ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المحامي زياد الخصاونة
صفحة 1 من اصل 1
ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المحامي زياد الخصاونة
حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد البطل صدام حسين
هي مجموعة من اللقاءات التي جمعت بين الصحافية التونسية فاطمة الكرّاي وثلّة من رجال الفكر والسياسة والقانون في الذكرى الأولى لإستشهاد القائد البطل المناضل صدام حسين وقد تمّ جمع تلك الحوارات بملف خاص نشرته جريدة الشروق التونسية يوم الثلاثاء 18/12/2007 أرجو أن ينال إعجاب القراء وتعمّ الفائدة من نشره كاملا غير منقوص .
عزالدين بن حسين القوطالي
21/12/2007
21/12/2007
الجزء الخامس : حوار مع المحامي زياد الخصاونة
صدام تقدّم الى المشنقة... كنخل العراق شامخا... لا يهاب أحدا...
صدام تقدّم الى المشنقة... كنخل العراق شامخا... لا يهاب أحدا...
الأستاذ زياد الخصاونة، هو المحامي الاردني، الذي ضمّته كوكبة المحامين الاول، الذين أخذوا على عاتقهم تكوين هيئة الدفاع عن صدام حسين وعن العراق...
كانت للرجل رؤى مخالفة، لما يمكن أن يكون مسموحا به، لمحام يدافع عن الرئيس العراقي صدام حسين... كما سألته عن الرئيس الشهيد، وعن أنباء لم يسرّ بها من قبل، كما سألته عن تقييمه لعملية الاعدام، وإحساسه بعد عام... وكيف كان الاعدام يوم عيد الاضحى المبارك، وقد حرّمت كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، إعدام إنسان في يوم عيده الديني أو عيده الوطني... تنهّد المحامي الاردني، الذي مازال يصرّ على نعت «صدام» بـ «السيد الرئيس» ويضيف الى هذه التسمية: «الشهيد»
«في الحقيقة ليس لديّ أسرار لم تُذع عن ملف المحاكمة والاستشهاد، لكني سمعت ولم أشاهد، أن السيد الرئيس الشهيد، ليلة إعدامه عرضت عليه وجبة العشاء بعد أن طلب أن يتعشّى، ثم طلب ستة أكواب ماء ساخن بالعسل، فشربها... توضأ وصلّى وقال لسجّانيه: «تفضلوا الى حيث أنتم ذاهبون»، وفي نفس اللحظة عرض عليه أحدهم أن يذهب الى الحمام، خوفا من خوفه أو ارتعاده أمام المقصلة... فرد السيد الرئيس: «اللّي مثلك يروحون على الحمام... لكن أنا لا».
ثم إنني قد لا أذيع سرا، إن قلت، إن الاحتلال الذي كان يتولى اعتقاله عرض عليه الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإقامة قاعدتين للأمريكان في العراق لكنه رفض... وقد جاء الرد وحبل المشنقة يطوّق رقبته بأن عاشت فلسطين...
الأمريكيون الذين لم يقبل السيد الرئيس شروطهم حتى في الحد الادنى، ظل على مبادئه... فسلّمه الامريكيون الى حكومة الاحتلال، وجرى ما جرى...
كان الرئيس صدام لما يُسأل: لماذا لا توافق على هذه «الصفقة» أو هذا «المقترح» كان يسارع ليقول: «لو أن الحسين قال ـ نعم ـ لما كان الحسين»... أنت تعرفين أن السيد الرئيس تربّى تربية إيديولوجية ليس فيها لأنصاف الحلول مكان... طبعا، هنا لا أدري إن كانت هذه المعلومات، التي أثق من مصدرها تمام الوثوق قد أذيعت أم لا قبل هذا الموعد...
سألت محدثي عن شعوره أو بالاحرى تقييمه لمرور عام على رحيل صدام فقال بعد لحظة صمت مقصودة:
«هو شهيد الحج الاكبر... وهذا لا اختلاف فيه... لقد تدخلت القدرة الالهية وأظهرت صور الاعدام، فكذّبت ادعاء الربيعي، الذي قال إن السيد الرئيس كان يرتعد وهو يقترب من المشنقة... كذّبته الصور وسفّهت كل العملاء وأسيادهم... كان الرئيس وهو يتقدم الى المشنقة، كنخل العراق شامخا لا يهاب أحدا... والذي يدقق في صورة الاعدام يلاحظ كيف نظر الرئيس الى الزاوية وابتسم، والعارفون بهذه الامور، يقولون إن الشهيد وصاحب المقام الطيب والمنزلة الفضلى عند الله، يكون لحظة القضاء يرى ما يسرّه... نسأل الله أن يكون مع الشهداء والصديقين في علّيين... السيد الرئيس مؤمن شديد الايمان... بالله وبمبادئ الامة.
أما عن الاثر النفسي، فلن أكابر لأدعي أنني لم أتأثر... كان الاثر على النفس كبيرا وكان الاثر في وعلي مثلما كان عليه حال أبناء الامة العربية والاسلامية وأحرار العالم... لانه تم في صبيحة العيد الكبير... كانوا يعتقدون أن إعدامه سوف يؤثر سلبا على المقاومة العراقية... البطلة، لكنها بالعكس، ازدادت بأسا في مقارعة المحتل وعلى طريقه وسيرته... وهو الذي وعد أن الامريكان سوف ينتحرون على أسوار بغداد... وها هم كذلك، كما قالها السيد الرئيس قبل الحرب... ينتحرون على أسوار العراق كله... وإني أرى أن هذا المصير سينال الامريكان... بلا ريب. ما فعله الامريكيون مع الرئيس وشعبه، زاد المقاومة فعلا وصلابة، وقد كانت المراهنة الامريكية أن تنتهي المقاومة بعد استشهاد الرئيس، لكن العكس هو الذي حصل...
قلت للأستاذ زياد الخصاونة، وهو الذي كانت له لقاءات وتبادل للآراء، مع رجال قانون دوليين، لما كان رئيس هيئة الدفاع عن صدام والعراق، كيف يقبل دوليا، وفي القرن الواحد والعشرين، أن يعدم إنسان في يوم عيده الديني، رغم التنصيص أمميا ودوليا على تحريم وتجريم ذلك، في حين أن الذي تم مع الرئيس العراقي، لم يُثر أي اكتراث من أحد؟
قال: أنا أتفق معك أنهم خالفوا الشرائع السماوية والقوانين الوضعية... ولكني أقول إن الاحتلال ومن معه، ليست لهم علاقة بالقانون وبالشرائع... إن أكبر إدانة للاحتلال الامريكي، هو إعدامه لشهيد مسلم يوم الحج الاكبر... لقد ضربوا بالقوانين والشرائع عرض الحائط وضربوا معها المعاهدات الدولية، من معاهدات جنيف الى كل ما تملكه الاسرة الدولية من قوانين واتفاقيات ومواثيق... إن عدوانهم على العراق باطل... ويعدّ ضربة للقانون الدولي بكل أصنافه... وإعدام الرئيس صدام هو أحد أكبر وأهم المطالب الامريكية...وكان الرئيس يعي ذلك. كان الرئيس يقول لزملائي الذين يزورونه، إن الاعدام حاصل... ولم يساوره شك في أنهم سينفذون هذا الامر... وإني أذكّرك هنا، كيف طالب الرئيس المعتقل أن يُعدم بالرصاص، على اعتبار أنه القائد الاعلى للقوات المسلحة العراقية، لكنهم رفضوا... بل ومثّلوا بجثته... فعلوا بجثته ما لا يرضاه وجدان ولا ضمير، وهم (المحتلون وعملاؤهم) بلا وجدان وبلا ضمير. لكني هنا أعود، فأقول إنه كما هو معلوم وفقا للقاعدة القانونية فإن «فاقد الشيء لا يعطيه».
سألت ابن عمّان، عن ابنة الرئيس، عندما قال لي إنه يسأل عنهم كعائلة، بين الفينة والاخرى وأضاف: السيدة رغد وكامل بنات الرئيس وزوجته السيدة ساجدة، والاحفاد، مصابون بفقدان الأب والزوج وبالتالي يعانون الألم والحسرة، هذا حالهم كعائلة خاصة، ويشاركهم الكل بألم فقدان الزعيم والرئيس. ولكن ما عسانا نقول غير قوله سبحانه: {وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون}... هذا هو وعد ربّ العالمين. إنهم كأفراد عائلة وينضم اليهم شرفاء الأمة، سيبقون محافظين على وجدان وعقل الرئيس، ونطلب أن يحميهم المولى...
وفهمت من الاستاذ الخصاونة، أنه يشير الى بعض الاصوات في حكومة الاحتلال التي تطالب برغد أو بساجدة... (زوجة صدام حسين وابنته).
كانت للرجل رؤى مخالفة، لما يمكن أن يكون مسموحا به، لمحام يدافع عن الرئيس العراقي صدام حسين... كما سألته عن الرئيس الشهيد، وعن أنباء لم يسرّ بها من قبل، كما سألته عن تقييمه لعملية الاعدام، وإحساسه بعد عام... وكيف كان الاعدام يوم عيد الاضحى المبارك، وقد حرّمت كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، إعدام إنسان في يوم عيده الديني أو عيده الوطني... تنهّد المحامي الاردني، الذي مازال يصرّ على نعت «صدام» بـ «السيد الرئيس» ويضيف الى هذه التسمية: «الشهيد»
«في الحقيقة ليس لديّ أسرار لم تُذع عن ملف المحاكمة والاستشهاد، لكني سمعت ولم أشاهد، أن السيد الرئيس الشهيد، ليلة إعدامه عرضت عليه وجبة العشاء بعد أن طلب أن يتعشّى، ثم طلب ستة أكواب ماء ساخن بالعسل، فشربها... توضأ وصلّى وقال لسجّانيه: «تفضلوا الى حيث أنتم ذاهبون»، وفي نفس اللحظة عرض عليه أحدهم أن يذهب الى الحمام، خوفا من خوفه أو ارتعاده أمام المقصلة... فرد السيد الرئيس: «اللّي مثلك يروحون على الحمام... لكن أنا لا».
ثم إنني قد لا أذيع سرا، إن قلت، إن الاحتلال الذي كان يتولى اعتقاله عرض عليه الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإقامة قاعدتين للأمريكان في العراق لكنه رفض... وقد جاء الرد وحبل المشنقة يطوّق رقبته بأن عاشت فلسطين...
الأمريكيون الذين لم يقبل السيد الرئيس شروطهم حتى في الحد الادنى، ظل على مبادئه... فسلّمه الامريكيون الى حكومة الاحتلال، وجرى ما جرى...
كان الرئيس صدام لما يُسأل: لماذا لا توافق على هذه «الصفقة» أو هذا «المقترح» كان يسارع ليقول: «لو أن الحسين قال ـ نعم ـ لما كان الحسين»... أنت تعرفين أن السيد الرئيس تربّى تربية إيديولوجية ليس فيها لأنصاف الحلول مكان... طبعا، هنا لا أدري إن كانت هذه المعلومات، التي أثق من مصدرها تمام الوثوق قد أذيعت أم لا قبل هذا الموعد...
سألت محدثي عن شعوره أو بالاحرى تقييمه لمرور عام على رحيل صدام فقال بعد لحظة صمت مقصودة:
«هو شهيد الحج الاكبر... وهذا لا اختلاف فيه... لقد تدخلت القدرة الالهية وأظهرت صور الاعدام، فكذّبت ادعاء الربيعي، الذي قال إن السيد الرئيس كان يرتعد وهو يقترب من المشنقة... كذّبته الصور وسفّهت كل العملاء وأسيادهم... كان الرئيس وهو يتقدم الى المشنقة، كنخل العراق شامخا لا يهاب أحدا... والذي يدقق في صورة الاعدام يلاحظ كيف نظر الرئيس الى الزاوية وابتسم، والعارفون بهذه الامور، يقولون إن الشهيد وصاحب المقام الطيب والمنزلة الفضلى عند الله، يكون لحظة القضاء يرى ما يسرّه... نسأل الله أن يكون مع الشهداء والصديقين في علّيين... السيد الرئيس مؤمن شديد الايمان... بالله وبمبادئ الامة.
أما عن الاثر النفسي، فلن أكابر لأدعي أنني لم أتأثر... كان الاثر على النفس كبيرا وكان الاثر في وعلي مثلما كان عليه حال أبناء الامة العربية والاسلامية وأحرار العالم... لانه تم في صبيحة العيد الكبير... كانوا يعتقدون أن إعدامه سوف يؤثر سلبا على المقاومة العراقية... البطلة، لكنها بالعكس، ازدادت بأسا في مقارعة المحتل وعلى طريقه وسيرته... وهو الذي وعد أن الامريكان سوف ينتحرون على أسوار بغداد... وها هم كذلك، كما قالها السيد الرئيس قبل الحرب... ينتحرون على أسوار العراق كله... وإني أرى أن هذا المصير سينال الامريكان... بلا ريب. ما فعله الامريكيون مع الرئيس وشعبه، زاد المقاومة فعلا وصلابة، وقد كانت المراهنة الامريكية أن تنتهي المقاومة بعد استشهاد الرئيس، لكن العكس هو الذي حصل...
قلت للأستاذ زياد الخصاونة، وهو الذي كانت له لقاءات وتبادل للآراء، مع رجال قانون دوليين، لما كان رئيس هيئة الدفاع عن صدام والعراق، كيف يقبل دوليا، وفي القرن الواحد والعشرين، أن يعدم إنسان في يوم عيده الديني، رغم التنصيص أمميا ودوليا على تحريم وتجريم ذلك، في حين أن الذي تم مع الرئيس العراقي، لم يُثر أي اكتراث من أحد؟
قال: أنا أتفق معك أنهم خالفوا الشرائع السماوية والقوانين الوضعية... ولكني أقول إن الاحتلال ومن معه، ليست لهم علاقة بالقانون وبالشرائع... إن أكبر إدانة للاحتلال الامريكي، هو إعدامه لشهيد مسلم يوم الحج الاكبر... لقد ضربوا بالقوانين والشرائع عرض الحائط وضربوا معها المعاهدات الدولية، من معاهدات جنيف الى كل ما تملكه الاسرة الدولية من قوانين واتفاقيات ومواثيق... إن عدوانهم على العراق باطل... ويعدّ ضربة للقانون الدولي بكل أصنافه... وإعدام الرئيس صدام هو أحد أكبر وأهم المطالب الامريكية...وكان الرئيس يعي ذلك. كان الرئيس يقول لزملائي الذين يزورونه، إن الاعدام حاصل... ولم يساوره شك في أنهم سينفذون هذا الامر... وإني أذكّرك هنا، كيف طالب الرئيس المعتقل أن يُعدم بالرصاص، على اعتبار أنه القائد الاعلى للقوات المسلحة العراقية، لكنهم رفضوا... بل ومثّلوا بجثته... فعلوا بجثته ما لا يرضاه وجدان ولا ضمير، وهم (المحتلون وعملاؤهم) بلا وجدان وبلا ضمير. لكني هنا أعود، فأقول إنه كما هو معلوم وفقا للقاعدة القانونية فإن «فاقد الشيء لا يعطيه».
سألت ابن عمّان، عن ابنة الرئيس، عندما قال لي إنه يسأل عنهم كعائلة، بين الفينة والاخرى وأضاف: السيدة رغد وكامل بنات الرئيس وزوجته السيدة ساجدة، والاحفاد، مصابون بفقدان الأب والزوج وبالتالي يعانون الألم والحسرة، هذا حالهم كعائلة خاصة، ويشاركهم الكل بألم فقدان الزعيم والرئيس. ولكن ما عسانا نقول غير قوله سبحانه: {وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون}... هذا هو وعد ربّ العالمين. إنهم كأفراد عائلة وينضم اليهم شرفاء الأمة، سيبقون محافظين على وجدان وعقل الرئيس، ونطلب أن يحميهم المولى...
وفهمت من الاستاذ الخصاونة، أنه يشير الى بعض الاصوات في حكومة الاحتلال التي تطالب برغد أو بساجدة... (زوجة صدام حسين وابنته).
مواضيع مماثلة
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوارين في حوار
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المحامية بشرى خليل
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المفكر ناجي علوش
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المحامية بشرى خليل
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الدكتور فاضل الربيعي
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع الأستاذ خليل الدليمي
» ذكرى إستشهاد القائد صدام : حوار مع المفكر ناجي علوش
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى