دروس استشهاد طه ياسين رمضان
صفحة 1 من اصل 1
دروس استشهاد طه ياسين رمضان
دروس استشهاد طه ياسين رمضان
التوقيت هو فجر يوم الثلاثاء الموافق في 20/3/2007، والجريمة الجديدة هي شنق نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، وكان رمضان قد حكم بالسجن المؤبد حتى قامت محكمة الاستئناف التابعة لحكومة المالكي بتشديد الحكم إلى الإعدام شنقاً بعد أربعةٍ وأربعين يوماً بالضبط من تاريخ استشهاد الرئيس العراقي الشرعي صدام حسين.
طه ياسين رمضان كان قيادياً مخضرماً استلم مناصب عديدة في حزب البعث والدولة العراقية، وكان قائد الجيش الشعبي، الجناح العسكري لحزب البعث الذي تشكل عام 1991، ولكنه كان قبل كل المناصب موضع ثقة الشهيد صدام حسين، وقد أثبت صدام حسين مرة أخرى أن ثقته برمضان كانت في مكانها. والبارحة ليلاً، مساء الاثنين الموافق في 19/3/2007، كانت وصية الشهيد رمضان أن يدفن بجوار صدام حسين، وهو تجسيدٌ لمعنى الوفاء، لمن يفهم الوفاء، ليس فقط لصدام، بل للعراق وفلسطين، وللمقاومة، وللنهج القومي.
كان طه ياسين رمضان فلاحاً مثل جدي وجد جدي، وكان يؤخذ عليه أنه لم يكن ينمق كلامه في المحافل الديبلوماسية، ولم يجامل في الموقف السياسي، وإذا كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية قد بذلت مجهوداً غير عادي في تشويه أعضاء القيادة العراقية، وفي تصويرهم كأشخاص لا لون ولا طعم لهم ولا كفاءة، وفي تكريس فكرة مفادها أن ميزتهم الوحيدة هي تبعيتهم الشخصية للرئيس صدام، فإن أداء برزان التكريتي في المحاكمة، وموقف عواد البندر، والآن موقف طه ياسين رمضان، وغيرهم من القياديين العراقيين الذين ثبتوا على الحق بالرغم من التهديدات والإغراءات، يثبت أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية كانوا ثلة من الكذابين والأفاقين العاملين ضمن أجندة خارجية تستهدف تفكيك وحدة العراق.
طه ياسين رمضان عرضت عليه المناصب، لو كان هذا هدفه، فرفضها، واغتيل محاميه عباس الزبيدي في بغداد بالرصاص، فلم يخف، وقابله وفدٌ من الكونغرس الأمريكي في شهر نيسان/ أبريل عام 2005 عدة ساعات، فلم يتلون أو يتحول أو يتبدل، وقد ثبت الآن بدون أدنى ريب أن ما كان يجمع القياديين العراقيين لم يكن المال أو الجاه أو النفوذ أو المواقع، ولا التبعية الشخصية لصدام، بل العقيدة والمبدأ ومصلحة العراق والأمة.
ومن حق هؤلاء الشهداء علينا، من قضى نحبه ومن ينتظر، أن نقدر عطاءهم وأن نجلَّ شهادتهم حق قدرها، وأن نعترف بدورهم المتميز فرداً فرداً.
ومن حقنا على أنفسنا أن نتعلم الدرس: من يسر على طريق الحق يوسم بالتبعية لشخص أو لقائد حتى ينحرف، وبعدها يتم الاعتراف به "شخصية مستقلة"، أليس كذلك؟ وكأن المطلوب هو أن تنحرف كما تشاء ما دمت تمسك بكل شيء إلا العروة الوثقى.
وهي على كل حال أزمة المترددين وأصحاب المشاريع الذاتية فقط لأن المجاهد الحق والمناضل الثوري يسره أن يجد من يسير معه، أمامه أو خلفه أو بجانبه، لا فرق، على طريق العمل الجماعي المنظم الذي لا يترك مجالاً للمشاريع الفردية بالتعريف.
سياسياً، لا بد من استلال الدروس من إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان التكريتي وعواد البندر من قبله.
والدرس الأول هو أن أحداث السنوات الأخيرة منذ احتلال العراق وإلقاء القبض على القياديين العراقيين أثبتت دون أدنى ريب أن القيادة العراقية كانت كتلة متماسكة وكفوءة وأنها لم تجتمع على حب المناصب أو الخوف من صدام كما حاول البعض أن يروج، ولو كانوا كذلك، لخانوا صداماً بعد إعدامه على الأقل، إن لم يجرؤا على خيانته قبل إعدامه، وكانت الفرص أمامهم للتفريط والخيانة لا تعد ولا تحصى، ولكنهم رفضوا مجرد التفوه بكلمة ضد صدام، ولا بد أن هذا يغيظ البعض كثيراً الآن، ويشفي صدور قومٍ مؤمنين.
والدرس الثاني هو أن إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان والبندر وصدام من قبله، يثبت أن هذه الجرائم ترتكب على أرضية تعاون وثيق بين المحتل الأمريكي والنظام الإيراني، والدم المسفوك في رقبة الطرفين، وليس في رقبة المحتل الأمريكي وحده. وإذا كان المحتل الأمريكي هو الذي سمح لأحكام الإعدام أن تنفذ، فإن المحتل الإيراني، من خلال زبانيته في العراق، هو الذي شدد الحكم من مؤبد إلى إعدام في محاولة لابتزاز رمضان، بعد استشهاد صدام، وهو الذي قام بالتنفيذ فعلياً.
والدرس الثالث هو أن القيادة العراقية تحاكم ويعدم أفرادها لأنها كانت تمتلك مشروعاً قومياً نهضوياً مقاتلاً، ولأنها رفضت التفريط بالعراق لإنقاذ نفسها أو حكمها، فالإعدام هو رسالة لنا، كأبناء الشعب العربي، ورسالة لكل من يحمل مشروعاً قومياً نهضوياً، ومن يلتزم بنهج المقاومة. أي أن سلسلة الإعدامات هنا، التي أظهرت المعدن الحقيقي لكل فرد من أفراد القيادة العراقية المعدومين، لا تستهدفهم شخصياً إلا لأنهم كانوا يحملون مثل هذا المشروع.
والدرس الرابع هو أن النظام الإيراني يحمل أحقاداً تاريخية تبدد أي شك بأن مشروعه هو مشروعٌ مناهض للإمبريالية والصهيونية، وأن له مصلحة بضرب وشطب الحكم المركزي في العراق، تماماً مثل الولايات المتحدة، وإن وجد تنافس بين النظام الإيراني والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل الهيمنة على الإقليم، فإن ذلك لا يجعل مشروع النظام الإيراني مشروعاً مناهضاً لمخططات الهيمنة الأمريكية-الصهيونية.
والدرس الخامس هو أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية عليهم أن يخجلوا من أنفسهم الآن، أما وقد أصبح القياديون العراقيون شهداء، ورموزاً حية للمقاومة، فإن الحري بمن يستمر بالإساءة إلى ذكراهم أن يتحلى بشيءٍ من التواضع، شفقة على نفسه فقط، لأن القياديين الشهداء لم يعودوا بحاجة لشهادة حسن سلوك من أحد.
رحمك الله يا طه ياسين رمضان، وأسكنك فسيح جنانه. وأشكرك أيضاً لأن استشهادك سمح للذين لا يحبون امتداح القيادات في الحكم أن يمتدحوها في المقاومة والشهادة.
أخوكم إبراهيم علوش
طه ياسين رمضان كان قيادياً مخضرماً استلم مناصب عديدة في حزب البعث والدولة العراقية، وكان قائد الجيش الشعبي، الجناح العسكري لحزب البعث الذي تشكل عام 1991، ولكنه كان قبل كل المناصب موضع ثقة الشهيد صدام حسين، وقد أثبت صدام حسين مرة أخرى أن ثقته برمضان كانت في مكانها. والبارحة ليلاً، مساء الاثنين الموافق في 19/3/2007، كانت وصية الشهيد رمضان أن يدفن بجوار صدام حسين، وهو تجسيدٌ لمعنى الوفاء، لمن يفهم الوفاء، ليس فقط لصدام، بل للعراق وفلسطين، وللمقاومة، وللنهج القومي.
كان طه ياسين رمضان فلاحاً مثل جدي وجد جدي، وكان يؤخذ عليه أنه لم يكن ينمق كلامه في المحافل الديبلوماسية، ولم يجامل في الموقف السياسي، وإذا كانت وسائل الإعلام العربية والعالمية قد بذلت مجهوداً غير عادي في تشويه أعضاء القيادة العراقية، وفي تصويرهم كأشخاص لا لون ولا طعم لهم ولا كفاءة، وفي تكريس فكرة مفادها أن ميزتهم الوحيدة هي تبعيتهم الشخصية للرئيس صدام، فإن أداء برزان التكريتي في المحاكمة، وموقف عواد البندر، والآن موقف طه ياسين رمضان، وغيرهم من القياديين العراقيين الذين ثبتوا على الحق بالرغم من التهديدات والإغراءات، يثبت أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية كانوا ثلة من الكذابين والأفاقين العاملين ضمن أجندة خارجية تستهدف تفكيك وحدة العراق.
طه ياسين رمضان عرضت عليه المناصب، لو كان هذا هدفه، فرفضها، واغتيل محاميه عباس الزبيدي في بغداد بالرصاص، فلم يخف، وقابله وفدٌ من الكونغرس الأمريكي في شهر نيسان/ أبريل عام 2005 عدة ساعات، فلم يتلون أو يتحول أو يتبدل، وقد ثبت الآن بدون أدنى ريب أن ما كان يجمع القياديين العراقيين لم يكن المال أو الجاه أو النفوذ أو المواقع، ولا التبعية الشخصية لصدام، بل العقيدة والمبدأ ومصلحة العراق والأمة.
ومن حق هؤلاء الشهداء علينا، من قضى نحبه ومن ينتظر، أن نقدر عطاءهم وأن نجلَّ شهادتهم حق قدرها، وأن نعترف بدورهم المتميز فرداً فرداً.
ومن حقنا على أنفسنا أن نتعلم الدرس: من يسر على طريق الحق يوسم بالتبعية لشخص أو لقائد حتى ينحرف، وبعدها يتم الاعتراف به "شخصية مستقلة"، أليس كذلك؟ وكأن المطلوب هو أن تنحرف كما تشاء ما دمت تمسك بكل شيء إلا العروة الوثقى.
وهي على كل حال أزمة المترددين وأصحاب المشاريع الذاتية فقط لأن المجاهد الحق والمناضل الثوري يسره أن يجد من يسير معه، أمامه أو خلفه أو بجانبه، لا فرق، على طريق العمل الجماعي المنظم الذي لا يترك مجالاً للمشاريع الفردية بالتعريف.
سياسياً، لا بد من استلال الدروس من إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان التكريتي وعواد البندر من قبله.
والدرس الأول هو أن أحداث السنوات الأخيرة منذ احتلال العراق وإلقاء القبض على القياديين العراقيين أثبتت دون أدنى ريب أن القيادة العراقية كانت كتلة متماسكة وكفوءة وأنها لم تجتمع على حب المناصب أو الخوف من صدام كما حاول البعض أن يروج، ولو كانوا كذلك، لخانوا صداماً بعد إعدامه على الأقل، إن لم يجرؤا على خيانته قبل إعدامه، وكانت الفرص أمامهم للتفريط والخيانة لا تعد ولا تحصى، ولكنهم رفضوا مجرد التفوه بكلمة ضد صدام، ولا بد أن هذا يغيظ البعض كثيراً الآن، ويشفي صدور قومٍ مؤمنين.
والدرس الثاني هو أن إعدام طه ياسين رمضان، وإعدام برزان والبندر وصدام من قبله، يثبت أن هذه الجرائم ترتكب على أرضية تعاون وثيق بين المحتل الأمريكي والنظام الإيراني، والدم المسفوك في رقبة الطرفين، وليس في رقبة المحتل الأمريكي وحده. وإذا كان المحتل الأمريكي هو الذي سمح لأحكام الإعدام أن تنفذ، فإن المحتل الإيراني، من خلال زبانيته في العراق، هو الذي شدد الحكم من مؤبد إلى إعدام في محاولة لابتزاز رمضان، بعد استشهاد صدام، وهو الذي قام بالتنفيذ فعلياً.
والدرس الثالث هو أن القيادة العراقية تحاكم ويعدم أفرادها لأنها كانت تمتلك مشروعاً قومياً نهضوياً مقاتلاً، ولأنها رفضت التفريط بالعراق لإنقاذ نفسها أو حكمها، فالإعدام هو رسالة لنا، كأبناء الشعب العربي، ورسالة لكل من يحمل مشروعاً قومياً نهضوياً، ومن يلتزم بنهج المقاومة. أي أن سلسلة الإعدامات هنا، التي أظهرت المعدن الحقيقي لكل فرد من أفراد القيادة العراقية المعدومين، لا تستهدفهم شخصياً إلا لأنهم كانوا يحملون مثل هذا المشروع.
والدرس الرابع هو أن النظام الإيراني يحمل أحقاداً تاريخية تبدد أي شك بأن مشروعه هو مشروعٌ مناهض للإمبريالية والصهيونية، وأن له مصلحة بضرب وشطب الحكم المركزي في العراق، تماماً مثل الولايات المتحدة، وإن وجد تنافس بين النظام الإيراني والولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل الهيمنة على الإقليم، فإن ذلك لا يجعل مشروع النظام الإيراني مشروعاً مناهضاً لمخططات الهيمنة الأمريكية-الصهيونية.
والدرس الخامس هو أن الذين كانوا يتقولون على القيادة العراقية عليهم أن يخجلوا من أنفسهم الآن، أما وقد أصبح القياديون العراقيون شهداء، ورموزاً حية للمقاومة، فإن الحري بمن يستمر بالإساءة إلى ذكراهم أن يتحلى بشيءٍ من التواضع، شفقة على نفسه فقط، لأن القياديين الشهداء لم يعودوا بحاجة لشهادة حسن سلوك من أحد.
رحمك الله يا طه ياسين رمضان، وأسكنك فسيح جنانه. وأشكرك أيضاً لأن استشهادك سمح للذين لا يحبون امتداح القيادات في الحكم أن يمتدحوها في المقاومة والشهادة.
أخوكم إبراهيم علوش
مواضيع مماثلة
» تعليقاً على تشديد الحكم على الرفيق طه ياسين رمضان
» المناضل قاسم سلام يهاتف الشهيد طه ياسين رمضان قبل اغتياله
» العراق ما بعد استشهاد الرئيس صدام حسين ... ؟
» تهاني ل( ال الحسن ) وال( السعدون ) لمناسبة استشهاد ابنيهما
» يوم الشهيد العراقي : دروس وعبر
» المناضل قاسم سلام يهاتف الشهيد طه ياسين رمضان قبل اغتياله
» العراق ما بعد استشهاد الرئيس صدام حسين ... ؟
» تهاني ل( ال الحسن ) وال( السعدون ) لمناسبة استشهاد ابنيهما
» يوم الشهيد العراقي : دروس وعبر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى