فرصة اخيرة لمغادرة "تايتنك" بوش الصغير؟!
صفحة 1 من اصل 1
فرصة اخيرة لمغادرة "تايتنك" بوش الصغير؟!
يظهر ان الامبراطوريات, في لحظات افولها, تصاب بالعَتْه, وتفقد القدرة على اغتنام الفرص لاستدراك السقوط, بل تتهور اكثر نحو الهاوية. سأذكر فقط, بجنون بريطانيا العظمى في حربها على مصر عام ,1956 والتي انتهت بخروجها من الشرق الاوسط. وكذلك بالجنون السوفياتي في افغانستان وما بعدها في الثمانينات.
افول الامبراطورية الامريكية. ينتدب, الآن, بوش الصغير لانجازه فها هو مصرّ على الاستمرار في عملية ارتطام رأس الولايات المتحدة بالصخرة العراقية, في »خطة جديدة« لا تنم عن العناد, بقدر ما تدلّ على جنون الانفصال عن المعطيات الواقعية.
من الناحية العسكرية الصرف, فان ارسال عشرين الفا من الجنود الامريكيين الى العراق, لن يؤثر - ولو نسبياً - على ميزان القوى في ذلك البلد الذي تزيد فيه اعداد المسلحين - المقاتلين, من منظمات المقاومة والمليشيات, عن اجمالي عديد قوات الاحتلال, مرتين ونصفا.
يستطيع الجيش الامريكي, بالطبع, استخدام الطائرات والقصف الصاروخي, بصورة اجراميّة مؤثرة, ولكن ذلك سوف يؤذي المدنيين لا المقاتلين غير النظاميين, ويساعد في تجنيد المزيد منهم للثأر.
المأزق الامريكي في العراق, كان - وسيظل - سياسيا بالدرجة الاولى. فالاحتلال الاجنبي - ولبلد في مكانة العراق - في مطلع القرن الواحد والعشرين, هو بالاساس, لا عقلاني, كاريكاتيري, هزلي.. ولا يمكن - من حيث المبدأ - ان يحظى بالقبول او الشرعية, وطرقه مسدودة, بالتالي, مهما فعل واتبع من استراتيجيات صحيحة. فماذا اذا كانت استراتيجياته حمقاء.
يريد بوش الصغير, توجيه ضربة ماحقة الى الانبار, وفي الوقت نفسه, يريد ادماج العرب السنة, اكثر, في العملية السياسية, وتطمينهم الى حصتهم من العوائد النفطية, وهاتان سياستان متناقضتان بحدّة, ولسوف يفهم العرب السنة, من الهجوم الامريكي المعزز بقوات حكومية طائفية, بانه انتقال من عملية »اجتثاث البعث« الى عملية »اجتثاث السنة«. وسوف يتم الردّ على هذه الرسالة بتصعيد غير مسبوق في عمليات المقاومة.. وكذلك في عمليات الانتقام المذهبي.
ويريد بوش الصغير, ايضاً, اجتثاث التيار الصدري من اجل ضبط الامن والسيطرة على الاقتتال المذهبي والفوضى وتمكين الحكومة العراقية من السيطرة على البلد.
بالحسابات العسكرية فان تدمير مليشيات الصدر التي يمكن ان تحشد مئة الف مقاتل - بالاضافة الى انصارها في الشرطة والجيش - ليست مهمة ممكنة.
اما بالحسابات السياسية, فان المواجهة مع الصدريين سوف تؤدي الى انشقاق في صفوف القوى الشيعية التي تمثل قاعدة الحكومة والاحتلال. ومن المرجح, في هذه الحالة, ان يتراجع الاقتتال المذهبي لصالح الصراع السياسي المسلح بين مليشيات الصدر ومليشيات الحكيم. وقد يفتح هذا التطور, الباب, امام وحدة المقاومة العراقية على المستوى الوطني.
المشكلة العراقية اعقد, بكثير, من مداراتها بانفاق مليار دولار في برامج تشغيل مؤقتة - لاستيعاب قسم من المقاتلين - فبالاضافة الى ماكنة الفساد - الامريكي والحكومي العراقي - فان المعركة, بالنسبة للفئات العراقية المختلفة, هي معركة وجود, ذات طبيعة تاريخية هي التي تستنفد كل هذه الطاقات القتالية, في مختلف الاتجاهات.
ونحن لا نستبعد, بل نرجح ان الاحتلال الامريكي الثاني للعراق, يأتي في اطار استراتيجية خروج »مشرف« في محاولة لضمان اضعاف الجماعات المسلحة وسيطرة حكومة توافق طائفي قادرة على تأمين النفوذ الامريكي.. والنهب الامريكي للنفط العراقي, قبل الانسحاب.
غير ان ما سيحدث هو ان هذه المحاولة »اليائسة والبائسة«, سوف تؤدي الى انسحاب فوضوي مهين للامبراطورية الامريكية من العراق.. ومن المنطقة.
فهل تقفز الحكومات العربية الصديقة للولايات المتحدة من »تايتنك« بوش الصغير, قبل فوات الاوان?
اصغوا - جيداً - الى تحذير الرئيس الامريكي من اثار هزيمة الولايات المتحدة على اصدقائها في الشرق الاوسط, ولاحظوا ان هناك فرصة ثمينة واخيرة لمغادرة معسكر تنتظره هزيمة ماحقة, خلال بضعة اشهر من محاولة بلهاء لتحقيق »نصر« مستحيل.
مواضيع مماثلة
» الاحتلال "يفاضل" بين علاوي والجعفري وعبد المهدي وا
» اِستشهاد المناضل "ريسان سواري" وهو مضرب عن الطعام
» حسن بيان: اجتماع "شرم الشيخ" لقاء الفريق الواحد
» ...بلير "يقبل" بأن كارثة وقعت في العراق
» "الغبي" من يبقى في مستوطنة سديروت !
» اِستشهاد المناضل "ريسان سواري" وهو مضرب عن الطعام
» حسن بيان: اجتماع "شرم الشيخ" لقاء الفريق الواحد
» ...بلير "يقبل" بأن كارثة وقعت في العراق
» "الغبي" من يبقى في مستوطنة سديروت !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى