العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا بعث سلاما

اذهب الى الأسفل

يا بعث سلاما Empty يا بعث سلاما

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الخميس 21 فبراير 2008 - 13:20



يا بعث سلاما



الشاعر عمر شبلي – لبنان




سكنْـتـني مثلَ ما عمري صنعتَ غدي وكنتَ مني مكان الروحِ في الجسدِ

وطفتَ بي، ثم لـمّا فتَّشوا حُلُمي رأوْكَ والحُلْمَ محفوريْن في كبدي

وحين باسمِكِ حطُّوا في يدي زرَداً رأيتُ وجهكَ مرسوماًعلى الزردِ

وسرتُ يا بعثُ لي منك الضحى، ولهمْ ما خبّأَ الناسُ من مكرٍومن عُقَدِ

نجوعُ، نعرى، وتبقى أنت في دمنا أنتَ الغذاءُ، وأنت الحاضر الأبدي

معاً حملنا على الأكتاف صخرتنا ولم نُضعْ دربَنا يوماً ولم نَحِدِ

بغداد يا ابنةَ نهرٍ سحَّ من دمها و"شهرزادُ" تحوك العمرَ بالعددِ

كان النواسيُّ مشغوفاً بها دنِفاً إذْ عاج يسألُ"عن خمّارة البدِ"(1)

كم لفّت الغيدَ في السعدون بالغَيَدِ ولفّت الجِيدَ في الغزلان يالجَيَدِ(2)

لابد " دجلةُ" أن تعلوغواربُها بعد "التحاريقِ"(3) بالطوفانِ والحَرَدِ

حرَّانَ من ظمأٍ أضحى إلى دمهمْ وادي الرجالِ،ووادي الرافديْنِ صَدي

ويغسل الكرخ تمثالَ الرصافةِ بالـ ماءِ الحقيقيِّ لا بالرغووالزبَدِ

بغدادُ بغدادُ، شدِّي الحيْلَ، وانتفضي عِدِي بعودةِ ذاك الفارسِ النَجُدِ

وفيةً لكِ قد كانت " طرابلُسٌ" قريبةٌ منكِ قربى الكفِّ للعَضُدِ

بغداد،تلك التي ما غيـَّرتْ دمَها كانت أحبَّ إلى "صدامَ" من "رغَدِ"

بغدادُ كان لها دينٌ بذمَّتنا وأصعب الديْنِ ما يُوفى بلا " سندِ"(4)

ما بالُها، قتلتْ أبناءها بيدِ وناولت نهرَها للمعتدي بيد

همُ أرادوهُ أن يغتالَ ماضيَهُ بدمعةٍ، ربما يَشفوْن من عُقَدِ

كان القتيلَ، ولكنَّ القتيلَ همُ تناولوا حوله موتاً من الكمَدِ

تقدّمتَ صوب الموتِ كالأسدِ تقدَّموا يشتمون الموتَ من حسدِ

وخوفُهمْ منكَ أمسى حبلَ مشنقةٍ وحولَ أعناقهمْ يلتفُّ كالمسَدِ

فتىً تقدَّمَ صوب الموت في شممٍ لم يحنِ هاماً لغيرِ الواحد الأحدِ

حفرتُ حزني على القضبان فاختلجتْ بوَّابةُ السجنِ من شوقي إلى بلدي

وما خلعتُ ليومٍ صاحبي، وأنا أمرُّ بين سهامِ الموتِ في كبدِ

ولم أكنْ أشعريّاً عندما عرضوا عليَّ كلَ صنوفِ البذخِ والرغَدِ

تدري "دماوندُ" كم باذختُ شاهقَها وكم صعدتُ على جرحي لمعتَقدي

زهَوْتُ بالحبِّ والإيمانِ، إنَّ فمي حديقةٌ، وحديدُ السجنِ منه ندي

وعندما لم أجدْ طِرساً(5) ولا قلماً حفرتُ أغنيتي في القيدِ والصفَدِ

يا أيها الحلُمُ المقبور في خلَدي ظللتَ كالعمر لم ترحلْ ولم تعدِ

مات الذين بأيديهم وضعت يدي وكنتُ جمعاً بفردٍ غيرِ منفردِ

عراقُ، يا ابنَ أبي،رُدَّ الفراتَ لنا ورُدَّ دجلةَ، تاقَ الغصنُ للمَلَد(6)

فما أصابَ الذي قال:العراقُ غوى وراح يـتَّهِمُ النهـريْنِ بالثمَدِ



عمر شبلي/ نيسان/2007


1- من قول أبي نواس:عاج الشقي على رسم يسائله وعجت أسأل عن خمارة البلد
2- الغَيَد : التثنِّي واللين. والجَيَد: طول العنق
3- التحاريق : كان المصريون قبل الإسلام يسمون فترة نقصان الماء في النيل التحاريق،وكانوا يلقون عروسة النيل في النهر ليفيض حسب معتقداته، وظلت هذه العادة إلى فترة الفتح الإسلامي، حيث ألغاها الخليفة عمر بن الخطاب
4- المعنى: إن أصعب الديون هو التي أنت ملزَمٌ بأدائها تلك التي تكون بلا سند مكتوب عليك
5- الطِرس: الصحيفة.
6- الملد : الطراوة في الأغصان
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى