مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
صفحة 1 من اصل 1
مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد الرفيق صدام حسين، أقام حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، بتاريخ 11 شباط من العام 2007، مهرجاناً تأبينياً في قاعة الأونسكو في بيروت، حضره ممثلون عن الأحزاب الوطنية اللبنانية، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفعاليات سياسية واجتماعية وفكرية، كما حضره آلاف من رفاق الشهيد وأنصار الحزب ومؤيديه.
بداية النشيد الوطني، ثم نشيد البعث، فدقيقة صمت عن روح الرئيس صدام حسين ورفيقيه برزان التكريتي وعواد البندر. وقدَّم المناضل حمد حيدر الخطباء بعد مقدمة عبَّر فيها عن ألمه واعتزازه بشهيد البعث والأمة.
والقى الدكتور عبد المجيد الرافعي، عضو القيادة القومية كلمة رثى فيها الشهيد، وحدد موقف الحزب من القضايا القومية.
ثم القى امين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان ابو العينين كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، بعد أن أبَّن الشهيد بكلمات مؤثرة، أدان ما يقوم به العدو الاسرائيلي في المسجد الاقصى. واشاد باتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس.
ثم القى منسق الحملة الاهلية لنصرة العراق وفلسطين معن بشور كلمة قال فيها: ان المصالحة الوطنية على قاعدة المقاومة هي ردنا على الفتنة والمراجعة النقدية الشاملة.
ثم القى الدكتور خليل قاسم كلمة باسم خريجي الجامعات العراقية في لبنان، اشاد فيها بما قدمه الرئيس الراحل صدام حسين للطلاب اللبنانيين. وفي الختام كانت قصيدة من وحي المناسبة للشاعر عمر شبلي.
وقد وُزِّع كتاب يُضيء على أهم مراحل حياة الرئيس الشهيد. كما وزَّع تجمُّع المرأة بياناً بالمناسبة. ووزَّعت اللجنة التأسيسية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي بياناً أشادت فيه بمزايا الشهيد.
وتكلم السيد سطام القعود، وهو من أصدقاء الرئيس الشهيد,
بداية النشيد الوطني، ثم نشيد البعث، فدقيقة صمت عن روح الرئيس صدام حسين ورفيقيه برزان التكريتي وعواد البندر. وقدَّم المناضل حمد حيدر الخطباء بعد مقدمة عبَّر فيها عن ألمه واعتزازه بشهيد البعث والأمة.
والقى الدكتور عبد المجيد الرافعي، عضو القيادة القومية كلمة رثى فيها الشهيد، وحدد موقف الحزب من القضايا القومية.
ثم القى امين سر حركة فتح في لبنان اللواء سلطان ابو العينين كلمة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، بعد أن أبَّن الشهيد بكلمات مؤثرة، أدان ما يقوم به العدو الاسرائيلي في المسجد الاقصى. واشاد باتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس.
ثم القى منسق الحملة الاهلية لنصرة العراق وفلسطين معن بشور كلمة قال فيها: ان المصالحة الوطنية على قاعدة المقاومة هي ردنا على الفتنة والمراجعة النقدية الشاملة.
ثم القى الدكتور خليل قاسم كلمة باسم خريجي الجامعات العراقية في لبنان، اشاد فيها بما قدمه الرئيس الراحل صدام حسين للطلاب اللبنانيين. وفي الختام كانت قصيدة من وحي المناسبة للشاعر عمر شبلي.
وقد وُزِّع كتاب يُضيء على أهم مراحل حياة الرئيس الشهيد. كما وزَّع تجمُّع المرأة بياناً بالمناسبة. ووزَّعت اللجنة التأسيسية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي بياناً أشادت فيه بمزايا الشهيد.
وتكلم السيد سطام القعود، وهو من أصدقاء الرئيس الشهيد,
نص كلمة الدكتور عبدالمجيد الرافعي في مناسبة ذكرى اربعين الشهيد صدام حسين، والتي القيت في المهرجان المقام في قاعة الأونيسكو – بيروت 11-2-2007
أيتها الأخوات، أيها الأخوة،
نقف في هذه الذكرى وقفة المهابة والخشوع أمام عظمة شهادة واحد من عظماء هذا العصر ،
نقف لكي نؤبِّن رفيقنا الشهيد صدام حسين ، الذي هو مفخرة ما أعطته الأمة العربية ممن وهبوا حياتهم من أجل أن تبقى هذه الأمّة شامخة مرفوعة الرأس .
إن المهر الذي وهبه البعث منذ تأسيسه، للأمة، وإن كان غالياً، فهي تستحقه، وتستحق أكثر منه، فهو يعادل كرامتها وسيادتها، وكرامتنا وسيادتنا .
تستحق كرامة الأمة وسيادتها، ونهضتها وتقدمها، مهراً كبيراً من المُهج والدم والأرواح. تلك هي الثوابت التي آمن بها حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الذي انتمى إليه صدام حسين. فهو لم يعترف بأولوية أخرى تسبق حماية كرامة الأمة العربية وسيادتها.
وليس الأمر كذلك فحسب، بل سيبقيان معياراً بعثياً لكل عمل ثوري أيضاً، فالبعثيون يؤمنون بأنه لا معنى لوجود الإنسان من دون كرامة، ولا معنى لوجود الدول من دون سيادة. ولهذا أقسم، رفاق صدام حسين، أنهم سيحمونهما بأرواحهم ودمائهم .
إن سلسلة العطاءات التي قدَّمها العراقيون، منذ احتلال العراق، وفي طليعتهم البعثيون، كانت ترجمة للقول بالعمل، وقد توَّجوا نضالهم بشهادة الأمين العام لحزبهم، ورفيقيه في الأسر، برزان التكريتي وعواد البندر.
إن البعث ، تلك الشعلة الوهَّاجة، زاخر بالبذل والعطاء، زاخر بالتضحية والوفاء، زاخر بالدم الذي لن ينضب معينه، وهو مستمر في البذل طالما بقي هناك من يطمع في أرض الأمة ليستعبد شعبها، وليجعلها غارقة في التخلف عن الركب الحضاري.
إن البعث هو تلك الإرادة الصلبة للأمّة، و سيبقى عصيَّاً على الاجتثاث، و سيقف تحت رايته البعثيون صفوفاً متراصة، كتفاً إلى كتف، حلقات متماسكة كالبنيان المرصوص، يرحل رفيق فيحمل رفيقه الراية، و شعلة البعث التي لا تنطفئ. ففي قاموس البعث ومبادئه كل عوامل الرفض والتحدي، يتقدَّم فيه القائد في المعركة، وإن هوى فإنما يهوي شامخاً، وإن نال الشهادة فينالها وهو واقف لن يركع.
لقد تقدَّم الرئيس الشهيد قوافل المقاومة، وقادها، وتقدَّم مسرح المحكمة وقاد المقاومة من على خشبتها وتقدَّم إلى المقصلة فأشعل المقاومة وزادها لهيباً، فشملت نيرانها كل مساحة العراق، من جنوبه إلى شماله، ومن غربه إلى مشرقه.
لقد رسم الرئيس الشهيد بفكره البعثي، خط البداية، وحدَّد معالم المسار النضالي، فقال: وُلدت على أرض العراق، وأرفض أن يضمَّ ترابٌ غير ترابه رفاتي، وأرفض أن تكون حياتي ثمناً لبيعها في سوق مزايدات الشرق والغرب. وهكذا هو إيمان البعثيين، وهكذا هو خط البداية للبعثيين وخط النهاية.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن وقفتنا اليوم، لنتذكَّر معاني شهادة صدام حسين ورفيقيه، هي وقفة تجديد العهد وتأكيد الوعد، بأن البعث الذي أنجز التحضير لخوض غمار معركة الحواسم، مستمر في صراعه البطولي على أرض العراق، ولا تزال ثورته تتفجَّر ناراً حامية في وجه عدوان الخارج وأزلامه من خونة الدّاخل.
لقد عملت ثورة البعث، في 17-30 من تموز من العام 1968، على إنجاز مهمتين معاً:
-ثورة النهوض الداخلي للانتقال بالعراق من مراحل التخلف إلى مراحل التقدم ومواكبة إنجازات العصر على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و العسكريّة.
-وثورة القوات المسلّحة العسكريّة و المقاومة الشعبية في مواجهة مخططات الخارج.
فثورة النهوض الداخلي، التي تهدف الى نهوض الأمّة العربية وليس العراق وحده فحسب، هي ترجمة لفكر البعث القومي الوحدوي، وكانت من الخطوط الحمر، التي زرعت الهلع في نفوس أعداء الأمة العربية، وأعداء الشعوب المسحوقة في العالم، فصمموا على أن لا يتركوها تمر من دون تدمير أسسها الفكرية ومعالمها المادية، وتأثيراتها المعنوية.
أما وجه الثورة الآخر، فكان ماثلاً في ثقافة المقاومة التي كانت، ولا تزال، خبز البعثيين اليومي، وزادهم النضالي المستمر منذ اغتصاب فلسطين حتى الآن. ومن لدنّ هذه الثقافة كان تأسيس الجيش العقائدي الذائد عن حياض الوطن والمقاوم في سبيل تحريره. وكان البعث أميناً، ولا يزال أميناً، وسيظل أميناً، على حماية كرامة الأمة وسيادتها، وبناء أسس نهضتها، وهو الذي شخّص أهداف الأمّة بشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.
وإن مصلحة الأمة لا تزال ماثلة في تلك الأهداف التي يناضل أبناء العروبة من أجلها بخلاصة فكرهم، وبقوة سواعدهم، ولن يستلهموا فكراً من هنا أو هناك، دون أن يتفاعلوا مع أي فكر يخدم وحدتهم السياسية ونهضتهم الحديثة. وقد جاءت الأيام لتثبت كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه، أن كل فكر معاد للأمة لن يحمل إليها إلاَّ التفتيت والاقتتال والتناحر والتسابق على اقتسام الغنائم باسم الطوائف المذهبية ودعاة القطرية والرجعية والليبرالية الغربية.
إن مراجعة ما يجري على الأرض العربية يدل بوضوح على تقاطع اهداف الذين جمعتهم تحالفاتهم الشاذة من أجل محاربة الفكر القومي الذي يحول دون انتشار فكرهم، واذ بكل منهم يُدلي بعدائيته من أجل تنفيذ المخطط الذي يتناسب مع أهدافه الاستراتيجية.
لقد بات واضحاً أن العراق اختير ليكون نقطة انطلاق، وموقع ارتكاز لإقامة ما تسميه أميركا الشرق الأوسط الكبير والجديد. وهذا الاختيار للعراق لم يكن اختياراً عبثياً بل لإدراكها بأهمية العراق في مثلث التوازن الإقليمي، ولدوره الذي نذر نفسه له كرافعة للنضال القومي العربي في مواجهة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني لفلسطين، وكتجربة رائدة في التغيير النهضوي، لمواكبة الركب الحضاري، وإدخال الأمة عصر التطوير والتقدم في كل مجالات الحياة.
لقد تمثّلت اولى خطوات الاحتلال الأميركي للعراق بإسقاط مقومات الدولة، وتقويض مؤسساتها الارتكازية، لأجل إحداث فراغ يتم إملاؤه بإدارة ملحقة بسلطة الاحتلال عبر واجهات عراقية دخلت تحت مظلة القوات الغازية، تنفِّذ إملاءات الاحتلال وكل المتحالفين معه لإيجاد وقائع سياسية تزيد من صعوبات إعادة توحيد العراق إذا ما قُيِّضَ لمخطط التقسيم النفاد، والذي كان هدفاً استراتيجياً للعدو الصهيوني.
وإذا كنا لا نستغرب، أن يكون تقسيم العراق، هدفاً مركزياً للمستعمر الجديد، الذي كان تقويض ركائز الدولة إشارة البدء به بعد وقوع العراق تحت الاحتلال، فإن المخطط الأميركي المسكون بالفكر الصهيوني، تتقاطع خطواته العملية مع رديف سياسي آخر، وهذا الرديف هو النظام الايراني الذي وجد في وضع العراق الحالي فرصته السانحة لتفتيت العراق وإضعافه مكمّلا بنتائج أعماله، ما تقوم به قوات الاحتلال الاميركي، رغم مشاكسته الظاهرية لأميركا، لا بل يرتقي بخطورته إلى مراحل عليا، لأن دوره يتجاوز ضرب مقومات الدولة ليصل إلى تقويض مقومات البنية المجتمعية من خلال ما ينفذه عبر أدوات سياسية وأمنية تتولى مواقع مؤثرة في مفاصل السلطة التي تعمل بإشراف سلطة الاحتلال ومن خلال أجهزته وأدواته الخاصة.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
نحن لسنا ضد أن ينخرط جار للعراق وللأمة العربية في حركة سياسية لضمان مصالحه، لكن لا يجوز أن يكون الثمن على حساب مصلحة الشعب العربي، وإلاَّ فإن حزبنا يعتبر أن أي إملاء للفراغ الذي تركه النظام العربي الرسمي، وعلى غير قاعدة وحدة الأمة العربية، لن يكون غير مُرحَّب به فحسب، وإنما هو مرفوض ويستدعي مقاومته أيضاً. وإنّ كل من يعتبر الصراع ضد الصهيونية والأمركة هو التناقض الرئيسي، يجب أن يعتبر أيضاً أن سحق رأس الأفعى الأميركية في العراق هو الواجب الأول الذي لا يسبقه واجب آخر، وبالتالي لا يمكن منع مخطط الشرق الأوسط الجديد من العبور إلى المنطقة من دون هزيمة الاحتلال في العراق، ومن دون منع تقسيمه، ولأنه بغير ذلك تكون الدعوات لمواجهته في الساحات العربية الأخرى عبثية وغير جدية.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة ،
إن أي تعزيز لوجود الاحتلال في العراق سيفسح المجال أمام الانهيار الحاصل للأمن القومي العربي في اكثر من موقع وساحة عربية. فلبنان تجري محاولات دمجه في مخطط الشرق الأوسط الجديد، بأشكال وألوان من الإغراءات الكثيرة. وفي فلسطين يتم اغراق الفلسطينيين بالدم والنار. وفي الصومال يطاردون هذا البلد كفريسة لإيقاعه في أيدي مشروع الأمركة. وفي السودان تتواصل الضغوط لجره إلى قلب المشروع الاستراتيجي الذي يتم تنفيذه في العراق...
إن ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة، يدعونا إلى مخاطبة جماهير شعبنا في فلسطين، وكل قواه السياسية، سواء من هم داخل الإطار التنظيمي لمنظمة التحرير او الذين هم خارج هذا الإطار، بالقول: إن الدم الفلسطيني غالٍ علينا، وهذا الصدام الدموي الذي أثقل الساحة الفلسطينية بعبء كبير، أرهق ويرهق الجماهير الشعبية، وأراح ويريح العدو الصهيوني وهو يرى أن البنادق تتوجه إلى صدور أبناء القضية الواحدة، فيما المفروض أن يكون هذا السلاح موحداً وموجهاً إلى العدو الصهيوني.
إننا من هنا، من لبنان، حيث عشنا وقوى الثورة الفلسطينية، على تنوع قواها السياسية، تجربة تقديم أولوية التناقض مع العدو على أية تناقضات ثانوية أخرى، نوجِّه نداءً خالصاً إلى كافة فصائل المقاومة، وخاصة إلى فصيليها الأساسيين، أن يخرجوا من خنادق التصادم السياسي الحاد والعسكري القاتل، وأن يعودوا الى الوقوف على أرضية الموقف الواحد الذي يؤطر الجماهير في مواجهة العدو، وتصليب الموقف السياسي المقاوم.
إننا نناشدهم باسم الشهداء، أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية التاريخية، وحتى لا ينحرف اتجاه الصراع مع العدو إلى أي اتجاه آخر. هذه وصية كل من نذر حياته لقضية فلسطين، وكل من ضحى لأجلها، وكل من اعتبرها قضية لا تتقدم عليها قضية أخرى، ولم ينسها في أقسى اللحظات حراجة، وفي الطليعة منهم شهيد الأمة، شهيد العراق شهيد فلسطين والذي نحيي ذكرى أربعين استشهاده الرفيق الشهيد صدام حسين.
آملين في هذه المناسبة أن يشكل الاتفاق الذي عقده الأخوة الفلسطينيون في مكة المكرمة مؤخراً، فاتحة خير لرص الصفوف والوحدة الوطنية الداخلية، فقوتهم هي في وحدتهم وتضامنهم لا في فرقتهم و تمزقهم كما يريد العدو الصهيوني. هذا العدو الذي يتحدى اليوم مشاعر العالم أجمع بمعاودته عمليات الحفر داخل المسجد القصى وإطلاق النار على المصلين دون مراعاة لحرمات إنسانية ومواثيق وقوانين دولية وغيرها.
نقف في هذه الذكرى وقفة المهابة والخشوع أمام عظمة شهادة واحد من عظماء هذا العصر ،
نقف لكي نؤبِّن رفيقنا الشهيد صدام حسين ، الذي هو مفخرة ما أعطته الأمة العربية ممن وهبوا حياتهم من أجل أن تبقى هذه الأمّة شامخة مرفوعة الرأس .
إن المهر الذي وهبه البعث منذ تأسيسه، للأمة، وإن كان غالياً، فهي تستحقه، وتستحق أكثر منه، فهو يعادل كرامتها وسيادتها، وكرامتنا وسيادتنا .
تستحق كرامة الأمة وسيادتها، ونهضتها وتقدمها، مهراً كبيراً من المُهج والدم والأرواح. تلك هي الثوابت التي آمن بها حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الذي انتمى إليه صدام حسين. فهو لم يعترف بأولوية أخرى تسبق حماية كرامة الأمة العربية وسيادتها.
وليس الأمر كذلك فحسب، بل سيبقيان معياراً بعثياً لكل عمل ثوري أيضاً، فالبعثيون يؤمنون بأنه لا معنى لوجود الإنسان من دون كرامة، ولا معنى لوجود الدول من دون سيادة. ولهذا أقسم، رفاق صدام حسين، أنهم سيحمونهما بأرواحهم ودمائهم .
إن سلسلة العطاءات التي قدَّمها العراقيون، منذ احتلال العراق، وفي طليعتهم البعثيون، كانت ترجمة للقول بالعمل، وقد توَّجوا نضالهم بشهادة الأمين العام لحزبهم، ورفيقيه في الأسر، برزان التكريتي وعواد البندر.
إن البعث ، تلك الشعلة الوهَّاجة، زاخر بالبذل والعطاء، زاخر بالتضحية والوفاء، زاخر بالدم الذي لن ينضب معينه، وهو مستمر في البذل طالما بقي هناك من يطمع في أرض الأمة ليستعبد شعبها، وليجعلها غارقة في التخلف عن الركب الحضاري.
إن البعث هو تلك الإرادة الصلبة للأمّة، و سيبقى عصيَّاً على الاجتثاث، و سيقف تحت رايته البعثيون صفوفاً متراصة، كتفاً إلى كتف، حلقات متماسكة كالبنيان المرصوص، يرحل رفيق فيحمل رفيقه الراية، و شعلة البعث التي لا تنطفئ. ففي قاموس البعث ومبادئه كل عوامل الرفض والتحدي، يتقدَّم فيه القائد في المعركة، وإن هوى فإنما يهوي شامخاً، وإن نال الشهادة فينالها وهو واقف لن يركع.
لقد تقدَّم الرئيس الشهيد قوافل المقاومة، وقادها، وتقدَّم مسرح المحكمة وقاد المقاومة من على خشبتها وتقدَّم إلى المقصلة فأشعل المقاومة وزادها لهيباً، فشملت نيرانها كل مساحة العراق، من جنوبه إلى شماله، ومن غربه إلى مشرقه.
لقد رسم الرئيس الشهيد بفكره البعثي، خط البداية، وحدَّد معالم المسار النضالي، فقال: وُلدت على أرض العراق، وأرفض أن يضمَّ ترابٌ غير ترابه رفاتي، وأرفض أن تكون حياتي ثمناً لبيعها في سوق مزايدات الشرق والغرب. وهكذا هو إيمان البعثيين، وهكذا هو خط البداية للبعثيين وخط النهاية.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن وقفتنا اليوم، لنتذكَّر معاني شهادة صدام حسين ورفيقيه، هي وقفة تجديد العهد وتأكيد الوعد، بأن البعث الذي أنجز التحضير لخوض غمار معركة الحواسم، مستمر في صراعه البطولي على أرض العراق، ولا تزال ثورته تتفجَّر ناراً حامية في وجه عدوان الخارج وأزلامه من خونة الدّاخل.
لقد عملت ثورة البعث، في 17-30 من تموز من العام 1968، على إنجاز مهمتين معاً:
-ثورة النهوض الداخلي للانتقال بالعراق من مراحل التخلف إلى مراحل التقدم ومواكبة إنجازات العصر على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية و العسكريّة.
-وثورة القوات المسلّحة العسكريّة و المقاومة الشعبية في مواجهة مخططات الخارج.
فثورة النهوض الداخلي، التي تهدف الى نهوض الأمّة العربية وليس العراق وحده فحسب، هي ترجمة لفكر البعث القومي الوحدوي، وكانت من الخطوط الحمر، التي زرعت الهلع في نفوس أعداء الأمة العربية، وأعداء الشعوب المسحوقة في العالم، فصمموا على أن لا يتركوها تمر من دون تدمير أسسها الفكرية ومعالمها المادية، وتأثيراتها المعنوية.
أما وجه الثورة الآخر، فكان ماثلاً في ثقافة المقاومة التي كانت، ولا تزال، خبز البعثيين اليومي، وزادهم النضالي المستمر منذ اغتصاب فلسطين حتى الآن. ومن لدنّ هذه الثقافة كان تأسيس الجيش العقائدي الذائد عن حياض الوطن والمقاوم في سبيل تحريره. وكان البعث أميناً، ولا يزال أميناً، وسيظل أميناً، على حماية كرامة الأمة وسيادتها، وبناء أسس نهضتها، وهو الذي شخّص أهداف الأمّة بشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.
وإن مصلحة الأمة لا تزال ماثلة في تلك الأهداف التي يناضل أبناء العروبة من أجلها بخلاصة فكرهم، وبقوة سواعدهم، ولن يستلهموا فكراً من هنا أو هناك، دون أن يتفاعلوا مع أي فكر يخدم وحدتهم السياسية ونهضتهم الحديثة. وقد جاءت الأيام لتثبت كل يوم أكثر من اليوم الذي سبقه، أن كل فكر معاد للأمة لن يحمل إليها إلاَّ التفتيت والاقتتال والتناحر والتسابق على اقتسام الغنائم باسم الطوائف المذهبية ودعاة القطرية والرجعية والليبرالية الغربية.
إن مراجعة ما يجري على الأرض العربية يدل بوضوح على تقاطع اهداف الذين جمعتهم تحالفاتهم الشاذة من أجل محاربة الفكر القومي الذي يحول دون انتشار فكرهم، واذ بكل منهم يُدلي بعدائيته من أجل تنفيذ المخطط الذي يتناسب مع أهدافه الاستراتيجية.
لقد بات واضحاً أن العراق اختير ليكون نقطة انطلاق، وموقع ارتكاز لإقامة ما تسميه أميركا الشرق الأوسط الكبير والجديد. وهذا الاختيار للعراق لم يكن اختياراً عبثياً بل لإدراكها بأهمية العراق في مثلث التوازن الإقليمي، ولدوره الذي نذر نفسه له كرافعة للنضال القومي العربي في مواجهة الاستعمار الصهيوني الاستيطاني لفلسطين، وكتجربة رائدة في التغيير النهضوي، لمواكبة الركب الحضاري، وإدخال الأمة عصر التطوير والتقدم في كل مجالات الحياة.
لقد تمثّلت اولى خطوات الاحتلال الأميركي للعراق بإسقاط مقومات الدولة، وتقويض مؤسساتها الارتكازية، لأجل إحداث فراغ يتم إملاؤه بإدارة ملحقة بسلطة الاحتلال عبر واجهات عراقية دخلت تحت مظلة القوات الغازية، تنفِّذ إملاءات الاحتلال وكل المتحالفين معه لإيجاد وقائع سياسية تزيد من صعوبات إعادة توحيد العراق إذا ما قُيِّضَ لمخطط التقسيم النفاد، والذي كان هدفاً استراتيجياً للعدو الصهيوني.
وإذا كنا لا نستغرب، أن يكون تقسيم العراق، هدفاً مركزياً للمستعمر الجديد، الذي كان تقويض ركائز الدولة إشارة البدء به بعد وقوع العراق تحت الاحتلال، فإن المخطط الأميركي المسكون بالفكر الصهيوني، تتقاطع خطواته العملية مع رديف سياسي آخر، وهذا الرديف هو النظام الايراني الذي وجد في وضع العراق الحالي فرصته السانحة لتفتيت العراق وإضعافه مكمّلا بنتائج أعماله، ما تقوم به قوات الاحتلال الاميركي، رغم مشاكسته الظاهرية لأميركا، لا بل يرتقي بخطورته إلى مراحل عليا، لأن دوره يتجاوز ضرب مقومات الدولة ليصل إلى تقويض مقومات البنية المجتمعية من خلال ما ينفذه عبر أدوات سياسية وأمنية تتولى مواقع مؤثرة في مفاصل السلطة التي تعمل بإشراف سلطة الاحتلال ومن خلال أجهزته وأدواته الخاصة.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
نحن لسنا ضد أن ينخرط جار للعراق وللأمة العربية في حركة سياسية لضمان مصالحه، لكن لا يجوز أن يكون الثمن على حساب مصلحة الشعب العربي، وإلاَّ فإن حزبنا يعتبر أن أي إملاء للفراغ الذي تركه النظام العربي الرسمي، وعلى غير قاعدة وحدة الأمة العربية، لن يكون غير مُرحَّب به فحسب، وإنما هو مرفوض ويستدعي مقاومته أيضاً. وإنّ كل من يعتبر الصراع ضد الصهيونية والأمركة هو التناقض الرئيسي، يجب أن يعتبر أيضاً أن سحق رأس الأفعى الأميركية في العراق هو الواجب الأول الذي لا يسبقه واجب آخر، وبالتالي لا يمكن منع مخطط الشرق الأوسط الجديد من العبور إلى المنطقة من دون هزيمة الاحتلال في العراق، ومن دون منع تقسيمه، ولأنه بغير ذلك تكون الدعوات لمواجهته في الساحات العربية الأخرى عبثية وغير جدية.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة ،
إن أي تعزيز لوجود الاحتلال في العراق سيفسح المجال أمام الانهيار الحاصل للأمن القومي العربي في اكثر من موقع وساحة عربية. فلبنان تجري محاولات دمجه في مخطط الشرق الأوسط الجديد، بأشكال وألوان من الإغراءات الكثيرة. وفي فلسطين يتم اغراق الفلسطينيين بالدم والنار. وفي الصومال يطاردون هذا البلد كفريسة لإيقاعه في أيدي مشروع الأمركة. وفي السودان تتواصل الضغوط لجره إلى قلب المشروع الاستراتيجي الذي يتم تنفيذه في العراق...
إن ما يجري في الأرض الفلسطينية المحتلة، يدعونا إلى مخاطبة جماهير شعبنا في فلسطين، وكل قواه السياسية، سواء من هم داخل الإطار التنظيمي لمنظمة التحرير او الذين هم خارج هذا الإطار، بالقول: إن الدم الفلسطيني غالٍ علينا، وهذا الصدام الدموي الذي أثقل الساحة الفلسطينية بعبء كبير، أرهق ويرهق الجماهير الشعبية، وأراح ويريح العدو الصهيوني وهو يرى أن البنادق تتوجه إلى صدور أبناء القضية الواحدة، فيما المفروض أن يكون هذا السلاح موحداً وموجهاً إلى العدو الصهيوني.
إننا من هنا، من لبنان، حيث عشنا وقوى الثورة الفلسطينية، على تنوع قواها السياسية، تجربة تقديم أولوية التناقض مع العدو على أية تناقضات ثانوية أخرى، نوجِّه نداءً خالصاً إلى كافة فصائل المقاومة، وخاصة إلى فصيليها الأساسيين، أن يخرجوا من خنادق التصادم السياسي الحاد والعسكري القاتل، وأن يعودوا الى الوقوف على أرضية الموقف الواحد الذي يؤطر الجماهير في مواجهة العدو، وتصليب الموقف السياسي المقاوم.
إننا نناشدهم باسم الشهداء، أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية التاريخية، وحتى لا ينحرف اتجاه الصراع مع العدو إلى أي اتجاه آخر. هذه وصية كل من نذر حياته لقضية فلسطين، وكل من ضحى لأجلها، وكل من اعتبرها قضية لا تتقدم عليها قضية أخرى، ولم ينسها في أقسى اللحظات حراجة، وفي الطليعة منهم شهيد الأمة، شهيد العراق شهيد فلسطين والذي نحيي ذكرى أربعين استشهاده الرفيق الشهيد صدام حسين.
آملين في هذه المناسبة أن يشكل الاتفاق الذي عقده الأخوة الفلسطينيون في مكة المكرمة مؤخراً، فاتحة خير لرص الصفوف والوحدة الوطنية الداخلية، فقوتهم هي في وحدتهم وتضامنهم لا في فرقتهم و تمزقهم كما يريد العدو الصهيوني. هذا العدو الذي يتحدى اليوم مشاعر العالم أجمع بمعاودته عمليات الحفر داخل المسجد القصى وإطلاق النار على المصلين دون مراعاة لحرمات إنسانية ومواثيق وقوانين دولية وغيرها.
تابع
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
تابع كلمة الكتور عبد المجيد الرافعي
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
أما بالنسبة للبنان، ونحن نعيش أزمته السياسية الحادة، فإن ما تختلج به هذه الساحة من تقاطعات لا يبشر خيراً نظراً للانشطار السياسي الحاد، والاحتقان الذي تراكمت عناصره على مدى السنوات السابقة والتي تتواصل تأزيما.
إن هذه الأزمة التي يعيش اللبنانيون مظاهرها لحظة بلحظة، وإن كانت بعض أسبابها تعود الى تداعيات الزلزال الكبير الذي نتج عن العدوان على العراق، ووقوعه تحت الاحتلال، فإن الأسباب الداخلية ما تزال تفعل فعلها في توفير أرضية ومناخ ملائمين لتفجر الأوضاع السياسية.
إن التسوية السياسية للمسائل الخلافية يجب أن تكون على قاعدة الحل المتكامل عبر سلة واحدة، بدءاً بإعادة تفعيل المؤسسات السياسية والدستورية وانتهاءً بتوفير ضمانات التطمين للجميع. إن المبادرة العربية، بقدر ما هي مطلوبة للمساعدة على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، فإنها مطلوبة أيضاً كي تكون مظلة الحماية لأية تسوية داخلية، وحتى لا يعود لبنان ليقع تحت وصاية من هنا، وهيمنة من هناك. إننا نقولها بصوت عالٍ: كفى تفريطا بالقدرات الوطنية اللبنانية، وكفى تحريضاً مذهبياً وطائفياً، وكفى دماراً نفسياً لهذا الشعب الصامد الصابر، وكفى تثقيلاً لهذه الساحة بأعباء اقتصادية واجتماعية وانعكاسات معيشية ضاغطة .
كفى تمترساً في الخنادق المتقابلة، فالأفضل للبنانيين أن يقدموا تنازلات متقابلة، وعليهم أن يقوموا بذلك، فالتضحية من أجل لبنان تثمر نتائج إيجابية حاضراً ومستقبلاً، أما العكس فهي القذف بلبنان إلى الوراء، والثمن سيكون باهظاً. ولن يسلم أحد من آثاره المدمرة.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن الاحتلال الأميركي للعراق سائرٌ نحو الزوال. وتلك حقيقة تفصح عنها حركة الشارع الأميركي ومؤسساته الدستورية، وغني عن البيان كم هو حجم المأزق الذي تقع فيه إدارة جورج بوش الآن.
لقد أصمَّ جورج بوش أذنيه وركل برجله كل نتائج الانتخابات النصفية، التي أعربت فيها الأكثرية الشعبية في أميركا عن رغبتها في الانسحاب من العراق. كما هدَّد المؤسسات الدستورية الأميركية التي انبثقت عن الانتخابات المذكورة، بأنه غير ملزم بقرارها بجدولة الانسحاب. وهنا نتساءل: هل هناك قوة أخرى تتمثَّل فيها الديموقراطية غير صوت الشعب وصوت مؤسساته المنتخبة؟وخلافاً لكل عُرف ديموقراطي، قرَّر جورج بوش أن يضرب الديموقراطية عرض الحائط، وقرَّر أن يقوم بمغامرة جديدة في العراق بإرسال المزيد من الجنود والعتاد.
هذه أيها الحفل الكريم صورة عن الديموقراطية الحقيقية التي يريد رئيس أكبر دول العالم تصديرها إلى وطننا العربي، الا بئس ديمقراطية كهذه!
أما واقع الأمر على أرض العراق، فسيان غامرت الإدارة الأميركية بإرسال قوات جديدة، وهماً بتحقيق نصر لن تحصل عليه. وسيان توسَّلت المساعدة من عملائها في العراق، أم من أصدقائها في النظام العربي الرسمي. و في الحالتين ستكون مغامرتها محكومة بالفشل، ولن تجر إلاَّ مآسٍ جديدة لشعب العراق تضاف إلى جرائم الإبادة التي
حصلت في الفلوجة والقائم والرمادي وبعقوبة وحديثة وتلعفر وبيجي والأعظمية... والنجف، ولن تكون أكثر من أنها ستضيف أرقاماً جديدة إلى أعداد قتلى الجيش الأميركي .
فالمقاومة الوطنية العراقية، التي صمدت ما يقرب من السنوات الأربع مصمَّمة الآن أكثر على إلحاق الهزيمة بالاحتلال وكل إفرازاته، من العملاء والطامعين في الاستيلاء على العراق وتمزيقه .
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن قراءة مستقبل الأمة العربية لا يمكن أن تتم بمعزل عما يجري في العراق. فعلى أرضه، وعلى قاعدة نتائج الصراع بين الاحتلال الأميركي والمقاومة الوطنية العراقية، سيتحدد مصير وطننا العربي من محيطه إلى خليجه ، مبتدئة بالقضايا الأكثر سخونة في فلسطين ولبنان، مروراً بالقضايا التي يقتحمها العدوان الأميركي في الصومال والسودان، وصولاً إلى مصير الأنظمة الرسمية المستسلمة لإرادته.
فإذا رحل الاحتلال، وهو سيرحل، سيواجه العراق أكثر من مشكلة، ومن أهمها اثنتين:
-مشكلة العمل على تثبيت تقسيم العراق على صورة ما هو عليه الآن، على قاعدة ما يُسمى بالفيدرالية. وموقف الأنظمة العربية والشعب العربي منها.
-ومشكلة موقف دول الجوار الجغرافي غير العربية من تقسيم العراق ومستقبله السياسي.
ولأن تقسيم العراق بين مذاهبه وأعراقه، يمثِّل أنموذجاً يكون قابلاً للتطبيق في الأقطار العربية الأخرى، وقابلاً للتطبيق في دول الجوار العربي. ولأنه بالتالي سيكون وليداً لمخطط الشرق الأوسط الجديد، فلن يبقى العراق مشكلة عراقية بمقدار ما سيكون مشكلة أساسية ستكوي بنارها كل أقطار الوطن العربي الكبير، وسيكون مشكلة للإقليم المجاور للأمة العربية أيضاً. ولتلك الأسباب، نعتبر أن مرحلة ما بعد الاحتلال، ستكون استكمالاً للمعركة التي أسَّس الاحتلال لها. ففيها ستتغير آليات الصراع وقواه، وفيها سينقسم العراق ما بين مقاوم لإفرازات الاحتلال التقسيمية، ومدافع عن الحالات الانفصالية التي رتَّب لها الاحتلال، وثبتَّها بنصوص دستورية، وحضَّر أدواتها ومكنَّ الانفصاليين من وضع خطوطها التقسيمية.ولهذا يرى حزبنا أن كل من يُسهم في المخططات التي يعدها الاحتلال للعراق، أو يساعدها على النجاح، أو يسكت عنها، لهو من المتواطئين على مستقبل وحدة العراق، ووحدة الأمة العربية. وهو أيضاً من المتواطئين على الفكر الوحدوي ممن يعملون على اجتثاثه واستبداله بالفكر الانفصالي، مذهبياً وعرقياً.كما أن اية حلول او معالجات تستند على تكريس المذهبية او العرقية في مواجهة مذهبية او عرقية اخرى هي معالجات لجريمة التقسيم بجريمة اخرى لا تقل عنها حدّة بل هي اكثر من ذلك.لكل تلك الأسباب يرفع حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الصوت، بوضوح وشفافية، ليعلن أن أيدي مناضليه ممدودة إلى كل من ليس له علاقة بالعدوان الأميركي والصهيوني للاتفاق على تحديد استراتيجية تحرير و توحيد وطنية و قومية وإنسانية تعمل على لمِّ الشمل، عربياً وإقليمياً، من أجل مصلحة العرب ومصالح غيرهم من دول الجوار، وفي هذا السياق ندعو الى ما يلي:
1. الاعتراف المتبادل بين الأمة العربية وجيرانها من الأمم الأخرى بالمصالح المشتركة، القائمة على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل. وأن يرفض الجميع الاستفادة من محن أية دولة أو شعب، بل يعتبرون أن تبادل المصالح المشتركة القائمة على حسن الجوار تكون المعيار الذي تُقام عليه أسس العلاقة بينها.
2. اعتبار التحالف الأميركي-الصهيوني التناقض الرئيسي أمام دول المنطقة وشعوبها، وعليهم جميعاً يقع عبء مواجهته ومقاومته في أي زمان ومكان. سواءٌ أكان الأمر يتعلَّق به مباشرة أم كان يتعلَّق بأية إفرازات له محلية كانت أم خارجية.
3. الاحترام المتبادل لحدود الأمة العربية المعترف بها دولياً، ولحدود الأمم الأخرى المجاورة. وهذا يشمل سيادتها على أرضها الوطنية، وحريتها في اختيار النظام الذي تريده.
4. اعتبار المقاومة المسلَّحة ضد الاحتلال الأميركي والصهيوني مقاومة مشروعة بكل المقاييس، ويتم تقديم كل أنواع الدعم والإسناد لها. واعتبار كل وجه آخر من وجوه المقاومة المتاحة رديفاً للمقاومة المسلحة وليس بديلاً عنها، بشرط أن لا تصب في مصلحة الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وأي وجه من الوجوه.
ختاما ،
ونحن نتوجه بتحيّات الاجلال و الاكبار لأرواح شهداء الأمة والحرية والاستقلال وعلى رأسهم البطل المجاهد صدام حسين ورفيقيه برزان التكريتي وعواد البندر، نقول لك يا سيّد الشهداء العرب، يا رفيقي واخي وحبيبي ابا عديّ: نم قرير العين في جنان الخلد حيث انت، فمقاومة شعبك التي خطّطت لها وفجّرتها مستمرة، وستحرق بنارها كل الخونة والعملاء والمجرمين .
إن امتنا ولادة ايها الأخوة و الاخوات وان مقاومتنا مستمرّة وان الاحتلال الى زوال
والله أكبر الله أكبر الله أكبر... والسلام عليكم
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
أما بالنسبة للبنان، ونحن نعيش أزمته السياسية الحادة، فإن ما تختلج به هذه الساحة من تقاطعات لا يبشر خيراً نظراً للانشطار السياسي الحاد، والاحتقان الذي تراكمت عناصره على مدى السنوات السابقة والتي تتواصل تأزيما.
إن هذه الأزمة التي يعيش اللبنانيون مظاهرها لحظة بلحظة، وإن كانت بعض أسبابها تعود الى تداعيات الزلزال الكبير الذي نتج عن العدوان على العراق، ووقوعه تحت الاحتلال، فإن الأسباب الداخلية ما تزال تفعل فعلها في توفير أرضية ومناخ ملائمين لتفجر الأوضاع السياسية.
إن التسوية السياسية للمسائل الخلافية يجب أن تكون على قاعدة الحل المتكامل عبر سلة واحدة، بدءاً بإعادة تفعيل المؤسسات السياسية والدستورية وانتهاءً بتوفير ضمانات التطمين للجميع. إن المبادرة العربية، بقدر ما هي مطلوبة للمساعدة على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، فإنها مطلوبة أيضاً كي تكون مظلة الحماية لأية تسوية داخلية، وحتى لا يعود لبنان ليقع تحت وصاية من هنا، وهيمنة من هناك. إننا نقولها بصوت عالٍ: كفى تفريطا بالقدرات الوطنية اللبنانية، وكفى تحريضاً مذهبياً وطائفياً، وكفى دماراً نفسياً لهذا الشعب الصامد الصابر، وكفى تثقيلاً لهذه الساحة بأعباء اقتصادية واجتماعية وانعكاسات معيشية ضاغطة .
كفى تمترساً في الخنادق المتقابلة، فالأفضل للبنانيين أن يقدموا تنازلات متقابلة، وعليهم أن يقوموا بذلك، فالتضحية من أجل لبنان تثمر نتائج إيجابية حاضراً ومستقبلاً، أما العكس فهي القذف بلبنان إلى الوراء، والثمن سيكون باهظاً. ولن يسلم أحد من آثاره المدمرة.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن الاحتلال الأميركي للعراق سائرٌ نحو الزوال. وتلك حقيقة تفصح عنها حركة الشارع الأميركي ومؤسساته الدستورية، وغني عن البيان كم هو حجم المأزق الذي تقع فيه إدارة جورج بوش الآن.
لقد أصمَّ جورج بوش أذنيه وركل برجله كل نتائج الانتخابات النصفية، التي أعربت فيها الأكثرية الشعبية في أميركا عن رغبتها في الانسحاب من العراق. كما هدَّد المؤسسات الدستورية الأميركية التي انبثقت عن الانتخابات المذكورة، بأنه غير ملزم بقرارها بجدولة الانسحاب. وهنا نتساءل: هل هناك قوة أخرى تتمثَّل فيها الديموقراطية غير صوت الشعب وصوت مؤسساته المنتخبة؟وخلافاً لكل عُرف ديموقراطي، قرَّر جورج بوش أن يضرب الديموقراطية عرض الحائط، وقرَّر أن يقوم بمغامرة جديدة في العراق بإرسال المزيد من الجنود والعتاد.
هذه أيها الحفل الكريم صورة عن الديموقراطية الحقيقية التي يريد رئيس أكبر دول العالم تصديرها إلى وطننا العربي، الا بئس ديمقراطية كهذه!
أما واقع الأمر على أرض العراق، فسيان غامرت الإدارة الأميركية بإرسال قوات جديدة، وهماً بتحقيق نصر لن تحصل عليه. وسيان توسَّلت المساعدة من عملائها في العراق، أم من أصدقائها في النظام العربي الرسمي. و في الحالتين ستكون مغامرتها محكومة بالفشل، ولن تجر إلاَّ مآسٍ جديدة لشعب العراق تضاف إلى جرائم الإبادة التي
حصلت في الفلوجة والقائم والرمادي وبعقوبة وحديثة وتلعفر وبيجي والأعظمية... والنجف، ولن تكون أكثر من أنها ستضيف أرقاماً جديدة إلى أعداد قتلى الجيش الأميركي .
فالمقاومة الوطنية العراقية، التي صمدت ما يقرب من السنوات الأربع مصمَّمة الآن أكثر على إلحاق الهزيمة بالاحتلال وكل إفرازاته، من العملاء والطامعين في الاستيلاء على العراق وتمزيقه .
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
إن قراءة مستقبل الأمة العربية لا يمكن أن تتم بمعزل عما يجري في العراق. فعلى أرضه، وعلى قاعدة نتائج الصراع بين الاحتلال الأميركي والمقاومة الوطنية العراقية، سيتحدد مصير وطننا العربي من محيطه إلى خليجه ، مبتدئة بالقضايا الأكثر سخونة في فلسطين ولبنان، مروراً بالقضايا التي يقتحمها العدوان الأميركي في الصومال والسودان، وصولاً إلى مصير الأنظمة الرسمية المستسلمة لإرادته.
فإذا رحل الاحتلال، وهو سيرحل، سيواجه العراق أكثر من مشكلة، ومن أهمها اثنتين:
-مشكلة العمل على تثبيت تقسيم العراق على صورة ما هو عليه الآن، على قاعدة ما يُسمى بالفيدرالية. وموقف الأنظمة العربية والشعب العربي منها.
-ومشكلة موقف دول الجوار الجغرافي غير العربية من تقسيم العراق ومستقبله السياسي.
ولأن تقسيم العراق بين مذاهبه وأعراقه، يمثِّل أنموذجاً يكون قابلاً للتطبيق في الأقطار العربية الأخرى، وقابلاً للتطبيق في دول الجوار العربي. ولأنه بالتالي سيكون وليداً لمخطط الشرق الأوسط الجديد، فلن يبقى العراق مشكلة عراقية بمقدار ما سيكون مشكلة أساسية ستكوي بنارها كل أقطار الوطن العربي الكبير، وسيكون مشكلة للإقليم المجاور للأمة العربية أيضاً. ولتلك الأسباب، نعتبر أن مرحلة ما بعد الاحتلال، ستكون استكمالاً للمعركة التي أسَّس الاحتلال لها. ففيها ستتغير آليات الصراع وقواه، وفيها سينقسم العراق ما بين مقاوم لإفرازات الاحتلال التقسيمية، ومدافع عن الحالات الانفصالية التي رتَّب لها الاحتلال، وثبتَّها بنصوص دستورية، وحضَّر أدواتها ومكنَّ الانفصاليين من وضع خطوطها التقسيمية.ولهذا يرى حزبنا أن كل من يُسهم في المخططات التي يعدها الاحتلال للعراق، أو يساعدها على النجاح، أو يسكت عنها، لهو من المتواطئين على مستقبل وحدة العراق، ووحدة الأمة العربية. وهو أيضاً من المتواطئين على الفكر الوحدوي ممن يعملون على اجتثاثه واستبداله بالفكر الانفصالي، مذهبياً وعرقياً.كما أن اية حلول او معالجات تستند على تكريس المذهبية او العرقية في مواجهة مذهبية او عرقية اخرى هي معالجات لجريمة التقسيم بجريمة اخرى لا تقل عنها حدّة بل هي اكثر من ذلك.لكل تلك الأسباب يرفع حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي الصوت، بوضوح وشفافية، ليعلن أن أيدي مناضليه ممدودة إلى كل من ليس له علاقة بالعدوان الأميركي والصهيوني للاتفاق على تحديد استراتيجية تحرير و توحيد وطنية و قومية وإنسانية تعمل على لمِّ الشمل، عربياً وإقليمياً، من أجل مصلحة العرب ومصالح غيرهم من دول الجوار، وفي هذا السياق ندعو الى ما يلي:
1. الاعتراف المتبادل بين الأمة العربية وجيرانها من الأمم الأخرى بالمصالح المشتركة، القائمة على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل. وأن يرفض الجميع الاستفادة من محن أية دولة أو شعب، بل يعتبرون أن تبادل المصالح المشتركة القائمة على حسن الجوار تكون المعيار الذي تُقام عليه أسس العلاقة بينها.
2. اعتبار التحالف الأميركي-الصهيوني التناقض الرئيسي أمام دول المنطقة وشعوبها، وعليهم جميعاً يقع عبء مواجهته ومقاومته في أي زمان ومكان. سواءٌ أكان الأمر يتعلَّق به مباشرة أم كان يتعلَّق بأية إفرازات له محلية كانت أم خارجية.
3. الاحترام المتبادل لحدود الأمة العربية المعترف بها دولياً، ولحدود الأمم الأخرى المجاورة. وهذا يشمل سيادتها على أرضها الوطنية، وحريتها في اختيار النظام الذي تريده.
4. اعتبار المقاومة المسلَّحة ضد الاحتلال الأميركي والصهيوني مقاومة مشروعة بكل المقاييس، ويتم تقديم كل أنواع الدعم والإسناد لها. واعتبار كل وجه آخر من وجوه المقاومة المتاحة رديفاً للمقاومة المسلحة وليس بديلاً عنها، بشرط أن لا تصب في مصلحة الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وأي وجه من الوجوه.
ختاما ،
ونحن نتوجه بتحيّات الاجلال و الاكبار لأرواح شهداء الأمة والحرية والاستقلال وعلى رأسهم البطل المجاهد صدام حسين ورفيقيه برزان التكريتي وعواد البندر، نقول لك يا سيّد الشهداء العرب، يا رفيقي واخي وحبيبي ابا عديّ: نم قرير العين في جنان الخلد حيث انت، فمقاومة شعبك التي خطّطت لها وفجّرتها مستمرة، وستحرق بنارها كل الخونة والعملاء والمجرمين .
إن امتنا ولادة ايها الأخوة و الاخوات وان مقاومتنا مستمرّة وان الاحتلال الى زوال
والله أكبر الله أكبر الله أكبر... والسلام عليكم
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها اللواء سلطان أبو العينين
نخيل العراق فتيٌّ، يعشق العلى.... هو خيال فارس ذود عن أمةٍ ثكلى.
ترابُ العراق عصيٌّ، لا تروضه قدمٌ غريبة، لا، هو ميدان الخيول الأصيلة.
أبا عدي، حضنُك غيم الربى وشوشاتُ السنابل، لصوتك تحنُّ الأيائل. قامتك العراق... كلُّ العراق. عيناك دجلة والفرات. أسماؤك صخورُ مقالع الزمان...
هدير الوعد أنت... صدى حنين المهجة العطشى.
أبا عدي، أنت صانعُ ملاحمنا، فكيف تموت؟
في صدرك تبرعم العنَّة، تهجع الريح، تثور. في ضميرك عاشت فلسطين، هَلَّلتْ بنادقها وحناجرها. ولأنك الوفيّ، لغضب عينيكْ تهفو جراحنا وأوجاعنا، لتراب يشعُّ من كفيكْ.
عراقك خالدٌ، ونارُ أحلامك الخيول الأصيلة. صوتك أسرابُ الفينيق، تنهيدتُك قبسُ المجد.
أدهشنا كبرياؤك أيها القائد. فإيمانك صار حبل مشنقةٍ لكل خائن وغادر ومتواطئ وصامت... مات الحاقدون حين علوت السماء أيقونة خالدة.
كبرياؤك وصية الأحرار، ظلُّ مقاوم من العراق، شموخُ قبضةٍ من فلسطين. سحرتنا خصالُ نبلك النادر، كأنك ورمزُ تاريخنا ياسر عرفات توأمان من قناديل الدهر.
أمامكما كان البلاءُ عظيماً، ولأنكما رايتا طلائعنا ربحتما كتاب سيرتنا.
أن تموت؟ فشموعُ الغد اضاءت دروب العراق..
أعلام الهزيمة نكَّستها نعال الماجدات... كتائب صدام.
أبا عدي: عراقك جناحا نسر الأعالي، قد أعتاد منادمة الشمس... عراقك لا يطيق الأغلال.... فمن شرفة مآذنه نقرأ الغضب على وجه الأقصى... ونقرأ سطور جدرانه.
ترابُ العراق عصيٌّ، لا تروضه قدمٌ غريبة، لا، هو ميدان الخيول الأصيلة.
أبا عدي، حضنُك غيم الربى وشوشاتُ السنابل، لصوتك تحنُّ الأيائل. قامتك العراق... كلُّ العراق. عيناك دجلة والفرات. أسماؤك صخورُ مقالع الزمان...
هدير الوعد أنت... صدى حنين المهجة العطشى.
أبا عدي، أنت صانعُ ملاحمنا، فكيف تموت؟
في صدرك تبرعم العنَّة، تهجع الريح، تثور. في ضميرك عاشت فلسطين، هَلَّلتْ بنادقها وحناجرها. ولأنك الوفيّ، لغضب عينيكْ تهفو جراحنا وأوجاعنا، لتراب يشعُّ من كفيكْ.
عراقك خالدٌ، ونارُ أحلامك الخيول الأصيلة. صوتك أسرابُ الفينيق، تنهيدتُك قبسُ المجد.
أدهشنا كبرياؤك أيها القائد. فإيمانك صار حبل مشنقةٍ لكل خائن وغادر ومتواطئ وصامت... مات الحاقدون حين علوت السماء أيقونة خالدة.
كبرياؤك وصية الأحرار، ظلُّ مقاوم من العراق، شموخُ قبضةٍ من فلسطين. سحرتنا خصالُ نبلك النادر، كأنك ورمزُ تاريخنا ياسر عرفات توأمان من قناديل الدهر.
أمامكما كان البلاءُ عظيماً، ولأنكما رايتا طلائعنا ربحتما كتاب سيرتنا.
أن تموت؟ فشموعُ الغد اضاءت دروب العراق..
أعلام الهزيمة نكَّستها نعال الماجدات... كتائب صدام.
أبا عدي: عراقك جناحا نسر الأعالي، قد أعتاد منادمة الشمس... عراقك لا يطيق الأغلال.... فمن شرفة مآذنه نقرأ الغضب على وجه الأقصى... ونقرأ سطور جدرانه.
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
كلمة الأستاذ معن بشور
لو حاول أي مراقب موضوعي أن يحلل حالة الحزن الممزوج بالغضب التي لفت غالبية أبناء الأمة وأحرار العالم، بما فيهم من كان لديهم انتقادات وملاحظات واعتراضات، صبيحة إقدام المحتل الأمريكي على تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس الشهد صدام حسن، لوجد نفسه أمام جملة أسباب بعضها شخصي، وبعضها إنساني، وبعضها قومي..
أول هذه الأسباب هو أن المحتل أقدم على تنفيذ حكم إعدام برئيس عربي أسير بعد أن حرك الأساطيل والجيوش لاحتلال بلده وتدمير وطنه وتمزيق مجمعه، هنا لم يعد من فرق بين إعدام العراق وإعدام رئيسه، بين قتل العراقيين وقتل رئيسهم، واجتمع مشهد الحزن العميق على المئات والآلاف من العراقيين الذين يقضون كل يوم نتيجة الجرائم والمجازر الفتنوية مع حالة الغضب الصارخ التي رافقت الإعدام المستعجل للرئيس الشهيد.
وثاني هذه الأسباب أن الرئيس الشهيد قد تقدم إلى منصة الإعدام واثق الخطوة، رابط الجأش، قوي العزيمة، ليحسم أخر المعارك بينه وبين محتل حاول عشية الحرب وخلالها وبعدها تصوير الرجل بأنه خائر القوى، منهار المعنويات.
وكلكم يذكر عشية الحرب ذلك الكم من التسريبات الإعلامية حول صفقات عقدت لخروج الرئيس الشهيد وعائلته وثلة من رفاقه من العراق إلى أي عاصمة يختارها ليعيش فيها كالرؤساء، وكلكم يذكر الإشاعات التي بثتها وكالات الأنباء العالمية ملأت الأجواء بعد احتلال بغداد بأن الرئيس صدام قد أعطى أوامره بالاستسلام ليستقل طائرة روسية خاصة منتقلاً مع المليارات إلى موسكو، وكلكم يذكر كيف تعمد المحتل وأدواته أن يوحي أن الرئيس صدام قد انهار بعد أن علم باستشهاد ولديه عدى وقصي وحفيده مصطفى أثر معركة الموصل التي واجه بها الشابان والفتى بمفردهم جحافل العدو.
وخلال اسر الرئيس والصور التي وزعت عما سمته عملية الأسر، كان الواضح أن الهدف هو تقديمه إلى شعبه وأمته بصوره المستسلم والمنهار الخارج من جحر كان يختبئ فيه، ولكن الطريقة الشجاعة التي واجه بها الرئيس بعض أعضاء مجلس الحكم المعين من المحتل بعد ساعات على الإعلان عن أسره كشفت أن معنويات الرجل كانت عالية وعزيمته صلبه.
وفي المحاكمة التي أرادوها لتحطيم هالة الرجل ولهز صورته، خرج عليهم وبما سمحوا به من بث كلامه، حاملاً مصحفه وإيمانه وصلابته، محولاً نفسه من متهم إلى متهم، ومن محاكم إلى محاكم للاحتلال وأدواته.
وكان الفصل الأخير يوم الإعدام، حيث رأت الأمة ومعها العالم وحشية المحتل ونذالته وبسالة الرجل وشكيمته في آن معاً، فأغمض الرجل عينيه وهو يتلو الشهادتين فيما بقيت شجاعته ورباطة جأشه ماثلتين في ذاكرة أبناء الأمة وأحرار العالم تمحو لدى البعض ما علق في الذهن من شوائب حول صوره للرجل الشجاع.
السبب الثالث أن المحتل أختار صبيحة أول أيام عيد الأضحى موعداً لتنفيذ جريمة الاغتيال وذلك في فعل استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين وفي إهانة متعمدة، وفي إذلال مقصود، وقهر رهيب لمعنويات الأمة بأسرها، وخصوصاً للرؤساء والملوك الذين تخلوا عن رفيق أمضوا معه عقوداً من العمل المشترك، وكان له على الكثير منهم أفضال لا يستطيع أحد إنكارها، فلم يجد، من حاول منهم الاعتراض الخجول على الجريمة، ما يعترض عليه سوى توقيتها متجاهلاً كل بعد آخر لواحدة من اكبر جرائم العصر.
السبب الرابع أن المحتل أراد من خلال تسريب مشاهد عملية الإعدام أن يغذي الفتنة المذهبية داخل العراق وخارجها، محاولاً الإيحاء أن الرئيس صدام شهيد قد أعدم على يد أبناء بلده، وعلى نحو مثير لكل أنواع الانقسام الطائفي والفتنة الأهلية، متناسياً أن الرئيس الأمريكي نفسه قد أعلن قبل أشهر أن إعدام الرئيس صدام سيتم قبل نهاية العام، بل متناسياً أن الرجل كان في قبضة الأمريكيين حتى الساعات الأولى قبل الإعدام وان تسليمه الشكلي إلى جهات عراقية لم يكن إلا تنفيذاً لإستراتيجية الفتنة التي ينفذها المحتل ويخطط لها ويغذيها منذ وطأ جنوده أرض الرافدين.
هذا الإعدام هو الإجهاز على كل الايجابيات الوحدوية التي فجرها الصمود اللبناني الأسطوري على مستوى الأمة في مواجهه عدوان تموز، والعودة داخل العراق وخارجه إلى المربع الأول الذي وضعنا فيه الاحتلال عشية احتلال العراق حيث المصطلحات طائفية، والمفردات عرقية، والمحاصصة مذهبية، وحيث ما يسمى بالعملية السياسية مجرد واجهة لبقاء المحتل، وأداة لإشعال الفتن.
وخامس الأسباب هو شعور عارم بأن حكم الإعدام الذي نفذ بالرئيس الشهيد، وبأخيه الشهيد برزان إبراهيم، ورفيقه الشهيد عواد البندر، والذي ينتظر التنفيذ بحق رفاقه الآخرين، لم ينفذ بسبب ما نسب إلى نظامه وتجربته من اتهامات، بقدر ما كان هذا التنفيذ تعبيراً عن رغبة غامرة بالانتقام من جملة قرارات تاريخية اتخذها "نظام البعث" في العراق بدءاً من تأميم النفط عام 1972 إلى دعمه أسر الاستشهاديين والجرحى والمنازل المهدمة في فلسطين حتى عام 2003، مروراً بإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، والتمسك بمشروع بناء دولة حديثة علمية كبرى وإقامة نظام صحي وتربوي واجتماعي متقدم، وهو مشروع ممنوع علينا، كعرب وكمسلمين، منذ زمن محمد علي وصولاً إلى مرحلة جمال عبد الناصر.
وما يعزز هذا الشعور، هو أن ما وجه إلى نظام البعث بقيادة الرئيس صدام من اتهامات، يمكن توجيه أضعافها لأنظمة أخرى في المنطقة والعالم، ومع ذلك فهي ما زالت موضوع احتضان ودعم وتكريم من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها، كما يمكن توجيه أضعاف أضعافها للاحتلال ذاته ولأدواته على ما يرتكبونه كل يوم في العراق من مجازر وجرائم ومقابر، تجعل كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر العراقيين يعتبرون أن بلدهم كان أكثر أمناً، وأكثر توفيراً للخدمات الضرورية في مرحلة ما قبل الاحتلال على مرحلة ما بعده وأنهم يريدون رحيل الاحتلال بأسرع وقت ممكن.
أما سادس الأسباب التي تفسر حال الغضب والحزن العارمة التي لفت غالبية أبناء الأمة وأحرار العالم فهي الشعور السائد بأن هذا الرجل لو قبل أن يساوم على حقوق أمته وعلى مبادئ شعبه لبقي هو وأولاده وأحفاده في عرش العراق بدلاً من أن تضمهم اليوم حفرة في مسقط رأسهم في العوجة.
لقد فرض الرئيس صدام على خصومه قبل مؤيديه، وعلى منتقديه قبل أنصاره، احتراماً وتقديراً لأنه أختار طريق المقاومة لا المساومة، طريق الصمود لا التخاذل، طريق الكرامة لا المهانة، وهي سمات تفتقدها أمتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، في معظم الزعماء المهتمين بإرضاء واشنطن وتل أبيب للبقاء في كراسيهم بدلاً من إرضاء شعوبهم وأبناء أمتهم لكي تبقى أوطانهم عزيزة كريمة.
أما سابع الأسباب أن رباطة جأش الرئيس صدام في الأسر، والمحكمة، ومنصة الإعدام، لم تكن موقفاً شخصياً فقط، بل كانت موقف قيادة وحزب وشعب وجيش في آن معاً.
وكلكم تذكرون كيف كان أعداء العراق يروجون بأن صدام يقود رفاقه بالخوف والإرهاب وأعواد المشانق أو بالامتيازات التي يغدقها عليهم، وإذ بهم بعد احتلال العراق واستخدام كل وسائل الترهيب والإرهاب، والترغيب والإغراء، يكتشفون أنهم لم يستطيعوا أن يثنوا واحداً من أعضاء القيادة عن موقفه، ولا أن يجبروه على التنصل من قائده أو رفيقه، بل أن الجميع قد وقفوا وقفة رجل واحد، بعضهم مات تحت التعذيب كرئيس الوزراء السابق محمد الزبيدي، وبعضهم ينتظر أن يموت فعلاً كطه ياسين رمضان، وطارق عزيز ورفاقهما، وبعضهم قد اقتيد فعلاً إلى المشانق، وبعضهم بقي يجاهد سراً في بوادي العراق وحواضرها وجبالها كعزة إبراهيم الدوري ورفاقه في الحزب والقوات المسلحة ومنظمات لمجاهدين.
ألا يستحق هؤلاء أيضاً تقدير أبناء الأمة وأحرار العالم.
أيها الأخوات والإخوة
إن المناسبة التي تجمعنا اليوم ليست مناسبة للحزن والدموع بقدر ما هي مناسبة للعمل والتبصر والتفكر في حال أمتنا وفي سبل نهوضها.
وأول ما يبغي القيام به هو الحرص على وحده العراق، ووحدة الأمة، ووحدة الأحرار في عالمنا، الحرص على قبر الفتنة ومنطقها ولغتها وأصحابها سواء في العراق أم في لبنان أم في فلسطين أم كل أرض عربية وإسلامية.
ولم يكن من قبيل الصدف أن آخر وصايا الرئيس الشهيد في المحكمة وفى لقاءاته مع هيئة الدفاع هو الدعوة إلى وحدة الصف والكلمة والى الصفح والتسامح والعلو على الجراح، وكلنا يذكر كيف أن الرئيس صدام قد سارع يوم مصرع السيد محمد باقر الحكيم إلى الإعلان عن براءة البعث من هذا الاغتيال إدراكاً منه ان هدف الاغتيال وفى مرقد الإمام علي بالذات كان لإثارة الفتنة بين العراقيين.
ولم يكن من قبيل الصدف أيضاً أن يتساهل المحتل في نشر صور عملية الإعدام رغم ما تظهر من شجاعة الرئيس الشهيد ورباطة جأشه، من اجل ان تخدم هذه الصور مخطط الفتنة في العراق والأمة، لقد زادت حماسة المحتل لإشعال الفتنة على رغبته في الاستمرار بتشويه صورة الرئيس.
وثاني هذه المهمات المطلوبة منا في هذه المناسبة الجليلة هو أن نتمسك بأهداب المقاومة ونصونها بأشفار عيوننا ونودعها في القلوب والعقول، لا نفرق بين مقاومة فلسطينية أو عراقية أو لبنانية، ولا نقع في مرض ازدواجية المواقف من هذه المقاومات فنتحمس لبعضها ونتجاهل بعضها الآخر، وهو مرض يكاد يصيبنا جميعاً، بعد أن كدنا ننسى أن حركة المقاومة هي حركة واحدة، وان نهجها نهج واحد، وأن مصيرها واحد من بنت جبيل إلى الفلوجة، ومن غزة إلى كابول، وان تعدد الرايات والايديولوجيات والأحزاب المنخرطة في المقاومة لا يغير من وحدة المسار بينها ووحدة المصير.
أما ثالث المهمات فهو أن نلتزم بالقانون الرئيسي لكل حركات المقاومة والتحرر في العالم، وهو قانون التركيز على التناقض الرئيسي وإخضاع كل تناقض آخر لهذا التناقض، فحين نواجه بنجاح التناقض الأكبر يمكن أن نواجه بنجاح أيضاً التناقضات الأصغر...
إن أي تحليل يقودنا سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان إلى تبرير الانزلاق إلى مواجهات ثانوية على حساب المواجهة الرئيسية مع المحتل سيؤدي حتماً إلى فتح جبهات متعددة بما يضعف قوانا ويشتت جهودنا ويمكن المحتل وأعوانه منا.
إن كل عراقي يدرك أن علة العلل في بلاده هي الاحتلال الأمريكي، وان كل الظواهر المرافقة والمؤذية ما كان لها أن تنفذ إلى قلب المجتمع العراقي تهدد وحدة العراق وعروبته، لولا الاحتلال الذي جاء ببعضها على ظهور دباباته وجاء ببعضها الآخر من خلال إخضاع العراق لمنطق التناحر العرقي والطائفي والمذهبي وصولاً إلى الفتنة.
وكل عراقي يدرك اليوم أيضاً أن هزيمة الاحتلال هي أقصر الطرق لهزيمة كل ما جاء به المحتل أو جاء معه، وتاريخ الأمم المكافحة من أجل الاستقلال مليء بالدروس والعبر في هذا الاتجاه.
أما رابع المهمات المطلوبة اليوم فهي إشاعة روح المصالحة والمراجعة والمشاركة في العلاقات بين كل قوى الأمة وتياراتها الرئيسية سواء في العراق أو خارجه.
فالمصالحة الوطنية على قاعدة المقاومة هي ردنا على الفتنة، والمراجعة النقدية الشاملة لكل تجاربنا هي طريقنا إلى المصالحة الحقيقية التي تواجه المحتل، لا تلك المصالحة الشكلية التي يريدها المحتل لتبقى واجهة لمخططاته، والمشاركة الفاعلة في مقاومة الاحتلال وبناء عراق التحرر والاستقلال هي الضمانة للانتصار على المحتلين ولبناء دولة وطنية راسخة قائمة على التعددية والديمقراطية واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.
أما خامس المهام التي تستمد زخمها من وحي هذه الذكرى فهي أن نسعى لصيغ تنسيق وتكامل فعلية بين حركات المقاومة داخل العراق كما بين المقاومة العراقية وحركات المقاومة على مستوى الأمة، فلا تكتفي مقاومتنا في لبنان بما حققته من انتصار على العدو الصهيوني، ولا تكتفي مقاومتنا في فلسطين بالصمود في وجه الاحتلال والعدوان والحصار، ولا تكتفي مقاومتنا في العراق بإرباك المحتل الأمريكي وإسقاط مشروعه، بل تسعى كل هذه المقاومات لبناء إستراتيجية عربية وإسلامية وعالمية للمقاومة والتحرر تشتت قوى العدو وطاقاته وتفتح الطريق أمام ولادة عالم جديد متحرر من الهيمنة والعنصرية والاستغلال.
وبمقدار ما تتطلب منا هذه الإستراتيجية أن نتجاوز الكثير من العقد والعوائق والحساسيات فيما بيننا، فإنها تطلب منا أيضاً أن نستوعب خصوصية كل تجربة من التجارب وأن نمنحها ما تحتاجه من هوامش في تحركها.
أيها الأخوات والأخوة
اسمحوا لي في نهاية كلمتي أن أبوح لكم باعتراف صغير وهو أنني وانأ أعيش بين اللحظات المؤلمة والقاسية التي سبقت وتلت إعدام الرئيس صدام حسين، أحسست رغم الحزن والوجع بنوعين من الراحة، الأول ان المحتل وأدواته اللاهثين وراء شهوة الانتقام قد أنصفوا الرئيس صدام وتجربته المثيرة للجدل، بدلاً من أن يقضوا عليه وعليها، فبات الكثير من الذين عارضوا تلك التجربة أو انتقدوها أو سجلوا عليها ملاحظات، يدركون أن كفة ميزان السلبيات والايجابيات في هذه التجربة قد مال مع اغتيال قائدها لصالح الايجابي منها على حساب السلبي.
أما النوع الآخر من الراحة فهو شخصي بالدرجة الأولى، فقد شكرنا الله أنه قد منحنا أنا ومجموعة من رفاقي القدرة على أن نتجاوز، وفي الوقت المناسب مرحلة من الخلاف والتوتر مع الرفاق في قيادة الحزب في العراق لننخرط معهم كقوميين عرب مستقلين هذه المرة، في معركة مواجهة الحصار والعدوان والاحتلال، فحق لنا، كما لكل رفاقنا البعثيين والقوميين وأبناء الأمة، أن نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا ننتمي إلى مدرسة فكرية قومية واحدة تضمنا إلى الرئيس الشهيد وكل رفاقه، ووجب علينا بالتالي أن ندعو الجميع إلى استخلاص العبر من تجربتنا المتواضعة، التي أظهرت لنا أن الوحدة والتلاحم في زمن الشدة ومواجهة المحن ليسا شرطين لمواجهة الأعداء فقط، بل أنهما شرطان لصون النفس وتنقية الوجدان من عيوب المكابرة، وشوائب الحقد ومنزلقات التعصب.
أيها الأخوات والأخوة
في الثامن عشر من نيسان/ ابريل 2003، وبعد تسعة أيام فقط على احتلال بغداد، ورغم أجواء الإحباط واليأس والألم التي كانت تعتصرنا جميعاً، التقينا الآلاف من لبنانيين وفلسطينيين وعرب في هذه القاعة بالذات، وبدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق، لنقول كلمة واحدة: "لقد انتهت باحتلال بغداد حرب الأمريكيين على العراق، لتبدأ مع احتلال بغداد حرب العراقيين على الاحتلال الأمريكي.."
ويومها تذكرنا أيضاً أسوار بغداد التي سيندحر عليها المحتل، وقلنا أن الأسوار ليست تلك التي تحيط بعاصمة الرشيد، كما كان يظن، بل هي تلك المحمولة بسواعد المجاهدين وبنادقهم وعبواتهم وصواريخهم أنها بساتين بغداد، ومساجد بغداد، وأزقة بغداد، وحواري بغداد، والتي ما زال المحتل يقصفها ويدمرها ويحتلها باسم خطط أمنية قديمة وجديدة دون جدوى...
ولم تكن تلك الكلمات نبوءات، أو تنجيمات، أو أقوال عرافين وبصّارين كما يبدو للوهلة الأولى بل كانت نتيجة ثقة كبرى بشعب العراق وقواته المسلحة، وبمجاهدي العراق من كل التيارات الإسلامية واليسارية والعروبية، بل ثقة ببعثيي العراق وقد توزعوا بعد الاحتلال بين أوكار العمل السري، وخلايا العمل المقاوم، بين زنازين الاحتلال، والمنافي البعيدة والقريبة، وفي رياض الجنة مع الصديقين والأبرار.
أول هذه الأسباب هو أن المحتل أقدم على تنفيذ حكم إعدام برئيس عربي أسير بعد أن حرك الأساطيل والجيوش لاحتلال بلده وتدمير وطنه وتمزيق مجمعه، هنا لم يعد من فرق بين إعدام العراق وإعدام رئيسه، بين قتل العراقيين وقتل رئيسهم، واجتمع مشهد الحزن العميق على المئات والآلاف من العراقيين الذين يقضون كل يوم نتيجة الجرائم والمجازر الفتنوية مع حالة الغضب الصارخ التي رافقت الإعدام المستعجل للرئيس الشهيد.
وثاني هذه الأسباب أن الرئيس الشهيد قد تقدم إلى منصة الإعدام واثق الخطوة، رابط الجأش، قوي العزيمة، ليحسم أخر المعارك بينه وبين محتل حاول عشية الحرب وخلالها وبعدها تصوير الرجل بأنه خائر القوى، منهار المعنويات.
وكلكم يذكر عشية الحرب ذلك الكم من التسريبات الإعلامية حول صفقات عقدت لخروج الرئيس الشهيد وعائلته وثلة من رفاقه من العراق إلى أي عاصمة يختارها ليعيش فيها كالرؤساء، وكلكم يذكر الإشاعات التي بثتها وكالات الأنباء العالمية ملأت الأجواء بعد احتلال بغداد بأن الرئيس صدام قد أعطى أوامره بالاستسلام ليستقل طائرة روسية خاصة منتقلاً مع المليارات إلى موسكو، وكلكم يذكر كيف تعمد المحتل وأدواته أن يوحي أن الرئيس صدام قد انهار بعد أن علم باستشهاد ولديه عدى وقصي وحفيده مصطفى أثر معركة الموصل التي واجه بها الشابان والفتى بمفردهم جحافل العدو.
وخلال اسر الرئيس والصور التي وزعت عما سمته عملية الأسر، كان الواضح أن الهدف هو تقديمه إلى شعبه وأمته بصوره المستسلم والمنهار الخارج من جحر كان يختبئ فيه، ولكن الطريقة الشجاعة التي واجه بها الرئيس بعض أعضاء مجلس الحكم المعين من المحتل بعد ساعات على الإعلان عن أسره كشفت أن معنويات الرجل كانت عالية وعزيمته صلبه.
وفي المحاكمة التي أرادوها لتحطيم هالة الرجل ولهز صورته، خرج عليهم وبما سمحوا به من بث كلامه، حاملاً مصحفه وإيمانه وصلابته، محولاً نفسه من متهم إلى متهم، ومن محاكم إلى محاكم للاحتلال وأدواته.
وكان الفصل الأخير يوم الإعدام، حيث رأت الأمة ومعها العالم وحشية المحتل ونذالته وبسالة الرجل وشكيمته في آن معاً، فأغمض الرجل عينيه وهو يتلو الشهادتين فيما بقيت شجاعته ورباطة جأشه ماثلتين في ذاكرة أبناء الأمة وأحرار العالم تمحو لدى البعض ما علق في الذهن من شوائب حول صوره للرجل الشجاع.
السبب الثالث أن المحتل أختار صبيحة أول أيام عيد الأضحى موعداً لتنفيذ جريمة الاغتيال وذلك في فعل استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين وفي إهانة متعمدة، وفي إذلال مقصود، وقهر رهيب لمعنويات الأمة بأسرها، وخصوصاً للرؤساء والملوك الذين تخلوا عن رفيق أمضوا معه عقوداً من العمل المشترك، وكان له على الكثير منهم أفضال لا يستطيع أحد إنكارها، فلم يجد، من حاول منهم الاعتراض الخجول على الجريمة، ما يعترض عليه سوى توقيتها متجاهلاً كل بعد آخر لواحدة من اكبر جرائم العصر.
السبب الرابع أن المحتل أراد من خلال تسريب مشاهد عملية الإعدام أن يغذي الفتنة المذهبية داخل العراق وخارجها، محاولاً الإيحاء أن الرئيس صدام شهيد قد أعدم على يد أبناء بلده، وعلى نحو مثير لكل أنواع الانقسام الطائفي والفتنة الأهلية، متناسياً أن الرئيس الأمريكي نفسه قد أعلن قبل أشهر أن إعدام الرئيس صدام سيتم قبل نهاية العام، بل متناسياً أن الرجل كان في قبضة الأمريكيين حتى الساعات الأولى قبل الإعدام وان تسليمه الشكلي إلى جهات عراقية لم يكن إلا تنفيذاً لإستراتيجية الفتنة التي ينفذها المحتل ويخطط لها ويغذيها منذ وطأ جنوده أرض الرافدين.
هذا الإعدام هو الإجهاز على كل الايجابيات الوحدوية التي فجرها الصمود اللبناني الأسطوري على مستوى الأمة في مواجهه عدوان تموز، والعودة داخل العراق وخارجه إلى المربع الأول الذي وضعنا فيه الاحتلال عشية احتلال العراق حيث المصطلحات طائفية، والمفردات عرقية، والمحاصصة مذهبية، وحيث ما يسمى بالعملية السياسية مجرد واجهة لبقاء المحتل، وأداة لإشعال الفتن.
وخامس الأسباب هو شعور عارم بأن حكم الإعدام الذي نفذ بالرئيس الشهيد، وبأخيه الشهيد برزان إبراهيم، ورفيقه الشهيد عواد البندر، والذي ينتظر التنفيذ بحق رفاقه الآخرين، لم ينفذ بسبب ما نسب إلى نظامه وتجربته من اتهامات، بقدر ما كان هذا التنفيذ تعبيراً عن رغبة غامرة بالانتقام من جملة قرارات تاريخية اتخذها "نظام البعث" في العراق بدءاً من تأميم النفط عام 1972 إلى دعمه أسر الاستشهاديين والجرحى والمنازل المهدمة في فلسطين حتى عام 2003، مروراً بإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني، والتمسك بمشروع بناء دولة حديثة علمية كبرى وإقامة نظام صحي وتربوي واجتماعي متقدم، وهو مشروع ممنوع علينا، كعرب وكمسلمين، منذ زمن محمد علي وصولاً إلى مرحلة جمال عبد الناصر.
وما يعزز هذا الشعور، هو أن ما وجه إلى نظام البعث بقيادة الرئيس صدام من اتهامات، يمكن توجيه أضعافها لأنظمة أخرى في المنطقة والعالم، ومع ذلك فهي ما زالت موضوع احتضان ودعم وتكريم من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائها، كما يمكن توجيه أضعاف أضعافها للاحتلال ذاته ولأدواته على ما يرتكبونه كل يوم في العراق من مجازر وجرائم ومقابر، تجعل كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر العراقيين يعتبرون أن بلدهم كان أكثر أمناً، وأكثر توفيراً للخدمات الضرورية في مرحلة ما قبل الاحتلال على مرحلة ما بعده وأنهم يريدون رحيل الاحتلال بأسرع وقت ممكن.
أما سادس الأسباب التي تفسر حال الغضب والحزن العارمة التي لفت غالبية أبناء الأمة وأحرار العالم فهي الشعور السائد بأن هذا الرجل لو قبل أن يساوم على حقوق أمته وعلى مبادئ شعبه لبقي هو وأولاده وأحفاده في عرش العراق بدلاً من أن تضمهم اليوم حفرة في مسقط رأسهم في العوجة.
لقد فرض الرئيس صدام على خصومه قبل مؤيديه، وعلى منتقديه قبل أنصاره، احتراماً وتقديراً لأنه أختار طريق المقاومة لا المساومة، طريق الصمود لا التخاذل، طريق الكرامة لا المهانة، وهي سمات تفتقدها أمتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، في معظم الزعماء المهتمين بإرضاء واشنطن وتل أبيب للبقاء في كراسيهم بدلاً من إرضاء شعوبهم وأبناء أمتهم لكي تبقى أوطانهم عزيزة كريمة.
أما سابع الأسباب أن رباطة جأش الرئيس صدام في الأسر، والمحكمة، ومنصة الإعدام، لم تكن موقفاً شخصياً فقط، بل كانت موقف قيادة وحزب وشعب وجيش في آن معاً.
وكلكم تذكرون كيف كان أعداء العراق يروجون بأن صدام يقود رفاقه بالخوف والإرهاب وأعواد المشانق أو بالامتيازات التي يغدقها عليهم، وإذ بهم بعد احتلال العراق واستخدام كل وسائل الترهيب والإرهاب، والترغيب والإغراء، يكتشفون أنهم لم يستطيعوا أن يثنوا واحداً من أعضاء القيادة عن موقفه، ولا أن يجبروه على التنصل من قائده أو رفيقه، بل أن الجميع قد وقفوا وقفة رجل واحد، بعضهم مات تحت التعذيب كرئيس الوزراء السابق محمد الزبيدي، وبعضهم ينتظر أن يموت فعلاً كطه ياسين رمضان، وطارق عزيز ورفاقهما، وبعضهم قد اقتيد فعلاً إلى المشانق، وبعضهم بقي يجاهد سراً في بوادي العراق وحواضرها وجبالها كعزة إبراهيم الدوري ورفاقه في الحزب والقوات المسلحة ومنظمات لمجاهدين.
ألا يستحق هؤلاء أيضاً تقدير أبناء الأمة وأحرار العالم.
أيها الأخوات والإخوة
إن المناسبة التي تجمعنا اليوم ليست مناسبة للحزن والدموع بقدر ما هي مناسبة للعمل والتبصر والتفكر في حال أمتنا وفي سبل نهوضها.
وأول ما يبغي القيام به هو الحرص على وحده العراق، ووحدة الأمة، ووحدة الأحرار في عالمنا، الحرص على قبر الفتنة ومنطقها ولغتها وأصحابها سواء في العراق أم في لبنان أم في فلسطين أم كل أرض عربية وإسلامية.
ولم يكن من قبيل الصدف أن آخر وصايا الرئيس الشهيد في المحكمة وفى لقاءاته مع هيئة الدفاع هو الدعوة إلى وحدة الصف والكلمة والى الصفح والتسامح والعلو على الجراح، وكلنا يذكر كيف أن الرئيس صدام قد سارع يوم مصرع السيد محمد باقر الحكيم إلى الإعلان عن براءة البعث من هذا الاغتيال إدراكاً منه ان هدف الاغتيال وفى مرقد الإمام علي بالذات كان لإثارة الفتنة بين العراقيين.
ولم يكن من قبيل الصدف أيضاً أن يتساهل المحتل في نشر صور عملية الإعدام رغم ما تظهر من شجاعة الرئيس الشهيد ورباطة جأشه، من اجل ان تخدم هذه الصور مخطط الفتنة في العراق والأمة، لقد زادت حماسة المحتل لإشعال الفتنة على رغبته في الاستمرار بتشويه صورة الرئيس.
وثاني هذه المهمات المطلوبة منا في هذه المناسبة الجليلة هو أن نتمسك بأهداب المقاومة ونصونها بأشفار عيوننا ونودعها في القلوب والعقول، لا نفرق بين مقاومة فلسطينية أو عراقية أو لبنانية، ولا نقع في مرض ازدواجية المواقف من هذه المقاومات فنتحمس لبعضها ونتجاهل بعضها الآخر، وهو مرض يكاد يصيبنا جميعاً، بعد أن كدنا ننسى أن حركة المقاومة هي حركة واحدة، وان نهجها نهج واحد، وأن مصيرها واحد من بنت جبيل إلى الفلوجة، ومن غزة إلى كابول، وان تعدد الرايات والايديولوجيات والأحزاب المنخرطة في المقاومة لا يغير من وحدة المسار بينها ووحدة المصير.
أما ثالث المهمات فهو أن نلتزم بالقانون الرئيسي لكل حركات المقاومة والتحرر في العالم، وهو قانون التركيز على التناقض الرئيسي وإخضاع كل تناقض آخر لهذا التناقض، فحين نواجه بنجاح التناقض الأكبر يمكن أن نواجه بنجاح أيضاً التناقضات الأصغر...
إن أي تحليل يقودنا سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان إلى تبرير الانزلاق إلى مواجهات ثانوية على حساب المواجهة الرئيسية مع المحتل سيؤدي حتماً إلى فتح جبهات متعددة بما يضعف قوانا ويشتت جهودنا ويمكن المحتل وأعوانه منا.
إن كل عراقي يدرك أن علة العلل في بلاده هي الاحتلال الأمريكي، وان كل الظواهر المرافقة والمؤذية ما كان لها أن تنفذ إلى قلب المجتمع العراقي تهدد وحدة العراق وعروبته، لولا الاحتلال الذي جاء ببعضها على ظهور دباباته وجاء ببعضها الآخر من خلال إخضاع العراق لمنطق التناحر العرقي والطائفي والمذهبي وصولاً إلى الفتنة.
وكل عراقي يدرك اليوم أيضاً أن هزيمة الاحتلال هي أقصر الطرق لهزيمة كل ما جاء به المحتل أو جاء معه، وتاريخ الأمم المكافحة من أجل الاستقلال مليء بالدروس والعبر في هذا الاتجاه.
أما رابع المهمات المطلوبة اليوم فهي إشاعة روح المصالحة والمراجعة والمشاركة في العلاقات بين كل قوى الأمة وتياراتها الرئيسية سواء في العراق أو خارجه.
فالمصالحة الوطنية على قاعدة المقاومة هي ردنا على الفتنة، والمراجعة النقدية الشاملة لكل تجاربنا هي طريقنا إلى المصالحة الحقيقية التي تواجه المحتل، لا تلك المصالحة الشكلية التي يريدها المحتل لتبقى واجهة لمخططاته، والمشاركة الفاعلة في مقاومة الاحتلال وبناء عراق التحرر والاستقلال هي الضمانة للانتصار على المحتلين ولبناء دولة وطنية راسخة قائمة على التعددية والديمقراطية واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.
أما خامس المهام التي تستمد زخمها من وحي هذه الذكرى فهي أن نسعى لصيغ تنسيق وتكامل فعلية بين حركات المقاومة داخل العراق كما بين المقاومة العراقية وحركات المقاومة على مستوى الأمة، فلا تكتفي مقاومتنا في لبنان بما حققته من انتصار على العدو الصهيوني، ولا تكتفي مقاومتنا في فلسطين بالصمود في وجه الاحتلال والعدوان والحصار، ولا تكتفي مقاومتنا في العراق بإرباك المحتل الأمريكي وإسقاط مشروعه، بل تسعى كل هذه المقاومات لبناء إستراتيجية عربية وإسلامية وعالمية للمقاومة والتحرر تشتت قوى العدو وطاقاته وتفتح الطريق أمام ولادة عالم جديد متحرر من الهيمنة والعنصرية والاستغلال.
وبمقدار ما تتطلب منا هذه الإستراتيجية أن نتجاوز الكثير من العقد والعوائق والحساسيات فيما بيننا، فإنها تطلب منا أيضاً أن نستوعب خصوصية كل تجربة من التجارب وأن نمنحها ما تحتاجه من هوامش في تحركها.
أيها الأخوات والأخوة
اسمحوا لي في نهاية كلمتي أن أبوح لكم باعتراف صغير وهو أنني وانأ أعيش بين اللحظات المؤلمة والقاسية التي سبقت وتلت إعدام الرئيس صدام حسين، أحسست رغم الحزن والوجع بنوعين من الراحة، الأول ان المحتل وأدواته اللاهثين وراء شهوة الانتقام قد أنصفوا الرئيس صدام وتجربته المثيرة للجدل، بدلاً من أن يقضوا عليه وعليها، فبات الكثير من الذين عارضوا تلك التجربة أو انتقدوها أو سجلوا عليها ملاحظات، يدركون أن كفة ميزان السلبيات والايجابيات في هذه التجربة قد مال مع اغتيال قائدها لصالح الايجابي منها على حساب السلبي.
أما النوع الآخر من الراحة فهو شخصي بالدرجة الأولى، فقد شكرنا الله أنه قد منحنا أنا ومجموعة من رفاقي القدرة على أن نتجاوز، وفي الوقت المناسب مرحلة من الخلاف والتوتر مع الرفاق في قيادة الحزب في العراق لننخرط معهم كقوميين عرب مستقلين هذه المرة، في معركة مواجهة الحصار والعدوان والاحتلال، فحق لنا، كما لكل رفاقنا البعثيين والقوميين وأبناء الأمة، أن نشعر بالفخر والاعتزاز بأننا ننتمي إلى مدرسة فكرية قومية واحدة تضمنا إلى الرئيس الشهيد وكل رفاقه، ووجب علينا بالتالي أن ندعو الجميع إلى استخلاص العبر من تجربتنا المتواضعة، التي أظهرت لنا أن الوحدة والتلاحم في زمن الشدة ومواجهة المحن ليسا شرطين لمواجهة الأعداء فقط، بل أنهما شرطان لصون النفس وتنقية الوجدان من عيوب المكابرة، وشوائب الحقد ومنزلقات التعصب.
أيها الأخوات والأخوة
في الثامن عشر من نيسان/ ابريل 2003، وبعد تسعة أيام فقط على احتلال بغداد، ورغم أجواء الإحباط واليأس والألم التي كانت تعتصرنا جميعاً، التقينا الآلاف من لبنانيين وفلسطينيين وعرب في هذه القاعة بالذات، وبدعوة من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق، لنقول كلمة واحدة: "لقد انتهت باحتلال بغداد حرب الأمريكيين على العراق، لتبدأ مع احتلال بغداد حرب العراقيين على الاحتلال الأمريكي.."
ويومها تذكرنا أيضاً أسوار بغداد التي سيندحر عليها المحتل، وقلنا أن الأسوار ليست تلك التي تحيط بعاصمة الرشيد، كما كان يظن، بل هي تلك المحمولة بسواعد المجاهدين وبنادقهم وعبواتهم وصواريخهم أنها بساتين بغداد، ومساجد بغداد، وأزقة بغداد، وحواري بغداد، والتي ما زال المحتل يقصفها ويدمرها ويحتلها باسم خطط أمنية قديمة وجديدة دون جدوى...
ولم تكن تلك الكلمات نبوءات، أو تنجيمات، أو أقوال عرافين وبصّارين كما يبدو للوهلة الأولى بل كانت نتيجة ثقة كبرى بشعب العراق وقواته المسلحة، وبمجاهدي العراق من كل التيارات الإسلامية واليسارية والعروبية، بل ثقة ببعثيي العراق وقد توزعوا بعد الاحتلال بين أوكار العمل السري، وخلايا العمل المقاوم، بين زنازين الاحتلال، والمنافي البعيدة والقريبة، وفي رياض الجنة مع الصديقين والأبرار.
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
كلمة وفاء من جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في لبنان
إلى روح القائد الشهيد صدام حسين
آه أيتها المشنقة الملعونة ، أيتها المشنقة التي إلتفٌت على أشرف الأعناق رجولة وفروسية وكبرياء العظماء الذين عز التاريخ المعاصر لأمثالهم ، كم أنت مكسورة ، مخذولة ، وبلا حياء ، كم مثلت أولئك أشباه الرجال ولا حتى بأشباه الرجال الذين تخفٌوا وراء أقنعتهم برهة إرتكابهم جريمتهم والذين منعوا الصوت الذي دوى في أعماق الزمن الآت بصور الحقيقة التي حاولوا تزييفها ، خسئوا ورغم أنوفهم وأنوف معلميهم ، متحدياً وكاشفاً تاريخهم الأسود وعمالتهم القبيحة التي تعوٌدوا عليها للأجنبي القريب والبعيد .
لقد أرادوك أيتها المشنقة رمزاً لبثٌ سمومهم في كتابة التاريخ كما حاولوا في السابق ، لكنٌ الله سبحانه وتعالى قلبها عليهم وعلى أسيادهم مذلٌة وخذلاناً ، وكشف الله بها كل عورات تاريخهم المجبول مجوسية وصهيونية ، لقد حاولوا عبر الزمن وبنار حقدهم وأحلامهم السوداء حرق قيم الإسلام بمعاداتهم للعروبة التي أنار صدٌام حسين بروحه وروح أبنائه ورفاقه في المقاومة الوطنية العراقية البطلة قيمها وأجٌج جذوتها التي بدأت منذ الساعات الأولى للإحتلال .
والله يا أبا الشهداء كنت عظيماً كعظمة العراق الذي بنيته مع رفاقك ، وكان دائماً شوكة بعين الطامعين به وبحضارته ومقدٌساته وخيراته وقيمة بنيته منذ إمتشقته وخلدته قوساً أبدياً كعنوان للحرٌية والشهادة في ساحة الحرٌية في بغداد .
قصٌتنا نحن خرٌيجي الجامعات والمعاهد العراقية منذ بداية السبعينات وحتٌى لحظة الإحتلال المشؤوم ، هي حكاية طويلة من القيم والأخلاق والإنسانية ، هي علاقة وصلة الأرحام بين العروبة والإسلام وحقٌ الأخ على أخيه والأب على أولاده في بناء أجمل صور المستقبل الحضاري ، علاقة لن تنتهي طالما بقي فينا لمسة علم تعلمناها في جامعات ومعاهد هذا القطر العظيم بقيمه وشعبه ، وما بقي في عقولنا من فكر ومبادىء الصمود والتضحية في سبيل قضايا الأمة التي علمتنا إيٌاها بغداد وكنت أنت قائدها وملهمها وفارسها وجعلتها دائماً عصيٌة على الغزاة الطامعين ، وكنت أنت السيف البتٌار عليهم ، لأنٌك عرفتهم وخبرت مكائدهم وأدركت نواياهم منذ زمن بابل والقادسية الأولى والثانية .
يا أبا العلماء ، يا من بنيت جيشاً منهم أغضبت به أهل الظلام ، قبل أن تبني جيش العراق العظيم من الحرس الجمهوري وفدائيي صدٌام والجيش الشعبي ، والٌذي أردته دائماً وأقسمت عليه وقد فعلت فداء لفلسطين ولبنان والعراق مثل بقية الأمة حيثما يلزم الأمر وقد شهدت ذلك مدن فلسطين عام 1990 ، وجنوب لبنان عام 1978 والجولان عام 1973 ، وللآن في المقاومة الوطنية العراقية الباسلة على مسطٌح العراق ضدٌ الغزاة المحتلٌين من أمريكيين وإنكليز وعملائهم وحلفائهم من دول وأحزاب وعصابات طائفية ومذهبية محلية ووافدة .
قصٌتنا معك يا أبا الشهداء ، إنٌنا آمنٌا بالعلم ودعوتنا إليه إلى بغداد ، عندما فتحت أبواب جامعات العراق ومعاهده ومدارسه أمام الآلاف من الطلبة العرب عموماً وآلاف الطلبة اللبنانيين خصوصاً ، إيماناً منك بأنٌ للعرب حقٌ في موارد العراق كما للعراق مسؤوليته في بناء الأمٌة وتأهيلها في معادلة الصراع الحضاري مع أعدائها ، وكان العلم بالنسبة لك هو أحد سيوف النصر القادم أبداً في هذا الصراع ، ولقد وفيت لنا كما لشعبك العظيم قبلنا ولأمٌتك بعده في هذه المعادلة . لم يبخل العراق في ظل قيادتك القوميٌة وصيٌتك وتوجيهاتك الدائمة بأن يراعى الطلبة العرب في كافة الإختصاصات التي تؤمٌن لهم الفرص التي تتلاءم مع ظروف أقطارهم وحاجاتها العلمية والأكاديمية .
ذكراك أيٌها الإنسان العظيم هي في تحيٌتك لنا أيٌام الدراسة عند زياراتك المتكررة لنا في مقاعد الدراسة وأقسام سكننا الداخلية التي وفٌرتها لنا جامعاتنا لتسهيل إقامتنا ودراستنا ، وللإطمئنان الدائم على توفير كافة مستلزمات راحتنا ومعاني وفودنا إلى هذا القطر العظيم لتتسامى مع ذلك أفعالك مع قيم مبادئك التي آمنت في العروبة على الأرض والإسلام في السماء . عهدناك لنا في حياتك أباً وأخاً وملهماً ومعلماً ، عرفناك القائد الذي يتعلم في الإستماع للآخر ، ويدرك ويستعد للعطاء والتضحية بإباء وصدق ، ولمسنا فيك الحرب على المنافقين والدجٌالين والخونة والمشعوذين في أزقٌة الطائفيٌة والمذهبية والتقسيم ، وها هي اليوم وكما حذٌرت منها دائماً ، عصابات الظلام الطائفية تحرق بنيرانها الحاقدة البلاد والعباد بأيدي المجرمين الذين أتوا على ظهر دبٌابات اليهود والأمريكان وغيرهم من الغزاة ومنهم من تلحٌف بعباءات تبرٌأت منها عمامات الأئمٌة الأطهار من آل بيت رسول الأعظم (ص).
إن وفاء خرٌيجي الجامعات والمعاهد العراقية لك اليوم وللعراق الأبي ولشهداء المقاومة العراقية الباسلة ، هي في بقائنا على عهدنا للعراق ولشعبه ولقيمه التي نقرؤها كلٌما تذكٌرنا شهاداتنا التي حصٌلناها وهي باقية فينا ما زلنا أحياء عاملين في مؤسٌساتنا ، وكان العراق هو الأصل في هذا الفضل العظيم الذي لا يتحسٌسه إلا من كان مثلنا في مستوى الحاجة له أيٌام أقفلت في وجوهنا حدود وأبواب بقيٌة الدول الشقيقة والصديقة .
لم نأت اليوم لنرثيك أيٌها القائد بل الرثاء للعلم والعلماء الذين تلاحقهم وتصطادهم رصاصات الصهاينة وعملاؤهم في كل مكان ، نرثي العراق بمن كان حامي العراق من كل أوجه الغزو والمطامع ، جئنا نرثي طالبي العلم من أولاد فقراء الحال الذين إستقبلهم العراق وصنع معهم مستقبلهم .
تحيا الأمة
عاشت فلسطين حرة عربية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية
آه أيتها المشنقة الملعونة ، أيتها المشنقة التي إلتفٌت على أشرف الأعناق رجولة وفروسية وكبرياء العظماء الذين عز التاريخ المعاصر لأمثالهم ، كم أنت مكسورة ، مخذولة ، وبلا حياء ، كم مثلت أولئك أشباه الرجال ولا حتى بأشباه الرجال الذين تخفٌوا وراء أقنعتهم برهة إرتكابهم جريمتهم والذين منعوا الصوت الذي دوى في أعماق الزمن الآت بصور الحقيقة التي حاولوا تزييفها ، خسئوا ورغم أنوفهم وأنوف معلميهم ، متحدياً وكاشفاً تاريخهم الأسود وعمالتهم القبيحة التي تعوٌدوا عليها للأجنبي القريب والبعيد .
لقد أرادوك أيتها المشنقة رمزاً لبثٌ سمومهم في كتابة التاريخ كما حاولوا في السابق ، لكنٌ الله سبحانه وتعالى قلبها عليهم وعلى أسيادهم مذلٌة وخذلاناً ، وكشف الله بها كل عورات تاريخهم المجبول مجوسية وصهيونية ، لقد حاولوا عبر الزمن وبنار حقدهم وأحلامهم السوداء حرق قيم الإسلام بمعاداتهم للعروبة التي أنار صدٌام حسين بروحه وروح أبنائه ورفاقه في المقاومة الوطنية العراقية البطلة قيمها وأجٌج جذوتها التي بدأت منذ الساعات الأولى للإحتلال .
والله يا أبا الشهداء كنت عظيماً كعظمة العراق الذي بنيته مع رفاقك ، وكان دائماً شوكة بعين الطامعين به وبحضارته ومقدٌساته وخيراته وقيمة بنيته منذ إمتشقته وخلدته قوساً أبدياً كعنوان للحرٌية والشهادة في ساحة الحرٌية في بغداد .
قصٌتنا نحن خرٌيجي الجامعات والمعاهد العراقية منذ بداية السبعينات وحتٌى لحظة الإحتلال المشؤوم ، هي حكاية طويلة من القيم والأخلاق والإنسانية ، هي علاقة وصلة الأرحام بين العروبة والإسلام وحقٌ الأخ على أخيه والأب على أولاده في بناء أجمل صور المستقبل الحضاري ، علاقة لن تنتهي طالما بقي فينا لمسة علم تعلمناها في جامعات ومعاهد هذا القطر العظيم بقيمه وشعبه ، وما بقي في عقولنا من فكر ومبادىء الصمود والتضحية في سبيل قضايا الأمة التي علمتنا إيٌاها بغداد وكنت أنت قائدها وملهمها وفارسها وجعلتها دائماً عصيٌة على الغزاة الطامعين ، وكنت أنت السيف البتٌار عليهم ، لأنٌك عرفتهم وخبرت مكائدهم وأدركت نواياهم منذ زمن بابل والقادسية الأولى والثانية .
يا أبا العلماء ، يا من بنيت جيشاً منهم أغضبت به أهل الظلام ، قبل أن تبني جيش العراق العظيم من الحرس الجمهوري وفدائيي صدٌام والجيش الشعبي ، والٌذي أردته دائماً وأقسمت عليه وقد فعلت فداء لفلسطين ولبنان والعراق مثل بقية الأمة حيثما يلزم الأمر وقد شهدت ذلك مدن فلسطين عام 1990 ، وجنوب لبنان عام 1978 والجولان عام 1973 ، وللآن في المقاومة الوطنية العراقية الباسلة على مسطٌح العراق ضدٌ الغزاة المحتلٌين من أمريكيين وإنكليز وعملائهم وحلفائهم من دول وأحزاب وعصابات طائفية ومذهبية محلية ووافدة .
قصٌتنا معك يا أبا الشهداء ، إنٌنا آمنٌا بالعلم ودعوتنا إليه إلى بغداد ، عندما فتحت أبواب جامعات العراق ومعاهده ومدارسه أمام الآلاف من الطلبة العرب عموماً وآلاف الطلبة اللبنانيين خصوصاً ، إيماناً منك بأنٌ للعرب حقٌ في موارد العراق كما للعراق مسؤوليته في بناء الأمٌة وتأهيلها في معادلة الصراع الحضاري مع أعدائها ، وكان العلم بالنسبة لك هو أحد سيوف النصر القادم أبداً في هذا الصراع ، ولقد وفيت لنا كما لشعبك العظيم قبلنا ولأمٌتك بعده في هذه المعادلة . لم يبخل العراق في ظل قيادتك القوميٌة وصيٌتك وتوجيهاتك الدائمة بأن يراعى الطلبة العرب في كافة الإختصاصات التي تؤمٌن لهم الفرص التي تتلاءم مع ظروف أقطارهم وحاجاتها العلمية والأكاديمية .
ذكراك أيٌها الإنسان العظيم هي في تحيٌتك لنا أيٌام الدراسة عند زياراتك المتكررة لنا في مقاعد الدراسة وأقسام سكننا الداخلية التي وفٌرتها لنا جامعاتنا لتسهيل إقامتنا ودراستنا ، وللإطمئنان الدائم على توفير كافة مستلزمات راحتنا ومعاني وفودنا إلى هذا القطر العظيم لتتسامى مع ذلك أفعالك مع قيم مبادئك التي آمنت في العروبة على الأرض والإسلام في السماء . عهدناك لنا في حياتك أباً وأخاً وملهماً ومعلماً ، عرفناك القائد الذي يتعلم في الإستماع للآخر ، ويدرك ويستعد للعطاء والتضحية بإباء وصدق ، ولمسنا فيك الحرب على المنافقين والدجٌالين والخونة والمشعوذين في أزقٌة الطائفيٌة والمذهبية والتقسيم ، وها هي اليوم وكما حذٌرت منها دائماً ، عصابات الظلام الطائفية تحرق بنيرانها الحاقدة البلاد والعباد بأيدي المجرمين الذين أتوا على ظهر دبٌابات اليهود والأمريكان وغيرهم من الغزاة ومنهم من تلحٌف بعباءات تبرٌأت منها عمامات الأئمٌة الأطهار من آل بيت رسول الأعظم (ص).
إن وفاء خرٌيجي الجامعات والمعاهد العراقية لك اليوم وللعراق الأبي ولشهداء المقاومة العراقية الباسلة ، هي في بقائنا على عهدنا للعراق ولشعبه ولقيمه التي نقرؤها كلٌما تذكٌرنا شهاداتنا التي حصٌلناها وهي باقية فينا ما زلنا أحياء عاملين في مؤسٌساتنا ، وكان العراق هو الأصل في هذا الفضل العظيم الذي لا يتحسٌسه إلا من كان مثلنا في مستوى الحاجة له أيٌام أقفلت في وجوهنا حدود وأبواب بقيٌة الدول الشقيقة والصديقة .
لم نأت اليوم لنرثيك أيٌها القائد بل الرثاء للعلم والعلماء الذين تلاحقهم وتصطادهم رصاصات الصهاينة وعملاؤهم في كل مكان ، نرثي العراق بمن كان حامي العراق من كل أوجه الغزو والمطامع ، جئنا نرثي طالبي العلم من أولاد فقراء الحال الذين إستقبلهم العراق وصنع معهم مستقبلهم .
تحيا الأمة
عاشت فلسطين حرة عربية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العراقية
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
كلمة الدكتور سطام القعود
أيها الأخوة ونحن في هذا اليوم نجتمع في ذكرى أربعينية استشهاد الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله وطيب ثراه ورفاقه الأستاذ برزان وعواد البندر. شرفني الله سبحانه وتعالى أن أكون أول المعتقلين وكان الأستاذ عواد البندر جاري كما قال أستاذ طارق عزيز جاري في المعتقل بغرفة لا تتجاوز الثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار.
شرفت أن أنقل أول رسالة من السيد الرئيس عبر المترجمين إلى رفاقه أو تدرون ماذا كان يقول؟ كان يقول شيئاً واحداً "موتوا أشلاء ولا تنطلقوا أذلاء".
أيها الأخوة دعونا لا نمجد رجلاً بل نمجد تاريخ أمة وتجربة حية تهيج في أعماقنا. أستهل هذه المناسبة لأقول لكم شيئاً مهماً أنه لا توجد حرب أهلية في العراق، ولن تكون حرب أهلية في العراق. أقول لكم شيئاً مهماً آخر وأنا ابن المقاومة أن كل أبناء العراق من الشيعة يقاتلون الأجنبي كما يقاتله أهل السنة. وأقول لكم أن كلمة لا إله إلا الله سترتفع عالياً في سماء العراق وأن كل الذين جاءوا على الدبابات الأميركية سوف يسقطون وسوف يموتون بقهرهم. أقول لكم أن المقاومة تنتشر في النجف الأشرف إلى الأنبار والبصرة والعمارة والناصرية والموصل وديالى، ولكن الإعلام يتعمد على أن يتكلم عن جزء من المقاومة ويخفي جزءاً آخر لكي يزرع فتنة في العراق. ولم تكن هناك فتنة طائفية في العراق. إسمعوني جيداً: العراق بنسيجه لا يؤمن بالطائفية حاولوا كثيراً أن يظهروا أقوالاً على شاشات التلفزيون أو يكتبون المقالات في الجرائد يتحدثون عنها فإنهم يكذبون عليكم. قبائل العراق كلها شيعة وسنة. وأهل العراق كلهم شيعة وسنة ولا عائلة عراقية لا يوجد بها شيعة وسنة. وقبائل العراق الكبيرة: الجبور الخفاجة الزبير الخفير كلهم شيعة وسنة، وكلهم يقاتلون. أولا تنظرون أن الشيعة لم يذهبوا إلى إيران؟ أو لا ينظرون أنهم جاءوا إلى لبنان وسوريا؟ ألا يوحي ذلك بشيء؟ يوحي بشيء واحد هو أن من يقاتل المحتل واحد. إن الشيعة قد سفكوا من دمائهم فداء العراق والتاريخ أكثر من أي فئة أخرى وسيفعلوها مرة أخرى.
أيها الأخوة
كنا في المعتقل نُسحق، ويعذبوننا ويسألون السؤال مئة مرة. وكلنا كنا نبتسم ونضحك ونتفق ونشد أزر بعضنا بعضاً، والأستاذ طارق عزيز في إحدى الجلسات وأنا كنت اسمعه يجلس مع رفاقه مع الأخ زهير ومع الأخ عواد البندر وهو يصحح لهم وهو مسيحي.
أريد أن أقول لكم شيئاً مهما ًجداً وخاصة إلى العراقيين الذين يعيشون هنا: أنتم مستهدفون ويريدون أن يفرقوكم ويريدون أن تبقوا شيعة وسنة, أنتم لا تؤمنون بهذه المقولة. المقاومة قوية لا مفاوضات مع الكيان الأمريكي أو المحتل، لا مصالحة وطنية. من يدعي أن هناك مصالحة وطنية فهو كاذب. ومن يدعي أن هناك مفاوضات سرية مع المقاومة فهو كاذب. ومن يدعي أن المقاومة تتحدث مع المحتل فهو كاذب آخر.
المقاومة ستستمر وسيعود العراق إلى حضن أمته العربية أبياً قوياً وستعود حضارة حمورابي وحضارة الرشيد وحضارة الإسلام العظيم وأرض الخلافة الراشدة الرابعة أرض الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وصابروا فإن النصر قريب إنشاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
نص البيان الذي وزَّعه تجمُّع المرأة اللبنانية في المهرجان
عاشت امتنا وعاش شعبنا المجاهد العظيم
عاش العراق الأبي وعاشت فلسطين حرة عربية
الله اكبر وليخسا الخاسئون
عاشت امتنا وعاش شعبنا المجاهد العظيم
عاش العراق الأبي وعاشت فلسطين حرة عربية
الله اكبر وليخسا الخاسئون
تلك هي الكلمات الأخيرة التي خطها الشهيد أبو الشهداء القائد البطل "صدام حسين" في رسالته إلى الشعب العراقي المقاوم, وصية هي لكل شرفاء هذه الأمة الذين لا يرتضون العيش إلا وبلادهم محررة من كل غاضب ومحتل.
أرادها عربية حرة وقد ناضل طوال حياته, وسعى جاهدا لتطوير هذه الأمة، ولقد مضى قدما في العمل على تطوير العراق على كافة المستويات الثقافية والعلمية، وقد حازت المرأة بشكل خاص على اهتمامه, واعتبرها من الرائدات, وقد تبوأت أهم وارفع المناصب العلمية والسياسية.
وتشهد له الأمة العربية على انجازاته, فقد وظف ثروة بلاده في مجالات الخير العام, وكانت ثورة البناء والعلم, ولقد فتح أبواب العراق لكل أبناء الأمة لينهلوا من علومها وخيرها وعطاء أبنائها النشامى.
أيها القائد يا سيد شهداء هذا العصر, في الذكرى الأربعين لسموّك إلى الدار الأعلى, افتقدناك000
افتقدنا روح البطل القائد الذي لا يلين000
افتقدتك الأمة, وهي تمرّ في ظروف ومحن عصيبة, ففلسطين التي أحببت وكنت لانتفاضتها الأب العطوف تشهد أوقاتاً صعبة, ولبنان المقاوم الذي اعتبرته "الشمعة المضيئة في ظلام هذه الأمة" تتكالب عليه المصالح الخارجية علها تنال من منعته.
والعراق المجاهد يؤكد مرة جديدة للمجرم بوش وعملائه أن الأرض العراقية بركان مقاومة لا ينطفئ مهما حاول الاحتلال من زرع فتن طائفية هنا ومذهبية هناك.
افتقدناك أيها الغائب الحاضر فينا أبداً إنك حي في ضمير كل حر في هذه الأمة العظيمة التي أنجبتك وأنجبت الملايين من الأبطال الذين رسموا طرقهم على خطاك في المقاومة التي أسست لها وبنيتها لطرد الغزاة والعملاء والخونة.
إن الملايين سائرين على طريقك المليء بالعز والشموخ والكرامة والإباء العربي الذي ما تخليت عنه يوماً حتى اللحظات الأخيرة...
لقد أعطيت أيها الشهيد القائد لأمتك التي أحببت، كل حياتك فعشت مناضلاً ثائراً واستشهدت قائداً عظيماً سيسطر التاريخ اسمه بحروف من "مجد وعز وكرامة".
المجد والخلود للأمة العربة ولشهدائها الأبرار
أرادها عربية حرة وقد ناضل طوال حياته, وسعى جاهدا لتطوير هذه الأمة، ولقد مضى قدما في العمل على تطوير العراق على كافة المستويات الثقافية والعلمية، وقد حازت المرأة بشكل خاص على اهتمامه, واعتبرها من الرائدات, وقد تبوأت أهم وارفع المناصب العلمية والسياسية.
وتشهد له الأمة العربية على انجازاته, فقد وظف ثروة بلاده في مجالات الخير العام, وكانت ثورة البناء والعلم, ولقد فتح أبواب العراق لكل أبناء الأمة لينهلوا من علومها وخيرها وعطاء أبنائها النشامى.
أيها القائد يا سيد شهداء هذا العصر, في الذكرى الأربعين لسموّك إلى الدار الأعلى, افتقدناك000
افتقدنا روح البطل القائد الذي لا يلين000
افتقدتك الأمة, وهي تمرّ في ظروف ومحن عصيبة, ففلسطين التي أحببت وكنت لانتفاضتها الأب العطوف تشهد أوقاتاً صعبة, ولبنان المقاوم الذي اعتبرته "الشمعة المضيئة في ظلام هذه الأمة" تتكالب عليه المصالح الخارجية علها تنال من منعته.
والعراق المجاهد يؤكد مرة جديدة للمجرم بوش وعملائه أن الأرض العراقية بركان مقاومة لا ينطفئ مهما حاول الاحتلال من زرع فتن طائفية هنا ومذهبية هناك.
افتقدناك أيها الغائب الحاضر فينا أبداً إنك حي في ضمير كل حر في هذه الأمة العظيمة التي أنجبتك وأنجبت الملايين من الأبطال الذين رسموا طرقهم على خطاك في المقاومة التي أسست لها وبنيتها لطرد الغزاة والعملاء والخونة.
إن الملايين سائرين على طريقك المليء بالعز والشموخ والكرامة والإباء العربي الذي ما تخليت عنه يوماً حتى اللحظات الأخيرة...
لقد أعطيت أيها الشهيد القائد لأمتك التي أحببت، كل حياتك فعشت مناضلاً ثائراً واستشهدت قائداً عظيماً سيسطر التاريخ اسمه بحروف من "مجد وعز وكرامة".
المجد والخلود للأمة العربة ولشهدائها الأبرار
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
بيان اللجنة التأسيسية للهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي
على مدى أربعين يوماً من تاريخ اغتيال القائد العربي الشهيد صدام حسين صبيحة عيد الأضحى المبارك على يد من خانوا بلدهم وقيم دينهم وأمتهم بقرار وإشراف وريث منهج العدوان على الشعوب وقضاياهم ورموزهم الرئيس الأميركي جورج بوش.
تعود الذاكرة البشرية لتستحضر وحشية العدوان الالغائي على الهنود وترتسم خريطة العدوانية من فيتنام إلى أفغانستان، إلى العرب، إلى إقفال سنة الفوضى الأميركية الخلاقة 2006 على جريمة العصر الموصوفة باغتيال الرئيس الشرعي للعراق الشهيد صدام حسين. وتفتح سنة الديمقراطية بالقوة الغادرة 2007 باغتيال رفيقيه الشهيدين برزان التكريتي وعواد البندر. وفي التأمل في توقيت هذه الجريمة وأسبابها ودوافعها، يتوضح حجم الحقد الأميركي وحلفائه على رموز النهضة والمقاومة العربية المعاصرة وحجم السعي المستميت لإلغاء المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان واستهداف قادتها وجمهورها وعوامل دعمها.
لقد راهن بوش وقادة احتلاله والمتعاملين معهم والمحرضين والصامتين بالموافقة على أن اغتيال الرئيس صدام حسين سوف يوفر حيثيات حاسمة تعكس انكفاءاً لفعل المقاومة الوطنية في العراق، وإحباطاً تراجعياً للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان وتفعيلاً للصراع الأهلي في العراق وفي أكثر من قطر عربي.
وإن إنهاء حياة هذا القائد العربي بوحشية وعن سابق تصور وتصميم، بعد رفض الرئيس صدام حسين والقيادة الوطنية العراقية الأسيرة لكل أشكال المساومات عل حقوق الشعب العراقي وقضاياه الوطنية والقومية وتأكيدهم على خيار المقاومة الوحيد لإخراج الاحتلال، سوف يتيح المجال لمعالجة هزيمة مشاريعهم وإن هذا الاغتيال السياسي سوف يفسح المجال أمام ما سماها بوش إستراتيجيته الجديدة كبديل عن هزيمة استراتيجياته السابقة.
وبعد أن عكس هذا الاغتيال الوحشي مزيداً من تفكك التأييد الدولي لمشاريع بوش العداونية وهزائم حزبه في أميركا واندفاع المرجعيات الستراتيجية لمعالجة الهزيمة في العراق وما سينتج عنها من تداعيات لهيبة هذه الدولة العظمى ورفض هذه المرجعيات لسياسات بوش وإدارته المرتكبة التي تتخبط تموجاً من خيار إلى آخر لمحاولة تخفيف نتائج الفشل في الداخل والخارج بفعل ما تلحقه المقاومة الوطنية العراقية بجنود احتلالهم وإفشال مشاريع عملائهم وداعهم في العراق.
وبعد تصاعد الرفض الشعبي الأميركي لاحتلال العراق والمطالبة بالانسحاب منه خاصة بعد اغتيال الرئيس صدام حسين، وبعد ارتفاع توابيت جنود الاحتلال القتلى المرسلة إلى بلادهم بالعشرات أسبوعياً.
يعود بوش وإدارته والمراهنين على احتلاله للمنطقة والساعون إلى الصفقات مع إستراتيجيته الجديدة للهروب إلى الامام باستحضار أدوات التدمير للعراق وشعبه وللوطن العربي وتفكيك ساحاته القطرية والسيطرة الاستعمارية على المنطقة وشعوبها ونهب ثرواتها ومصادرة ثقافاتها وإلغاء قيمها.
لم يقرأ الرئيس الأميركي وإدارته وحلفائه الصهاينة والمستفيدين وهما من احتلالاته التاريخ بدقة خاصة تاريخ العرب.
فبرغم التداعيات البنيوية التي أصابت الأمة على مدار قرون ماضية كانت هذه الأمة وما زالت قادرة على توليد قادة تاريخيين ويقظات تطور حضاري وخلق آليات مقاومة ومواجهات وإيمان بحتمية النصر واجتثاث الاحتلالات ومعاقبة العملاء وخونة الروابط.
لقد أعطى القائد العربي الشهيد صدام حسين الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأبنائه ورفاقه الشهداء في حياتهم ومماتهم العراق وكل قضايا الأمة بعداً نهوضياً وعلمياً وتطوراً ثقافياً ومقاومة متصاعدة ثابتة حتى النصر المؤكد.
لقد واجه القائد صدام حسين وأبناؤه ورفاقه الموت بفروسية وتحد ورصانة دفاعاً عن الأمة وشرف الأوطان وقيمة الإنسان.
وبرغم كل التوصيفات المركبة والحاقدة ستكون هذه الشهادة والعطاء من أهم حوافز تفعيل المقاومة والمواجهة على كامل الساحة العربية في مواجهة كل المعتدين على العرب وقضاياهم وحقوقهم.
إنا في الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد القائد العربي صدام حسين نعاهده ونعاهد شهداء المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين أن نبقى أوفياء لوحدتنا ولشهادتهم وعطائهم.
وندعو القوى والفعاليات والجماهير العربية والمرجعيات الدولية ومنها الحقوقية للوقوف في مواجهة استمرار مسلسل اغتيالات القادة والمناضلين في العراق والوطن العربي لوقف أحكام مركبة ومتناقضة مع المعايير القانونية والقيمة الإنسانية.
وندعو المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان إلى المزيد من التحصن والابتعاد عن مؤامرات دفعها إلى متاريس الصراعات الداخلية والعمل على وحدة المنهج الجبهوي المقاوم والسعي إلى تكريس أولوية أخوة المقاومة على كامل ساحة الوطن العربي.
المجد والخلود لشهداء الأمة
الفخر والاعتزاز بالشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الشهداء
عاشت الأمة
عاش لبنان
اللجنة التأسيسية للهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي
بيروت في 7/2/2007
رد: مهرجان تأبيني في لبنان للشهيد صدام حسين
بيان اللجنة التأسيسية للهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي
على مدى أربعين يوماً من تاريخ اغتيال القائد العربي الشهيد صدام حسين صبيحة عيد الأضحى المبارك على يد من خانوا بلدهم وقيم دينهم وأمتهم بقرار وإشراف وريث منهج العدوان على الشعوب وقضاياهم ورموزهم الرئيس الأميركي جورج بوش.
تعود الذاكرة البشرية لتستحضر وحشية العدوان الالغائي على الهنود وترتسم خريطة العدوانية من فيتنام إلى أفغانستان، إلى العرب، إلى إقفال سنة الفوضى الأميركية الخلاقة 2006 على جريمة العصر الموصوفة باغتيال الرئيس الشرعي للعراق الشهيد صدام حسين. وتفتح سنة الديمقراطية بالقوة الغادرة 2007 باغتيال رفيقيه الشهيدين برزان التكريتي وعواد البندر. وفي التأمل في توقيت هذه الجريمة وأسبابها ودوافعها، يتوضح حجم الحقد الأميركي وحلفائه على رموز النهضة والمقاومة العربية المعاصرة وحجم السعي المستميت لإلغاء المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان واستهداف قادتها وجمهورها وعوامل دعمها.
لقد راهن بوش وقادة احتلاله والمتعاملين معهم والمحرضين والصامتين بالموافقة على أن اغتيال الرئيس صدام حسين سوف يوفر حيثيات حاسمة تعكس انكفاءاً لفعل المقاومة الوطنية في العراق، وإحباطاً تراجعياً للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان وتفعيلاً للصراع الأهلي في العراق وفي أكثر من قطر عربي.
وإن إنهاء حياة هذا القائد العربي بوحشية وعن سابق تصور وتصميم، بعد رفض الرئيس صدام حسين والقيادة الوطنية العراقية الأسيرة لكل أشكال المساومات عل حقوق الشعب العراقي وقضاياه الوطنية والقومية وتأكيدهم على خيار المقاومة الوحيد لإخراج الاحتلال، سوف يتيح المجال لمعالجة هزيمة مشاريعهم وإن هذا الاغتيال السياسي سوف يفسح المجال أمام ما سماها بوش إستراتيجيته الجديدة كبديل عن هزيمة استراتيجياته السابقة.
وبعد أن عكس هذا الاغتيال الوحشي مزيداً من تفكك التأييد الدولي لمشاريع بوش العداونية وهزائم حزبه في أميركا واندفاع المرجعيات الستراتيجية لمعالجة الهزيمة في العراق وما سينتج عنها من تداعيات لهيبة هذه الدولة العظمى ورفض هذه المرجعيات لسياسات بوش وإدارته المرتكبة التي تتخبط تموجاً من خيار إلى آخر لمحاولة تخفيف نتائج الفشل في الداخل والخارج بفعل ما تلحقه المقاومة الوطنية العراقية بجنود احتلالهم وإفشال مشاريع عملائهم وداعهم في العراق.
وبعد تصاعد الرفض الشعبي الأميركي لاحتلال العراق والمطالبة بالانسحاب منه خاصة بعد اغتيال الرئيس صدام حسين، وبعد ارتفاع توابيت جنود الاحتلال القتلى المرسلة إلى بلادهم بالعشرات أسبوعياً.
يعود بوش وإدارته والمراهنين على احتلاله للمنطقة والساعون إلى الصفقات مع إستراتيجيته الجديدة للهروب إلى الامام باستحضار أدوات التدمير للعراق وشعبه وللوطن العربي وتفكيك ساحاته القطرية والسيطرة الاستعمارية على المنطقة وشعوبها ونهب ثرواتها ومصادرة ثقافاتها وإلغاء قيمها.
لم يقرأ الرئيس الأميركي وإدارته وحلفائه الصهاينة والمستفيدين وهما من احتلالاته التاريخ بدقة خاصة تاريخ العرب.
فبرغم التداعيات البنيوية التي أصابت الأمة على مدار قرون ماضية كانت هذه الأمة وما زالت قادرة على توليد قادة تاريخيين ويقظات تطور حضاري وخلق آليات مقاومة ومواجهات وإيمان بحتمية النصر واجتثاث الاحتلالات ومعاقبة العملاء وخونة الروابط.
لقد أعطى القائد العربي الشهيد صدام حسين الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي وأبنائه ورفاقه الشهداء في حياتهم ومماتهم العراق وكل قضايا الأمة بعداً نهوضياً وعلمياً وتطوراً ثقافياً ومقاومة متصاعدة ثابتة حتى النصر المؤكد.
لقد واجه القائد صدام حسين وأبناؤه ورفاقه الموت بفروسية وتحد ورصانة دفاعاً عن الأمة وشرف الأوطان وقيمة الإنسان.
وبرغم كل التوصيفات المركبة والحاقدة ستكون هذه الشهادة والعطاء من أهم حوافز تفعيل المقاومة والمواجهة على كامل الساحة العربية في مواجهة كل المعتدين على العرب وقضاياهم وحقوقهم.
إنا في الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد القائد العربي صدام حسين نعاهده ونعاهد شهداء المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين أن نبقى أوفياء لوحدتنا ولشهادتهم وعطائهم.
وندعو القوى والفعاليات والجماهير العربية والمرجعيات الدولية ومنها الحقوقية للوقوف في مواجهة استمرار مسلسل اغتيالات القادة والمناضلين في العراق والوطن العربي لوقف أحكام مركبة ومتناقضة مع المعايير القانونية والقيمة الإنسانية.
وندعو المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان إلى المزيد من التحصن والابتعاد عن مؤامرات دفعها إلى متاريس الصراعات الداخلية والعمل على وحدة المنهج الجبهوي المقاوم والسعي إلى تكريس أولوية أخوة المقاومة على كامل ساحة الوطن العربي.
المجد والخلود لشهداء الأمة
الفخر والاعتزاز بالشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الشهداء
عاشت الأمة
عاش لبنان
اللجنة التأسيسية للهيئة الوطنية لدعم المقاومة والشعب العراقي
بيروت في 7/2/2007
مواضيع مماثلة
» مهرجان تأبيني للشهيد صدام حسين في البقاع الغربي_لبنان
» عائشة تكتب للشهيد صدام حسين
» قصيدة للشهيد صدام حسين/الشاعر عباس جيجان
» صدام حسين : الشهيد الإنسان
» كل بعثي يبايع عزة الدوري خليفة للشهيد القائد صدام حسين
» عائشة تكتب للشهيد صدام حسين
» قصيدة للشهيد صدام حسين/الشاعر عباس جيجان
» صدام حسين : الشهيد الإنسان
» كل بعثي يبايع عزة الدوري خليفة للشهيد القائد صدام حسين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى