العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دولة المرضى والمصابين بالعقم السياسي

اذهب الى الأسفل

دولة المرضى والمصابين بالعقم السياسي Empty دولة المرضى والمصابين بالعقم السياسي

مُساهمة من طرف عزالدين بن حسين القوطالي الجمعة 29 أغسطس 2008 - 13:53

دولة المرضى والمصابين بالعقم السياسي


محمد العماري



ليس غريبا أن يمرض الانسان، سواء كان رئيس دولة أو إنسان عادي، خصوصا في سنّ معينة. لكن ما هو غريب حقّا ويُفترض أن يحظى باهتمام كبير من قبل وسائل الاعلام والمحللين السياسين هو أن أمراضا مختلفة وفي وقت واحد إجتاحت"قادة" العراق الجديد. وأصابت بشكل مباشرأهم ثلاث سلطات في البلاد. رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رغم أنه ما زال يمشي على رجليه، ورئيس مجلس النواب. وعلى المرء أن يتصوّرالوضع النفسي للشعب عندما يرى قادته ينتقلّون من مستشفى الى آخر، خارج العراق. مع أن الشعب العراقي لا يرى في ساسته الجدد الاّ لصوص غرباء عنه ويتمنى أن تصيبهم ألف داهية.

لكن ما يثيرالفضول هو أن كل واحد من"قادة" عراق اليوم إختار، وهو إختيار له ألف مغزى وسبب، دولة معيّنة لتلقي العلاج فيها أو لآجراء الفحوصات الطبية. ولا يُستبعد أن يكون هؤلاء قد أعربوا عن رغبتهم الأخيرة، عندما يزورهم ملك الموت، ونأمل با يتم ذلك باقرب فرصة ممكنة، بان يدفنوا في تلك الدولة التي يعالجون فيها. فالرئيس العميل جلال طلباني، إختارأمريكا. والعميل المزدوج نوري المالكي يطانيا، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني الأردن، ونائب رئيس دولة المنطقة الخضراء طارق العاشمي إختار تركيا. وعبد العزيزاللاحكيم، رئيس المجلس اللاسلامي الأعلى، وجهته إيران. أما مسعود البرزاني، رئيس ما يُسمى باقليم كردستان العراق، فقد وقع إختياره على إسرائيل، تنفيذاعلى ما نعتقد لوصية والده الملا مصطفى الذي كان يعتبرالدولة الصهيونية وطنه الثاني.

ويلاحظ المرء إن الوضع السياسي، ولنترك جانبا الأوضاع الأخرى، لقادة عراق اليوم لا يختلف كثيرا إن لم يكن أسوء عن وضعهم الصحي. فإذا كان باستطاعة أطباء أمريكا وبريطانيا والأردن وتركيا إصلاح، ولو لبضعة أسابيع أو أشهر، قلوب وأجساد قادة المنطقة الخضراء فانه بالمقابل عجز كلّ خبراء ومستشاري وقادة مخابرات الدول التي تحتل العراق ومليارات الدولارات، عن إصلاح وضعهم السياسي. فمرضهم، والله يكفيكم الشر، ميؤوس منه. وهو مزيج من العقم السياسي والفشل المزمن المصحوب بفقدان الشهية للعمل الجاد. غيرأن شهيتهم لسرقة ونهب المال العام وتحويلة الى ذات الدول التي تكفّلت بعلاجهم، مفتوحة دائما.

وبطبيعة الحال إن الشعب العراقي، رغم عدم إهتمامه بهم وبامراضهم كما أسلفنا، لا يدري بالضبط ماهي علل وأمراض هؤلاء. فالرئيس العميل الطلباني غادر بغداد على وجه السرعة الى أمريكا قائلا أنه ذاهب لاجراء عملية في الركبة. وتبيّن بعد عدة أيام من اللف والدوران إنه أجريت له عملية في القلب! وباختصار مفيد يعني إن رئيسنا العميل لا يميّز بين الركبة والقلب.

ومن العلامات الواضحة للعيان لمرض"قادة" العراق الجديد السياسي هو التخدق العنصري والتمترس خلف الحزب أو الطائفة وعدم الانسجام خصوصا بين أعضاء الحكومة العميلة بدليل أن كل وزيرأو مسؤول فيها يتصرف وكأنه يمثل دولة أخرى تقع في مكان ما آخر غيرالعراق. فعلى سبيل المثال، إن برهم صالح، النائب الكردي لرئيس وزراء العراق العربي، ذهب الى جارة السوء إيران في زيارة رسمية ولم نسمع منه شيئا غيرالحديث عن"كردستانية" مدينة كركوك العراقية وضرورة تطبيق المادة 140 من دستورهم المشؤوم. مع أنه رئيس وزراء للعراقيين جميعا كما يُفترض. لكنه، وهو ليس الوحيد طبعا في حكومة العملاء في بغداد، يرى الأمور بعين كردية بحتة ويتصرّف على هذا الأساس فقط.

أما هوشيار زيباري، وزيرخارجية المنطقة الخضراء،فحدّث ولا حرج. لقد قفز من خندقه الكردي، ربما لقلّة المنافع وشحّة الفوائد، ورمى بنفسه في خدق واشنطن. فأصبح وزير أمريكي فوق العادة، إذا جازالتعبير. وصار من أكثر المدافعين، وبحماس منقطع النظير، عن مصالح الأمريكان خصوصا ما يسسمى يالاتفاقية الأمنية بين العراق، وأعني العراق المحتل، وبين إدارة المجرم بوش الصغير. وتحوّلت لغته الدبلوماسية، رغم بؤس مفاهيمه وإطروحاته، الى لغة فلسفة تقريبا، لكي يخلط الأوراق على الجميع ومن أجل أن يخرج بافضل النتائج لصالح أرباب نعمته الأمريكان.

ففي الوقت الذي يتحدّث فيه الجميع عن جدول زمني لآنسحاب القوات الأمريكية الغازية من العراق، يحاول هوشيار زيباري فلسفة الأموربطريقته الخاصة ويحدثنا عن"أفق زمني". للانسحاب. وأنا أعترف شخصيا بانني لا أفهم ما المقصود بالأفق الزمني؟ لكن حتى هذا الأفق الزمني غير واضح المعالم ويتحمّل ألف تفسير وخاضع في كلّ الأحوال لأهواء ورغبات ومصالح أمريكا. وقد يحتاج وزيرخارجيتنا العميل الى"أفق زمني" آخر ليدرك مدى فداحة وخطورة الاتفاقية الأمنية على العراق وطنا وأرضا وشعبا، والتي تنوي إدارة الشرالأمريكية فرضها عن طريق عملائها القابعين في دهاليزالمنطقة الخضراء.

mkhalaf@alice.it
عزالدين بن حسين القوطالي
عزالدين بن حسين القوطالي
مساعد المدير
مساعد المدير

ذكر
عدد الرسائل : 268
تاريخ التسجيل : 16/12/2006

http://yahoo.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى