قتالية أخرى على الخط السريع السابع, وشاغلت الكتيبة الثامنة والثانية مارينز وأوقفتها عن التقدم. زادت حدة القتال خلال اليوم التالي في 26 آذار وقد لعبت المدفعية دورا أساسيا للطرفين لكن المدفعية العراقية كانت قد استمكنت أهدافها جيدا فكان تأثيرها كبيرا جدا على القطعات المهاجمة. وقد تحجج قائد الفيلق البري الخامس إن سبب التأخير في التحرك نحو بغداد هو (إن جنوده كانوا بحاجة إلى تأخير تقدمهم صوب العاصمة العراقية لتحجيم تهديد الفدائيين في الخطوط الخلفية), وليس إلى عنف القتال وضراوته وبراعة المدافعين وصلابتهم في الدفاع عن المدينة وشدة نيرانهم وتأثيرها الكبير. ويبدو أن فدائيو صدام كان لهم الأثر الكبير على الإحباط الذي أصيب به الجندي الأمريكي خلال مواجهاته مع الفدائيين وإنهم عازمون على القتال حتى الموت. وبينما قيّم الكثير من الضباط في الميدان الفدائيين بأنهم يشكلون خصما عنيدا كان رأي الجنرال فرانكس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد بأنهم (مجرد نتوءات موضوعة على الطريق نحو بغداد).
مساء 26 آذار قصفت مستشفى الناصرية وحوصرت ثم احتلت لعدم وجود قطعات تدافع عنها كونها هدفا مدنيا, صباح 27 آذار الكتيبتان العاشرة والأولى مارينز ثبتت مواضعها جيدا وبنفس الوقت كان المدفعية العراقية قد بدأت يقل تأثيرها بسبب عنف القصف المعادي الجوي, في 28 آذار تم تأمين الخط السريع السابع.
المجموعة القتالية الثانية وجهت الكتيبة العاشرة والأولى مارينز لدعم وتأمين الطريق السريع الأول وجسر نهر الفرات الغربي الذي أصبح الممر الرئيس للقوات المهاجمة نحو بغداد, بدأت المجموعة القتالية الثانية بالتحرك على الخط السريع السابع نحو قلعة سكر ومن مدينة إلى مدينة حتى العمارة حيث استسلمت الفرقة العاشرة. في الناصرية وما حولها ظلت مجاميع كبيرة من الفرقة 11 وجيش القدس وفدائيو صدام يتحركون من مكان إلى آخر بحرب عصابات منظمة بدون توقف لضرب خطوط الإمداد والتموين ونصب الكمائن وظلت تشكل خطرا كبيرا على مؤخرة القوات المتوجهة إلى بغداد.
معركة الناصرية أوقفت وحجمت تقدم محور الجيش ألأمريكي شرق الفرات من اليوم الرابع للعدوان في 23 آذار 3003 وحتى 2 نيسان 2003, وخسرت القوات المهاجمة 33 جنديا قتيلا و150 جريحا (حسب ادعاءاتها) وعددا كبيرا من العجلات والدروع, مدفعية الفرقة 11 وهاونات جيش القدس والفدائيين والكمائن وحرب العصابات المنظمة. والمدافعون عن المدينة استطاعوا أن يشتتوا الهجوم ويبعثروا الوحدات المهاجمة, لقد كتب احد الباحثين الأمريكيين (تيم ريتشارد) عنها قائلا: (لقد اتضحت تلك الدروس من خلال معركة صغيرة، لكنها دموية، خاضها الجنود الأمريكيون في اليوم الرابع للغزو، وهي المعركة التي خسرها الجيش الأمريكي). وأشارت صحيفة التايمز بوصفها المعركة قائلة : "الحقائق المرة للحرب تطفو إلى السطح" بينما صحيفة الديلي تلغراف ذكرت بعنوانها العريض : "الحلفاء يتكبدون آلام الحرب"., كانت جيوش الغزاة تفترض بان الذين يدافعون عن الناصرية قلة سرعان ما تستسلم وترفع الراية البيضاء وتنثر لها الزهور, لكنها كما يبدو لم تحسب حسابا للروح المعنوية والوطنية الرائعة لأولئك الرجال الذين صمدوا في مواقعهم إيمانا بالله وحبا بالوطن. ما أوردته لكم ليس دفاعا عن خطة دفاعية ضلت مجهولة وأثارت الشكوك, لكنها عرفانا بالجميل لرجال الجيش العراقي وميليشيا جيش القدس وفدائيو صدام الذين صمدوا حتى النهاية والذين اثأروا الرعب في صفوف الغزاة.
احد الجنود الأمريكان في مذكراته كتب واصفا القتال : (عشرات الجنود الأمريكان تخلوا عن مواضعهم القتالية فوق دروعهم وسياراتهم المقاتلة ورموا أنفسهم إلى جوانب الطريق محتمين بأنفسهم بالخنادق الأرضية, كنت اسمع الجنود يصرخون بأنهم (لن يعيشوا أكثر من هذا اليوم).
أنقذ الموقف الأمريكي وصول الدعم المدرع وطائرات الكوبرا. اتخذت هذه القوات طريقها شمالا نحو المدينة, لم يجدوا سوى حطام عجلات السرية 507 المحترقة والمدمرة, وكان المدافعون قد تراجعوا إلى أماكن مجهولة.
استمرت معركة عنيفة واستخدمت فيها كل الأسلحة, واستمرت مدفعية الكتيبة العاشرة والأولى مارينز بتعزيز رميها دفاعا عن نفسها وعن الوحدات الأخرى. التي أصبحت بتماس مع القوات العراقية.
ظهر يوم 23 آذار عززت الكتائب الأمريكية بكتيبة مدفعية هندية لزيادة تأثيرها على القطعات العراقية المدافعة عن المدينة التي كانت نيرانها مؤثرة وموجهة ولحماية الكتيبتان (الحادية عشر والأولى مارينز) والكتيبتان (الثالثة والعاشرة مارينز) الموجودتان جنوب شرق الناصرية. المتوقفتان بانتظار أوامر اتجاه الحركة.
بعد قتال عنيف تم تأمين الجسر الشرقي, بان عبرت سرية ألفا إلى الجهة المقابلة منه وهيأت مواضع دفاعية وأصبحت خلف سرية برافو وتحركت سرية برافو لتأمين الجسر الثاني واستطاعت عبور النهر وتحركت شمالا متجنبة الجزء الشرقي من المدينة, وبسبب ذلك فقد دخلت إلى ارض طينية رخوة غرزت السرية بكاملها, فلم تستطع بجنودها المائتين تقديم الدعم إلى نفسها أو إلى الوحدات الأخرى, أمرت سرية جارلي بالتقدم شمالا مهما كان الثمن لاحتلال الجسر الشمالي وتقديم الدعم لمشاة المارينز العالقة بقناة صدام وتتعرض إلى نيران كثيفة. تحركت السرية مخترقة مركز المدينة بسرعة, فتعرضت إلى نيران قصف كثيف من الجانب العراقي من كل الجهات, من البيوت ومن العمارات ومن النوافذ ومن الشرفات ومن الزوايا ومن وراء الأشجار, احد الجنود المشتركين السرية جارلي ذكر : (كان الجميع يرمي, جنودا نظاميون ومدنيون ونساء استخدمن القاذفات الصاروخية وحتى الأطفال (يتم الترحيب بالمارينز بصليات من الجحيم), كانت سرية جارلي عبرت النهر مستخدمة 11 برمائية إلى وسط المدينة لكنها استطاعت الوصول إلى الضفة الثانية تحت نيران عراقية كثيفة. ثم تحركت شمالا نحو وسط المدينة استطاعت التغلغل 4 كم, قذيفة صاروخية تدمر عجلة القيادة الثانية في القافلة, ويتم تدمير العجلة الأخيرة بقاذفة صاروخية. ذكر احد الجنود المشتركين بسرية جارلي بان (القذائف كانت تسقط علينا كالمطر), جرح 5 جنود من قوات جارلي بشكل فوري, مما اضطرهم إلى الزحف لمسافات طويلة ومعهم جرحاهم باحثين عن ملجأ, كانت النيران لا زالت تمطر سرية جارلي من كل الاتجاهات, استطاع بعض الجنود نصب مدافع المورتر, بعد أول اطلاقتين انهمرت على الموقع عشرات القذائف من المدفعية العراقية, نفس الجندي ذكر (وإذا بالمدفعية العراقية تصب جام غضبها علينا يمينا وشمالا). قائد المجموعة رمي بعيدا من شدة الانفجار. طلب بشكل مستعجل تدخل الطيران إي طيران متوفر لفك الحصار عن الوحدات التي تشتت.
تعرضت المواقع الدفاعية العراقية إلى قصف عنيف بطائرات (أي 10) القانصة للدروع التي يطلق عليها العراقيون (الموت الصامت), لكن الطائرات وبسبب الارتباك الشديد قصفت مواقع سرية جارلي التي هربت من النيران العراقية قرب قناة صدام شمال المدينة فقتلت 6 جنود. في نهاية هذا اليوم الدامي على القوات الأمريكية وعلى سرية جارلي كان قد قتل من السرية 18 جنديا وجرح 15 آخرين.
فجر 24 آذار أنهكت المجموعة القتالية الأمريكية بشكل كبير وبدأ مخزون العتاد والوقود بالنضوب, وكانت المقاومة على أشدها خارج وداخل مدينة الناصرية وحرب العصابات المنظمة والمسيطر عليها والمخطط لها جيدا كانت تؤتي ثمارها. استطاعت الكتيبتان (العاشرة والأولى مارينز) من اختراق المدينة تحت نيران كثيفة إلى خارج شمال المدينة محققة كسبا بوصولها إلى قناة صدام. وبدأت تؤمن محيط عملها, نيران المدفعية العراقية كان مؤثرا وفعالا بسبب استمكانها الجيد والمسبق, وبسبب حركة الوحدات السريع لأجل التخلص من النيران العراقية والكمائن أصبح الوضع معقدا للقوات الأمريكية ومحرجا, فقد تبعثرت مجاميعه القتالية, الكتيبتان الثانية والأولى مارينز أصبحت إلى شمال المدينة. والكتيبتان الثامنة والثانية مارينز في جنوبها والكتيبتان العاشرة والأولى مارينز تحصن مواقعها على قناة صدام. هذه الكتائب كانت قريبة جدا من النيران العراقية في المدينة لم تكن تستطيع أن تدعم بعضها البعض, الكتيبتان الثانية والأولى مارينز تبعد حوالي 14- 30 كم عن الكتيبتان (العاشرة والأولى مارينز) لكنها ليست قريبة من أن تحصل على أي دعم من الكتائب الثامنة والثانية مارينز) التي تبعد حالي 5 كم إلى الشمال أكثر, سرية دبابات ألفا و200 جندي غرزوا بوحل الناصرية وسرية جارلي خسرت الكثير من رجالها وعجلاتها. ومع انخفاض مخزون العتاد والوقود, كانت هذه الكتائب معرضة للتهديد بأي لحظة
مع اشتداد القتال تحركت القوات العراقية نحو تعزيز بعض المواقع جنوب المدينة, الكتيبتان العاشرة والأولى مارينز اصطبحتا مكشوفتان بدون حماية وعليها أن تدافع عن نفسها لمدة 24 ساعة باليوم من جميع الاتجاهات, ظهر يوم 24 اذار وبعد 35 ساعة قتال متواصلة حصلت كتائب المدفعية على ذخائر شديدة الانفجار, لكن الكتيبة العاشرة والأولى مارينز لا زال لديها نقص في العتاد. وصلت طلائع الكتيبتان الحادية عشر والأولى مارينز لتدعم الكتيبة العاشرة والأولى مارينز, وتهيأت الكتيبة الحادية عشر والأولى إلى الحركة باختراق المدينة على نفس مسار المجموعة القتالية وان تصل إلى الطريق المؤدي إلى الخط السريع السابع نحو الكوت.
ليل 24 آذار شنت الكتيبتان الحادية عشر والأولى مارينز هجوما للوصول إلى الطريق السريع تحت نيران عراقية كثيفة ومباشرة. صباح 25 آذار تم دعم الكتائب في المجموعة القتالية الأولى والثانية. القتال في داخل وضواحي الناصرية كان مستمرا. المدفعية العراقية لا زالت مؤثرة. وقد استخدمت القوات العراقية غطاء العاصفة الرملية والأمطار والظلام بتعزيز مواقعها واتخاذ مواقع قتالية أخرى على الخط السريع السابع, وشاغلت الكتيبة الثامنة والثانية مارينز وأوقفتها عن التقدم. زادت حدة القتال خلال اليوم التالي في 26 آذار وقد لعبت المدفعية دورا أساسيا للطرفين لكن المدفعية العراقية كانت قد استمكنت أهدافها جيدا فكان تأثيرها كبيرا جدا على القطعات المهاجمة. وقد تحجج قائد الفيلق البري الخامس إن سبب التأخير في التحرك نحو بغداد هو (إن جنوده كانوا بحاجة إلى تأخير تقدمهم صوب العاصمة العراقية لتحجيم تهديد الفدائيين في الخطوط الخلفية), وليس إلى عنف القتال وضراوته وبراعة المدافعين وصلابتهم في الدفاع عن المدينة وشدة نيرانهم وتأثيرها الكبير. ويبدو أن فدائيو صدام كان لهم الأثر الكبير على الإحباط الذي أصيب به الجندي الأمريكي خلال مواجهاته مع الفدائيين وإنهم عازمون على القتال حتى الموت. وبينما قيّم الكثير من الضباط في الميدان الفدائيين بأنهم يشكلون خصما عنيدا كان رأي الجنرال فرانكس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد بأنهم (مجرد نتوءات موضوعة على الطريق نحو بغداد).
مساء 26 آذار قصفت مستشفى الناصرية وحوصرت ثم احتلت لعدم وجود قطعات تدافع عنها كونها هدفا مدنيا, صباح 27 آذار الكتيبتان العاشرة والأولى مارينز ثبتت مواضعها جيدا وبنفس الوقت كان المدفعية العراقية قد بدأت يقل تأثيرها بسبب عنف القصف المعادي الجوي, في 28 آذار تم تأمين الخط السريع السابع.
المجموعة القتالية الثانية وجهت الكتيبة العاشرة والأولى مارينز لدعم وتأمين الطريق السريع الأول وجسر نهر الفرات الغربي الذي أصبح الممر الرئيس للقوات المهاجمة نحو بغداد, بدأت المجموعة القتالية الثانية بالتحرك على الخط السريع السابع نحو قلعة سكر ومن مدينة إلى مدينة حتى العمارة حيث استسلمت الفرقة العاشرة. في الناصرية وما حولها ظلت مجاميع كبيرة من الفرقة 11 وجيش القدس وفدائيو صدام يتحركون من مكان إلى آخر بحرب عصابات منظمة بدون توقف لضرب خطوط الإمداد والتموين ونصب الكمائن وظلت تشكل خطرا كبيرا على مؤخرة القوات المتوجهة إلى بغداد.
معركة الناصرية أوقفت وحجمت تقدم محور الجيش ألأمريكي شرق الفرات من اليوم الرابع للعدوان في 23 آذار 3003 وحتى 2 نيسان 2003, وخسرت القوات المهاجمة 33 جنديا قتيلا و150 جريحا (حسب ادعاءاتها) وعددا كبيرا من العجلات والدروع, مدفعية الفرقة 11 وهاونات جيش القدس والفدائيين والكمائن وحرب العصابات المنظمة. والمدافعون عن المدينة استطاعوا أن يشتتوا الهجوم ويبعثروا الوحدات المهاجمة, لقد كتب احد الباحثين الأمريكيين (تيم ريتشارد) عنها قائلا: (لقد اتضحت تلك الدروس من خلال معركة صغيرة، لكنها دموية، خاضها الجنود الأمريكيون في اليوم الرابع للغزو، وهي المعركة التي خسرها الجيش الأمريكي). وأشارت صحيفة التايمز بوصفها المعركة قائلة : "الحقائق المرة للحرب تطفو إلى السطح" بينما صحيفة الديلي تلغراف ذكرت بعنوانها العريض : "الحلفاء يتكبدون آلام الحرب"., كانت جيوش الغزاة تفترض بان الذين يدافعون عن الناصرية قلة سرعان ما تستسلم وترفع الراية البيضاء وتنثر لها الزهور, لكنها كما يبدو لم تحسب حسابا للروح المعنوية والوطنية الرائعة لأولئك الرجال الذين صمدوا في مواقعهم إيمانا بالله وحبا بالوطن. ما أوردته لكم ليس دفاعا عن خطة دفاعية ضلت مجهولة وأثارت الشكوك, لكنها عرفانا بالجميل لرجال الجيش العراقي وميليشيا جيش القدس وفدائيو صدام الذين صمدوا حتى النهاية والذين اثأروا الرعب في صفوف الغزاة.
جزء من مذكرات احد الجنود الأمريكان الذين علقوا تحت نيران المقاومة العراقية داخل مدينة الناصرية وهو يصف اتجاه النار وقوتها وعنف المعارك والعجلات المحترقة حتى انه وصف الطريق الذي سلكوه (شارع الانتحار) كما أطلق عليه جنود الغزاة لاختراق مدينة الناصرية للعبور إلى شمالها.
مواضيع مماثلة
» حتى لا ننسى :الذكرى الرابعة للأسر
» في الذكرى الرابعة للعدوان تظل بغداد صامدة عصية على السقو
» بيان إلى أبناء شعبنا الصامد بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين
» في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال صدام حسين
» لتكن الذكرى ال70 لولادة صدام حسين محفزا اضافيا لتحرير العراق
» في الذكرى الرابعة للعدوان تظل بغداد صامدة عصية على السقو
» بيان إلى أبناء شعبنا الصامد بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين
» في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال صدام حسين
» لتكن الذكرى ال70 لولادة صدام حسين محفزا اضافيا لتحرير العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى