الاحتلال "يفاضل" بين علاوي والجعفري وعبد المهدي وا

الاحتلال "يفاضل" بين علاوي والجعفري وعبد المهدي والحافظ

واشنطن قررت استبدال المالكي وتبحث عن البديل المناسب

شبكة البصرة

عماد الدبك

تقول مؤشرات تطورات الأحداث والوقائع الجارية حالياً في الساحة العراقية بأن أيام رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على كرسي رئاسة الوزارة باتت معدودة، خاصة وأن إدارة بوش قد تعودت على استخدام لعبة سيناريو التغييرات الشكلية كمخرج مؤقت لأزماتها المستفحلة. ورغم دفاع الرئيس الأمريكي جورج بوش المفاجئ عن "إنجازات" الحكومة العراقية ورئيسها "الشجاع"، إلا ان تقارير أمريكية تؤكد استياء واشنطن من أداء رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي وعزمها استبداله ما إن يتوفر البديل المناسب، وأيدت ما تضمنته التقارير الانتقادات شديدة اللهجة التي وجّهها كبار مسئولي الإدارة الأمريكية وأعضاء نافذون في الكونغرس إلى المالكي.

التدقيق في أقوال بوش الأخيرة التي حمّل فيها مسؤولية الفشل لنوري المالكي، يكشف أنها تضمنت آليات التخلص من المالكي، وكانت هذه الآليات (مزروعة) بعناية فائقة ضمن بعض العبارات التي رددها بوش وشدد عليها، مثل (إعطاء العراقيين الفرصة)، (ومشاركة العراقيين في تحقيق استقرار العراق)، (تسليم بعض المهام إلى العراقيين)، وغيرها.

وكان واضحاً أن الرئيس بوش وجد الذريعة الجديدة لكي يطالب الأمريكيين والديمقراطيين بإعطائه الوقت الكافي ريثما تقوم الحكومة العراقية الجديدة بتنفيذ الواجبات التي فشل المالكي في القيام بها.
ورغم كثرة عدد المرشحين من الساسة العراقيين في فترة ما بعد الرئيس الراحل صدام حسين لتولي هذا المنصب الرفيع، فإن السفارة الأمريكية، والجنرال بترواس قائد القوات الأمريكية، ومدير محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العراق، ما يزالوا يقومون بإجراء (المفاضلة) لاختيار السياسي العراقي (المناسب) لوضعه في الوقت (المناسب) ليحل محل المالكي لحظة التخلص منه.

وتشير المعلومات إلى إن (المفاضلة) انحصرت بين أربعة خيارات، هم:
- إياد علاوي: سبق أن عمل رئيساً لمجلس الوزراء في عام 2004، ويتميز بعلاقاته وروابطه الوثيقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والعقبة الوحيدة التي قد تقف أمامه في اجتياز (المفاضلة) تتمثل في خلفيته العلمانية، وهي خلفية لن تجد القبول لا من زعماء السنة ولا من زعماء الشيعة.
- مهدي الحافظ: يحاول الحافظ تسويق نفسه من أجل إقناع الأمريكيين بقبوله وتعيينه، باعتبار أنه سيكون أفضل من الذين سبق أن جربتهم سلطات الاحتلال الأمريكي، ولم ينجحوا في تحقيق ما هو مطلوب منهم.
- إبراهيم الجعفري: هو الزعيم المؤسس لحزب الدعوة الشيعي العراقي، والذي يضم بين صفوفه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. ويجد الجعفري بعض التأييد من الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر، وروابطه مع الزعماء السنة أكثر قوة من روابط المالكي، وحالياً يقوم الجعفري بالتسويق لنفسه أمام سلطات الاحتلال الأمريكي على أساس اعتبارات أنه الأكثر قدرة وكفاءة لتحقيق المصالحة الوطنية العراقية التي ظلت حلماً طويلاً يراود خيال الرئيس بوش وجماعة المحافظين الجدد.

- عادل عبد المهدي: العضو البارز في المجلس الأعلى التابع لعبد العزيز الحكيم، يتولى حالياً منصب نائب الرئيس العراقي. ومن أبرز العقبات التي تقف أمامه في (المفاضلة) ميوله الإيرانية الشديدة، وهناك رأي آخر يقول بأن التفاهمات الإيرانية- الأمريكية الجارية حالياً في أروقة المنطقة الخضراء، إن كتب لها النجاح، فإن رئاسة الوزارة سوف تأتي طائعة مختارة لعادل عبد المهدي.

في ظل ذلك، كشف رئيس الوزراء العراقي الأسبق، إياد علاوي، عن أنه يخطط للعودة إلى رئاسة الحكومة العراقية، مشيرا إلى وضعه خطة، وصفها بأنها "ستؤدي إلى قلب الأوضاع بالعراق، والحد من عمليات القتل الطائفية" التي تنتشر في البلاد.
وقال علاوي، إنه يعتزم العودة إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، للبدء في تنفيذ خطته، والتي تقوم بترويجها إحدى شركات الدعاية الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية.
وطلب رئيس الوزراء العراقي الأسبق، من المسؤولين في الإدارة الأمريكية ممارسة مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، قائلاً: "إنني سوف أقوم بالدور الذي ينبغي علي القيام به من أجل إنهاء الطائفية، وتحويل العراق إلى بلد آمن وبلد ديمقراطي."