ثنائية الصبر والنصر

ثنائية الصبر والنصر



سيف الجنيد البغدادي



بأي عذر أيا بغداد أعتذر
جف الوريد وبات الشعر يحتضر

ماذا سأكتب والآهات تعصرني
والقلب يبكي ونار الوجد تستعر

ماذا اقول وهل تجدي مقالتهم
أحلامنا ساقها الاوغاد والتتر

ماذا أقول لأقوامٍ عرفتهموا
شّم الأنوف وفي الهيجاء قد صبروا

مالي اراهم شتاتاً ليس يجمعهم
رأي سديد ولا قول ولا خبر

هل مسهم طائف الشيطان أم جبنوا
أم هل تراهم غفو أم مسهم كدر

يا صبح بغداد عذراً أنني خجل
قد خانك القوم والاحباب قد غدروا

يا دجلة الخير أني جئت منتحباً
معزياً موجك المذبوح مذ عبروا

سنابك الخيل داست كل اوردتي
والذكريات وتاريخاً به العبر

باعوك بغداد يا من كنت كعبتنا
بئس الرجال رجال عهدهم خفروا

أقول صبراً أيا بغداد فأنتظري
أبناؤك الصيد فوق الصبر قد صبروا

سنوقظ العزم يا بغداد فاصطبري
عما قريب يدوي النصر والظفر

فقد مشينا دروب النصر فأعتمدي
سنهزم الجمع - لا نبقي ولا نذر -

لنا رجال اذا صاحت منابرنا
على الجهاد فوا بشراك يا وطر

فلا تبالي على ما فات من زمن
القاعدون عن الاوطان قد خسروا

سنجعل الأرض يا بغداد مجزرة
المبطلون الى احتافهم حضروا

أرماسهم بيد الابطال نحفرها
فأن قضينا عليها يبزغ السحر