العراق المقاوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سعد كموني: أنتَ العراق

اذهب الى الأسفل

سعد كموني: أنتَ العراق Empty سعد كموني: أنتَ العراق

مُساهمة من طرف المدير الجمعة 24 نوفمبر 2006 - 16:01

سعد كموني

أنتَ العراق






مذْ كان للرّمالِ أن تعاهدَ السماءْ

وتحشدَ النساءَ والأنهارَ في أضالعِِ الرجال ْ

مذْ كان للرّمالْ

أن تحشدَ الغمامَ في القصائدْ

تواجهَ الأطلالْ

تهزَّ في النخيلِ قامةَ الإباءْ

وحُلمَه المشبوبَ نحو الشمسِ والقبابْ

مذْ كانَ ما قد كان في الوادي الجديب

وكان ما قد كان في "حراء"

تهبُّ في وجوهنا عواصفُ الفحيح؛

وَقَدَرُ العراقْ،

أن تجريَ الأنهارُ في أمدائه بالنار والدّماء

ليولدَ الإنسان في كوكبنا

لتولدَ الحياة.

....

وقلّةٌ من يدركون الفرق بين الليلِ والنّهارْ،

أو يقرأون الشمسَ مثلما يقرأها العراق

قد تيبسُ الشفاهْ

قد تستحيلُ الأرضُ قاعاً صفصفا

قد يُحرَقُ النخيل و"السّيّاب"

وتُنْبَشُ القبور

ويرقص الغزاةُ فوقَ جثثِ الحروف

لكنهم لن يفهموا العراقْ

لن يفهموا "تموز" في حضن البراري

معلناً عرس الحياة

لن يفهموا كيف يموت الموتُ في أرضِ السّواد

أو كيف تمسي النار برداً وسلاماً في العراق

لن يفهموا "جلجامش" العظيم

من ألف ألفٍ يرفض الرّدى

ولم يزل يعانقُ الغمامْ.

لن يفهموا "النعمان" كيف حشّد القبائل

أو كيفَ كان يعلن الحياة في مماته

من تحت أفيالِ المجوس.

لن يفهموا "الحسينْ"

ودمَهُ المخضرّ فوق السيف كالنّخيل

يواجه الصحراء والنِّفاق.

تحيةً ياأيها العراق،

مريضةٌ "ليلى" على زنديكَ

لكنْ، ليس يَشفيها سواك!

ما عاد في "وادي القرى" شعرٌ

ولا عشقٌ يداوي!

ليس في "وادي القرى" إلاّ القتادْ.

أنت الذي أعلنت في الصحراءِ

عشباً ليس يرضي أحداً!

أنت المياه.

أعلنت خصباًً بين أجفان الرّمالْ

أنت النوارجُ والبيادرُ والغلال

أعلنت حبّاً مهرُهُ عمْرُ الرجال

أنت العراقْ

لن يفهموك فامتشقْ عنّا دماكْ

لن يفهموا سنبلةً تعشقها المناجلْ

لكونها أنشودةَ الحياةْ.

أنت العراق
المدير
المدير
مدير الموقع

ذكر
عدد الرسائل : 468
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 01/11/2006

http://www.kifahattalaba.super-forum.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى