التقرير الإسبوعي (22) عن الأوضاع في البصرة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

التقرير الإسبوعي (22) عن الأوضاع في البصرة
للفترة من 7/4/2008-14/4/2008م

شبكة البصرة

قتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في غارتين اميركيتين في حي الأصدقاء في منطقة الجمعيات غربي المدينة، وقال مصدر في الشرطة "إن الحادث أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح اثنين آخرين نقلا على إثرها للمستشفى حيث تدور اشتباكات بين قوات الامن الحكومية وقوات اميركية من جهة وميليشيا "جيش المهدي". وكانت القوات البريطانية قد كشفت خلال الأسبوع الماضي عن مشاركة قواتها البرية في اسناد القوات الحكومية اثناء العمليات العسكرية التي جرت في البصرة منذ الـ(25) من اذار مارس الماضي، فضلا عن الإسناد الجوي. وتحتفظ القوات البريطانية حاليا بقوة تقدر بنحو (4100) جندي في العراق، وتتركز معظم القوات البريطانية، في القاعدة البريطانية الواقعة بمطار البصرة الدولي (25 كلم) شمال غرب المدينة، بعد أن انسحبت من القصور الرئاسية في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي ..
وقد شهدت مناطق الجمعيات والحيانية والكزيزة والقبلة والتميمية في الأيام القليلة الماضية تواجدا عسكريا مكثفا للقوات الحكومية التي طوقت بعض الأحياء ثم قامت باقتحام بعضها، وصاحب ذلك تحليق مكثف للطيران الحربي الأمريكي ووقوع عدة انفجارات في أماكن متفرقة من هذه الأحياء. وقال مصدر مسئول في وزارة الدفاع الحكومية في تصريح صحافي ان قوات مشتركة من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى أغلقت المداخل والمخارج في المناطق المذكورة ومنع المواطنين من الدخول اليها والخروج منها والبدء بعمليات تفتيش وأن هذه العمليات جرت في ظل أجواء عادية دون أية حوادث تذكر بحسب المصدر.
يذكر أن ما سمي بعملية (صولة الفرسان) قد شهدت إخفاقاً في مراحلها الأولى مما اضطر نوري المالكي، الذي كان يشرف على العملية بنفسه، الى استدعاء لواءين من الأنبار وكربلاء لرد «هيبة الجيش» الحكومي، فضلاً عن الدعم الأميركي، وتهاون البريطانيين مع الميليشيات. وقال العميد علاء العتابي، من قيادة القوات البرية في وزارة الدفاع، إن «الجيش البريطاني كان أحيانا متساهلاً بسلبية في طريقة تعامله مع الميليشيات» في البصرة. واعاد العميد العتابي حالات تخلي جنود عراقيين عن القتال إلى «بدء نشر قوات محلية كانت غير راغبة في مقاتلة جيرانها، وإلى التعرض لتهديدات بالانتقام من عائلاتهم».
وتحدثت صحيفة التايمز عن «انحسار طفيف للميليشيات من شوارع البصرة، وزوال متدرج لمظاهر التشدد الديني»، كإشارات الى بدء عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.
وأفادت الصحيفة بوجود مؤشرات عدة إلى «رجحان» هذه النظرية، آخرها «اغتيال مساعد بارز لمقتدى الصدر هو زوج شقيقته رياض النوري الذي يدير مكتبه في مدينة النجف حيث تقوى ميليشيا بدر».
الى ذلك كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط عاصم جهاد، أن محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي تمّ وضعه تحت الإقامة الجبرية، لافتاً الى ان شقيقه اسماعيل هو أحد أبرز المتورطين في عمليات تهريب النفط العراقي في المحافظة الجنوبية.وقال جهاد: إن الحكومة أعدت قائمة بأسماء 200 شخص يشتبه في تورطهم في عمليات تهريب النفط في البصرة، ومنهم إسماعيل الوائلي المهرب رقم واحد في البصرة، شقيق المحافظ، والذي هرب أخيرا إلى الكويت.
وأشار جهاد الى أن من بين المعتقلين حالياً «رئيس منظمة ثأر الله يوسف الموسوي، بسبب تورطه في عمليات تهريب نفط وابتزاز. وأوضح المتحدث باسم وزارة النفط أن "حزب الفضيلة والتيار الصدري كانا هما المسيطرين الرئيسيين على نفط البصرة، فضلا عن بعض الأحزاب الصغيرة كحزب ثأر الله. وأفاد جهاد بأن "الحكومة قامت أخيرا بالاستعانة برجال العشائر الموالين لها للانخراط في قوة الحماية النفطية الجديدة".
يشار الى ان الاجهزة الامنية اعتقلت قبل يومين فقط "حبيب مصبح الوائلي " شقيق محافظ البصرة، لورود اسمه ضمن هذه القائمة واتهامه بتهريب النفط وقيامه باعمال الابتزاز والقتل، وحبيب الوائلي يعرف عنه في البصرة،اشرافه على اعمال العائلة الاقتصادية، وتنسيق هذه الصفقات مع جهات داخلية وخارجية في دول الجوار.
من جهته رفض محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي تصريحات وزير النفط حسين الشهرستاني التي اتهم فيها شقيقه بقيادة عمليات تهريب النفط في جنوبي البلاد وقال إن تلك التصريحات تدعو إلى السخرية .. وهاجم الوائلي رئيس لجنة النزاهة السابق موسى فرج، متهما إياه بقبض رشوة من جهات تحرضه على حزب الفضيلة ومحافظ البصرة، ورفض الوائلي تحديد أسماء من اتهمهم بتحريض رئيس لجنة النزاهة السابق ضده.ونفى الوائلي الأنباء التي تحدثت عن فرض إقامة جبرية عليه واعترف بوجود سرقات للنفط العراقي متواصلة منذ مدة طويلة عن طريق تسرب النفط من الأنابيب المثقوبة في بعض المناطق الريفية، وقال إنها كميات قليلة جدا.وقال الوائلي إن أسعار المشتقات النفطية في العراق أصبحت أغلى من الموجودة خارج العراق، مشيرا إلى وجود عمليات تهريب عكسية من إيران إلى العراق.
ومن سوء قدر محافظة البصرة ان تكون مسرحاً لتقاتل الميليشيات وعصابات تهريب النفط في زمن الاحتلال وكذلك تدخلات الجهات الإقليمية، فيما هي تعتبر الأساس أو العصب الأكبر لعائدات النفط، في وقت تعاني هذه المحافظة من انعدام الرعاية وسوء متطلبات معيشة المواطنين فيها، ناهيك عن سيطرة الميليشيات على احيائها السكنية وإجبار المواطنين تحت تهديد السلاح على التقيّد بضوابط تعسفية وبالية.
من جهته كشف المالكي أن هناك تدخلات متفاوتة من دول الجوار في أحداث البصرة، وأن وفوداً عراقية ذهبت إلى تلك الدول لمطالبتها بوقف تدخلها. وقال: «لن أسمي دولة بالاسم، ولكنني أستطيع القول أن من يتدخل في البصرة أكثر من دولة واحدة»، لكنه هدد بكشف اسماء تلك الدول والشخصيات التي تدخلت خلال عملية البصرة.
الى ذلك قام مسلحون مجهولون باغتيال ضابط في الإستخبارات في منطقة الجزائر مركز المدينة، مساء يوم الأحد 13/4، وأفاد شهود عيان بأن أربعة أشخاص اقتربوا من سيارة المجني عليه وهو ضابط برتبة رائد وأطلق أحدهم النار على رأسه مما أسفر عن مقتله في الحال فيما لاذ المسلحون بالفرار وهرعت سيارات الإسعاف والشرطة الى مكان الحادث وقامت الشرطة بإطلاق النار في الهواء لتفريق المتجمعين من الناس حول مكان الحدث.
وقامت عناصر من القوات الأمنية الحكومية باعتقال الحاج ابراهيم المبارك عضو المجلس البلدي في قضاء أبي الخصيب جنوب شرقي المدينة وعضو الحزب الإسلامي مدعية بأنه من تنظيم القاعدة، وأفاد أحد شهود العيان بأن قوة حكومية توجهت نحو مجلس خاص فيه المذكور وطلبت من المتواجدين إبراز الهوية ثم قامت باعتقاله بعد التعرف على هويته ولا تزال المفاوضات جارية بين الحزب الإسلامي ومسئولي الأجهزة الحكومية للإفراج عن المعتقل.
وهذا وشهد قضاء أبي الخصيب خلال اليومين السابقين حوادث قتل متفرقة، فقد قام مسلحون مجهولون بقتل مواطن في محل عمله في سوق السمك في مركز القضاء مع إثنين من أولاده ثم لاذوا بالفرار ولم يتسن لنا معرفة ملابسات الحادث، كما قتل موظف حكومي يعمل في مستشفى البصرة العام على أيدي مسلحين يستقلون سيارة نوع (بطة) في منطقة حمدان من القضاء المذكور.